»

دراسة خاصة: برنامج التعاون الشامل بين الصين وايران وتداعياته الاستراتيجية

09 كانون الاول 2020
دراسة خاصة: برنامج التعاون الشامل بين الصين وايران وتداعياته الاستراتيجية
دراسة خاصة: برنامج التعاون الشامل بين الصين وايران وتداعياته الاستراتيجية

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

الدراسة الكاملة                الملخص التنفيذي 

                                             

                              

يتوزع الجدل الدولي حول أهمية اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين الصين وإيران التي تم الإعلان عنها مؤخرا بين من يعتبر اتفاق التعاون الشامل يعكس جزءاً من تحولات استراتيجية مهمة في السياسة الصينية والإيرانية تجاه النظام العالمي والسياسات الإقليمية، ويُمثِّل تعبيراً عن تحوُّل محدد في هذه السياسة تجاه إقليم الشرق الأوسط، من سياسة تقليدية قامت على أولوية المصالح والسياسات الاقتصادية إلى سياسة جديدة تُعلي من أهمية المصالح الاستراتيجية والأمنية جنباً إلى جنب مع المصالح والسياسات الاقتصادية. وبين من يعتبر الاتفاق مجرد اجراء تكتيكي ولا يعبر عن تحول استراتيجي فعلي في السياسة الصينية، وأنه لن يُؤدي إلى إحداث تغيير كبير في مستوى العلاقات الصينية-العربية بشكل عام، وعلاقات الصين مع دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص. 
وفي جميع الحالات يمكن القول إنه ما تزال هناك العديد من الضوابط التي تحول دون تحوُّل الاتفاق إلى مصدر تهديد للعلاقات الصينية بباقي دول الإقليم، على رأسها المصالح الصينية مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومع الكيان الصهيوني، لكنه قطعا سيكون برنامج شراكة استراتيجية فاعل وحقيقي، بين فاعلين اقليميين استراتيجيين في غرب اسيا، وسيكون قادرا على مواجهة الضغوط الامريكية وعلى كسر سياسات الهيمنة والغطرسة. يعكس برنامج التعاون الشامل جزءاً من تحولات استراتيجية مهمة في السياسة الإيرانية والصينية تجاه النظام العالمي والسياسات الإقليمية، ويُمثِّل تعبيراً عن تحوُّل محدد في هذه السياسات يبحث عن المخارج الاقتصادية والسياسية لكنه أيضا يعلي من أهمية المصالح الاستراتيجية والأمنية. من المؤكد أن اتفاق التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الصين وإيران سيكون له تداعيات مهمة سواء على مستوى العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، أو على مستوى العلاقات العربية-الإيرانية، أو على مستوى التوازن العسكري في المنطقة.