»

تدهور الاقتصاد الايراني وتراجع ايران عن مواقفها مجرد أوهام

05 شباط 2021
تدهور الاقتصاد الايراني وتراجع ايران عن مواقفها مجرد أوهام
تدهور الاقتصاد الايراني وتراجع ايران عن مواقفها مجرد أوهام

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

بقلم راز تسيمت الخبير بالشؤون الايرانية في معهد الامن القومي في تل ابيب/ موقع واي نت التابع ليديعوت احرونوت/ 4/2/2021.

لا يوجد شك أن ايران تعاني من أزمة اقتصادية عميقة... على الرغم من الضغوط الاقتصادية القصوى، إلا أنها لم تنجح في أن تفرض على ايران العودة الى طاولة المفاوضات، أو تليين سياستها، الأمر الذي ساهم في مفاقمة الازمة الاقتصادية في ايران، ايضًا، ازمة كورونا والفشل البنيوي الذي يعاني منه الاقتصاد الايراني. إلا أنه على العكس مما بدا من كلام رئيس الاركان افيف كوخاف، فإن الأكثر دقة هو أن الاقتصاد الايراني نجح في ملاءمة نفسه بالتدريج مع نظام العقوبات.

في العام 2019، ارتفع للمرة الاولى، حجم التصدير الايراني الذي لا يرتكز على النفط... ويعود ذلك ليس الى التراجع الدراماتيكي لتصدير النفط، وانما ايضًا من الزيادة المتواصلة في تصدير البضائع الاخرى، نتيجة التحسن في الانتاج المحلي. وعلى سبيل المثال، البضائع التي كان يتم استيرادها من الخارج، بات يتم انتاجها محليًا داخل ايران. وهو ما أدى الى نمو معين في الصناعة المحلية .

يبدو من التقديرات المحدقة لشركات دولية، أن ايران رفعت من تصدير نفطها في الاشهر الاولى من العام 2021، الى 600 – 700 الف برميل في اليوم، للمرة الاولى منذ نيسان 2019. ويعكس ذلك، قرار الصين مساعدة ايران الالتفاف على قيود العقوبات.

حدَّد صندوق النقد الدولي تقديراته للنمو في ايران، ففي العام 2020، انكمش الاقتصاد في ايران بنسبة معتدلة نسبيا، 1,5%. لكن من المتوقع العودة للمرة الاولى منذ فرض العقوبات القصوى، الى النمو الاقتصادي بنسبة معتدلة، في العام 2021، بين 1,5%، و 3,2%.

لا معنى لمواقف قائد الجمهورية الاسلامية، (الامام) الخامنئي،  بأن حل الازمة الاقتصادية لايران، لا يكمن في رفع العقوبات، وانما اجهاضها عبر "اقتصاد المقاومة"، والتي يرتكز جوهرها على تقليص الارتباط بالنفط وتطوير الصناعات المحلية، (لا معنى لهذه المواقف) إلا أنه لن يكون مستعدًا في المستقبل، كما فعل في الماضي، لحلول وسط تكتيكية بما يتلاءم مع الظروف المتغيرة.

مع ذلك، التقدير بأن وضع اقتصاد ايران يتدهور فقط، ويفرض عليها ذلك التراجع عن مواقفها الحالية، يمكن أن يتضح لاحقا، أنه أمل عبثي (أوهام).