»

جيروزاليم بوست: اليهود والسعودية

05 آذار 2020
جيروزاليم بوست: اليهود والسعودية
جيروزاليم بوست: اليهود والسعودية

ترجمة الميادين

أكدت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنّ "إسرائيل" تريد علاقات أفضل وأكثر انفتاحاً مع السعوديين، وأنّ زيارات مثل تلك التي قام بها مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى "تساعد في تطوير هذه العلاقات".

تناولت افتاتحية صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم الخميس، مسألة زيارة رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى إلى السعودية الشهر الماضي، واصفةً إيّاها بــ"الخطوة الإيجابيّة والذكيّة، ومؤكدةً أنّ "إسرائيل" تريد علاقات أفضل وأكثر انفتاحاً مع السعوديينفيما يلي نص المقال المترجم:
سافر مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى - المنظمة الجامعة لحوالي 50 مجموعة يهودية أميركية - إلى المملكة العربية السعودية الشهر الماضي.
التقى الوفد، برئاسة نائب الرئيس التنفيذي مالكولم هوينلين والرئيس التنفيذي الجديد وليام داروف ورئيس مجلس الإدارة آرثر ستارك، بعدد من كبار المسؤولين السعوديين.
كانت هذه أوّل زيارة رسمية تقوم بها منظمة يهودية أميركية منذ أن زار المؤتمر اليهودي الأمريكي المملكة في عام 1993، خلال الانفتاح الدبلوماسي الناتج عن اتفاقات أوسلو.
الزيارة خطوة إيجابية، بل وأفضل من ذلك حقيقة أن السعوديين سمحوا بنشر رحلة قام بها وفد من القادة اليهود المعروفين بأن لهم علاقات وثيقة مع حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل.
لماذا؟ لأن هذا يضيف لَبِنة أخرى إلى الجسر الذي يتمّ بناؤه ببطء بين "إسرائيل" والسعودية في كثير من الأحيان. وهذا الجسر جيّد لكلا البلدين.
المملكة العربية السعودية ليست بأيّ حال دولة مثالية – إنها بعيدة عن ذلك. إنّه نظام استبدادي حقوق الإنسان - على أقل تقدير – ليست أولى أولوياته. إنه يقمع المثليين، ويعامل النساء بشكل سيّء، ويميّز ضد الأقليات، وكان وراء القتل المروع للصحفي جمال خاشقجي.
في عالم مثالي، ليس هذا هو نوع النظام الذي يريد المرء الاقتراب منه. لكن هذا ليس عالماً مثالياً. وفي شرق أوسط غير مثالي مُهدد من جهة من جانب إيران، والأصوليّة الإسلاميّة المتطرفة من جهة أخرى، فإن القدرة على العمل مع السعودية هي في مصلحة "إسرائيل" - تماماً كما أن العمل مع القدس يخدم مصالح الرياض.
"
إسرائيل" تريد علاقات أفضل وأكثر انفتاحاً مع السعوديين، وزيارات مثل تلك التي قام بها مؤتمر الرؤساء تساعد في تطوير هذه العلاقات.
إنّ انتقاد المنظمة للقيام بهذه الرحلة - وسط مزاعم بعدم وجود شفافية، وعدم الكشف عما تم مناقشته، وأن السعوديين يستخدمون الزيارة لتعزيز مصالحهم الخاصة - لا أساس له من الصحة.
بالطبع السعوديون يستخدمون الرحلة لمصالحهم الخاصة، تماماً كما يستخدمها مؤتمر الرؤساء لمصالحه. هكذا يعمل العالم الكبير.
مؤتمر الرؤساء يريد استخدام الرحلة لتعزيز علاقات أفضل بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل والسعوديين واليهود الأمريكيين. لا يوجد شيء شرير في ذلك - هذا لا يعني أن المجموعة تؤيد جدول أعمال المملكة العربية السعودية. يمكنك الاتصال بشخص ما من دون تفسير ذلك على أنه عناق الدب.
والسعوديون، من خلال زيارات كهذه، يبحثون عن حلفاء في الولايات المتحدة و"إسرائيل". لا جديد في هذا. الطريق إلى واشنطن، كبديهية قديمة، يمرّ عبر القدس. في كثير من الأحيان، ذلك من خلال المنظمات اليهودية الأمريكية التي لها علاقات جيدة في كل من القدس وواشنطن.
عندما سقط الجدار الحديدي في سنة 1989 وخرجت بلدان أوروبا الوسطى والشرقية من تحت نير الاتحاد السوفيتي وكانت تبحث عن طرق لتطوير علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، غالبا ما توجّهت إلى مؤتمر الرؤساء للوصول إلى اليهود الأميركيين والسعي إلى إمكانية تحسين العلاقات مع إسرائيل، على أمل أن المنظمة - مع تاريخها من العلاقات الجيدة والوصول إلى البيت الأبيض - ستقول كلمة طيّبة نيابة عنهم.
وينطبق الشيء نفسه على قادة مختلف الدول العربية، الذين كان لقاءهم مع زعماء اليهود الأميركيين في كثير من الأحيان أسهل وأكثر استساغة من لقاء القادة الإسرائيليين. خلال الاجتماعات، تمكنوا من نقل الرسائل إلى إسرائيل وحولها.
على مر السنين، وفود مؤتمر الرؤساء كانت في كل مكان، من كازاخستان إلى الإمارات العربية المتحدة. قائمة جزئية تشمل مصر والأردن والمغرب وتونس والبحرين وقطر وأذربيجان وأوزبكستان.
وحتى إذا لم تظهر عناوين رئيسية من كل من هذه الاجتماعات، فقد كانت جيدة - وأن هذا النوع من قنوات الاتصال الذي تمّ إنشاؤه - كان جيدًا. لا تعرف متى قد تحتاج إليها.
إذا كان هذا صحيحاً فيما يتعلق بالدول المذكورة أعلاه، فمن المؤكد أنه صحيح عندما يتعلق الأمر بدولة ذات أهمية إقليمية مثل المملكة العربية السعودية.
رحلة مؤتمر الرؤساء إلى هناك في الشهر الماضي لم تكن سيئة؛ كانت ذكيّة.