»

حرب النفط وكورونا يهزان جبروت ترامب فهل يسقطانه؟

07 نيسان 2020
حرب النفط وكورونا يهزان جبروت ترامب فهل يسقطانه؟
حرب النفط وكورونا يهزان جبروت ترامب فهل يسقطانه؟

الميادين

العارفون بالداخل الأميركي كانوا يرجّحون أن يكسب سيد البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، إلى أن حطَّ فيروس كورونا رحاله في الأراضي الأميركية، مبعثراً كل التوقعات.
لم يكن أكثر خصوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤلاً يتوقَّعون أن يتقدم المرشح المنافس للانتخابات الأميركية جو بايدن عليه بست نقاط كاملة، بحسب آخر استطلاع أجرته "رويترز وايبسوس".
العارفون بالداخل الأميركي كانوا يرجّحون أن يكسب سيد البيت الأبيض في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، إلى أن حطَّ فيروس كورونا رحاله في الأراضي الأميركية، مبعثراً كل التوقعات.
بدا الرئيس الذي حاول أن يرسم لنفسه صورة الرجل المتحكّم بالعالم، تارة عبر العقوبات الاقتصادية، وطوراً عبر سياسة الاغتيالات والاعتداءات (أبرزها اغتيال الفريق سليماني والعدوان على كتائب حزب الله العراق)، بمظهر العاجز والمرتبك أمام فيروس لا يُرى بالعين المجردة.
حاول الرجل المهووس بإظهار نفسه كرئيس متفوّق على كل أسلافه، تسخيف الفيروس بداية، في محاولة للحفاظ على صورته التي لا تقهر، فأكّد أن إقفال المدن والجلوس في المنازل لن يطول، إلى أن عاجله كورونا بصفعة وضعت أميركا في صدارة الدول المصابة بالفيروس، متخطية 300 ألف إصابة و8 آلاف وفاة، بحسب مستشفى "جون هوبكنز"، ليطل ترامب بعدها محاولاً ترميم صورته التي اهتزت، فبشّر الأميركيين بأوقات مروعة، وبات الحديث اليوم عن إمكانية تسلم الجيش الأميركي الحكم، بحسب تسريبات مجلة "نيوز ويك"، التي تحدثت عن "خُططٍ بالغةِ السريةِ بهذا الشأن، تنفيذها منوط بشلل عمل الحكومة وأدائها جراء فيروس كورونا"، في تأكيد على تخبط ترامب في مواجهة كورونا.
 لم تقف الأمور عند هذا الحد، فالولايات المتحدة التي لطالما ابتدعت فكرة معاداة الصين وروسيا وإيران، ها هي اليوم تحارب كورونا مستعينة بأطنان من المساعدات الطبية الصينية والروسية، وحتى الإيرانية، ما سيطرح سؤالاً عن جدوى استمرار حرب واشنطن الإعلامية والاقتصادية على بكين وموسكو وطهران عند إسدال الستار على كورونا.
حرب النفط: صفعة تلقاها ترامب من حيث لا يحتسب
رأى ترامب الحرب النفطية بين الرياض وموسكو من زاوية تضييق الخناق على إيران وروسيا وفنزويلا اقتصادياً. أضف إلى ذلك، أنه كان يمنّي النفس بإغراق السوق الأميركية بالنفط والبنزين الرخيص، في محاولة لكسب ود الناخبين، إلا أن كورونا حرمه من تحقيق الهدف، فارضاً حجراً إلزامياً على الأميركيين، حارماً إياهم من الاستفادة، وبالتالي استفادة ترامب انتخابياً
.
وقد تدحرجت الأمور بوجهه إلى كارثة جديدة، إذ ارتدَّت الحرب النفطية وبالاً على قطاع النفط الصخري، فوصلت بعض الشركات إلى شفير الإفلاس، ما دفعها إلى مطالبة ترامب بفرض رسوم على الواردات النفطية السعودية إذا استمرت سياسة إغراق الأسواق ومنع وصول الخام السعودي إلى أكبر مصفاة في أميركا الشمالية.
تدهور هذا القطاع دفع ترامب إلى المسارعة للتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في محاولة لتبريد حماوة الحرب النفطية بين الطرفين، متخذاً دور الوسيط هذه المرة، ومستجدياً اتفاقاً بين الطرفين، لا فارضاً للأوامر كم يحلو له.. فخرج من خلال وساطته باتفاق يقضي بخفض الإنتاج النفطي بحوالى 10 ملايين برميل يومياً
إثر هذا الإعلان، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 30%، لكن ذلك لن يكون كافياً لإنقاذ قطاع النفط الصخري الذي يصير غير مجدٍ عندما يصبح سعر برميل النفط أقل من 50 دولاراً.
هنا، لا بد من التأمل جيداً بنتائج الحرب النفطية، حيث بدا أن واشنطن ليست وحدها القادرة على إيذاء من يخالف سياساتها عبر العقوبات الاقتصادية، بل إن معاقبتها أمر ممكن، وما حرب النفط بين موسكو والرياض سوى دليل على ذلك، بغض النظر عن الجهة التي تقف خلف هذه الحرب.. ليتعرض أحد أهم أسلحة ترامب في مواجهته الدولية لتصدّع قد تتضح ملامحه في المستقبل غير البعيد.
تأثير ما سبق في الانتخابات
لا بدَّ لكل ما سبق من أن يُصرف في صندوق الانتخابات الأميركية إذا حصلت في موعدها أولاً، وما لم يتسلّم الجيش الأميركي السلطة ثانياً.. وها هو منافس ترامب المحتمل جو بايدن، والمتفوق عليه، بحسب استطلاعات الرأي مؤخراً، كما أسلفنا، يستفيد من أخطاء سيد البيت الأبيض، باعتباره أسوأ رئيس أميركي في التعامل مع الأزمات الصحية... فهل سيسقط فيروس كورونا، ومعه تداعيات الحرب النفطية، دونالد ترامب في طريقه إلى الولاية الثانية، بعد أن اهتزَّ جبروته على وقع ضرباتهما؟ سننتظر ونرى