»

دراسة خاصة: الوضعية السياسية للجيش المصري

31 تشرين أول 2020
دراسة خاصة: الوضعية السياسية للجيش المصري
دراسة خاصة: الوضعية السياسية للجيش المصري

مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

 لتحميل الدراسة

أهمية دراسات كارنيغي الأربع

نشر مركز كارنيغي-الشرق الاوسط اربع دراسات بتاريخ 26 تشرين الأول في ظل متغيرات تمر بها مصر داخليا واقليميا: انتخابات تشريعية، تعديلات دستورية هامة تتصل اساسا بمهام الرئيس وصلاحياته ودور المؤسسة العسكرية المصرية في بلورة تلك الصلاحيات، سياسات جديدة بعنوان مشاريع اصلاحية تبناها السيسي،  صراع نفوذ على السلطة بين ممثلي المؤسسة العسكرية المنخرطين بشكل مباشر في اللعبة السياسية وبين اقطاب  الاقتصاد ولوبيات المال والاعمال، غضب شعبي بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، ادارة ازمة كورونا، حدود متوترة بسبب الخلايا النائمة للجماعات التكفيرية تستنزف الجيش وقواعده، وضع اقليمي متوتر في ليبيا، وفي شرق المتوسط، الاعلان عن حلف جديد بين الاردن والعراق ومصر، الصراع مع تركيا وقطر، موجة التطبيع العربي الخليجي مع الكيان الصهيوني.

التساؤلات المطروحة حول محتوى الدراسات:

لماذا التصويب على المؤسسة العسكرية المصرية الان؟ ما هي الدوافع وراء تقديم هكذا دراسات تقييمية تشير بكل وضوح الى فشل الادارة العسكرية المصرية سياسيا واقتصاديا؟  هل المطلوب اضعاف المؤسسة العسكرية المصرية وعزلها بتعلة الفشل وعدم القدرة على ادارة الازمات الحالية التي تمر بها مصر داخليا واقليميا؟

على الرغم من سياسة التطبيع الشامل منذ كامب ديفيد بين مصر واسرائيل الا ان الثقة في المؤسسة العسكرية المصرية ودورها لا يزال تحت المراقبة والمتابعة الاسرائيلية، ما هي الدلالات والمؤشرات التي تدل على انعدام ثقة الكيان الصهيوني في المؤسسة العسكرية المصرية بالرغم من كل سياسات عبد الفتاح السيسي التي تخدم المصالح الاسرائيلية والامريكية؟

هل الاشارة لفشل السياسات الاقتصادية ولإدارة الحكم للجيش المصري مؤشر كاف للقول بأنّ هناك مشروع يستهدف الجيش المصري وقواعده؟

ألا يمكن اعتبار طرح هكذا ملف دليل على أنّ تورط الجيوش في السياسة قد يكون سببا في انهيارها وتفكك بنيتها المؤسساتية والعسكرية؟

الاستنتاجات:

-استهداف الجيش المصري من خلال تقييم سياسته وادارته الاقتصادية والتنفيذية ليس دليلا على تخلي امريكي عن المؤسسة العسكرية المصرية وانما يبدو ان الهدف الى حد الان، هو محاولة تسليط الضوء على النقاط السلبية لهذه السياسات المعتمدة والتي قد تشكل تهديدا للمصالح الامريكية اذا لم يقع اصلاحها او بالحد الادنى ترميمها.

يقر انطوني كوردزمان أنّه،" لا يبدو أن هناك أي مؤشرات واضحة على حدوث انقطاع قادم بين الولايات المتحدة ومصر، ولكن هناك تحذير واضح من أن توفير كميات كبيرة من الأسلحة وأشكال أخرى من المساعدة العسكرية قد لا يمنح المورد نفوذاً كبيراً على المتلقي، وإن  استخدام كلمة "شريك" في عبارة "شريك استراتيجي" يمكن أن يعني أنّ الشريك لا يستوعب دائما المطلوب منه. كما أن دور مصر في عملية السلام العربية الإسرائيلية يمنحها نفوذاً وكذلك سيطرتها على قناة السويس من خلال تقديم دعم النقل البحري في التعامل مع إيران والعراق وسوريا. قدرتها على المساعدة في إنهاء الحروب الأهلية في سوريا وليبيا. وتعاملها مع التهديدات الإرهابية / المتطرفة مثل التهديد المتطرف المنخفض المستوى الحالي في سيناء. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن مصر لديها مخاوف أمنية أخرى، مثل تورطها في الحرب الأهلية الليبية، وصلاتها بدول الخليج، ودورها في حوض النيل - بما في ذلك الجدل الكبير مع إثيوبيا حول السد الذي تقوم ببنائه على النيل الأزرق - وعلاقاتها مع السودان، وعلاقاتها مع إثيوبيا. وكذلك مصالحها الأمنية في لبنان وسوريا والعراق ودول البحر الأحمر كل هذه الديناميكيات تميل إلى ربط مصر والولايات المتحدة."

اٍن ما نشر من دراسات تقييمية مركّزة يعد من الامور الملفتة للنظر وتستحق المتابعة:

- تقييم مرحلة حكم العسكر في مصر بقيادة عبد الفتاح السيسي، سياسيا واقتصاديا.
- الكشف عن فشل الجيش المصري في ادارة السياسات الاقتصادية وتداعياته على البلاد.
- الاشارة الى عدم قدرة المؤسسة العسكرية على التأقلم مع المتغيرات داخليا واقليميا ودوليا بسبب الصراع على النفوذ وتقاسم المصالح داخليا وتورط بعض القيادات في قضايا فساد مالي.
- تفعيل القطيعة بين مؤسسة الحكم والجيش والقول بأن الجيش خلق ليبقى في الثكنات ولحماية امن البلد وليس للحكم وادارة السلطة.
- الاشارة الى انعدام الثقة بنسبة كبيرة من القيادات العسكرية وخاصة تلك التي لا تزال تحمل عقيدة معادية لإسرائيل ولسياسة التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني، على الرغم من اخراج السيسي لكل القيادات العسكرية التي شهدت حرب أكتوبر من داخل المجلس العسكري الحالي. وكان أخر عضو بالمجلس العسكري قد شارك في حرب أكتوبر وقام السيسي بإخراجه من المجلس العسكري في 18 ديسمبر 2016م، هو الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي السابق. حتي لا تكون لديهم تلك الرؤية والعقيدة نحو إسرائيل بأنها “عدو”.
- مواجهة اي طرف قد يعمل على عرقلة سعي عبد الفتاح السيسي لتغيير عقيدة الجيش العسكرية لتصبح ملائمة للسياسة الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.
- الضغط باتجاه وضع سياسات تحد من سلطة الجيش السياسية وتفكك مؤسسة الجيش وتضعفه وتنهكه وتستنزف قدراته في معارك هامشية بعنوان محاربة الارهاب.
- عدم السماح للمؤسسة العسكرية المصرية بأن تعمل على المزيد من تفعيل قدراتها القتالية وتسلحها والانفتاح على حلفاء اخرين قادرين على مساعدة الجيش المصري في المحافظة على قوته الردعية والقتالية مثل روسيا والصين وهو ما لن تسمح به الولايات المتحدة الامريكية التي عملت منذ سنوات على فرض سياسة تخفيض قدرات وحجم الجيش المصري. .يبدو أنّ الهدف الروسي هو محاولة الاقتراب من مصر في ظل الانسحاب الامريكي، لكن تُظهر الجهود الروسية لتقريب مصر نحو مدارها صعوبات محاولة بناء تحالف إقليمي في غياب راعٍ من قوة عظمى. قد تتحد البلدان ذات أنظمة الحكم والتاريخ المختلفة على نطاق واسع في مواجهة المعتدي. لكن في غياب راعي مشترك، تشير الأدلة إلى أن التحالف قد يكون مؤقتًا وهشًا، وأن أعضائه عرضة للانحراف.