»

وثيقة: التعهد الأمريكي بعدم توسع الناتو شرقًا

08 آذار 2022
وثيقة: التعهد الأمريكي بعدم توسع الناتو شرقًا
وثيقة: التعهد الأمريكي بعدم توسع الناتو شرقًا

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

   

لم يكن تدمير آلاف الأسلحة النووية، الاستراتيجية منها والتكتيكية، عام 1994 عبثيًا، بل إنه لم يكن ليحصل بشكل مجاني، إلا بعد لقاءات تاريخية ومحادثات ثنائية ومتعددة، علنية وسرية، تضمنت بنود وتعهدات لحث الجانب السوفياتي ودفعه نحو القبول بالرغبة الغربية "الأمريكية".

عقب معاهدة الصواريخ المضادة للباليستية في 1972، ومعاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى عام 1988، لجأ قطبي الحرب الباردة، إلى عقد اتفاقية ستارت 1 وذلك قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991 وقد دخلت حيز التنفيذ عام 1994. وقد تم الاتفاق عليها للحد من الأسلحة الاستراتيجية بين بوش الأب وغورباتشوف، وقد تضمنت أكبر خفض ثنائي للأسلحة النووية في التاريخ.

تلك المعاهدة التي حصلت إثر حركة دبلوماسية مكوكية لوزير الخارجية جيمس بايكر، التقى فيها مع الرئيس السوفياتي أو هاتفه، وكذا محادثات ولقاءات بين الرئيسين بوش وغورباتشوف بالتوازي مع لقاءات مع الأوروبيين "الحلفاء في الناتو". ولكشف ما دار في تلك الأروقة الروسية والأمريكية والأوروبية، اعتمدنا على أوراق وثائق علنية وسرية مسربة تتضمن فحوى الضمان الأمريكي الغربي الذي أوصل إلى ذلك الاتفاق لوقف حرب عالمية كان العالم على شفا حفرة منها.

كما ذهب الأمريكي إلى الدخول في محادثات مع الرئيس الروسي الحديث العهد آنذاك بوريس يلتسن، بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، مستغلا الضعف الذي كان يعاني منه عهد يلتسن على كافة الأصعدة، ومقايضًا إياه على بنود مصيرية كانت تشكل ضمانات في عهد غورباتشوف. وهنا، بدأ التخلف الأمريكي عما كان قد وعد به قبيل انهيار الاتحاد السوفياتي وانتهج سبيل الهيمنة والاستئثار بحكم العالم بقطب واحد.