»

ترامب يحوّل الولايات المتحدة إلى دولة منبوذة

26 حزيران 2020
ترامب يحوّل الولايات المتحدة إلى دولة منبوذة
ترامب يحوّل الولايات المتحدة إلى دولة منبوذة

Juliette Kayyem- The Atlantic

الدول الأخرى تصدر أحكامًا على أميركا وتصف ولاياتها بالأكثر مرضًا وسياسييها بالمتهورين.

بنى دونالد ترامب هويته السياسية على استبعاد الآخرين، حيث يخطط الأجانب دائمًا، بحسب تصوّره، لسرقة وظائف الأمريكيين وجلب المرض والضرر الجسدي إلى البلاد. ويشكّل الجدار على الحدود الجنوبية رمزًا واضحًا لنظرة ترامب. فبرأيه يتم تعزيز الاستثناء الأمريكي من خلال قدرة الأمة على إبعاد الآخرين.

إن عدم رغبة ترامب في التعامل مع جائحة الفيروس التاجي على محمل الجد، في ظل ما يبنيه من جدار للعزلة، يحمي بقية العالم من أمريكا المهددة بالانقراض ومواطنيها.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أمس، أنّه "في الوقت الذي يخطط فيه الاتحاد الأوروبي لإعادة فتح حدوده، فإنّ الدول الأعضاء قد تستبعد الأمريكيين من قائمة الجنسيات التي يرحب بدخولها." كما أشار رئيس الوزراء الكندي، جوستين ترودو، إلى أنه "ليس في عجلة من أمره لإنهاء القيود المفروضة على السفر من الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية لبلاده. أثناء تفشي جائحة الفيروس التاجي، تعتبر الولايات المتحدة استثنائية في ضعفها وضعفها. إنها الدولة الأكثر تضرراً على الأرض."

وحيث بدأت دول الاتحاد الأوروبي في فتح السياحة لمواطنيها ، لكنها تضع شروطًا ومعايير قاسية. لذلك، قد تجد الولايات المتحدة نفسها فجأة برفقة روسيا والبرازيل. في الأشهر المقبلة، بسبب استثناء مواطنيها من قبل دول الاتحاد.

كذلك أعلنت الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية الأسبوع الماضي أنه حتى بعد انتهاء أمر "عدم الإبحار" من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في 24 يوليو، لن يقوم أعضاء المجموعة التجارية بإعادة التشغيل من الموانئ الأمريكية حتى منتصف سبتمبر على الأقل. وقالت الرابطة في بيان "على الرغم من أننا كنا نأمل أن يتم استئناف نشاط الرحلات البحرية في أقرب وقت ممكن بعد [24 يوليو]، فمن الواضح أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لحل العوائق أمام استئناف العمل مع الولايات المتحدة".

في نفس الإطار، أنهت الصين واردات الدواجن من منشأة تايسون في أركنساس بسبب إصابات COVID-19 بين موظفي المصنع - مما أثار مخاوف من أن تستخدم بكين الذعر لتبرير حظر واردات الأغذية الأخرى من الولايات المتحدة. وللمفارقة، فإنّ الفيروس التاجي قد نشأ في الصين بحسب الظاهر، لكن فشل أمريكا البارز في احتواء المرض شكّل فرصةً دعائيةً لبكين.

إن الثقة العالمية في قدرة الحكومة الأمريكية على السيطرة على المشكلة تتقوض بسبب تحقيق العديد من الدول انتصارات متواضعة على الموجة الأولى من COVID-19، حيث تتسع الفجوة بين تجاربها وتجربة أمريكا.

إن بقية العالم يبني جدارًا حول الولايات المتحدة، سبب عدم قدرة ترامب على التعامل مع الوباء.  فبعد خسارة 120 ألف شخص أرواحاً، فضلاً عن الأضرار الاقتصادية التي لا تحصى، يدفع الأمريكيون ثمنًا أكبر بسبب هذا "الجدار العازل" بين أميركا وباقي دول العالم.

النص الأصلي:

http://english.u-feed.com/post.php?id=116955