»

مترجم: برنامج التعاون الشامل بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية

05 كانون الاول 2020
مترجم: برنامج التعاون الشامل بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية
مترجم: برنامج التعاون الشامل بين جمهورية الصين الشعبية والجمهورية الإسلامية الإيرانية

ترجمة مركز الاتحاد للدراسات والتطوير

 الترجمة الكاملة للإتقاق

 الملخص التنفيذي

الدراسة الأصلية

من منطلق الرؤية الصينية لسبل مواجهة الولايات المتحدة، والتقائها بحاجة الجمهورية الاسلامية إلى مواجهة استراتيجية للضغوط القصوى عليها من قبل واشنطن، وتأسيسا لعلاقات استراتيجية مهمة للبلدين الساعيين إلى أداء سياسي مستقل عن الإرادة الأميركية الدائمة التدخل، أعلن البلدين عن برنامج شامل للتعاون الاستراتيجي بينهما، في يونيو الماضي.
يجمع الكثير على أن اتفاق الشراكة سيكون بمنزلة شريان حياة يغذي الاقتصاد الإيراني من جهة، وسيسمح بتوسيع نفوذ الصين في الشرق الأوسط إلى حد كبير من جهة أخرى، الأمر الذي من شأنه زيادة توتر الولايات المتحدة في مقاربتها للمواجهة مع الدولتين.
تعتبر الولايات المتحدة الامريكية الدخول الصيني الى ايران عاملا مزعزعا للاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. حيث ترى أن الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين تمنح طهران الفرصة للحصول على الأسلحة والأموال من الحزب الشيوعي الصيني سوف والذي تعتبره تهديدا لمصالحها في المنطقة. بدأت الادارة الأمريكية بالعمل بكامل قواها السياسية والديبلوماسية لتضييق الخناق على إيران ومنعها من امتلاك أي أسلحة متطورة لاسيما النووية والبالستية، من خلال فرض عقوبات واسعة النطاق، كما دخلت في حرب اقتصادية مع الصين في محاولة لتعطيل تطورها ونفوذها في المنطقة. وتناغما مع ذلك، سيسمح مشروع الشراكة الاقتصادية والأمنية الشاملة بين إيران والصين بتدفق مليارات الدولارات من الاستثمارات الصينية في مجال الطاقة وقطاعات أخرى إلى إيران، الأمر الذي من شأنه تقويض جهود الادارة الامريكية لعزل طهران وخنق اقتصادها. كما أنّ برنامج الشراكة الشاملة من شأنه توسيع الوجود الصيني في قطاع البنوك والاتصالات والموانئ والسكك الحديدية وعشرات المشروعات الأخرى،  كما سيمكن الصين من الحصول على إمدادات منتظمة من النفط الإيراني بسعر مخفض على مدى الأعوام الخمسة وعشرين المقبلة، الأمر الذي يعني إفادة بينية متبادلة بين خصمين كبيرين للولايات المتحدة، ورئتين مفتوحتين على بعضهما البعض ومنتشرتين بنفوذهما وعلاقاتهما في مساحات واسعة من هذا العالم، مع طموح إحداهما لتزعم العالم، والأخرى لإنجاح نموذج القوة الإقليمية القادرة والقوية التي تهدد وجود إسرائيل ومصالح الأميركيين في الشرق الأوسط. تجدر الاشارة الى أنّ برنامج الشراكة الاستراتيجية والتعاون بين البلدين سيؤثر على الشرق الأوسط، فالصين عبر الشراكة الاستراتيجية مع إيران تكون قد دخلت مساحة الفعل الاستراتيجي في الشرق الأوسط،  ودخلت الى أسواق جديدة من خلال تحالفها الاستراتيجي خدمة لمصالحها الاقتصادية ولإعداد ساحة خصبة لاستثماراتها الواسعة كما أنّ ايران ستجد ما تحتاج إليه في الشراكة مع عملاق اقتصادي يعاني من الخصم نفسه وهو أميركا.وستبقى الحاجة الى التعاون والشراكة  في سوق الطاقة، محورا اساسيا، بعد أن فرضت الولايات المتحدة الأميركية عقوبات على شركات الطاقة الإيرانية، وعلى الشركات التي تتعامل مع إيران التي تحتاج اليوم إلى إنتاج 8.5 ملايين برميل يوميا لتبقى في السوق، وسيترتب على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية تحول دراماتيكي في موازين القوى، والمراهنة السياسية على ما ستتخذه الادارة الامريكية الجديدة من قرارات واجراءات لمواجهة هذه الشراكة الاستراتيجية.