»

هآرتس: هل ستقصف ألمانيا أفغانستان بطائرات إسرائيلية؟

17 حزيران 2020
هآرتس: هل ستقصف ألمانيا أفغانستان بطائرات إسرائيلية؟
هآرتس: هل ستقصف ألمانيا أفغانستان بطائرات إسرائيلية؟

صحيفة "هآرتس" تنشر مقالاً تتحدث فيه عن صفقات الأمنية والعسكرية بين ألمانيا و"إسرائيل" خلال السنوات الماضية، وتقول إن الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تم بيعها إلى برلين، قد تقوم الأخيرة باستخدامها لقصف مواقع في أفغانستان ما سيتسبب بمقتل الكثير من المدنيين.

سيصوّت البرلمان الألماني في الأسابيع القريبة، على عملية استعمال طائرة مُسيرة تُعرف باسم "هيرون TP"، وهي طائرة دون طيار صُنعت في "إسرائيل" وتستخدمها القوات الألمانية في أفغانستان ومالي.

في إطار صفقة أُبرمت عام 2018 وبلغ قدرها المليون يورو ولاقت احتجاجاً جماهيرياً واسعا النطاق في ألمانيا، تم تصدير هذا النوع من الطائرات الإسرائيلية المُسيّرة للجيش الألماني.

تمت المصادقة على الصفقة لأنّ الطائرات المسيّرة لم تكن حينها مسلّحة، ما كان يعني أنها لن تستخدم لأغراض هجومية. ومن الجدير بالذكر أن تدريب الجنود الألمان على تفعيل هذه الطائرات، كان قد تم في "إسرائيل".

ونوّهت "هآرتس" إلى أن الصفقات التجارية الأمنية والعسكرية بين ألمانيا و"إسرائيل" ليست بجديدة، خاصة مسألة استيراد الغواصات الألمانية والقضايا الجنائية المنسوبة لذلك ظاهرياً (الملف 4000).

اللافت أن هذه الصفقة لاقت نقداً جماهيرياً واسع النطاق في "إسرائيل" وألمانيا. لكن ومع ذلك، هناك القليل من المصادر الشفوية والمكتوبة المتوفرة حول تصدير الأسلحة الإسرائيلية إلى ألمانيا. لكن، منذ مطلع العام 2000 أُبرمت العديد من الصفقات المهمّة، تم في إطارها تصدير نحو 3000 صاروخ موجّه مضاد للدروع من نوع "سبايك" و20 نظام ملاحة لطائرات حربية صُنعت في شركة رفائيل الإسرائيلية إلى ألمانيا. هذه المعلومات ليست خفية، بل علنية أصدرها معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

يعود تاريخ صفقات الطائرات المُسيرة بين "إسرائيل" وألمانيا إلى مطلع العام 2009، والذي بدأ مع تأجير أولى الطائرات المسيّرة للجيش الألماني في إطار نشاطه العسكري في أفغانستان. تم بعدها بسبع سنوات إبرام صفقة مشابهة، لكن هذه المرة لتفعيل الطائرات المسيّرة في مالي. أعلن الجيش الألماني في حينه، بأنّه معني باقتناء التكنولوجيا الإسرائيلية الجديدة - تحديداً الطائرة المسيّرة من نوع هارون TP، والتي تحمل الاسم العبري "إيتان". وهي طائرة مسيّرة كبيرة جداً، ذات حمولة كبيرة تبلغ بضعة أطنان، والأهم أن باستطاعتها القصف من الجو. أُجّلت الصفقة لنحو خمس سنوات بسبب معارضات سياسية وشعبية. في ألمانيا، وبخلاف "إسرائيل"، هناك اعتراض على استخدام الطائرات المسيّرة لأغراض هجومية، لأنّ الأمر ينطوي على تعريض حياة المدنيين للخطر.

قيلَ وكُتبَ الكثير عن إشكاليات ومخاطر استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية، وذلك لاحتمال إيذائها المدنيين. يكفي استحضار حادثة مقتل الأطفال الأربعة في غزة في عام 2014، أو الشبان الثلاثة في مدرسة "أسماء" عام 2009، لندرك المخاطر المترتبة على استعمال هذه الطائرات.

في عام 2009، أعلنت منظّمة "هيوومن رايتس ووتش" العالمية أنّ الهجمات التي شُنّتها الطائرات الإسرائيلية المسيّرة خلال عملية "الرصاص المصبوب"، والتي راح ضحيتها العديد من المدنيين الغزيين، كانت انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي. أذكّر هنا، أن سلاح الجو الإسرائيلي كان قد استخدم الطائرة المسيرة "إيتان" عام 2009، في إطار العملية العسكرية في غزة

لا شك أنكم تتساءلون ماذا ستفعل الطائرة المسيّرة الهجومية الإسرائيلية في أفغانستان؟ لعلمكم، ما زال الجيش الألماني متواجداً في أفغانستان في إطار التواجد الأميركي الشامل، منذ عام 2001.

قُتل وفقاً لتقرير رابطة "الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية" في أفغانستان، منذ ذلك الحين أكثر من 100 ألف مواطن ومواطنة. لا تتوفر لدينا المعطيات الكافية عن عدد المواطنين الأفغان الذين قُتلوا على يد الجيش الألماني. لكن، وفي عام 2009، قتل أكثر من 120 شخصاً في قصف قام به الجيش الألماني على مدينة كوندوس. حظيت هذه العملية بتغطية إعلامية واسعة، وكانت لها أصداء واسعة النطاق في ألمانيا. بعد مرور نحو عشر سنوات على هذا القصف ووفقاً للصحيفة الألمانية "Die Welt"، زاد عدد المدنيين الأفغان الذين قتلوا على يد الجيوش الأجنبية عن عدد المدنيين الذين قتلوا على يد طالبان. سيلحق استخدام الطائرات المسيّرة الهجومية، التي تزيد من احتمال إصابة مدنيين، ضرراً جسيماً بدولةٍ كأفغانستان.

سيكون عام 2020 عام القرارات الألمانية المصيرية التي ستؤثر مباشرة على المواطنين في أفغانستان. حيث مددت الحكومة الألمانية في شهر آذار/مارس  2020 فترة بقاء جيشها في أفغانستان لعام إضافي، وستحاول الآن المصادقة على استخدام الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي ستنطلق إلى هناك.

وبحسب تقرير "هآرتس"، فإنه حتى الآن، حمل الألمان فقط مسؤولية الإصابات التي ألحقها الجيش الألماني بالمواطنين الأفغان. ولكن، وفي حال تمت المصادقة على هذه الصفقة، ستكون هذه مسؤولية "إسرائيل" أيضاً. لذلك، "علينا الاعتراض فوراً على هذه الصفقة بشكل واضح لمنع حدوث هذه الكارثة المتوقعة مسبقاً".