»

هل يفضل آل سعود بايدن على ترامب أم العكس؟

20 نيسان 2020
هل يفضل آل سعود بايدن على ترامب أم العكس؟
هل يفضل آل سعود بايدن على ترامب أم العكس؟

حركة الحريّة والتغيير

 نقترب يوما بعد يوم من موعد الانتخابات الأمريكية التي ستقام في نوفمبر المقبل، ولاشك بأن هذه الانتخابات ستكون استثنائية على جميع المستويات بما فيها الداخل الأمريكي وخارجه، وسترخي بظلالها لامحالة على الشرق الأوسط، لأن فوز مرشح ديمقراطي يختلف عن فوز مرشح جمهوري، للأخير يبقى احتمال نجاح المرشح الديمقراطي واردا وهنا نتحدث عن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق والذي تلقى دعما مباشرا من الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما ومن منافسه الديمقراطي في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، وهذا يؤكد أن الحزب الديمقراطي يعد العدة لهزيمة مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، وهنا يبقى السؤال ما هو مصير المملكة في حال انتصر بايدن؟. ما يحصل هذه الأيام في الولايات المتحدة الامريكية على خلفية انتشار فيروس كورونا على اراضيها والذي اصاب ما يزيد عن 600 الف شخص وموت أكثر من 30 الف، يوحي بأن فرص ترامب النجاح قلت عما كانت عليه قبل كورونا، ونجاح مرشح الحزب الديمقراطي سيؤثر على العلاقات الأمريكية_السعودية، وكذلك على التوتر الحاصل بين ايران والسعودية. بطبيعة الحال السياسة العامة للولايات المتحدة الامريكية ثابتة من الناحية الدولية والخارجية، ولكن شخصية الرئيس المنتخب تؤثر بشكل كبير ايضا على العلاقات الخارجية والتوترات الحاصلة في العالم، حيث من الممكن ان يعمق الرئيس هذه التوترات أو يسعى لاخمادها وتخفيف الاحتقان، وهذا هو الفرق بين ترامب الذي يسعى لتعميق التوتر في المنطقة ويعطي آل سعود مساحة أكبر من الحرية في تشديد هذا التوتر وقمع المواطنين ولا يأبه بموضوع حقوق الانسان على عكس الرئيس السابق اوباما الذي عمل على تخفيف الاحتقان في الشرق الاوسط ولم يسمح للسعودية بأن تفعل ما تشاء، وهذا ما يدفع آل سعود لتفضيل ترامب على اي مرشح ديمقراطي ثاني. مزايا نجاح رئيس من الحزب الجمهوري بالنسبة للسعودية أولاً: عد الاهتمام بملف حقوق الانسان؛ الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة الامريكية والذين كانوا ينتسبون للحزب الجمهوري لم يعطوا اي اهمية لملف حقوق الانسان في السعودية، وتعاموا عن آلاف الجرائم التي نفذتها هذه العائلة بحق مواطنيها وغير مواطنيها، اذ لم يهتم هؤلاء بأوضاع الأقليات الدينية والمضايقات التي يتعرضون لها من السلطات السعودية، ولم يهتموا بمصير السجناء السياسيين والنشطاء والحريات الاجتماعية، وعلى سبيل المثال لو كان رئيس الولايات المتحدة حين اغتيال جمال خاشقجي ينتمي للحزب الديمقراطي لكان مسار الاحداث اختلف عما هو عليه اليوم، وكان المجتمع الدولي سيتمكن من التشهير بابن سلمان وممارسة اكبر ضغط ممكن(طبعا لمصلحتهم)، لكن ترامب تدخل بشكل شخصي في هذه القضية وسمح لولي العهد السعودي بأن يتمادى اكثر وأكثر من خلال توجيه سياسته بالتغطية على هذه الجريمة. ثانياً: توقيع عقود شراء اسلحة بمبالغ ضخمة؛ تميزت فترة حكم الرؤساء الجمهوريين في الولايات المتحدة بعقد اكبر صفقات اسلحة شهدها العالم والولايات المتحدة مع السعودية دون اي رقيب او حسيب او معرفة ماذا ستفعل هذه العائلة بكل هذه الاسلحة، وعلى رأس هؤلاء الرؤساء، ترامب وبوش وريغان، حتى لم نشهد اي ضغوط من الكونغرس في فترة حكم هؤلاء لايقاف توريد الاسلحة للسعودية، وهذا سمح لملوك السعودية بالحصول على امتيازات سمحت لهم ببناء علاقات شخصية مع هؤلاء الرؤساء، وبرزت هذه العلاقات بوضوح في فترة تواجد سفير السعودية السابق بندر بن سلطان في الولايات المتحدة، حيث تمكن من تحويل العلاقات بين الرياض وواشنطن  من علاقات دولية الى علاقات شخصية وعائلية، وهذا ما مكن ابن سلمان من استثمار الامر لصالحه وكسب ود ورضا ترامب عبر اغداق المال عليه وعلى الشركات التي يدعمها. ثالثاً: تقوية دور آل سعود في المنطقة؛ برز هذا الأمر منذ بدايات تسعينات القرن الماضي، عندما تم بناء تحالف ضد العراق في عام 1991، واحتلال افغانستان في العام 2001 والعراق عام 2003، وهذا الأمر سمح للولايات المتحدة الامريكية باختراق العالم العربي والاسلامي من بوابة السعودية، وجعل الروابط بين الدولتين اقوى واكثر منفعة، وفي نفس الوقت سمح للسعودية بان تأخذ دورا أكبر من الدور الذي كانت تملكه قبل ان تتدخل واشنطن بشكل مباشر في المنطقة، وتحول الامر الى حد اصبحت فيه السعودية تقاتل دول المنطقة بالوكالة لصالح البيت الابيض وما حرب اليمن الا خير دليل على ذلك. سيكون انتصار بايدن صدمة للعائلة السعودية، على اعتبار انه ينتمي للحزب الديقراطي بالدرجة الاولى وقد ينفذ سياسة اوباما التي لم تلق رضا لدى آل سعود، والاهم انهم لايعرفون كيف يمكن لهم التعامل معه، على عكس ترامب الذي أصبحت تربطهم به علاقة وثيقة حتى ولوكانت مبنية على المصلحة الا انها واضحة بالنسبة لهم وقد تمكن ابن سلمان من الوصول الى الحكم، ولكن رحيل ترامب قد يعيد خلط الاوراق على ولي العهد ويهدد وصوله للعرش.