التقييم: مخاطر وغموض الخيارات 

يبدو واضحا أن بايدن مصرّ على عدم الافراط في التركيز على صراعات الشرق الأوسط وتناقضاته والالتفات أكثر الى التحديات الجديدة التي سيواجهها العالم لا سيما صعود القوى الفاعلة الجديدة المنافسة للولايات المتحدة. لكن هذا لا يمنع من القول بأنّ لجو بايدن توجهاته التي ستظهر تباعا وفقا للظروف والمعطيات السياسية محليا ودوليا. من المهم التذكير بعدة نقاط لها علاقة بالخيارات السياسية لبايدن وادارته. قد يبدو للوهلة الأولى مرمما او مصلحا لأخطاء سلفه التي يعتبرها البعض مسيئة لأمريكا على جميع الأصعدة، وقد يسعى أيضا للاستثمار في بعض السياسات التي قام بها سلفه خاصة تلك المتعلقة بسياسة الضغط الأقصى على دول المحور المعادي للسياسات الامريكية لتثبيت قواعده الجديدة وتوجهاته في ملفات حساسة ومعقدة.

بداية لابد من التذكير بأن السياسة الامريكية ولسنوات طويلة ارتبطت ولا تزال بالوجود الإسرائيلي، وبمصلحة إسرائيل وهذا يعني بأن أي رئيس قادم مهما كان انتماءه او عقيدته السياسية او خياراته، لن يتمكن من إدارة البيت الأبيض دون سند واضح من اللوبي الصهيوني المؤثر في أمريكا. من هذا المنطلق فاٍنّ بايدن لن يحيد بأي شكل من الاشكال عن السياسة الامريكية المرتبطة بنظام عالمي جديد يخدم الهيمنة والمصالح الامريكية.