»

ملخص دراسة: على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية، هكذا نصل إلى احتفالات الـ100 عام بصورة أقوى

28 نيسان 2023
ملخص دراسة: على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية، هكذا نصل إلى احتفالات الـ100 عام بصورة أقوى
ملخص دراسة: على الرغم من التحديات الداخلية والخارجية، هكذا نصل إلى احتفالات الـ100 عام بصورة أقوى

الكاتب: عاموس يادلين - رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقاً وباحث

          أودي أفنطال - عسكري وباحث مختص في قضايا السياسة والاستراتيجيا

المصدر:  N12

الملخص:

في عامها الـ75، تعيش دولة إسرائيل أزمة داخلية تهدد حصانتها وقوّتها وإنجازاتها. من هنا، إلى أين تتجه دولة إسرائيل؟ تتعلق الإجابة بالصورة التي سنخرج فيها من الأزمة الحالية، لكنها غير محصورة بها. لذلك، ففي ذكرى إقامة دولة إسرائيل، سنوجه أنظارنا إلى الأفق، ونُحاول أن نرى ما بعد 25 عاماً: كيف ستكون إسرائيل في عيد ميلادها المئة؟

سيكون من الصعب توقّع ما سيحدث بعد عشرات الأعوام لذلك، سنقوم بالأمر استناداً إلى "تخطيط يستند إلى سيناريوهات".هذه سيناريوهات ممكنة في 9 مجالات؛ انطلاقاً من المستوى الدولي، مروراً بالإقليمي، وصولاً إلى الداخلي، وستؤثّر في إسرائيل خلال الأعوام الـ25 المُقبلة:

  • الهندسة الدولية:

السيناريو (أ): أن تتخطى الصين الولايات المتحدة وتتحول إلى القوة العظمى الأكبر، حينئذ، تفقد إسرائيل الدعم الضروري من طرف قوة عظمى، والصين ليست بديلاً ممكنًا.

السيناريو (ب): أن تتعامل الولايات المتحدة مع التحدي الصيني، لمنعه من التحوّل إلى قوة مهيمنة. حينئذ، تستغل إسرائيل الفرصة لتتحوّل إلى شريكة استراتيجية وتكنولوجية للولايات المتحدة، وتعزز من علاقاتها مع معسكر الغرب وآسيا.

  • المكانة السياسية:

السيناريو (أ): تفكّك العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب زعزعة القيم المشتركة للدولتين وتعارض المصالح في قضايا استراتيجية، وهو ما سيحوّل إسرائيل من قيمة مضافة إلى عبء بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ويدخلها في عزلة سياسية، ويلحق الضرر بالتعاون الأمني وبيع السلاح المتطور. (ستتعرض لعقوبات واعتقال المسؤولين فيها والمُقاتلين في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي).

السيناريو (ب): أن يتعزز كلّ من التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة والتنسيق الأمني - السياسي بينهما في القضايا الاستراتيجية، وتتعمق عمليات التطوير المشتركة للقدرات العسكرية المستقبلية وتتوسع. فيتم حفظ حرّيّة الحركة السياسية والعسكرية الخاصة بإسرائيل.

  • يهود العالم وإسرائيل:

السيناريو (أ): بقاء  إسرائيل المركز الأكبر لليهود في العالم، لكنها تتوقف عن كونها الدولة القومية للشعب اليهودي برمّته، وذلك بسبب الفجوات الآخذة في التوسع. فيتراجع دعم إسرائيل من جانب اليهود في العالم اقتصاديًا وثقافيًا.

السيناريو (ب): أن تعترف إسرائيل بأهمية يهود الولايات المتحدة وتدير معهم حوارًا مفتوحًا بهدف تقوية العلاقة بين التجمّعين الأكبر لليهود في العالم، وصوغ مستقبل مشترك لكلَيْهما. وتحافظ على طابعها الديمقراطي.

  • التكنولوجيا:

السيناريو (أ): أن تفقد إسرائيل تفوّقها التكنولوجي والعسكري الذي ميّزها خلال الـ50 عامًا الماضية. كذلك، أن تحدّ الولايات المتحدة من قدرة إسرائيل على الوصول إلى تكنولوجيا حساسة، بصورة تمنعها فيها من ترجمة الابتكارات التكنولوجية في مجال المنظومات العسكرية إلى أرباح واستثمارات. في مقابل ذلك، تزوّد أعداء إسرائيل بقدرات متطورة أكثر في مختلف المجالات العسكرية والاستخباراتية والتكنولوجية، بمساعدة من الصين وروسيا.

السيناريو (ب): أن تضم الولايات المتحدة إسرائيل إلى بنيتها الصناعية – التكنولوجية، وتقوم بترقيتها إلى مكانة الدول في الـ(Five Eyes)، فتتتحول إلى دولة أكثر تطورًا في مجال الدفاع. في النتيجة، يُحفظ التفوق العسكري في مقابل الأعداء ويتوسع إلى مجالات استراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل

  • الصراع الفلسطيني الإسرائيلي:

السيناريو (أ): ألاّ ينجح الفلسطينيون والإسرائيليون في الوصول إلى اتفاق سياسي، وتسرع إسرائيل في مسار الضم الفعلي. ويموت إمكان كينونة واقع دولتين، ويختلط المجتمعان بصورة تمنع الانفصال.

ومن الناحية الميدانية، لا تعود السلطة الفلسطينية قادرة على الحُكم، فتتحوّل المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل وتُثقِل كاهلها اقتصاديًا وعسكريًا وسياسيًا.

أما غزة، فستزداد الهجمات الصاروخية والقذائف والمسيّرات، وهو ما يدفع الجيش إلى الدخول من جديد إلى قطاع غزّة.

السيناريو (ب): بعد أبو مازن، ينجح ائتلاف مشكّل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية كما دول المنطقة المعتدلة في تشجيع قيادة فلسطينية جديدة على العمل على تقوية منظومات الحكم وتحسين الحوكمة والاقتصاد الفلسطينيَيْن، وعلى أن يتنكّروا للـ"إرهاب"، بالكلام والأفعال. وتدفع إسرائيل باتجاه اتفاق سياسي يحفظ أمنها، ويحفظ غور الأردن والكُتل الاستيطانية في يدها.

  • إيران والمحور المتطرف:

السيناريو (أ): حصول إيران على سلاح نووي، ويكون هناك لأول مرة إمكان تهديد وجودي على إسرائيل. فيتحول الشرق الاوسط لخطر أكبر حيث يدخل في سباق تسلح نووي، فتصبح إسرائيل محاطة بدول نووية. وبغطاء نووي إيراني، تزيد أذرع إيران جهودَها لضرب إسرائيل بهدف تفكيكها، فيقف الجيش أمام تحديات لا تتوقف تدفعه لحرب على عدة جبهات.

السيناريو (ب): نجاح العالم في تأخير حصول إيران على السلاح النووي لعشرات الأعوام، وذلك يكون بفضل ضغوط اقتصادية دولية، وتهديد عسكري حقيقي بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل. ويَعْقُبُ ذلك احتجاجات واسعة تندلع في إيران وتُسقط النظام، فتتراجع قوة المحور المتطرّف يقف أمامه ائتلاف يتعاظم بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة إسرائيل والسعودية اللتين تطبّعان العلاقات فيما بينهما.

  • الاقتصاد:

السيناريو (أ): تكبر الشريحتان غير الصهيونيتَين في إسرائيل بوتيرة سريعة أكثر من غيرهما، مما يزيد التهديد على إسرائيل في أن تتحوّل اقتصادياً إلى دولة عالم ثالث، كونهما لا يساهمان كثيرًا في الاقتصاد. بالإضافة إلى هجرة العقول، وتراجع الهجرة إلى إسرائيل كما والمساعدة الاقتصادية من طرف يهود العالم.

السيناريو (ب): نجاح إسرائيل في القيام بثورة في القطاع التعليمي، وضمنه المجتمع العربي، كما نجاحها في تشجيع تعليم العلوم في أوساط المجتمع الحريدي الذي يندمج بأعداد كبيرة في سوق العمل، بالتالي يرتفع النمو، ويحافظ الاقتصاد على استقراره.

  • الجيش:

السيناريو (أ): تسرُّب لفئات واسعة من الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية، وذلك عبر مسار تشريعي، وهو ما سيفكّك رسمياً فكرة المشاركة في العبء. كما سيتسارع التراجع في الدافع للخدمة العسكرية وخصوصاً القتالية، والخدمة في جيش الاحتياط. تى نصل إلى تفكّك نموذج "جيش الشعب"، ما سيرفع الأثمان في كل معركة مقبلة.

السيناريو (ب): نجاح إسرائيل في تشجيع اندماج الحريديم بأعداد كبيرة في الخدمة العسكرية أو القومية، وينجح النظام السياسي في خلق اتفاق واسع على إصلاحات تحفظ ديمقراطية الدولة واستقلالية النظام القضائي فيها.

  • المجتمع:

السيناريو (أ): تعمق الفجوات وتفكّك البنية الاجتماعية، وتتراجع الحصانة القومية.

السيناريو (ب): توحد أغلبية "القبائل" في كُتلة وسط سياسي كبيرة تقود عملية إغلاق الفجوات، وتقود إصلاحات ضرورية بالتدريج والاتفاق، وهو ما يترجم إلى دستور يحفظ قواعد اللعبة، ويعكس إرادة الأغلبية مع المحافظة على حقوق الأقليات.

من 75 إلى 100: 5 استخلاصات مركزية

  1. قيادة مُختلفة: اختيار قيادة تنظر إلى البعيد، ولديها رؤية من نوع رؤية بن غوريون، لا يهمها إلاّ خدمة الدولة ومواطنيها ومكانتها وحصانتها.
  2. وسط سياسي واسع يستند إلى ما يجمع وليس ما يُفرّق: ائتلاف وسطي مستقر يستطيع التعامل مع المشكلات بصورة مركزية، ويقود تغييرات ضرورية على أساس الدعم الجماهيري الواسع.
  3. التحالف مع الولايات المتحدة: إن الدعم من طرف قوّة عظمى هو مصيري بالنسبة إلى إسرائيل. يتوجب على إسرائيل أن تحافظ على حصانة العلاقات الضرورية مع الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها.
  4. المشكلة الفلسطينية: الانفصال عن الفلسطينيين وضمان أمن وتطوّر نظام حكم فلسطيني معتدل وفعّال. وفي المقابل، يجب الدفع للوصول إلى أوضاع مستقرّة وآمنة مستقبلاً.
  5. الديمقراطية والوحدة: إن ديمقراطية تستند إلى فصل السلطات ونظام قضائي مستقل، وهي روح دولة إسرائيل كمجتمع متعدّد "القبائل" والشرائح.

الخاتمة: أثبتت إسرائيل سابقاً أنها، استناداً إلى نوعية المواطنين والقيادات الشجاعة والمسؤولة، تستطيع الوقوف أمام جميع التحديات. عليها أن تثبت هذا مرّة أُخرى مستقبلاً، للوصول إلى عامنا الـ100 كدولة يهودية وديمقراطية، مزدهرة، حرة و"على حق".