»

يديعوت أحرونوت: نصر سياسي في الطريق إلى معركة قضائية

03 آذار 2020
يديعوت أحرونوت: نصر سياسي في الطريق إلى معركة قضائية
يديعوت أحرونوت: نصر سياسي في الطريق إلى معركة قضائية

ترجمة الميادين

صحيفة "يديعوت أحرونوت" تتحدث في مقال لها، عن أنّ "المسار السياسي والشخصي عَبَره بنيامين نتنياهو بنجاح. ما زال يمثُل أمامه المسار القضائي، الذي لا زال يمكنه حسم مستقبله السياسي".

اعتبرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في مقال لها تعليقاً على نتائج انتخابات الكنيست الأوليّة، أنّها "أثبتت شيئاً ما عن الشعب الإسرائيلي: على الأقل نصفه، ليس لديه مشكلة في ترؤس الحكومة شخص متّهم بثلاث لوائح اتهام من الأخطر في كتاب القانون". فيما يلى ترجمة المقال:
ستمر عدة أيام إلى أن نعرف النتائج النهائية، ورغم أجواء الانتصار التي سادت اليمين أمس، لا زال من السابق لأوانه الاحتفال. هناك فرق كبير إذا كانت النتائج 60 مقعداً أم 61، الذي هو الفرق بين حكومة فاعلة (وهذا أيضاً بصعوبة كبيرة) وبين مأزق إضافي لا سبيل للخروج منه
على فرض أن هذه هي النتائج الحقيقية، من الجدير التذكير بأننا هكذا بدأنا فصل الانتخابات التي لا تنتهي في نيسان/إبريل 2019 – غياب حسم بين الكتلتين. من حينها كان لليمين 60 مقعداً، ورغم هذا بنيامين نتنياهو فشل في جهوده لتأليف حكومة. إذا كانت الآن هذه هي النتيجة أيضاً، فها اننا عدنا بعد سنة من الشلل إلى نفس النقطة التي كنّا فيها قبل كل هذه الجولات الانتخابية.
ما هو واضح هو أن نتنياهو ينتظره عمل شاق في الفترة القريبة، ونحن تنتظرنا فترة من جنون المؤسسات فيها كل إبن حرام ملك، وستُدفع هنا أثمان مبالغ فيها أكثر بكثير من [ثمن] ميتسوبيتشي – كل عضو كنيست من المعارضة سيكون مستعداً للهرب إلى اليمين
ومع كل هذا، ليس في هذا الكلام ما ينتقص من انتصار رئيس الحكومة. لقد أثبت مرة أخرى أن ليس له أيّ منافس في "إسرائيل"، وربما في العالم أيضاً، في كل ما يرتبط بإدارة حملة انتخابات. ورغم كل "أصحاب الوظائف" في الحملة، الذين حاولوا أمس ركوب موجة الفوز، كان هذا فوز رجلٍ واحد. وهذا الرجل نجح في أسابيع معدودة في قلب الأمور رأساً على عقب، ومن وضعٍ دوني في استطلاعات مقاعد الكنيست وصل إلى تفوق مجيد، لم يتكهن أحد بأنه قادر على تحقيقه
في هذه الأسابيع قام بما لا يُصدّق، وبحملة انتخابات فعّالة لم نشهد مثلها، نجح في تخليص نفسه من سلاسل فولاذية فيما هو غارق إلى فوق رأسه في حاوية ماء. ساحر، سبق وقلنا؟ لكن ما وراء الانتصار الشخصي والسياسي، نتائج الانتخابات أثبتت أيضاً شيئاً ما عن الشعب الإسرائيلي: على الأقل نصفه، ليس لديه مشكلة في ترؤس الحكومة شخص متّهم بثلاث لوائح اتهام من الأخطر في كتاب القانون
لا معنى للعودة إلى الطريقة التي دارت بها معركة الانتخابات هذه، التي دفعت أمس الرئيس رؤوفين ريفلين إلى الاعتراف علناً بأنه شعر بخجلٍ شديد. لكن أمس أثبتنا أن الأكاذيب، التسجيلات السرية، الابتزاز والعنف الكلامي لا يثيرون انطباع غالبية الشعب. الأمور التي سببت الخجل للرئيس مرّت فوق رأس غالبية الشعب. حتى حقيقة أن نتنياهو كذب بالبث الحي لم تُضر بفوزه
منذ زمن ونحن لا نسعى إلى رئيس حكومة مستقيم وإنساني، شخص مع قيم، يشكّل أنموذجاً للعامة. بالعكس. نحن نحب من ينجح في تضليلنا، استغلالنا. المكر لم يعد منذ زمن كلمة فظة في كل ما يتعلق بقادتنا
ما يمكن قوله عن فشل "أزرق أبيض" ستقوله السكاكين التي ستُمتشق في الأيام القريبة. هل المستشارون هم المذنبون، أم المرشح الذي لم ينجح في الارتقاء إلى مكانة بديل، رغم أنه كان قريباً جداً من هذا؟
الصحيح لغاية كتابة هذه السطور، لا زال من المبكر الحديث عن حكومة. هناك فقط نتيجة واحدة لها أثر: هل لكتلة ضد-بيبي على الأقل 61 مقعداً. إذا لم يكن، المسألة ستنتقل إلى قرار الرئيس، الذي سيضطر للحيرة ما إذا يمكن تكليف متهم بجنايات بتأليف حكومة. الرئيس سيقرر، وعندها
سينتقل البحث إلى قرار أوسع تركيبة ممكنة للمحكمة العليا
إذا كان لكتلة ضد-بيبي 61 مقعداً، سينتقل البحث إلى الكنيست، التي ستحاول تعيين رئيسٍ جديد لها ولجان الكنيست، ومحاولة إمرار قانون يمنع متّهم بجنايات من تأليف حكومة، وبالتأكيد ليس ترؤسها
بعبارة أخرى: المسار السياسي والشخصي عَبَره نتنياهو بنجاح. ما زال يمثُل أمامه المسار القضائي، الذي لا زال يمكنه حسم مستقبله السياسي