ترجمة الدراسة

يورد الباحثان في مقدمة الدراسة، أن العلاقات بين روسيا و"إسرائيل" هي أفضل من أي وقت مضى، وذلك على مختلف الصعد الدولية والقانونية حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أشار إلى أن العلاقة بين روسيا و"إسرائيل" وصلت إلى أقصى حد مرحلة ديناميكية من أي وقت مضى، بفضل "الحوار البناء". بدوره، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي الوزير بنيامين نتنياهو أن العلاقات بين "إسرائيل" وروسيا كانت "رائعة"، وذلك عشية اجتماع الممثلين في القدس بين روسيا والولايات المتحدة و"إسرائيل" بشأن القضايا الأمنية، وقد أكد أن القدس تقدر عاليا العلاقات الطيبة مع موسكو.  على مدى السنوات العشر الماضية، قام نتنياهو بزيارات رسمية إلى موسكو أكثر من أسلافه، وفي يناير 2020، شارك بوتين في إزاحة الستار عن نصب تذكاري في القدس لتكريم أبطال لينينغراد، وشكر "إسرائيل" على حفظها لذكرى الحرب وإنجازات الشعب السوفياتي.

إلا أنه ثمة مصالح بين الكيان والصهيوني وروسيا لا تتطابق. في عام 2016، دعمت روسيا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي طالب إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني، فأعلن الكيان الصهيوني تقليص العلاقات مع الدول التي أيدت هذا القرار، وشمل ذلك روسيا، لكن سفير اسرائيل في روسيا في ذلك الوقت، صرح علنا ​​أن سوء التفاهم بين روسيا و"إسرائيل" لن تؤثر على علاقتهما. بدوره، السفير الروسي في "إسرائيل"، أناتولي فيكتوروف، صرح أنه على الرغم من ذلك، فإن علاقاتهما بشكل عام "طبيعية تمامًا".

إلا أن هذا التباين يظهر بشكل واضح بين المجالين السياسي والإعلامي. الواقع أن الخلافات بين روسيا و"إسرائيل" طرحت في الصحافة الروسية على مدى صراع العشر سنوات في سوريا. يرى الباحثان أن مشاركة موسكو في الحرب الأهلية تسترشد بالجيوسياسية الخاصة بها، وبالتالي فإن مصالحها تتعارض مع المخاوف الأمنية الإسرائيلية. تقول الوقائع أن وسائل الإعلام الروسية ستصور "إسرائيل" بشكل إيجابي، ومع ذلك فإن الواقع مختلف جدًا في الصحافة بحسب ما ستظهره نتائج تحليل مضمون ثلاث من الصحف الروسية الرائدة والأكثر نفوذًا، وهي كوميرسانت، روسيسكايا غازيتا، ونيزافيسيمايا غازيتا. وهي صحف موجّهة نحو القراء المتعلمين. يرى الباحثان أنها مهمة لفهم "معلومات البلد" وجدول أعماله في القضايا الرئيسية، حيث أنها تخدم المؤسسات السياسية والاقتصادية ويقوم أعضاؤها بصياغة سياسة الحكومة، بما في ذلك ما يتعلق بـالشؤون الدولية. وعلى الرغم من الاختلافات الموضوعية في تغطيتها، تجمع هذه الصحف رغبة مشتركة تعكس موقف الكرملين.