»

دراسة مترجمة: حرب الصواريخ في اليمن

22 حزيران 2020
دراسة مترجمة: حرب الصواريخ في اليمن
دراسة مترجمة: حرب الصواريخ في اليمن

ترجمة مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير

تبرز أهمية هذا التقرير في أنه يسلّط الضوء على جزء من حرب معقدة في اليمن. فلقد مكّنت الصواريخ البالستية والصواريخ كروز والطائرات بدون طيار، اليمنيين من مقاومة نحالف العدوان السعودي-الامريكي بشكل كبير وفعّال. وعلى الرغم من جهود تحالف العدوان المكثفة لوقف تدفق هذه الأسلحة إلى اليمن، تستمر الصواريخ والطائرات بدون طيار في الظهور في ساحة المعركة بأعداد كبيرة. كما أن الهجمات الجوية واسعة النطاق ضد قاذفات الصواريخ والبنية التحتية الداعمة لم توقف الهجمات. وبالتالي، أثبتت الدفاعات الجوية والصاروخية النشطة أنها عنصر ضروري في استراتيجية تحالف العدوان للتخفيف من آثار حملة الصواريخ، لكن بقدر أهميتها أثبتت أيضا فشلها في إيقاف الصواريخ او حتى تعطيل مسارها. قدمت حرب الصواريخ اليمنية دروسا قيّمة للولايات المتحدة وحلفائها. فمن الصعب أن نتخيل حربًا مستقبلية تتدخل فيها الولايات المتحدة لا تغمرها مجموعة متنوعة من الصواريخ. سيكون التقدم المستمر في تكنولوجيا الدفاع الجوي والصاروخي أمرًا بالغ الأهمية أيضًا، حيث من المرجح أن تتميز الحروب المستقبلية بأسلحة جوية أكثر عددًا ودقة وأكثر صعوبة في الكشف عنها من تلك التي تمتلكها قوى التحالف اليوم. يبدو أنّ هناك تخوف كبير من عدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المنطقة على كبح جماح نشاط الصواريخ التي يطلقها الجيش واللجان الشعبية، اذ قد يكون ذلك سببا في توسّع دائرة الصراع دون قصد، وقد تظهر هذه الصواريخ الاستراتيجية أيضا في صراعات إقليمية أخرى في مرحلة ما. يكفي ان نشير هنا لتهديد السيد حسن نصر الله في خطاب القاه في مايو 2019 عندما صرّح بأن الحوثيين يمكنهم في يوم من الأيام أن يوجهوا صواريخهم ضد الكيان الصهيوني.

نشر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن[1] في 9 حزيران 2020، تقريرا بعنوان " حرب الصواريخ في اليمن" يعرض فيه كل من إيان ويليام[2] وشان شيخ[3]، مراجعة شاملة لحرب الصواريخ اليمنية. فمن الجوانب الرئيسية للحرب في اليمن، أنها شهدت استخدام أكثر للصواريخ البالستية، نسبة لأي صراع آخر في التاريخ الحديث.  فقد أطلق الحوثيون في اليمن المئات من الصواريخ البالستية، إلى جانب صواريخ كروز وطائرات بدون طيار، لضرب قواعد التحالف العربي، والبنية التحتية. ونتيجة لذلك، قدم هذه الصراع المستمر بين صواريخ الحوثي ودفاعات التحالف لمحة نادرة عن فائدة الصواريخ الباليستية وحدودها كأداة عسكرية. كما أوضح الصراع أنواع الصعوبات التي يواجهها الدفاع الصاروخي في ساحة المعركة الحديثة، وعزز الدروس حول صعوبات عمليات ما يسمّى ب “الصيد بالسكود" الجوية والتحديات التي تحول دون تدفق الصواريخ والأسلحة الأخرى من ناشري الأسلحة الذين تم تحديدهم.


 

[2]إيان ويليامز زميل في برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) ونائب مدير مشروع الدفاع الصاروخي، متخصص في الدفاع الصاروخي والقوات الاستراتيجية، وانتشار الصواريخ، والردع. وهو أيضًا مدير تحرير موقع CSIS Missile Threat، وهو مركز لتبادل المعلومات والتحليلات بشأن انتشار القذائف وأنظمة الدفاع الصاروخي. في عام 2017، شارك إيان في تأليف دراسة CSIS الرئيسية للدفاع الصاروخي 2020، وهو تحليل شامل للدفاع الصاروخي الأمريكي. وقد كتب على نطاق واسع عن إيران وبرامج الصواريخ الكورية الشمالية والقوات الاستراتيجية الصينية والاستراتيجية العسكرية وهيكل الدفاع الصاروخي لحلف الناتو. ظهر إيان في العديد من البرامج الإخبارية العالمية، بما في ذلك ABC وNBC وCNN وNPR وBBC. ظهر تعليقه في صحف مثل نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، يو إس إيه توداي، نيوزويك، وغيرها.

[3] شان شيخ هو مدير برنامج وباحث مساعد في مشروع الدفاع الصاروخي في CSIS، حيث يركز على انتشار الصواريخ وأمن الشرق الأوسط. قبل انضمامه إلى CSIS، عمل في وزارة الدفاع الأمريكية ومعهد سوريا. حاصل على درجة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعربية من جامعة تافتس