»

دراسة خاصة: عقدة وحروب التوريث السعودي

02 كانون الاول 2020
دراسة خاصة: عقدة وحروب التوريث السعودي
دراسة خاصة: عقدة وحروب التوريث السعودي

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

 الدراسة الكاملة

تعتبر مسألة التوريث من نقاط ضعف النظام السعودي منذ مطلع القرن التاسع عشر. ويرجع ذلك إلى المنظومة المعتمدة adelphic system .فوِفْقًا لهذه الطريقة الأفقية لنقل السلطة، يمكن نظريًّا لجميع أعضاء البيت الحاكم الذكور الوصول إلى سدة الملك؛ وهو ما يؤدي إلى صراعات وأزمات لاسيما أثناء الانتقال من جيل إلى آخر؛ إذ يحاول كل مُتطلع إلى السلطة، أن يستبد بالأمر ويحصره في ذريته دون باقي عشيرته. ويؤدي تكرار هذه الأزمات إلى إضعاف المجموعة المهيمنة على السلطة، وتسهيل التدخل الأجنبي، مما قد يفضي إلى انهيار الكيان في آخر المطاف، كما توضح ذلك بجلاء حالة الدولة السعودية الثانية؛ فقد اغتيل أميران (تركي ومشاري)، وعُزل ثلاثة (فيصل وخالد وثنيان)، ونشبت عدة حروب أهلية دام آخرها ربع قرن، وتدخلت قوى أجنبية عدة مرات كالعثمانيين وآل رشيد في شؤون الإمارة الداخلية. والحاصل أن الدولة انهارت سنة 1891 أساسًا بسبب مسألة التوريث أما الدولة السعودية الثالثة التي أسسّها الملك عبد العزيز آل سعود، فإن شخصيته وقدراته وتحالفاته الداخلية والخارجية أسهمت في أن يكون عهده "مستقرًا نسبيًّا"، ولم يشهد بالتالي صراعًا ملحوظًا على العرش؛ إذ تأخر ذلك حتى استلام نجله سعود بن عبد العزيز مقاليد السلطة. ويمكن القول "إن صيانة وحدة الأسرة السعودية كانت من أسس "الاستقرار النسبي" لسلطتها على البلاد؛ فقد أدى احتدام الصراع على السلطة بين الملك سعود وولي عهده الأمير فيصل في الفترة 1958- 1964، الذي تزامن مع ما سمّي تمرد "الأمراء الأحرار"، إلى انقسام الأسرة السعودية إلى كتل متصارعة، ما أحدث ضعفًا كبيرًا وأزمةً في النظام. تاريخ هذه الانقسامات وتفاصيلها وملابساتها، خصوصًا في عهدي الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك سلمان بن عبد العزيز، شهدا أحداثًا ومؤشرات، تدل على ضعف تماسك أسرة آل سعود، مقارنةً بما كان عليه الحال أيام الملك المؤسّس.

في الدراسة التالية نستعرض لكم لمحة تاريخية حول أبرز الصراعات التي عاشتها السعودية وأبرز الحروب والمعارك التي قام بها آل سعود منذ 1774 من أجل ترسيخ وراثة الحكم لعائلتهم ونسلّط الضوء على الأزمات السعودية الداخلية، وأبرز المشاريع والتعديلات الدستورية التي تهدف الى تثبيت هذه الوراثة في عائلة آل سعود، ونقدّم لكم آراء الخبراء حول العالم في ما يتعلّق بشأن النظام السعودي.