»

آراء لبعض الخبراء الدولیین الإیرانیین حول صعوبة مهمة بایدن في العودة إلى الاتفاق النووي

26 كانون الاول 2020
آراء لبعض الخبراء الدولیین الإیرانیین حول صعوبة مهمة بایدن في العودة إلى الاتفاق النووي
آراء لبعض الخبراء الدولیین الإیرانیین حول صعوبة مهمة بایدن في العودة إلى الاتفاق النووي

ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

أشار محلل الشؤون الدولية  عبد الرضا فرجي راد في مقابلة مع موقع "جم جام اون لاین" بشأن سياسة ترامب في أواخر أیامه في البیت الأبيض ان "ترامب سيحاول  المحافظة على استمرار العقوبات حتى اليوم الأخير من رئاسته، وسيحاول إبقاء العقوبات تحت مظلة مكافحة الإرهاب لجعل عمل بايدن أكثر صعوبة في مواجهته مع إیران، وفي حال أرادت الإدارة الأمریکیة المقبلة، المصالحة مع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي، ستكون بطبيعة الحال أمام مهمة صعبة وشاقة. وتابع عبد الرضا فرجي راد في مقابلته رداً على سؤال حول ما نشرته جریدة "النيويورك تايمز" في آخر تغطيتها الإخبارية عن احتمال مهاجمة ترامب للمنشآت النووية الإيرانية، وان كان ذلک ممكن؟ فقال: "قرار هجوم الولايات المتحدة على إيران لا يقتصر على قرار شخص واحد فقط، وبالطبع سيبقى ترامب في البيت الأبيض الشهرين المتبقين من رئاسته. فهو غاضب ویسعی لضرب ایران، خاصة وأنه خسر الانتخابات وفشل في تحقيق أهدافه ضد إيران، لكن كما ورد في صحيفة نيويورك تايمز، أن الأغلبية عارضت خطوة ترامب. وتابع: "من المحتمل أن يقوم ترامب بخطوة ما خلال الشهرين المقبلين لأنه لم یتوقف عن التحريض على إيران".

من جانب آخر، لدى ترامب شخصية استفزازية، ولن يترکه نتنياهو وبن سلمان وبن زايد، حتی یومه الأخير في البیت الأبيض ویمکن أن یکون هناک استفزازات، لكن من المستبعد أن يقبل الجيش الأمريكي بسهولة القیام بخطوة، دون نتيجة ما، في الأيام الأخيرة، من إدارة ترامب، لاسيما وأن إيران صرّحت مرارًا أن أي تعدٍ على الأراضي الإيرانية سيقابل برد مدوي. وبالتالي یمکن القول، أن احتمال وقوع هكذا هجوم مستبعد، ولکن یجب أخذ الحیطة.

وفي إشارة إلى استراتيجية إيران في هذا المسار، قال محلل الشؤون الدولية: "إن استراتيجية إيران اليوم مناسبة للغاية. ومن جانب آخر، صرحت إيران بأنها مستعدة في إطار 1+5، للقيام بإظهار الإيجابية، فیما رفعت الولايات المتحدة العقوبات عنها وعادت إلی الاتفاق النووي. من جانب آخر، أعلنت أنه يجب مراقبة سلوك ترامب بدقة وأخذ الإجراءات المناسبة والکافیة في الأسابيع المقبلة. وأضاف فرجی راد أن إيران اليوم في وضع جيد، ونظراً لانخفاض سعر الدولار، فإن الوضع في البلاد واعد أكثر مما كان عليه في الأسابيع السابقة. لكن الحساسيات ما زالت موجودة، وعلينا أن نستمر في المسار نفسه کما في السابق بالنسبة للولايات المتحدة.

واضاف: "إذا أراد بايدن الاستمرار في نفس النهج السياسي الذي تبناه ترامب، فهذا يعني عدم قبول الاتفاق النووي، علما وان الاتفاق هو من صنعهم، فقد وصف ترامب الاتفاق النوويي بأنه صفقة سيئة، وبالتالي فاٍنّ عدم عودة الديمقراطيين إلى الاتفاق النووي يعني المضي في نفس منهج ترامب والاعتراض على المبادرة التي قام بها الدمقراطيون أنفسهم. زاد معدل التخصيب في منشأة نطنز النووي، وفيما الولايات المتحدة تعارض هذه العملية، فعليها العودة إلى الاتفاق النووي في أسرع وقت ممكن، وبطبيعة الحال أن إيران مستعدة للتعامل بهذا الشأن، وإذا اتخذت الولايات المتحدة الخطوة الإيجابية الأولى فلن يكون رد إيران سلبيا تجاهها.

ويبقى السؤال، هل يمكن لإيران بسهولة الاستفادة من حكومة بايدن الجديدة في مفاوضاتها المحتملة مع الولايات المتحدة؟ قال فرجی راد: "كان هناك اتفاق نووي والأمریکیین تخلوا عنه وقاموا بإعمال أقصی الضغوط على إيران. لکن ینبغي الآن العودة إلى وضع قبل إدارة ترامب. يجب عليهم إخراج الاقتصاد الإيراني من دائرة العقوبات والسماح للشركات العالمية بالتعامل مع إيران. بالطبع، كان لتحرير القطاعين التجاري والاقتصادي الایرانی صولات وجولات في عهد أوباما. كما يجب على الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي حتى تتمکن إيران من العودة إلى التزاماتها وفي هذا الوضع لا یمکن الحديث عن الحصول علی نقاط او تسجيل نقاط من الطرف الآخر.

لقد تم مضايقة إيران من خلال الاتفاق النووي خلال هذه السنوات الأربع، واليوم في حال تصرفت الإدارة الأمريكية الجديدة، بحكمة ودراية، قد تزول العقبات وهذه المضايقات.

وفي إشارته إلی سياسات بایدن في المنطقة، قال فرجی راد " ترامب قرر سحب بعض قواته من المنطقة والإبقاء على بعضها في العراق وأفغانستان" ولکن لا یبدو أن بایدن سیخفض من عدد القوات الأمیرکیة المتبقية في المنطقة.

وأضاف" مع وصول بايدن إلی السلطة، ستستقر القوات الأمريكية في أفغانستان، لأنه يجب علی الولايات المتحدة، محاباة الناتو، على الرغم من أنهم غير راضين عن انسحاب جميع القوات الأمریکیة من أفغانستان اليوم، وبحسب رأيهم في حال إجراء هذه السياسة الخاطئة، سيعود الإرهاب مجددا إلی أفغانستان. کما أن الوضع في العراق نفسه وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق الانسحاب من العراق، فلن نشهد انسحابا متسرعاً.

من جانب آخر قال علي رضا ميرطاهر، محلل الشؤون الدولية، لموقع Jam Jam Online عن فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية: "قدم جو بايدن نفسه كرئيس منتخب للولايات المتحدة الأمريكية، وقد هنئته العديد من الدول، بما في ذلك الأوروبيون، وعلى هذا الأساس یمکن اعتباره رئيس الولايات المتحدة. من القضايا المهمة في هذا الصدد، هي قضية الاتفاق النووي الإيراني. وهي إحدى القضايا التي يتعين على بايدن التعامل معها.

وتابع میر طاهر: "كتب بايدن في مذكرته لشبكة CNN خلال حملته الانتخابية، وعلى وجه الخصوص، بشأن إيران بإنه ينوي العودة إلى الاتفاق النووي بشروط ومفاوضات جديدة مع إيران.

في الآونة الأخيرة، اقترح مركز الأبحاث الذي يقدم خدمات استشارية لبايدن خطة من ثلاث خطوات للتعامل الإيراني الأمريكي، تتضمن أولها رفع العقوبات المتعلقة بالقضايا الإنسانية. وكذلك رفع العقوبات على سفر محمد جواد ظریف وزیر خارجية إیران إلى الولايات المتحدة. والخطوة الثانية هي المحادثات بين الجانبين حول الملف النووي. وکذلک المفاوضات علی قناتين التي ستجرى في الخطوة الثالثة.

وأضاف: "بغض النظر عن هذا الموضوع، وعلى الرغم من معارضة الديمقراطيين الانسحاب من الاتفاق النوويي، فإن بايدن سيطرح شروطًا أمام ایران، لعودته إلى هذا الاتفاق". في الوقت نفسه، من المرجح أن يرغب الأمريكيون في التفاوض على حزمة من القضايا مع إيران. وفي رأيي، تتضمن هذه الحزمة ثلاث قضايا مختلفة تتعلق بموضوع إيران النووي، تمديد الاتفاق النووي، وقدرة إيران الصاروخية، وسياساتها الإقليمية.

لذلك، يبدو أنه مع وصول بايدن إلى السلطة، سيتم رفع جزء من العقوبات التي كانت قائمة في إطار الأوامر التنفيذية للرئيس السابق أي ترامب، ولكن بعد ذلك، سيدخل بايدن في اتفاقيات متعددة الأطراف مع إيران. لكن إذا قبل ترامب بهزيمته والتخلي عن السلطة، فسيكون أمامه 71 يومًا لتفويض السلطة إلی بایدن، ومن المتوقع أن ترامب يبذل قصارى جهده لزيادة نطاق العقوبات علی إیران، ولاسيما، وضع العقوبات تحت عنوان الإرهاب لجعل الطریق صعب امام الرئيس المقبل، برفع أو تخفيف هذه العقوبات، وبهذه الطريقة سوف يتسبب في خلق التوتر الخطير في عملية تحسين علاقات بین الجانبین.

رداً على السؤال، ما هي استراتيجية إيران فيما يتعلق بزيادة عدد البنود في الاتفاق النووي؟ قال "الأمريكيون لن يعودوا إلى الاتفاق النووي السابق". ومطلبهم علی الأقل هو تصحيح البند المتعلق بالدول الغربية في الاتفاق، وهو ما يعني تمديد مهلة تنفيذ الاتفاق النووي. “بحسب زعمهم أن هدف الغرب من الاتفاق هو منع إيران من حيازة السلاح النووي. المسألة الثانية ترتبط بحزمة التفاوض الأمريكية. ویتم تنفيذ هذه الحزمة عند تخفيف العقوبات الأمريكية علی إيران.

ورداً على السؤال: إن ترامب تربطه علاقات جيدة مع السعودية والکیان الصهيوني، فهل يواصل بايدن هذه السياسة؟ قال الخبير الدولي "بايدن قال بصراحة أن علاقة عهد ترامب بالسعودية لن تستمر، وصرح بأنه سيمتنع عن تمويل الحرب السعودية في اليمن وسيطبق اعتبارات حقوق الإنسان على السعودية". ولقد استثمر العرب والكيان الصهيوني الكثير لإعادة ترامب إلى السلطة؛ والیوم مع فشل خطتهم، سیتم إجراء مراجعات أساسية في هذا الشأن. وقال بخصوص علاقة بایدن بالأوروبيين، عندما تم الإعلان عن حصول بايدن على النصاب القانوني لتولی رئاسة الولايات المتحدة، فإن الدول الأولى التي سارعوا الی تهنئة بايدن كانوا من الاتحاد الأوروبي". وهذا يدل على عدم رضاهم الشديد عن أداء ترامب في السنوات الأخيرة. حیث انتقد ترامب مواقف الدول الأوروبية من حلف شمال الأطلسي وطلب منها صراحة تخصيص 2٪ من ناتجها المحلي الإجمالي للميزانية العسكرية، وخاطب ترامب ألمانيا بشدة بهذا الخصوص واتخذ الإجراءات وأمر بسحب 12500 جندي أمريكي من ألمانيا، احتجاجا علی هذا الوضع.

بغض النظر عن هذه القضايا، كانت وجهة نظر الأوروبيين والأمريكيين بشأن الحاجة إلى الالتزام بالاتفاقيات الدولية والمعاهدات العالمية في عهد إدارة ترامب، تتعارض تمامًا مع السياسات الأمريكية والأوروبية.

فیما یخص الاتفاق النووي، فقد بذلت الولايات المتحدة قصارى جهدها لتفكيك هذا الاتفاق فی حین تعارض هذا الأمر تمامًا مع مصالح وأمن ومطالب الاتحاد الأوروبي.

والأهم من ذلك، کانت معاملة ترامب المهينة للغاية للدول والقادة الأوروبيين، وخاصة مستشارة الحکومة الألمانية "أنجيلا ميركل" والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماکرون". حتى في الماضي صدر سلوک مشابه لترامب فيما یخص الحليف المقرب للولايات المتحدة، اي بريطانيا، حیث عامل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي باستهزاء. وبالتالي، شعرت أوروبا بالاشمئزاز الشديد من ترامب وإدارته وسياساته. في الواقع، كان انتخاب بايدن ووصوله الى البيت الابيض بمثابة هدية لأوروبا.