»

مترجم: الانتخابات الرئاسية في ايران لعام 2021 - تقييم أولي

15 آذار 2021
مترجم: الانتخابات الرئاسية في ايران لعام 2021 - تقييم أولي
مترجم: الانتخابات الرئاسية في ايران لعام 2021 - تقييم أولي

ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

 
 
نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى تقريرا تناول فيه الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة وطرح جملة من النقاط المتعلقة بما اسمها بالقيود المؤسساتية على الرئاسة الإيرانية وكيف تغيرت بمرور الوقت. والدور الذي تلعبه الانتخابات في النظام السياسي الإيراني - وما نسبة المشاركة في هذه الانتخابات المقبلة قد تكشف عن ذلك وعن استقرار النظام بشكل عام. صحة الأطروحة القائلة بأن الحرس الثوري الإسلامي يحاول تثبيت نظام عسكري في البلاد. مع طرح أسماء بعض المرشحين الحاليين والمحتملين في انتخابات يونيو.
 
في تقييم لهذا التقرير تبرز النقاط التالية:
تبدو الانتخابات الإيرانية لعبة سياسية معقدة، تحمل في طياتها نتائج مفاجئة قد تقلب كل التوقعات رأسا على عقب.
الانتخابات الإيرانية ستكون مفاجئة وقد تتغير عناوينها في اخر لحظة، كما أنه أيًا كانت النتائج ستكون بالنهاية نتائج موجهة لخدمة مصلحة الدولة الإيرانية وسياساتها وخياراتها الوطنية.
يقرّ المحللون في معهد واشنطن بان العملية مهما طال الحديث عنها او محاولة فهم مراحلها المعقدة، فإنها لن تمر ولن تتم الا باحتواء كامل من مؤسسة الحرس الثوري، القوة الفاصلة في أي خيارات سياسية مقبلة.
يحاول المحللون الذهاب الى ما هو ابعد من الانتخابات باستنتاج مستفز سياسيا، بالقول ان الخطورة تكمن في ان تصبح إيران دولة دكتاتورية عسكرية بمجرد فوز شخصية قريبة من الحرس الثوري او مرشحة منه، او بمجرد غياب السيد خامنئي عن المشهد السياسي. وهذا طبعا تحليل ضعيف ومبتور لأنه لا يعتمد على فهم معمق لطبيعة انتقال السلطة السياسية في إيران ولا لطبيعة النظام السياسي ولا للخيارات المتوفرة والمرصودة داخليا لسد أي فراغ او أي حالة قد يسببها غياب السيد القائد او انسحابه من المشهد السياسي.
تبدو عملية العودة للتفاوض حول البرنامج النووي الإيراني عملية معقدة وغير مثمرة خاصة مع نهاية ولاية الرئيس روحاني، بعد فشل كل محاولات الاستفادة من مشروع خطة العمل المشتركة والذي انهار بمجرد الانسحاب الأمريكي منه.
ان السجلّ المدمر لخطة العمل المشتركة وفشلها في الوفاء بالتزاماتها (الاقتصاد)، إضافة الى عمليات الاستهداف بالاغتيال التي طالت قادة ورجال دولة إيرانيين مثل القائد اللواء قاسم سليماني والعالم محسن زاده، تجعل من الصعب القبول باي تفاوض سهل أو الوصول الى ابرام اتفاق جديد قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. وربما هذا الواقع هو ما يقلق الأمريكيين والأوروبيين الذين يحرصون على القول بانه ليس مهما معرفة الشخصية السياسية التي ستحكم إيران في المرحلة المقبلة بل المهم السياسات والتوجهات التي ستتبناها القيادة والحرس الثوري لان كلاهما العصب الحقيقي للدولة في إيران. 
الهاجس الأكبر عند الأمريكي والغرب هو الدور الأساسي والمهم لمؤسسة الحرس الثوري الإيراني في قيادة السلطة والاحاطة بخياراتها وحماية مشروعها الوطني والمقاوم. هو الخطر الحقيقي على المصالح الامريكية والغربية وعلى إسرائيل، لذلك ومن خلال طرح مسالة " ما بعد خامنئي"، يحاول الامريكيون والغرب، الإيحاء بانها ستكون مرحلة مفصلية في تاريخ إيران، وأنها ستكون مرحلة معقدة وخطيرة ومليئة بالتعقيدات وربما الصراعات، لكنهم يغفلون عن حقيقة ثابتة في النظام الإيراني وهي المؤسسات، فإيران دولة مؤسسات وهي بهياكلها وتنظيماتها وخياراتها واحزابها وطوائفها لا تحيد عن مبدأ المحافظة على النظام والمصلحة الوطنية.
يهمل الأمريكي والغرب مسألة قوة النظام في تماسك مؤسساته من الحرس الثوري، ومجلس الشورى الى مجلس تشخيص النظام وهي كلها مؤسسات تمثل العضد الأساس للمشهد السياسي الإيراني المتين والمرن بمحافظيه وإصلاحيه مجتمعين.