»

مترجم: سياسة بايدن هي "الضغط الذكي"

29 كانون الثاني 2021
مترجم: سياسة بايدن هي "الضغط الذكي"
مترجم: سياسة بايدن هي "الضغط الذكي"

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

مقابلة مع يد الله جواني المعاون السياسي للحرس الثوري الايراني

موقع "حاميان ولايت"/25-1-2021

تحدث القائد يدالله جواني المعاون السياسي للحرس الثوري في حوار مع وکالة فارس الإيرانية عن آخر التطورات في الولايات المتحدة والمنطقة. وأشار في تحليله بشأن هزيمة ترامب في الانتخابات: اٍنّ "الأحداث في الولايات المتحدة تحتاج إلى تحليل بعدة طرق مختلفة". واستمر قائلاً: يجب اعتبار هزيمة ترامب، هزيمة للولايات المتحدة في مواجهة مقاومة الأمة الإيرانية البطولية. إن هزيمة ترامب وأحداث الأشهر القليلة الماضية في الولايات المتحدة جميعها مؤشر رئيسي على تراجع الولايات المتحدة وهزيمة الديمقراطية الليبرالية الغربية. أظهرت هذه الأحداث أن العدو الرئيسي للنظام الرأسمالي والديمقراطية الليبرالية – التواجدد داخل المجتمعات الغربية، وخاصة داخل الولايات المتحدة، هي الأمة الأمريكية.

كما قال المعاون السياسي للحرس الثوري ردًا على سؤال حول كيفية هزيمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لترامب: "بناءً على تحليل ما، انسحب ترامب من الإتفاق النووي وكان يأمل في تحقيق ما یتمناه. بالطبع لعبت بعض التيارات الداخلية في إيران کما أن لبعض الحكومات دورًا بارزًا في تشكيل هذا التحليل في تصورات ترامب وفريقه. فحسب تحليل ترامب، وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وتزاید العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية، وضعت إيران أمام خیارین إما الحرب وإما التفاوض. بعبارة أخرى، عندما انسحبت الولايات المتحدة من الإتفاق النووي وضع ترامب إيران على مفترق طرق "الحرب أو التفاوض"، کان يسعى من وراء ذلک إلی إجبار الجمهورية الإسلامية على قبول المفاوضات. وصرح جواني: "لكن في مثل هذه الظروف والأجواء، قال القائد الحكيم للثورة الإسلامية الجملة التاريخية:" لن نتفاوض ولن تكون هناك حرب ". الآن غادر ترامب البيت الأبيض إلی مزبلة التاريخ، وبالتالي، تم إثبات نظرية "لا حرب ولا تفاوض". وكان هذا فشلًا استراتيجيًا للولايات المتحدة وإدارة ترامب. وحول ردود الفعل على مواقف المرشد الأعلى للثورة خلال هذه الفترة، قال المعاون السیاسی للحرس الثوري: بعد الإعلان عن موقف السید القائد حیث کان  بالطبع مع الإستدلال والبرهان، لماذا لم نتفاوض مع أميركا ولماذا لن یکون هناك حرب؟ فالكثيرون في الداخل والخارج ينتظرون ليروا ماذا سيحدث. في غضون ذلك هناك بعض النقاط التي تستحق النظر وتحتاج إلى تحليل وشرح، والتي سأشیر إلیها بإيجاز.

وأضاف: "مع إعلان الموقف الصريح للسید القائد، جاءت صدمة كبيرة لترامب. لأنه كان علی خلاف تحليله وتصوراته. اعتقد ترامب أن إيران ستجلس بالتأكيد على طاولة المفاوضات. برأيي التحليلات الداخلية وخطابات بعض المسؤولين الحكوميين في شرح الإتفاق النووي وأن حل العديد من مشاكل البلاد مرتبط بالمفاوضات مع الولايات المتحدة، خلقت مثل هذه التصورات لترامب. لذلك، لفترة من الوقت كان ترامب يتوهم أن الإيرانيين ليس لديهم خيار آخر غیر التفاوض، وعلى الرغم من موقف المرشد الأعلى للثورة، إلا أنه ما زال يعتقد أن إيران تتراجع عن موقفها وعندما لم يحدث هذا، أرسل وسطاء مثل رئيس وزراء اليابان إلى إيران من جهة ومن جهة أخری أرسل رسائل تهديد، لكن لم ينجح أي منهم وظلت الجمهورية الإسلامية ثابتة في موقفها الصحيح. وأشار جواني: "جاء تنفيذ تهديد ترامب في استشهاد القائد سليماني. وأعلن رسمياً مسؤوليته عن الاغتيال. وأراد أن يبعث برسالة إلى إيران مفادها أن الولايات المتحدة في موقع أعلى وأن الجمهورية الإسلامية ليس لديها خيار سوى التفاوض. لكن رد إيران الحاسم فی إطلاق صاروخ علی عين الأسد أطاح بحسابات ترامب. أظهر عدم قدرة الأمريكيين على العمل المماثل، فالولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بشن حرب ضد إيران.

 بالتأكيد، قبول التفاوض مع ترامب يسبب الكثير من الضرر لإيران، التي اعتبرت هذه المفاوضات انتصارًا ونجاحًا كبيرًا لترامب. واشار جواني بأن ترامب قبل رئاسته كان معروفا بأنه رجل لدیه حبکة خاصة في البزنس والمعاملات. بالطبع، كانت حيلته الأساسية إبطال الصفقة التي أبرمها غيره، بذريعة أنه سيتضرر من هذه الصفقة ثم یقوم بإجراء عقد جديد بامتيازات كثيرة لصالحه! بمجرد دخوله البيت الأبيض، قام ترامب بالانسحاب من العديد من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ومنها الاتفاق النووي. وأضاف جواني: رسم ترامب خطوطًا لإيران وأوروبا وروسيا والصين وكوريا الشمالية وعدة دول أخرى. أظهر الأوروبيون والصينيون وكوريا الشمالية بعض اللیونة معه لكن الجمهورية الإسلامية، ببراعة حكيمة للمرشد الأعلى للثورة، وقفت بحزم ضد ترامب. ادعى ترامب أن الإتفاق النووي غير كامل وانه لا يخدم مصالح الولايات المتحدة ويجب تعديله!

وأشار المعاون السياسي للحرس الثوري إلى أن دونالد ترامب كان يعتقد أنه عندما توافق إيران على التفاوض بدافع الخوف والهلع من الحرب بالتالي، ستقید إيران في جميع المجالات، وستكون استراتيجية "السيطرة على إيران" على يد ترامب في المفاوضات الجديدة. أراد ترامب في المحادثات الجديدة، أن تکون قيود إيران النووية دائمة مع الحد من برامج الصواريخ الإيراني ونفوذها الإقليمي. كانت مجالات مفاوضات ترامب هي نفسها ال 12 بند التي أثارها وزير الخارجية مايك بومبيو. وتحدث عن المكونات أو العوامل التي تؤثر على ترامب في تحقيق أهدافه "الضغوط القصوى والعمليات النفسية وسياسات التشويه والتحريض، وهي العوامل الثلاثة التي أعطت ترامب الأمل في تحقيق أهدافه". منذ عام 2018، استخدم ترامب كل الإجراءات والأدوات للضغط على الجمهورية الإسلامية والأمة الإيرانية. ولاسيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووي، أعلن ترامب وفريقه أدبياتهم العدوانية مع التأكيد علی استمرار أقصى الضغوط، بأن الجمهورية الإسلامية، لن تنجح أبدًا بإقامة احتفال الذكرى الأربعين للثورة. أكد جواني، بأن دونالد ترامب قال في سبتمبر 2018 للمسؤولين الأوروبيين الذين لديهم رغبة في الحد الأدنى من التعاون مع إيران من أجل الحفاظ على الإتفاق النووي؛ لا تتسرعوا، في أشهر قليلة ينتهي عمل الجمهورية الاسلامية!

هذه الآراء والرسائل نقلت أيضا إلى إيران، والبعض ضغطوا على النظام للذهاب إلى المفاوضات. لكن في مثل هذه الأجواء، وقف المرشد الأعلى للثورة أمام عشرات الآلاف من أفراد الباسيج في ديسمبر 2018، مشيرًا إلى خطابات ترامب للمسؤولين الأوروبيين ومذكّرًا بتطلعات مماثلة لرؤساء أمريكيين آخرين في الأربعين عامًا الماضية، بهذا المثل الإيراني جوابه: يحلم الجمل بحبّة من القطن إذا أكل حبّة!

كما أشار جواني إلى العوامل الرئيسية في هزيمة أميركا في عهد ترامب: فالمقاومة القصوى للشعب الإيراني بالتوجيه الاستراتيجي للمرشد الأعلى للثورة وقوة الجمهورية الإسلامية للرد الحاسم على أي عمل عسكري خارجي هي الأسباب الثلاثة الرئيسية لفشل الولايات المتحدة في ممارسة أقصى قدر من الضغط. ففي الجمهورية الإسلامية، المقاومة ضد العدو لدیها أساس ديني ومذهبي. لذلك عندما تقاوم أمة أعداء الله ودين الله بتأييد واتباع القيادة الدينية والإلهية؛ لا شك أن قضية العون الإلهي قد تحققت وسوف ينصر الله تلك الأمة. يمكن القول بثقة أن أمتنا ستكون أمة لا تقهر طالما أنها تتبع ولاية الفقيه بوحدة وتماسك. في العقود الثلاثة الماضية، تم إثبات صحة وصدق كلام إمامنا الراحل، الذي قال: "دعموا ولاية الفقيه حتى لا تتضرر البلاد". نعم، هزمت الأمة الإيرانية الفرع الأمريكي وترامب بنصر إلهي. وردا على سؤال حول ما إذا كان سيكون هناك تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إيران برحيل ترامب ووصول بايدن إلی السلطة، قائلاً: "لا فرق بين أهداف الجمهوريين والديمقراطيين تجاه إيران، وكلا الطرفين أعداء للجمهورية الإسلامية والأمة" ویسعیان للإطاحة بإيران الفرق بينهما في الأساليب وطرق العداء. من المثير للاهتمام أن جو بايدن، في إشارة إلى فشل سياسة "الضغط الأقصى" لترامب ضد الجمهورية الإسلامية، يشير إلى سياسة حکومته وهي "الضغط الذكي" ضد إيران. وبالتالي، لن تتوقف الضغوط بل ستستمر بطريقة ما؛ على الرغم من أنه قد تكون هناك فرص على المدى القصير للتأثير على الانتخابات الإيرانية، فإن النقطة المهمة هي أنه في مواجهة "ضغوط بايدن الذكية"، يجب على أمتنا أيضًا أن تسلك طريق "المقاومة الذكية.