»

مترجم: شكل جديد من المواجهة بين إيران والولايات المتحدة

26 كانون الاول 2020
مترجم: شكل جديد من المواجهة بين إيران والولايات المتحدة
مترجم: شكل جديد من المواجهة بين إيران والولايات المتحدة

ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

أشار مهدی مطهرنیا الخییر في شؤون العلاقات الدولية في مقابلة مع موقع "فرارو الإیراني" الی أن ایران الیوم هي في موقع دفاع بالنسبة للملف النووي، واضاف أن القرار الأخير للبرلمان الإیراني بالانسحاب من البروتكول الملحق بالاتفاق، ومنع استمرار عمليات التفتيش الطوعية وکذلک تعديل القرار والموافقة علیه من قبل مجلس صيانة الدستور في غضون یوم واحد فقط، یدل علی الکثیر من المسائل والموضوعات. من جهة الموافقة علی تنفيذ الحکم بالسجن لمدة 25 عاما لمن یخالف القانون، وهذا یشکّل سابقة، ویدل علی أن المواجهة مع أمیرکا وضعت علی جدول الاعمال، هذا في الوقت الذي، یردد الديمقراطيون، شعارات العودة الی الملف النووي، بينما الوضع اليوم في إیران هو العكس.

في مقابلة حديثة مع شبكة CNN، قال الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إنه سيكون "من الصعب" حل القضايا بين الولايات المتحدة وإيران. بعد تصريحات بايدن، أصدرت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بيانًا مشتركًا أعربت فيه عن قلقها بشأن قرار إيران تركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة في منشأة التخصيب في مدینة نطنز الإيرانية. وقالت الترويكا الأوروبية: "إذا كانت إيران جادة في الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية، فعليها الالتزام بالاتفاق"، مدعية أن قرار إيران بتركيب أجهزة الطرد المركزي الجديدة في نطنز ينتهك الاتفاق النووي.

ادعت ثلاث دول أوروبية رداً على قانون کان قد أقره مجلس الشورى الإسلامي الإيراني تحت عنوان "العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات وحماية حقوق الأمة الإيرانية": قائلة هذا القرار یخالف الاتفاق وهو مثیر للقلق جدا

وقال البيان "نشعر بالقلق العميق ازاء القانون الاخير الذي أقره البرلمان الإيراني، وفي حال تطبيقه، سيوسع بشكل أساسي برنامج إيران النووي وسيحد من الوصول التنظيمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضافت الترويكا الأوروبية: "إن هذه الإجراءات تتعارض مع الملف النووي والالتزامات النووية الأوسع لإيران. واضاف "إذا كانت إيران جادة في الحفاظ على جو الدبلوماسية فلا ينبغي لها اتخاذ مثل هذه الخطوات".

واتهمت الترويكا الأوروبية، إيران بانتهاك الاتفاق النووي، فيما كتب وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، محمد جواد ظريف، في رسالة على تويتر إلى الدول الثلاث قائلاً اوفوا بالتزاماتكم في القرار 2231 مجلس الأمن، وتوقفوا عن نقض الملف النووي.

وأضاف مهدي مطهرنيا، إلی أن عودة الولايات المتحدة إلى الملف النووي كان مجرد شعار مستهلك في الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي أكثر من كونه واقع سياسي، وأن الاتفاق النووي کان إرثًا لأوباما والفريق المقرب منه حیث معظمهم كانوا مقربين من بيل كلينتون أیضاً. لكن عندما أنسحب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2016، كان يحاول بطريقة ما تدمير إرث أوباما. وبعد عودة حلفاء أوباما إلى السلطة، أصبحت مسألة العودة إلى الاتفاق النووي موضوع يهم الديمقراطيين ومرتبط بسمعتهم، حيث كانوا یؤکدون على العودة إلى الاتفاق النووي طیلة حملاتهم الانتخابية.

وأضاف: "على الرغم من إن بايدن كرر شعار العودة إلى الاتفاق النووي عدة مرات، لکن عدم انتخاب جون كيري وزيرًا للخارجية وتعيينه كممثل أميركي خاص لتغير المناخ، يظهر أن هناک اختلافا في النهج بين بايدن وأوباما. ومع انتخاب "أنتوني بلكين" كوزير خارجيته المقترح، أشار الرئيس الأمريكي المنتخب إلى أنّ العودة إلی الاتفاق النووي غير ممكنة وأن الولايات المتحدة ستضع شروطاً شاملة لإعادة التفاوض مع إيران.

وأشار الخبير الدولي الى أنه" عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي، في عام 2016، تصرفت إيران علی عکس الأمريكيين ولم تنسحب من الاتفاق. وهذا الأمر يظهر التناقض التام في سلوك البلدين، لكن الاختلاف الآن هو أن أوروبا تتقدم علی أمريكا وتهدد إیران بالانسحاب من للاتفاق النووي، وتصريحات وزير الخارجية الألماني الأخيرة تؤكد ذلك، وكذلك البیان الأخير الصادر عن الترويكا الأوروبية حیث حذرت إيران من الانسحاب من الاتفاق. هذا الامر يدل مبدئيا على وجود تقارب في موضوع ایران، بین بايدن وأوروبا حول الملف النووي وكيفية التعاطي مع إيران فيما يخص التزاماتها بالاتفاق.

يشير الخبير الدولي الى أنه" بينما ارتبط تنفيذ البروتوكول الملحق برفع العقوبات في القرار الأخير الصادر عن البرلمان الإیرانی، صرّح بايدن بوضوح أنه يتعين على إيران أولاً التراجع فورًا عن الخطوات المتخذة لتقليص التزاماتها التی قامت بها طیلة العامين الماضيين، والعودة إلى وضع الیوم الاول من الاتفاق، مما يمكننا رؤية المواجهة بوضوح بين الخطابين في هذه القضية،  هذا في الوقت الذي يمارس فيه كل من الکيان الصهيوني ودول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات ضغوط كبيرة للتأثير علی فريق بايدن، لجعل شروط عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي أمرا صعبا أو شبه مستحيل.

وتابع مطهرینا: "حالياً تمرّ إيران بوضع معقد، من ناحية، هناك مبالغة في القول بقدرة إيران على الوصول إلى الطاقة النووية، ومن ناحية اخرى، الاقتصاد المهتز وأمل العودة إلى الملف النووي لتحسين الوضع الاقتصادي، جعل حل هذه المعادلة صعب بالنظر إلى وجود العديد من الأمور الغامضة على الساحة. من جانب أخر، فإن السياسة الأميركية تجاه الملف الإيراني بشكل عام، وليس فقط القضية النووية، مخططة وموجهة من قبل مراكز الفكر الأمريكية الدولية، بغض النظر عما إذا كان ترامب رئيساَ أو بايدن، فإن الاختلاف الوحيد بینهما يظهر فقط في الأسلوب وإلا فإنهما يشتركان نفس الرؤية الاستراتيجية. ويشير الخبير بالقول أخيرا" بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن القضية بين إيران والولايات المتحدة ستصبح أكثر تعقيدًا مقارنة بالماضي، وستزداد حدة الاحتكاك والتوتر بين الجانبين. وفي هذا السياق، فإن نهج بايدن الذي يلتزم بالمحافظة على أمن الکیان الصهيوني، سیکون المتغير والعامل المهم والجاد، وسيجعل الوضع أكثر تعقيدًا عن ذي قبل.