»

هل ستحقق واشنطن أهدافها في المثلث الاستراتيجي "الرطبة - الوليد - طريبيل"؟

15 نيسان 2020
هل ستحقق واشنطن أهدافها في المثلث الاستراتيجي "الرطبة - الوليد - طريبيل"؟
هل ستحقق واشنطن أهدافها في المثلث الاستراتيجي "الرطبة - الوليد - طريبيل"؟

موقع الوقت التحليلي

شن مقاتلو الحشد الشعبي وقوات الجيش والوحدات الهندسية والعاملين في المجال الطبي عملية في محافظة الأنبار غرب العراق يوم الخميس الماضي باسم عملية "أبطال النصر الثانية" لتأمين المناطق الحدودية. ونفذت القوات العراقية العملية بدعم من القوات الجوية التابعة للجيش من أربعة محاور وبالقرب من الحدود مع سوريا والأردن لتطهير المناطق الملوثة بالخلايا النائمة لتنظيم داعش الإرهابي.
ونُفذت العملية في الجزء الغربي من محافظة الأنبار بعد زيادة تحركات العناصر السرية للتنظيم هناك، وتمكنت القوات العراقية من تطهير وتأمين منطقة تبلغ مساحتها حوالي 12000 كيلومتر مربع في المرحلة الأولى، بعد تنقيب كل شبر منها.
وبحسب التقارير، نشطت الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في الجزء الغربي من محافظة الأنبار (على الحدود مع الأردن وسوريا) بدعم من أمريكا والأنظمة الرجعية في المنطقة، وتسعى إلى خلق حالة من انعدام الأمن وزعزعة الاستقرار. وواصل مقاتلو الحشد الشعبي وقوات الجيش العراقي المرحلة الثانية من عملية "أبطال النصر الثانية" لتطهير المناطق الملوثة وتحديد العناصر الخفية لتنظيم داعش جنوب غرب محافظة الأنبار.
 وحاولت القوات العراقية في المرحلة الثانية من العملية، تأمين الضواحي الجنوبية للرطبة والنخيب، وكذلك المناطق الحدودية مع الأردن، بما في ذلك معبر طريبيل الحدودي وأجزاء من الحدود مع السعودية. وكان تأمين أجزاء من منطقة "حوران" البالغة الأهمية والحساسية هدفًا آخر للقوات العراقية في هذه العملية، والتي لم يتم تطهيرها بالكامل في السنوات الماضية، ولا تزال العمليات تتقدم في هذا المحور.
وبحسب مصادر ميدانية، تحاول القوات العراقية قطع طرق المساعدة لخلايا داعش النائمة في منطقة حوران الاستراتيجية، ومنع الإرهابيين من فرض سيطرتهم وصعود قوتهم. وإذا ما تمكن إرهابيو داعش من إعادة تجميع قواهم في هذا المحور، فسيتم فتح الطريق أمامهم للتسلل إلى المناطق الوسطى والشمالية الشرقية من محافظة الأنبار، وهذا يشكل تهديدًا خطيرًا للقوات العراقية.
وتعدّ "حوران" من أكثر المناطق غموضاً في العراق وتغطي مساحة حوالي 3500 كيلومتر مربع وهي نقطة التقاء محافظات المثنى - كربلاء المقدسة وبابل. وتمكنت قوات الحشد الشعبي والجيش خلال المرحلة الثانية من العملية، من تطهير مناطق مهمة بعد محاصرتها مثل "أتبل، زعيلة، نهيدين وأزمل حوران" إلى جانب أجزاء على طول معبر "طريبيل" والحدود المشتركة مع السعودية.
إن وجود الأنفاق والكهوف والوديان في محاور محافظة الأنبار الجنوبية الغربية الصعبة جعل عملية القوات العراقية تسير بحذر، حيث كان هناك احتمال لاختفاء الإرهابيين في تنظيم داعش وشنهم هجمات مفاجئة في هذه المناطق. وبحسب آخر المعلومات، تم اعتقال 12 عنصرا إرهابيا من عناصر تنظيم داعش خلال هذه العملية، وتمكنت القوات العراقية من كشف والاستيلاء على بعض المعدات العسكرية خلال التفتيش الميداني.
وبحسب المصادر الميدانية، يحاول الأمريكيون دعم الخلايا النائمة للتنظيم في قاعدة التنف جنوب محافظة حمص في سوريا، وقاعدة الرطبة والحدود الأردنية، بالاضافة الى زعزعة استقرار المناطق الغربية والجنوبية الغربية من محافظة الأنبار لكنهم لم يحققوا مرادهم بعد.
كما تمكنت القوات العراقية من تأمين المناطق الحدودية مع سوريا والأردن بشكل أفضل خلال هذه العملية في غرب وجنوب غرب محافظة الأنبار، وقطع الطريق أمام الأمريكيين والإرهابيين من المناورة والتحرك في هذه المحاور.