تقييم:

تسعى الولايات المتحدة الأميركية من خلال مراكز دراساتها وإعلامها الموجّه للنيل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع بعض المؤسسات الإعلامية العربية الموالية لها، كالسعودية والإمارات، وفيما يخص القضية العراقية، تثير هذه المجموعة من المقالات والدراسات والتحليلات، قضية ما يسمى بـِ"المصالح الإيرانية في العراق"، حيث توجّه اتهامات للجمهورية الإسلامية الإيرانية بمحاولة بسط نفوذها في العراق واستنزاف موارده، ففي الجانب السياسي، يحاول المحور الموالي لأميركا من خلال وسائل اعلامه اتهام ايران دخولها على الخط السياسي ومشاركتها في الحكومة ودعم أحزاب ورؤساء على حساب أحزاب أخرى في الحكومة العراقية أو البرلمان، كذلك محاولتها لبسط نفوذ اقتصادي يعود بالنفع عليها خصوصا مع معاناتها من العقوبات الاقتصادية المفروضة من أميركا "بحسب زعمهم". وإضافة إلى ذلك، تحاول هذه التحليلات تبيان أن إيران تحاول تصدير "الإسلام الثوري" إلى العراق وفرض نفوذ "شيعي" موال لها، وبناء فصائل عسكرية تدعم مواقفها، وكل ذلك كسبيل لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية، بحسب ما تدّعيه هذه التحليلات الموجّهة.

وبالنظر إلى المقلب الآخر، يمكن بسهولة تحديد وتقييم مدى صحة هذه الادعاءات التي تحاول أميركا اطلاقها، لتغطية مشروعها الاستعماري في العراق، والتي بذلت من شأنه مليارات الدولارات، ويظهر ذلك جليًّا في الحضور العسكري المباشر على الأراضي العراقية منذ عام 2003، وتعزز هذا الانتشار بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي، في حين أن الوقائع تظهر بشكل واضح مدى دعم الولايات المتحدة الأميركية لهذا التنظيم على كافة الصعد لتعزيز انتشاره وتقويته، وصولًا الى التدخل في الحياة الاجتماعية العراقية، ونشر الفتن في كل الاتجاهات وإثارة الخلافات ومنع التلاقي والتواصل والتوافق، بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي من خلال منع الاستثمارات الصينية والألمانية الكبرى في البنية التحتية.

لتحميل الملف