»

مترجم: استحالة إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي وتوسيعه ليشمل القضايا غير النووية

11 كانون الثاني 2021
مترجم: استحالة إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي وتوسيعه ليشمل القضايا غير النووية
مترجم: استحالة إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي وتوسيعه ليشمل القضايا غير النووية

ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

أشار جلال ساداتيان" الخبیر في قضایا المنطقة، في حديث مع موقع المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية حول الآراء التي أثيرت بعد انتصار جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية وكيفية مواجهته الملف النووي وقال: "هناك من يقول إن أمیرکا بایدن تنوي الضغط على إيران لإجبارها على إعادة النظر في الاتفاق النووي، بينما أعلنت إيران أن أي مفاوضات بشأن الاتفاق النووي خط أحمر بالنسبة لها."

وقال خبير في الشؤون الدولية إنه إذا تم رفع العقوبات، فإن إيران ستلغي خطواتها لتقليص التزامات الاتفاق النووي، لكنها لا ترغب في إعادة التفاوض مع أمیرکا بشأن الاتفاق النووي.

تحدث سداتيان عن سبب وصول الملف النووي إلی وضعه الیوم وقال من خلال مراجعة عملية لترتيب وتسلسل الانسحاب من الاتفاق النووي يظهر أن الولايات المتحدة أعلنت لأول مرة خلال رئاسة دونالد ترامب أنها ستنسحب من الاتفاق حیث نفذت قرارها". هذا في الوقت الذي عندما تم التصديق على الملف النووي، رحبت معظم الدول الأعضاء بهذا التوافق وآخرون، بالاتفاق أیضاً، وجاءت وفود رفيعة المستوى من مختلف الدول إلى إيران لبدء التعاون معها."

وبحسب ساداتيان، مع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، لم تفعل تلك الدولة ذلك فحسب، بل هددت أيضًا دول أخرى بأنه إذا تعاونت الدول أو الشركات مع إيران، فسوف يكونوا في معرض الحذر والضغط والعقوبات من قبل الولايات المتحدة. ولهذا السبب انسحبت العديد من الشركات والدول التي أتت للتعاون مع إيران، وتلك التي لم تأتي إلی ایران، أعلنت أیضاً عدم تعاونها معها خوفا من العقوبات الأمريكية. وفي إشارته إلى ابقاء أوروبا في الاتفاق النووي، قال الخبير في الشؤون الدولية: إن "الأوروبيين لم يفوا بالتزاماتهم رغم اعلان التزامهم بالملف النووي، وبالتالي ذكّرتهم إيران بضرورة الوفاء بالتزاماتهم تجاه الملف النووي"

"الأمر الوحيد الذي فعلته أوروبا هو الإدلاء بتصريحات سياسية. وفي هذا الصدد، رأينا أن السيدة "موغيريني" وزعماء الترويكا الأوروبية أصدروا بيانات بشأن قيام إيران بالتزاماتها، لكنهم من حيث العمل لم يتخذوا أي إجراء محدد. وذكر ساداتيان أن المهمة الوحيدة للأوروبيين هي إدخال آلية Instex، والتي بموجبها سيتم فتح حساب وتحويل أموال بيع النفط الإيراني إلى هذا الحساب، ومن هذا الحساب، سيتم تلبية بعض احتياجات إيران؛ "لكنهم لم يفعلوا ذلك، على الرغم من أن إيران حذرت الأوروبيين من أنهم ملتزمون بمهمات تتجاوز إنستكس." وتابع: "نتيجة لذلك، بقي اجراء تطبيق Instex معلقاً واستمرت إيران في تهديد الدول الأوروبية بأنها إذا لم تقم بواجباتها فلا داعي لإيران لأداء واجباتها وحدها والقيام بالتزاماتها تجاه الاتفاق النووي وهم من خلال إصدار بیان واحد فقط، تغاضوا عن الموضوع.

وبحسب هذا الخبير، في مثل هذه الظروف، علقت إيران التزاماتها تجاه الاتفاق النووي على خمس مراحل، وأعلنت أنه إذا عاد الأوروبيون إلى التزاماتهم، فإن إيران ستعود هي الأخرى.

ولفت الخبير في الشؤون الدولية إلى أن هذا هو موقف إيران اليوم: "يقول المسؤولون الإيرانيون إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي والتزاماتها، فإن إيران ستتراجع عن الخطوات التي اتخذتها. "كما أن "جيك سوليفان" وجو بايدن قد أعلنا ذلك، وقالت إيران إنه إذا عدتم إلى التزاماتكم، فسنقوم نحن بذلك". وتابع ساداتيان مشيراً إلى أن هناك رأيان في الولايات المتحدة بشأن العودة إلى الاتفاق النووي قائلاً، " أحد الآراء هو أن إيران يجب أن تعود إلى التزاماتها في الاتفاق النووي حتى تتمكن أيضاً الولايات المتحدة من العودة اليه، وهناك رأي آخر هو أنه عندما تعود الولايات المتحدة إلی الاتفاق النووي يجب إعادة النظر في الاتفاق وتغییره إلی اتفاق آخر.

وفي شرحه لموقف إيران من الاتفاق النووي، أشار إلى تصريحات القائد الأخيرة: حيث قال إنه إذا كان بالإمكان رفع العقوبات، فلا ينبغي لنا التأخير حتى ساعة. بالطبع، قالت القيادة سابقًا إنه إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، فسيتم التفاوض بشأنها مع أعضاء الآخرين في الاتفاق النووي. لكن القيادة أصرت على أننا لن نتفاوض بشكل منفصل مع الولايات المتحدة.

وأضاف؛ تشير تصريحات القائد إلى أن إيران ستقوم بإلغاء الخطوات لتقليل التزاماتها بالنسبة للاتفاق النووي إذا تم رفع العقوبات، لكنها غير مستعدة لإعادة التفاوض حول الاتفاق مع الولايات المتحدة.

يعتقد الساداتيان أنه حتى الآن، بعد رحيل ترامب ووصول بايدن، لا يختلف موقف إيران عن الماضي، لأنهم أنفسهم اتخذوا الخطوة الأولى في الانسحاب من الإتفاق النووي.

وبشأن إمكانية مراجعة الاتفاق النووي وموقف إيران في هذا الصدد، قال: "موقف إيران كان دائمًا أن الاتفاق النووي هو نفس الملف ولم یتغیر وليس هناك إمكانية لإعادة التفاوض بشأنه؛ "لكن البعض يقول إن بايدن يريد إيجاد إجماع وضغط علی إیران لسوقها إلی إبرام إتفاق آخر وهو أمر لا يمكن، بالنظر إلى إعلان کل من إيران وروسيا والصين، بأن سريان الاتفاق النووي ارتباطا بالقضايا غير النووية" غیر ممکن إطلاقاً.

قلق نظامي الرياض والمنامة من نهج بايدن تجاه إيران

قال السيد "رضا صدر الحسيني"، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني للمجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في إشارة إلى التحركات الأخيرة للسعودية والبحرين في المنطقة بعد فوز الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية الأمیركية: بالنظر إلی التحولات التي حدثت علی صعید السیاسة الأمیرکية من المتوقع أن يقوم بايدن بإجراء تغييرات على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، ووضع بعض الدول المستقلة والمعتمدة في المنطقة تدابير جديدة على جدول الأعمال.

وتابع محلل شؤون منطقة غرب آسيا إن السعودية والبحرين قلقان بشأن الوضع الداخلي والحكومات من دون دعم شعبيهما، و"السعودية والبحرين بسبب سجلهما الحقوقي وأداء عملهم تجاه قضایا حقوق الإنسان قد يواجهان مشاكل مع الحكومة الديمقراطية وهذا الموضوع قد يثير قلق هذه الدول.

وأضاف: "من جانب، بذلت السعودية والإمارات والبحرين قصارى جهودهم للتنسيق الكامل مع الإدارة الأمیركية المقبلة، وكما تمكنوا من العمل بإدارة ترامب، یتطلعون أیضاً في المستقبل القريب أن ينفذوا مشاريعهم حسب آراء ووجهة نظر بایدن.

وقال صدر الحسیني: لسوء الحظ، فإن هذه الدول، بغض النظر عن أمن منطقة الخليج الفارسي، تدلي بتصريحات وأفعال قد يكون لها آثار كبيرة في المستقبل غير البعيد. وأعتبر إن تصرفات المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة هي محاولة لفتح القوات الصهيونية في المنطقة ولتأمين مصلحة الولايات المتحدة.

قال صدر الحسيني في إشارة إلى بعض الإجراءات الأخيرة التي قامت بها السعودية والإمارات والبحرين، مثل زيادة تواجد المسؤولين الاقتصاديين والأمنيين الإسرائيليين في الإمارات أو تصريحات التدخل السعودي بشأن القضايا النووية للجمهورية الإسلامية الإيرانية: أنهم قلقون بشأن الوضع الداخلي والحكومات غير المدعومة من قبل شعبيهما، ويبدو أنهم يحاولون تعزيز سيادتهم من خلال الاقتراب من الإدارة الأمريكية الجديدة.

وأشار الخبیر في شؤون الشرق الأوسط الى جهود السعودية لتحسين علاقاتها مع قطر وتركيا بهدف خلق جبهة عربية وإقليمية ضد إيران، على الرغم من موقف الديمقراطيين الناقد لبعض سياسات القادة السعوديين في المنطقة قائلاٌ: طیلة 40 سنوات الماضیة تم تشكيل مجلسين أو تحالفين في منطقة الخليج الفارسي مرتکزة علی مناهضة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأضاف صدر الحسيني: "الأول كان مجلس التعاون الخليجي، الذي ركز كل جهوده ضد إيران خلال أكثر من ست سنوات من الدفاع المقدس، لكنه لم يحقق أي نجاح ، بل نری الیوم أن المجلس وبسبب الخلافات الكثيرة ببين اعضاءه ومؤسسيه في حالة تفکک ولم يعد من الممكن تسميته "مجلس التعاون الخليجي الفارسي"، لكن يجب أن يطلق عليه اسم المجلس المنهار والمفکک في الخليج الفارسي". ووصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط التحالف الآخر ضد إيران بأنه تحالف الدول في حرب اليمن، موضحًا أن التحالف الذي تشكل بشكل غير مباشر ضد إيران كان "تحالف مناهض لليمن". بالطبع كان مرتكز علی ما يسمى باليمن، لكن بسبب دعم الثورة الإسلامية للحركة الشعبية اليمنية، كان لهذا التحالف مقاربة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأشار إلى التطورات على الأرض في الحرب اليمنية التي أدت إلى إخفاقات السعودية والإمارات، مضيفًا: "بعد خمس سنوات من التحالف، حقق الشعب اليمني نجاحًا وغيّر مجری الحرب. على الرغم من أن التحالف في البدایة كان يتألف من 17 دولة، إلا أنه لا يوجد اليوم أي دولة أخرى فيه باستثناء الإمارات والسعودية.

قال الخبیر في شؤون الشرق الاوسط إن عداء نظام الهيمنة الذي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران لم ينته وأن هذه السياسات مستمرة في كل من إدارة ترامب وإدارة بايدن ومثلما تعامل ترامب مع السعودية بنظرة 'البقرة الحلوب'، فإن قادة هذه الدول سيتصرفون بطريقة ترضي إدارة بايدن عن طريق زيادة الفديات أو قد يجلبون الولايات المتحدة معهم، بوضع تغييرات واضحة قد تكون مرغوبة لإدارة بايدن، لكن لن يكون هناك تغيير في الحكم، لأن الكثير من مصالح أميركا في المنطقة يخدمها هؤلاء الحكام أنفسهم.

 قال صدر الحسيني: "الولايات المتحدة ستحاول بالتأكيد تقريب هذه الدول من الکیان الصهيوني، لضمان أمنه في المنطقة أكثر من ذي قبل، ويمكن أن يكون لهذه القضية أثر إيجابي في تعزيز حكم السعودية والبحرين".