بين الشعور الإسرائيلي بالتورط في معركة متعددة الجبهات دون الوصول الى تحقيق اهداف الحملة واستمرار صواريخ المقاومة في تفعيل معادلة جديدة يبدو انها ستغير قواعد اللعبة العسكرية بأكملها، يقرّ المحللون الصهاينة بضرورة انشاء استراتيجية متكاملة مبنية على إدارة حملة متعددة الجبهات وهي محاولة خاضها الإسرائيلي في مناوراته الأخيرة تحت شعار المواجهة الشاملة في الجبهات المتعددة.
لا يخفي الإسرائيلي قلقه وعدم ثقته في إمكانية نجاح هذه الاستراتيجية خاصة في ظل ما يحصل من توترات وتقلبات على مستوى الجبهة الداخلية حيث يرتفع منسوب المواجهة بين فلسطينيي 48 والصهاينة في القدس من جهة وما تتعرض له المستوطنات على كامل الخط الفاصل بين القدس والضفة والقطاع. وعليه، ستعمل إسرائيل على محاولات لاحتواء المرحلة من خلال التعاطي مع المسالة بشكل منفصل ومحاولة فصل التلاحم والتنسيق الشعبي بين اهل القدس والقطاع وتوريط السلطة الفلسطينية في تفاهمات سياسية جديدة لإقصاء حركة حماس وقوى وفصائل المقاومة من أي معادلة جديدة واحتواء تحركات وحالة الغضب الشاملة داخل الخط الأخضر. انها محاولة للاتكال على الحل السياسي للتغطية على الفشل العسكري.