»

معارضو أردوغان والاحتجاج على فرض القوة في إدلب

09 آذار 2020
معارضو أردوغان والاحتجاج على فرض القوة في إدلب
معارضو أردوغان والاحتجاج على فرض القوة في إدلب

موقع الوقت التحليلي

-يسعى حزب العدالة والتنمية لإظهار اتفاقية موسكو على أنها انتصار دبلوماسي، لكن النُقاد والمعارضين لأردوغان يرون بأن الحرب وفرض القوة في ادلب لم تحقق أي إنجاز وأن إجراءات الحكومة التركية لا تستحق الدفاع عنها. وقد بالغت الصحف والقنوات الفضائية في انقرة واسطنبول، في وصف الاجتماع الطويل الذي جمع الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين يوم الخميس، وكان تقييمهم يتجاوز الحقائق الميدانية الواقعية في هذا المجال.
 
هجوم أردوغان على المعارضين
هذا ورد زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، الأسبوع الماضي، على سياسات أردوغان المتبعة في سوريا، وذلك خلال مراسيم تشييع جنازة ما يقرب من 40 جنديًا تركيًا سقطوا في إدلب خلال اشتباكاتهم مع الجيش السوري، وقال اوغلو: اوعد الشعب التركي انه عندما تقع السلطة بيدنا لن يسقط شهيدا واحدا ولن تكون هنالك بالتالي مراسيم لتشييعهم
وبالإضافة إلى دولت بهجلي زعيم الحركة القومية اليمينية، فقد ردت الشخصيات القومية الأخرى والمقربين من فريق أردوغان، بقسوة على تصريحات كليجدار أوغلو، كما اتهمه أردوغان نفسه بالخيانة. وقال بهجلي: نعم اذا وقع الحكم بيدك لن يسقط منا شهيد لأنك لست على استعداد لمجابهة الأعداء الأجانب والاتراك المطالبين بالانقسام، بل انت شريكًا معهم.
إدلب وعسكرة الفضاء السياسي والإعلامي
ان احدى أسباب زيادة الحساسية والانقسام في الداخل التركي حول ملف إدلب، هو أن الفترة الزمنية بين بدء ملف إدلب، ونشر قوات عسكرية في ليبيا كانت متقاربة للغاية. بمعنى آخر، في حين كان المجتمع التركي والأحزاب السياسية التركية لم يخرجوا من صدمة التدخل التركي في ليبيا، كانت تساؤلاتهم للحكومة هي: ما الذي يُعنينا بقضية ليبيا؟ وفي الآن ذاته كانت قضية ادلب في تصاعد مستمر وقد كان موضوع مقتل 60 عسكري تركي في ادلب قد اثار جدل الرأي العام في تركيا.
 
وفي الفترة ذاتها، وردت أنباء عن مقتل العديد من كبار ضباط الجيش والأمن التركي في إدلب، وتم القبض على رئيس تحرير القسم الاخباري في احدى القنوات الفضائية التركية وسجنه وذلك لكشفه هوية ضابط المخابرات التركي في ليبيا.
اكشنار: على أردوغان ايضاح خفايا الاتفاقية
السيدة ميرال أكشنار زعيمة حزب جيد، هي أحدى السياسيات القوميات التي انفصلت عن حزب الحركة الوطنية وشكلت حزبها المستقل بسبب الخلافات مع باغجلي. وعلى الرغم من أن اكشنار، كانت على خصام مع باغجلي وأردوغان، وشكلت تحالف الشعب مع حزب الشعب الجمهوري، لكن في بعض المواقف السياسية والعسكرية كانت تدين الحزب الحاكم بمستوى أقل من كليجدار أوغلو. لكن اكشنار قلقة أيضًا بشأن صفقة بوتين وأردوغان، وقد صرحت علنًا انها شخصيا لا تعرف ما الذي كسبته تركيا في الصفقة.
وهذا هو السبب في أنها اقترحت أن يعقد رئيس الجمهورية التركي اجتماعًا مع قادة الأحزاب لشرح سبب تدخلاته العسكرية في ادلب مع سوريا اولا، وثانيًا، ما الذي كسبته تركيا تحديدا في مفاوضاتها مع بوتين وتوقيع اتفاقية جديدة.
صحيفة الجمهورية: كل شيء اصبح في صالح بوتين والأسد
أصدرت صحيفة الجمهورية المعارضة لحكومة أردوغان، عدة تقارير ومقالات تحليلية أكدت فيها ان اتفاقية موسكو ليست في صالح تركيا في الواقع. وتعتقد الصحيفة أن فريق أردوغان في موسكو لم يحقق أي إنجازات، وأن كل ما تم إعلانه كقرارات نهائية، تضمن فقط نجاح ومصالح بوتين والأسد، وكان يجب على تركيا الا تثير كل هذا الجدال بهذا الشكل.
ان احدى النقاط المهمة المذكورة في صحيفة الجمهورية هي ان من مجموع 12 مركز مراقبة عسكرية تركي، تحاصر قوات الجيش السوري 8 مراكز من المراكز ال12 وهذه المراكز ليست فقط تفتقد لمهام معينة بل انها ليست آمنة، ومن المستحيل تلبية احتياجاتهم وتقديم الدعم اللوجستي.
قضية ادلب والنازحين
لقد اتخذ فريق أردوغان قرارًا متسرعًا فيما يتعلق بأدلب، وسمح فجأة لنحو 200 الف طالب لجوء تركي بالمغادرة إلى اليونان وبلغاريا.
وقد انعكس ذلك على الرأي العام العالمي انعكاسا عاطفيا سلبيا بسبب معاناة اللاجئين من المجاعة والبرد القارس والمصير المجهول لهم، الى السلوك العنيف للشرطة اليونانية التي جردت مئات الرجال من ملابسهم، وقد انعكس كذلك على شعوب المنطقة وتحديدا على المجتمع التركي. لذلك، أرسلت تركيا الآلاف من قوات الشرطة الخاصة إلى الحدود للدفاع عن اللاجئين، في خطوة للتعويض عن سلوكها وقرارها الخاطئ، وبذلك تسببت لنفسها بمشاكل جديدة.
على أي حال، فقد تصرفت تركيا مرة أخرى فيما يتعلق بالملف السوري، برغبات واهواء الرئيس التركي الشخصية، والتي لا يمكن تسميتها سوى المغامرة والعناد، وتشير تحاليل الأدلة الحالية إلى أن فريق اردوغان لم يحقق اي انجاز يذكر، لا على أرض الواقع ولا في مجال التفاوض السياسي في موسكو، ولا يمكنه الدفاع عن هذه الإجراءات ضد معارضيه السياسيين والرأي العام.