الملخص التنفيذي

 الدراسة 

اٍنّ التفوق العسكري للجيش الأمريكي لا يعني أن أي حرب قد تخوضها الولايات المتحدة  ستكون سريعة وسهلة، أو أنه لن يكون لديها تداعيات على الموازنة الامريكية المتعلقة بالحروب والتي من الواضح أنها مثقلة اليوم بديون كبيرة نتيجة سياسات التدخل السريع في الازمات التي اعتمدتها الادارات المتعاقبة في امريكا. لا يمكن تجاهل التكلفة المالية للحروب في غرب اسيا، وخاصة حروب الشرق الاوسط، فاذا أخذناها كمؤشر فقد تجاوزت تكلفة الحروب   والكلفة الملقاة على كاهل دافعي الضرائب الامريكيين الحد الاقصى المحدد وفقا للموازنة العامة للحروب. وعلى الرغم من الدلائل والمؤشرات التي قدمتها الادارات المتعاقبة منذ اعتداءات 11 ايلول 2001 الى اليوم، الا أنّ تضخّم الميزانية العسكرية على المدى الطويل ستكون له عواقب وخيمة على مختلف السياسات المحلية وحتى الخارجية، اضافة الى أنّها ستحدث شرخا في العلاقة بين المواطن الامريكي والسياسيين وصناع القرار في البلاد.

اٍنّ الحروب الامريكية في منطقة الشرق الاوسط من افغانستان الى العراق الى سوريا، والانفاق المتزايد  على الأمن الداخلي ووزارات الدفاع والخارجية والمحاربين القدامى كبّدت الموازنة تريليونات الدولارات، كما ثقلت كاهل دافعي الضرائب الامريكيين الذين باتوا اليوم يشعرون بثقل هذا الامر خاصة في ظل تواتر الازمات من الاقتصاد الى وباء كورونا وتداعياته.

يبقى موضوع النفقات الحربية وحقوق المحاربين القدامى من الملفات الحساسة والمؤثرة جدا في توجه الناخب الامريكي، حيث يحاول كل مرشح لرئاسة البيت الابيض استغلال هذا الملف للدعاية لمنظومة تخدم توجهه للمحافظة على حقوق المحاربين القدامى ومحاولة الموازنة بين ما تسعى الولايات المتحدة لتحقيقه من سياسات في مناطق مختلفة من العالم وبين ما قد يتسبب فيه ذلك من نفقات، قد تثقل كاهل الميزانية العسكرية والمالية اذا لم تكن مبنية على سياسات مدروسة وواضحة.

قد تبدو سياسة الانسحاب للقوات الامريكية أو اعادة التموضع العسكري كما يصفها البعض، من مختلف الساحات والصراعات مؤشرا ودليلا على أنّ هناك سعي لاعادة ترتيب الاوراق وفق رؤية تحافظ على التفوق العسكري الامريكي لكن في نفس الوقت تخفف من وطأة الانفاق وتداعياته خاصة داخليا. لكن يبقى نجاح هذه السياسة مرهون اولا بالقدرة على تنفيذ هذه السياسات مع مراعاة حقوق المحاربين القدامى واحتواء مشاكلهم من جهة، والتخفيف على دافعي الضرائب من جهة اخرى.