»

الطائرات المسيرة الايرانية قادرة على اختراق منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي

25 كانون الثاني 2021
الطائرات المسيرة الايرانية قادرة على اختراق منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي
الطائرات المسيرة الايرانية قادرة على اختراق منظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي

مجلة إسرائيل ديفينس

أجرت إيران مؤخرًا مناورة مثيرة للإعجاب للطائرات بدون طيار. يجب ألا تفاجئ قدرات إيران في هذا المجال أحداً في إسرائيل. تعمل إيران على تطوير طائرات بدون طيار منذ الحرب العراقية - الإيرانية، عندما حققت في العقد الماضي قفزة كبيرة في القدرات. من بين أمور أخرى، وفقًا لمنشورات أجنبية، أيضًا طائرات بدون طيار أميركية وإسرائيلية سقطت في أيديها.

العالم بعد الهجوم على أرامكو

تمتلك إيران جامعات ممتازة في العلوم الدقيقة والمهن الهندسية، ولا توفر إيران المال على تدريب المهندسين في الخارج في المهن ذات الصلة بصناعتها الأمنية. نقطة الذروة – لغاية الآن – لقدرات صناعة الطائرات غير المأهولة الإيرانية كانت الهجوم الذي وقع ضد منشآت شركة أرامكو السعودية في سبتمبر/أيلول 2019.

إنه هجوم مشترك لمجموعة متنوعة من الوسائل التي حلقت لمسافة 900 كيلومتر تقريبًا، وتمكنت من خداع نظام الدفاع الجوي السعودي، القائم على بطاريات باتريوت من طراز متقدم، غير موجود في إسرائيل. إلى اليوم، الأميركيون لم يُفرجوا عن معلومات حول الإخفاقات في منظوماتهم في ذلك الهجوم.

في السياق الإسرائيلي، أثار الهجوم على أرامكو الدهشة في القدس. "فجأة" أدركت إسرائيل أن الغنى لا يدوم إلى الأبد. نعم، لدى إسرائيل نظام دفاعي ثلاثي المستويات (حِتْس، العصا السحرية، القبة الحديدية)، ومع ذلك، بعضه ليس مخصصًا للطائرات المسيّرة بل للصواريخ، والطبقات المصممة للتعامل مع الطائرات المسيّرة لا توفر بالضرورة سدًا محكمًا [100%].

 يمكن لطائرة بدون طيار، اعتمادًا على نوعها، أن تأتي مع بصمة رادار منخفضة تجعل من الصعب تحديد موقعها بدقة. كما يؤثر مخطط رحلتها على إمكانية الكشف، وقدرة الكشف تؤثر على قدرة اعتراضها. إذا أصبحت الطائرة المسيّرة طائرات مسيّرة، وتأتي في مجموعة أو مجموعات، من اتجاهات مختلفة، يصبح سيناريو الاعتراض أكثر تعقيدًا.

يجب أن نتذكر أنه لا ينبغي إدخالها كلها إلى المجال الجوي الإسرائيلي، والتي تدخل، ليس عليها كلها إصابة الهدف. يكفي أن يتصيب بضعة منها من أجل إحداث دمار وموت في إسرائيل. إذا أصابت مثل هذه الوسائل محطات رادار إسرائيلية، على سبيل المثال، نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي يفقد فعاليته، وستكون الموجات التالية أكثر نجاحًا. تخيلوا سيناريو قتالي مكثف مصمم لإثقال كاهل تشكيل الدفاع الجوي الإسرائيلي.

.... تم تصميم هذه الطائرات المسيّرة لتُطبق على مشعات [أجهزة الكشف] لدى العدو، في الأغلب محطات رادار أو حرب الكترونية. شلّها سيسمح بنشاط أكثر حرية في السماء بالنسبة لإيران. إذا لم تر ماذا في السماء، لا يمكنك اعتراضه.

يمكن لإيران، بشكل مباشر أو من خلال وكيل مثل الحوثيين في اليمن أو حزب الله في لبنان، استخدام هذه الطائرات بدون طيار ضد أهداف الجبهة الداخلية. بينها، مباني رمزية للسلطة الإسرائيلية، مثلًا، أو مبانٍ سكنية إذا أراد الإيرانيون إيقاع كميات كبيرة من القتلى في إسرائيل. معادلة الجثث خلال حرب تُستخدم أحيانًا لأغراض ردع العدو. خصوصًا في دولة مثل إسرائيل، حيث الحساسية على مقتل مواطنين مرتفعة جدًا. أذكر حمامات الدم التي حدثت بين إيران والعراق في الثمانينيات، عندما انطلقت صواريخ عراقية باتجاه الجبهة الداخلية الإيرانية.

هذا ليس سيناريو وهمي. في الماضي غير البعيد، تمكنت طائرات إيرانية مسيّرة من اختراق الأجواء الإسرائيلية، إحداها من صنع إيران وشغّلها حزب الله وتمكنت من الوصول إلى غابة "يتير" بعد عبورها ما يقرب من نصف مساحة دولة إسرائيل. وهناك حالات أخرى. لا ينبغي اعتبار هذا فشلًا إسرائيليًا. ليس هناك أي دولة، بما فيها الولايات المتحدة، قادرة، حاليًا، على تطبيق نظام دفاع جوي محكم أمام الطائرات المسيرة. كما قلنا، رأينا ما حدث في السعودية. عدة مرات.

كسر الصخرة

الإيرانيون من جانبهم لا يجلسون مكتوفي الأيدي. إنهم يعلمون أن سلاحهم الجوي أدنى بكثير من سلاح الجو الإسرائيلي، على الأقل في الوقت الحالي. إنهم يبحثون عن الشقوق في نظام الدفاع الإسرائيلي. وهم يعلمون أيضًا أنه يقوم على محورين. لذلك، إنهم يستثمرون في أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم (أمام القوة الهجومية الإسرائيلية)، بما في ذلك قدرات النقل إلى دول أخرى وطائرات بدون طيار وصواريخ (ضد نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي). والهدف هو كسر التكافل بين القوة الهجومية لسلاح الجو الإسرائيلي وبين نظام الدفاع الجوي. ليس عبثًا أن هذين المحورين هما تحت نفس الذراع في الجيش لإسرائيلي.

جمود فكري

الإيرانيون من جانبهم يدرسون إسرائيل منذ سنوات. وهم ليسوا أغبياء على الإطلاق. إنهم يعرفون أن عنصر الموت في الجبهة الداخلية أو في ساحة المعركة يلعب دورًا حاسمًا في إسرائيل في الشرعية التي يتلقاها الجيش الإسرائيلي من الجمهور، وتطوير الطائرات بدون طيار جزء من هذا المفهوم. يمكن للطائرات بدون طيار كسر محوري نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وإحداث أضرار جسيمة في ساحة المعركة للقوات المناورة ووفيات في الجبهة الداخلية.

هذا، بتكلفة ضئيلة نسبيًا مقارنةً ببناء سلاح الجو القائم على طائرات حربية وطائرات التزود بالوقود. يمكن أيضًا إنتاج الطائرات بدون طيار بطريقة لامركزية وبسيطة نسبيًا - أي أن وسيلة قتالية مناسبة أيضًا للقتال القائم على الوكيل. من السهل تحريكها في أجزاء وتجميعها عند الهدف. وهو وسيلة قتالية يمكن إنتاجها كثيرًا حتى في ظل العقوبات الدولية، وإيران تنتج جزءًا كبيرًا من مكونات طائراتها المسيرة. على غرار ما تفعله في مجال الصواريخ. كما تُعد صيانة الطائرات بدون طيار أبسط وأرخص من الطائرات المقاتلة، ويمكن إطلاق الطائرات بدون طيار حتى بدون مسار طيران.

كلما تم توجيه نظام الدفاع الجوي لحماية المواقع داخل إسرائيل، كلما قلت قدرته على دعم مناورة بعيدة المدى. كلما كان هذا النظام محدود بفائض الرادارات ووسائل الحرب الالكترونية لكشف تهديدات، هكذا هو عُرضة أكثر لهجمات طائرات مسيرة. كلما كان على الطائرات إسناد نظام الدفاع الجوي البري، والعكس، في حماية المناورة، هكذا "يكبّل" التكافل أيدي سلاح الجو في كل ما يرتبط بالعمليات الهجومية الاستراتيجية التي لا تمثل دفاعًا عن المناورة.

وهذا يعني أنه كلما استمرت الذراع البرية في الاعتماد على سلاح الجو في الدفاع الجوي عن المناورة، كلما كان من المتوقع أن يكون بناء القوات الإيرانية للطائرات بدون طيار أكثر فاعلية. الحروب أطول، مع المزيد من الخسائر. إحدى الإمكانيات هي ان يتبنى الجيش الإسرائيلي مفهوم SHORAD على أساس أنظمة متحركة مثل القبة الحديدية أو سبايدر تحت قيادة الفرقة.

في الختام، فإن بناء القوة الإيرانية في مجال الطائرات بدون طيار هو جزء من عقيدة إيرانية أوسع تهدف إلى استنزاف وإخضاع إسرائيل في القتال التقليدي. تكنولوجية الطائرة المسيرة دورها كسر قدرة أنظمة الدفاع الجوي لرؤية شيء (رادارت – حرب الكترونية) في المرحلة الأولى. ثم تدمير القاذفات قدر المستطاع من أجل تشكيل عبء على سلاح الجو ومنعه من القيام بعمليات استراتيجية على مسافات كبيرة بما في ذلك إيران. جهد إضافي هو ضرب المناورة البرية بطريقة مماثلة لما تم في ناغورنو كاراباخ.

هناك جهد ثانوي آخر يتمثل في تقويض الشرعية التي يمنحها الجمهور الإسرائيلي للحكومة لمواصلة الحرب. في مثل هذه الحالة، يتمثل دور الطائرات بدون طيار في إحداث أكبر .