»

دراسة خاصة: اميركا وفيتنام: من العداء الى الاحتواء

09 تشرين ثاني 2020
دراسة خاصة: اميركا وفيتنام: من العداء الى الاحتواء
دراسة خاصة: اميركا وفيتنام: من العداء الى الاحتواء

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

 الدراسة
 الخارطة التحليلية
 الخلاصة التنفيذية

في اطار المتابعة لملف التطبيع القائم اليوم بين العديد من الدول العربية والكيان الصهيوني بمباركة وتخطيط وتوجيه واحتواء أمريكي، كان من الضروري العودة الى بعض الملفات المتعلقة ببعض الحروب التي خاضتها  الولايات المتحدة في مناطق من العالم ومراجعة سياساتها وتوجهاتها وتطلعاتها الاستراتيجية التي حولت أعداء الأمس الى حلفاء تابعين يتوجهون بحسب الرغبات الامريكية ولو انكروا ذلك لدرجة توريطهم في ازمات وصراعات لا تنتهي.
هناك سؤال يطرح نفسه دائما، كيف يمكن لعدو شرس دمّر وقتل وشرّد وغيّر الخرائط الجيوسياسية، أن يصبح صديقا أوحليفا سياسيا واستراتيجيا؟ كيف يمكن لمن كان عدوّا بالحرب أن ينجح في تطويع عدوه بالسلم وليس بالحرب؟كيف يمكن للمعادلات ان تتغير ومن يغيرها؟ هل هي رغبة الشعوب أم الحكام أم الاثنين معا؟
جمعت فيتنام بالولايات المتحدة خلال العقود الماضية علاقات عداء وحرب، ومع ذلك نجحت أمريكا  في اخضاع وتطويع الفيتناميين بالسلم لا بالحرب، وعليه سعت هانوي بنظام حكمها الشيوعي الى تطبيع علاقاتها مع واشنطن، بل أصبحت تجمعهما علاقات اقتصادية وسياسية وعسكرية واسعة. يطرح تساؤل هنا كيف تحول هذا العداء التاريخي الى صداقة؟ وكيف نجحت الولايات المتحدة الامريكية في استمالة فيتنام واحتواءها لتكون عنصرا من عناصر المواجهة مع الصين؟
قبل الخوض في تطورات العلاقة بين الولايات المتحدة وفيتنام، ومراجعة تاريخ ومعطيات هذه الحرب التي دفع الطرفان أثمانا كبيرة فيها. لابد لنا من الربط بين ما عاشه الفيتناميون في مواجهتهم للعدوان الامريكي، وكيف تحولت هذه العلاقة من عداء الى احتواء ناعم، وبين ما تعيشه المنطقة اليوم من سياسة تطبيع علني بين العديد من الدول العربية والكيان الصهيوني. هذا الكيان العدو، الذي احتل فلسطين وشرد شعبها وانتهاك حقوقه ودمر قراها وسرق تاريخها، والذي أصبح اليوم حليفا وشريكا للعديد ممن كانوا يعتبرونه عدوا سابقا، ويقرون بأن الشراكة والسلام هما البديل المنطقي لحل الازمات. بالمقابل يسعى الاسرائيلي ومن وراءه الامريكي الى احتواء الدول العربية وانهاء حالة العداء خدمة للمصلحة الاسرائيلية والامريكية. يبدو أنّ سياسة التطبيع أسلوب ينتهجه الاسرائيلي اليوم للتخلص من عقدة الصراع لتلميع صورته وتحقيق غاياته، كما فعل الامريكي للتخلص من عقدة فيتنام.