»

نتنياهو يظهر وجهه الماكر لمنافسه الناشىء؛ هل ستستمر الحكومة الائتلافية؟

15 نيسان 2020
نتنياهو يظهر وجهه الماكر لمنافسه الناشىء؛ هل ستستمر الحكومة الائتلافية؟
نتنياهو يظهر وجهه الماكر لمنافسه الناشىء؛ هل ستستمر الحكومة الائتلافية؟

موقع الوقت التحليلي

طلب بيني غانتس من رئيس الكيان الصهيوني ، رؤوفين ريفلين ، يوم أمس تمديد الموعد النهائي لتشكيل الحكومة لمدة أسبوعين آخرين ، حيث يأتي هذا الطلب تماشياً مع انتهاء مهلة ال 28 يومًا لتشكيل الحكومة يوم الإثنين 14 أبريل، والآن مع مرور الوقت ، يجد بيني غانتس نفسه فجأة على الرغم من كونه في ذروة نجاحه وشعبيته ، في موقف لا يحسد عليه وفي وضع أضعف.
فشل غانتس
يحاكم نتنياهو منذ وقت طويل بسبب ملف يشمل أربع تهم فساد مالية ، ثم تم تأجيل محاكمته لمدة شهرين بسبب تفشي فيروس كورونا والتي كان من المفروض ان تعقد في أوائل مارس، حيث انتهز نتنياهو هذه الفرصة لإقناع غانتس ، زعيم ائتلاف الأزرق والأبيض ، بتشكيل حكومة وحدة وطنية في اللحظة الأخيرة.
وفي الانتخابات العامة الثالثة للكيان الصهيوني ، فاز حزب الليكود بأكبر عدد من الأصوات بـ 37 مقعدًا ، وحصل تحالف الأزرق والأبيض على 34 مقعدًا لاستعادة الوضع السياسي السابق في الكيان، ومع ذلك ، فإن عدم شعبية نتنياهو وفرت الفرصة المناسبة لاستهدافه من قبل غانتس وازاحته من مكانه لأن العديد من الأحزاب النخبوية والمقسمة في إسرائيل كانت على استعداد لدعم خيار إزالة نتنياهو مقابل غانتس في تشكيل الحكومة الجديدة.
وجد غانتس في حساباته ، انه ثمة صعوبة في تشكيل حكومة منافسة لنتنياهو بسبب كتلة الليكود القوية في البرلمان ، وفي نهاية غير متوقعة رجح غانتس مصلحته الشخصية على مصالح الحزب والائتلاف ودخل في تحالف مع نتنياهو لكي يتقاسم معه السلطة من خلال تكتيك رئاسة الوزراء المتناوبة ، ولكن هناك الآن همسات لفشله في تشكيل حكومة جديدة ، حيث كتب رسالة لرؤوفين ريفلين رئيس الكيان الصهيوني يطلب منه تمديد الموعد النهائي لتشكيل الحكومة قائلاً: "لقد دفعتني الأزمة السياسية والصحية والاجتماعية الراهنة إلى الاستنتاج أنه على الرغم من ارتفاع التكاليف السياسية والشخصية ، لكنني سأبذل كل جهد ممكن لتشكيل حكومة مع الليكود" ومع ذلك ، رفض روفين الطلب وقال في بيان إنه ليس من الممكن تمديد الموعد النهائي بسبب الوضع الحالي.
صراعات الحكومة الائتلافية
بالإضافة إلى زخم المنافسة السياسية في محادثات غانتس ونتنياهو ، هناك اختلافات أخرى تتلى حول كيفية إدارة السياسة الداخلية والخارجية.
يسعى نتنياهو الذي يدين بحياته السياسية للأديان المتطرفة ، لإرضاء هذه الجماعات في السياسة الداخلية والخارجية المنظورة من قبله مثل الحريدين ، حيث يعارض غانتس بشدة هذه الجماعات ، وآرائه حول هذه القضية أقرب إلى وجهات نظر وزير الدفاع السابق أفيغادور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا".
حيث يقدم غانتس ، الذي لديه خلفية عسكرية ، سياسة أكثر عدوانية في الاستراتيجيات الدفاعية تجاه فلسطين ، فهو يدافع عن الضغط على قطاع غزة والهجمات القاسية على المنطقة ، بينما يسعى نتنياهو إلى تقويض المقاومة تدريجياً في غزة ، ومن ناحية أخرى ، ووفقًا لتقرير القناة 13 للكيان الصهيوني، "إن غانتس لا يعارض سيادة الكيان الإسرائيلي على بعض أجزاء الضفة الغربية ، ولكنه يريد تطبيقها بشكل مختلف عما يريده نتنياهو ، بحيث لا يشمل الانضمام منطقة الأغوار والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية".
كما أعلن غانتس عن استعداده للتفاوض حول السيادة المحدودة للكيان الصهيوني على المناطق الواقعة غرب جدار الفصل العنصري والخط الأخضر (حدود 1967).
ولدى الجانبين أيضا خلافات حول القضايا الداخلية ، مثل وزارة العدل وطلب الليكود لإمكانية استخدام حق النقض ضد قرارات لجنة التعيينات القضائية ، كما يعتقد بعض الخبراء أن الليكود يبحث عن طريقة جديدة في لجنة التعيين القضائي لمنع تعيين "شاي نيتسان". وهو الشخص الذي وافق سابقاً على تقديم لائحة اتهامات ضد نتنياهو، حيث انتقد ايهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أداء غانتس يوم أمس ، حيث قال لصحيفة معريو: في انتخابات أبريل وسبتمبر 2019 ومارس 2020 ، لم يتحدث حزب الأزرق والأبيض عن القضايا الرئيسية المهمة للإدارة الحكومية ، مثل العلاقة مع الفلسطينيين ، وفشل النظم التعليمية والاجتماعية ، وارتفاع متوسط الفقر ، وسوء الإدارة الصحية ، والانقسامات الاجتماعية ، وحالة الاتصالات والتلوث والتمييز ضد العرب كلها قضايا مهمة لم يتم التطرق اليها في برنامج الحملات الانتخابية الثلاث لتحالف الأزرق والأبيض".
الاتفاق الهش
بعد فشل غانتس ، سيتم تحويل تكليف تشكيل الحكومة الجديدة الى الكنيست لترشيح مرشح جديد متنفق عليه في البرلمان لتشكيل حكومة جديدة ، وفي حال فشل البرلمان أيضاً في تشكيل حكومة في غضون 21 يومًا ، فسيتم اجراء انتخابات رابعة.
على الرغم من أنه لا تزال هناك طريقة لاختيار جانتس في الكنيست لتولي منصب رئيس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة ، إلا أنه مع هذا العمل سيضعف موقف غانتس أكثر من ذي قبل، حيث خسر غانتس نصف مؤيديه في الجولة الأولى بعد الاتفاق مع نتنياهو، كما انهار الائتلاف الأزرق والأبيض وانتقد على نطاق واسع من قبل أحزاب اليسار والوسط وقائمة العرب المشتركة ، فقد غانتس اعتباره من خلال الاتفاق مع نتنياهو ، ويتم الان خداعه من قبل نتنياهو والليكود.
يعتقد العديد من الخبراء أن حزب الليكود ينتظر موعد غانتس النهائي لتشكيل حكومة لإضعاف موقفه بشأن المساومة في المفاوضات، حيث كتب غانتس على صفحته على فيسبوك قبل أربعة أيام: "كان يمكن لإسرائيل أن تكون لديها حكومة وحدة "قبل عطلة عيد الفصح ، لكن سلوك نتنياهو لم يسمح بذلك"، وأضاف "المفاوضات بيننا وبين الليكود حول تشكيل حكومة طوارئ انتهت تقريبا هذا الاسبوع" ، وقال غانتس إن سبب توقف المحادثات هو تغيير عقلية قادة الليكود.
واجه غانتس تنافسًا عنيدًا في ثلاث انتخابات متتالية من قبل الليكود ونتنياهو ، لكن الضربات التي فشلوا في إلحاقها به في المواجهة، ألحقوها به في ضوء الصداقة المزعومة والتي وضعت غانتس الان في أضعف مركز سياسي له منذ العام الماضى ، وقال عماد أبو عواد ، محلل سياسي وخبير في الشؤون الإسرائيلية انه في الأشهر المقبلة ، سيتبع نتنياهو نفس النهج السياسي ، محاولا الهروب من العدالة والمحاكمة ، وتطبيق القوانين التي ستبقيه في السلطة لمدة سنة ونصف بدون محاكمة او ضمان القوانين الصادرة بحقه داخل الكنيست وأكد أبو عواد أيضا على أن نتنياهو يصر على أن يكون رئيس الكنيست عضوا في حزب الليكود ، وأن ذلك سيحدث في
الأشهر المقبلة ، وأنه سيحاول إزالة أشكنازي وغانتس من المشهد السياسي
.
ومن ناحية أخرى ، حتى مع تشكيل الحكومة الدورية ورئيس الوزراء ، وبالنظر إلى أن فترة نتنياهو كرئيس للوزراء تعود إلى ما قبل غانتس ، ليس من الواضح ما إذا كانت حكومة الاتفاق لرئاسة وزراء غانتس ستمدد ام لا، ولكن من ناحية أخرى لن هذا يحدث فرقًا لنتنياهو، لان بعد هذه الفترة يستعد نتنياهو للترشح لمنصب رئاسة الأراضي المحتلة، وهكذا ، فإن الخاسر الرئيسي لحكومة الوحدة الوطنية سيكون بيني غانتس، وكمثال على اضعاف موقف غانتس: أعلن زعيم حزب العمل الإسرائيلي عمير بيريز، الذي عارض في السابق الانضمام إلى نتنياهو ، استعداده للانضمام إلى نتنياهو ، وبالطبع كان شرطه هو الحصول على منصب وزير الاقتصاد لنفسه ووزارة الرعاية الاجتماعية لإيتسيك شمولي ، الشخص الثاني في هذا الحزب.