»

التنافس الصيني الأمريكي على القارة الأفريقية

13 أيار 2020
التنافس الصيني الأمريكي على القارة الأفريقية
التنافس الصيني الأمريكي على القارة الأفريقية

المعهد المصري للدراسات

ملخــــــــــــــص
في غمرة التحذيرات من عودة المشهد الدولي إلى حالة الحرب الباردة، بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى، تتوالى مؤشرات ترجح أن تشكّل القارة الأفريقية رقعة أساسية للصراع، خصوصًا بين واشنطن وبكين.
وفي نسخة تحاكي أحداث النصف الثاني من القرن العشرين في أوروبا، تتوقع تقارير بأن يؤول التنافس المحموم على النفوذ بين الجانبين إلى استقطاب في القارة السمراء، ينتهي بتمزيقها بين معسكر شرقي يحسب على الصين، وغربي يحسب على الولايات المتحدة.
وبالرغم من ضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة، اقتصاديًا مقارنة بالصين، وسياسيًا وعسكريًا مقارنة بفرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، فإن واشنطن لا تُخفي اهتمامها بتدارك هذا الوضع، فالقارة تضم أكبر تجمع للدول النامية في العالم، ذات الأسواق المتعطشة للاستثمارات، والنمو السكاني الأسرع عالميًا، والثروات الهائلة، والحكومات المفتقرة لأدوات فرض الأمن والاستقرار وتحديث البنى التحتية وتوفير الخدمات الأساسية.
ومما يزيد من أهمية القارة في هذه المرحلة، حاجة الصين الملحة لتنويع مصادر واردات الطاقة، وهي التي احتلت عام 2016، صدارة قائمة مستوردي النفط عالميًا، لأول مرة في تاريخها، بعد تخلي الولايات المتحدة عن ذلك الموقع، إضافة إلى حاجة بكين لأسواق جديدة لمنتجاتها، تساهم من خلالها في تنويع شركائها التجاريين.

فرضية البحث:
إلى متى ستبقى القارة الأفريقية موضوع تنافس دولي؟
متى تستفيق القارة من سباتها وتنهض لتطور نفسها، وتستفيد من خيراتها؟
أليست القارة الأفريقية بحاجة لوضع أسس تنمية ذاتية، بعيدة عن مخاطر استغلال الجهات الخارجية ومطامعها المتجددّة؟

مقدمة:
أخذ التنافس الدولي على القارة الأفريقية بعدا استراتيجيا مهما في السنوات الأخيرة، لكونها قارة تحتل موقعا استراتيجيا أو أنها تضم مضايق مهمة ورئيسة في طرق الملاحة الدولية وأنها ثاني أكبر القارات وتتوفر على ثروات مهمة. وابرز المتنافسين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بالإضافة إلى فرنسا طبعا،
لا شك أن التغيير الحاصل في السياسة الخارجية الصينية اتجاه أفريقيا، وسعيها الدؤوب للحصول على النفط و المواد الخام، وفتح أسواق إفريقية جديدة يقلق كثيرا الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية، فالتقارير و الدراسات التي أعدتها مراكز الأبحاث الغربية تعكس هذا القلق، لا سيما وأن التحرك الصيني الجديد في أفريقيا أخذ ينحي جانبا عوامل السياسية والإيديولوجيا، وذلك مقابل هيمنة الاقتصاد والمصالح النفعية البحثة، فالصين باتت تفكر بمنطق براجماتي مصلحي صرف، فهي تهتم بقضايا التجارة و الاستثمار و الوصول إلى مصادر النفط و المواد الخام، أكثر من اهتمامها الإيديولوجي بقضايا مثل :”الصين الواحدة” أو ” التضامن مع العالم النامي”، و يلاحظ المحللون أن تزايد الاهتمام الصيني بأفريقيا، قد ارتبط بعملية إعادة تقويم دور أفريقيا في الاستراتيجية الأمريكية الكبرى بعد أحداث 11 شتنبر2001، فقد بدأت الولايات المتحدة تنظر إلى أفريقيا من خلال ثنائية موقعها في استراتيجية الحرب على الإرهاب، وثروتها النفطية والمعدنية التي تؤهلها لتكون بديلا مريحا لنفط الشرق الأوسط، وعليه فإن الحديث عن وجود شراكة استراتيجية، سواء أكانت أمريكية أو أوروبية أو صينية مع أفريقيا، إنما هو حديث لا يخلو من أبعاد سياسية وإيديولوجية، ولكنه بالتأكيد يرتكز على دعائم مصلحية و اقتصادية تصب لا محالة في قنوات الطرف القوي في هذه العلاقة
.

فإلى أي حد يصل هذا التنافس؟ وما هو تقييمه؟
وإلى متى ستبقى القارة الأفريقية موضوع تنافس دولي؟
إشكالية البحث: “ما السر وراء التنافس المحموم الصيني -الأمريكي على أفريقيا؟ وما هو تقييم هذا التنافس؟ “ثم إلى متى ستبقى القارة الأفريقية موضوع تسابق دولي؟

أهمية البحث:
التنافس الدولي على أفريقيا يحتاج إلى مراجعة شاملة خصوصا أنها أخذت تكتسب بعدا استراتيجيا متزايدا في السنوات الماضية، وخصوصا بعد الحرب الباردة؛ إنها ليست مجرد قارة تحتل موقعا استراتيجيا، أو أنها تحتوي على مضائق مهمة (مضيق جبل طارق، مضيق باب المندب) ورئيسية في طرق الملاحة بالنسبة للتجارة العالمية، وأنها ثاني اكبر القارات من حيث المساحة التي تبلغ 30 مليون كلم، تشكل ما نسبة قرابة الـ (20%) من مساحة اليابسة في الكرة الأرضية، تضم أفريقيا حوالي 800 مليون نسمة تمثل ما قرابة (15%) من مجمل سكان الكرة الأرضية، وفيها ثلاثة وخمسين دولة مستقلة.
كل هذه المقومات جعلتها محط تنافس دولي وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وأن محور التنافس احتدم خاصة بعد الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، والنظم السياسية الأفريقية الموالية للمنظومة السوفيتية.

نضع الدراسة كاملة بين أيديكم، ضمن pdf التالي: