إنّ الدراسات الحديثة أثبتت أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزل المنغمسين فيها عن الواقع الحقيقي وتربطهم بواقع افتراضي غير موجود[1]، إذ شكّلت منهم كتلة معزولة ليتحكم القائمون عن هذه الوسائل (قادة الحرب التركيبية) بإدراكها ووعيها ومعرفتها بالظروف، وكذلك ليتحكم بمشاعرها وقراراتها وسلوكها، وليؤثر في أذواقها ومعاييرها وينمّط إدراكها، وليفصلها عن المؤثرات وعوامل النقاش والعلاج المحلية، وكذلك ليتفرد بالتحكم بتلك الكتلة ويحركها لصالح قادة الحرب التركيبية. واستطاع قادة الحرب التركيبية احتكار وتعطيل الحاسة النقدية أثناء عملية التلقي أو الاستقبال للكتلة المعزولة وأصبحت كروبوت مقاتل بالوكالة عنهم يُستخدمون في أوقات السلم والحرب وكذلك في أوقات الانتخابات وكذلك خلال الثورات الملونة.
وفي هذه الورقة سيتم التعرف أكثر على هذه الكتلة المعزولة والتي يتم تأطيرها ضمن ما يمكن تسميته "الفقاعة الافتراضية" وعلى أدوارها وآليات عملها وأنواعها، والتي تعتبر جيلًا جديدًا في الثورات الملونة.
[1] Does Social Media Create Isolation?, regis college, oct 2021