يشهد العالم اهتماماً غير مسبوق بحروب التضليل وإدارة التصورات والتأثير في الأفكار والحروب الإدراكية، بحيث أصبحت محل اهتمام أغلب دول العالم بما فيها الدول الغربية التي كانت في السابق في موقع الهجوم في الحروب الناعمة، في هذا السياق أطلق الإمام الخامنئي مفهوم جهاد التبيين كعنوان للمواجهة مع الحروب التي تستهدف البعد المعنوي والمعرفي، ويتحقق هذا الجهاد عبر تصحيح المعرفة والإدراك بعد التعرض للتشوه والإلتباس بفعل الهجوم المعرفي الإعلامي، لكن هذا النوع من الحرب يترك آثاراً عميقة تطال أبعاد الحياة الإنسانية المختلفة، ومنها البعد الإجتماعي، فالإختلال المعرفي يترك أثره في التواصل والتعارف والتفاعل، ومن ثم يصل إلى البنية الإجتماعية وشبكة العلاقات فيؤثر في حركتها واستقرارها وكينونتها، وهذا ما يتعرض له هذا البحث. منهجية التحليل تقوم على أساس مكونات بنية التفاعل الاجتماعي، ومن ثم تحديد تأثير الحروب الإدراكية على كل واحد من هذه المكونات، وكيف يعمل التبيين على إعادة تشكيل ذلك المكوِّن، مع الإشارة إلى تأثير المكونات في بعضها بعضاً حينما تتفكك وعند إعادة تشكلها.