»

لماذا لا يريد آل سعود ايقاف حرب اليمن؟

03 نيسان 2020
لماذا لا يريد آل سعود ايقاف حرب اليمن؟
لماذا لا يريد آل سعود ايقاف حرب اليمن؟

حركة الحرية والتغيير

دخلنا العام السادس للحرب المفروضة على اليمن ولايزال آل سعود يصّرون على الغرق أكثر فأكثر في وحل اليمن، رغم كل الدعوات الأممية لايقاف نزيف الدم في هذا البلد الفقير ورغم انتشار وباء كورونا الذي بدأ يهدد اقتصاد العالم ورغم الفشل الذريع للتحالف الذي تقوده المملكة في حربها على اليمن وتفكك هذا التحالف ، ومن هنا لابد ان نطرح سؤال أصبح محيراً للجميع، ماذا تريد السعودية من اليمن بعد كل هذا الفشل الذي منيت به هناك؟. في منتصف الأسبوع الماضي وجه الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوة لـ "وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم بما فيها اليمن، وفي نهاية الأسبوع نفسه دعا المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، الأطراف اليمنية إلى عقد اجتماع عاجل لمناقشة تنفيذ التزاماتهم بوقف إطلاق النار لمواجهة التفشي المحتمل لفيروس (كورونا المستجد - كوفيد 19) في اليمن. السعودية وعلى لسان المتحدث باسم ما يسمى قوات التحالف العسكري تركي المالكي أكدت أن قيادة التحالف، ترحب بوقف اطلاق النار في اليمن، وكذلك هو الحال بالنسبة لبقية اطراف النزاع، لكن ما ان اعلنت عن هذا "الترحيب" حتى عادت إلى تصعيد الأحداث في اليمن من خلال تنفيذ سلسلة غارات جوية يومي الجمعة والسبت، على مواقع عدة بالعاصمة اليمنية صنعاء، ومحافظتي صعدة والجوف الحدوديتين. لماذا لا يوقف آل سعود حربهم الهمجية على اليمن؟ أولاً: حالياً لا أحد يهتم كثيراً فيما يجري داخل الدول التي تعاني من نزاعات عسكرية، حيث ان الاعلام العالمي كرس غالبية برامجه لتغطية تفاصيل انتشار فيروس كورونا في دول العالم وأعداد المصابين والموتى وايجاد علاج لهذا الفيروس وسبل الوقاية منه، وهنا شعر آل سعود بأن الفرصة مواتية للانتقام من الشعب اليمني الذي ارضخ آل سعود وحطم مشاريعهم في جميع أرجاء اليمن، وحتى عندما كان لديهم أمل في الحصول على بعض المكاسب في جنوب اليمن سارعت الامارات للسيطرة على كل شيء هناك، ومن سوء حظ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنه لايستطيع أن يدخل في نزاع عسكري مباشر مع آل زايد، لأن الامارات هي الحليف الوحيد الذي تبقى للمملكة هناك وفي حال صعدت الخلاف معها ستكون المملكة خارج اليمن خلال مدة قصيرة، ومن هنا وجدت السعودية أن الحل يأتي عبر الضغط على "انصار الله" وقصف مواقعهم العسكرية ومناطق انتشارهم وكذلك الامر بالنسبة للمدنيين لاجبار "انصار الله" للقدوم إلى طاولة المفاوضات دون ان يكون بحوزتهم أوراق قوة للتفاوض عليها، ولكن هذه الاستراتيجية القديمة في سياسة آل سعود لم تفلح في اليمن ولا في اي مكان آخر وسيكون مصيرها الفشل مرة أخرى. ثانياً: يريد ابن سلمان الحفاظ على هذه الحرب للتغطية على فشله الذريع في ادارة البلاد، وبالتالي فإنه من خلال ايهام الشعب بأن هناك عدو خارجي سيوفر له عدة أمور: 1- ابرام صفقات اسلحة مع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية بهدف حمايته للوصول الى العرش 2- القاء اللوم على اليمنيين وخاصة "انصار الله" باستهداف المملكة وبالتالي صرف مبالغ طائلة على التسليح وهذا يبرر عجز الميزانية 3- يصرف انظار العالم عما يجري داخل المملكة من انتهاكات بحق المواطنين ورجال الدين والتجار والنشطاء وغيرهم ثالثاً: ابن سلمان لم يحقق اي نصر منذ أن اطلق والده الملك سلمان بن عبد العزيز يده لادارة البلاد "ويا ليته لم يفعل"، حيث فشل ابن سلمان في حصار قطر وجاء ليحاصرها فرأى نفسه محاصرا، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا، حيث تعمل الامارات حاليا على تمهيد الطريق للمملكة لإعادة علاقاتها مع دمشق، وفي الوقت الحالي وباء كورونا قد يطيح باقتصاد السعودية ونفطها وبالتالي لابد من تحقيق أي نصر حتى لو كان وهمي، وبالتالي استمرار الحرب في اليمن هي ضرورة لـ ابن سلمان في الوقت الحالي، لكن استمراره بها سيجعلها مكلفة للمملكة اكثر من وباء كورونا والزمن سيشهد على ذلك.