»

دراسة ايرانية: الخیار الأنسب لترامب وبايدن في منطقة الشرق الاوسط

05 تشرين ثاني 2020
دراسة ايرانية: الخیار الأنسب لترامب وبايدن في منطقة الشرق الاوسط
دراسة ايرانية: الخیار الأنسب لترامب وبايدن في منطقة الشرق الاوسط

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

 الملخص التفيذي

 الدراسة الايرانية

يراقب اللاعبون الإقليميون عملیة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بکثب وحساسية وبدقة تامة. تدعم الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين وصول دونالد ترامب الی بیت الأبیض وفي هذا السیاق وقعت أبوظبي والمنامة إتفاقية السلام مع الکیان الصهيوني وذلک لزيادة فرص فوز ترامب في الانتخابات.  ومع ذلك، وعلى الرغم من أن العديد من الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر وإسرائيل وتركيا، تطالب بإعادة انتخاب دونالد ترامب، لکن مع ازدیاد فرص بایدن للفوز، اختارت تلك الدول استراتيجية الصمت والسياسة المحايدة وذلک للهروب من إنتقام الديموقراطيين وغضبهم في حال فوزهم بالإنتخابات. على أي حال، سيكون لإعادة انتخاب دونالد ترامب تداعیات وخيمة على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. في حال فوز ترامب في الانتخابات، فسیتاح لحلفاءه في المنطقة مساحة أكبر للعمل، مما سيؤدي إلى تصعيد النزاعات والتوترات في المنطقة. خاصة وأن ترامب يسعى لزيادة صفقة مبيعات الأسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي من خلال تصعيد التوترات في منطقة الخليج الفارسي. ولکن وبما أن فوز بايدن يعني الإستمرار بنهج سياسة باراك أوباما، فإن ذلك یعنی مشاهدة خفض التوترات والنزاعات في المنطقة. ولهذا السبب تدعم کل من قطر والكويت وعمان وصول بايدن الي بيت الابيص. لاسيما وان فوز بايدن یؤدي إلی خفض الدعم الأمريكي لمحمد بن سلمان، الامر الذي یمکن أن یؤدی إلى تغییر في السياسة الخارجية العدوانية للرياض وحلفائها في المنطقة. اذا أعید انتخاب ترامب، فستستمر العلاقات التركية الأمريكية علی نفس المنهاج الذی کان في السنوات الأربع الماضية، لكن مع فوز بايدن المحتمل في الانتخابات الرئاسیة، يبدو أن لديه مقاربة سلبية وحاسمة لسياسات تركيا الإقليمية، سيضع سیاسة أعمال الضغط على أنقرة في أماکن مختلفة من العالم، وهذا الامر لم يعجب أنقرة، ویبدو مع انتصار الديمقراطيين، ستزداد التوترات علی الصعید السياسة الخارجية بين واشنطن وأنقرة.

مع فوز بايدن، يحل بنيامين نتنياهو علی قائمة الخاسرين في الانتخابات الرئاسية. لأن ترامب قدم خدمات ممیزة للکیان الصهيوني بنقله السفارة الأمريكية إلى القدس وقبوله ضم الجولان السوري إلى الأراضي المحتلة، ودفع الدول العربية للتوقيع على إتفاقیة السلام مع  الکیان الصهيوني، الامر الذي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي على فعله من قبل. ومع ذلك، فإن موضوع رئاسة بايدن لن تشكل تحديًا رئیسیاً للکیان الصهيوني وستتأثر العلاقات الأمريكية الإسرائیلیة بأقل قدر من الضرر برحيل ترامب.

بالنسبة لإيران کذلک يمكن القول إنه إذا استمرت رئاسة ترامب حتى عام 2025، فسيواصل حملة الضغوط القصوى علی إيران، لكن فوز بايدن المحتمل قد يتیح الفرصة للجمهورية الإسلامية الإيرانية للنظر إلى فريق أوباما السابق بطريقة أكثر توازناً مقارنةً بنهج ترامب، ومن خلال حل بعض الاختلافات الناشئة حول التصورات والمفاهيم الخاطئة، مما سیفتح فصلاً جديداً من العلاقات الأقل عدائية وتوترًا بين البلدين.