»

معارك في سراقب وجبل الزاوية... ومواجهة جوية فوق إدلب

02 آذار 2020
معارك في سراقب وجبل الزاوية... ومواجهة جوية فوق إدلب
معارك في سراقب وجبل الزاوية... ومواجهة جوية فوق إدلب

جريدة الأخبار

يشهد شمال غربي سوريا تطورات عسكرية لافتة، مع تصاعد حدّة المواجهات بين الجيش السوري وحلفائه، وقوات الاحتلال التركي والفصائل العاملة تحت إمرتها.
فإلى جانب المعارك البرية الدائرة على أطراف جبل الزاوية وسهل الغاب، وفي داخل مدينة سراقب، تحوّلت سماء إدلب إلى ساحة حرب جوّية، بعد قرار الجيش السوري إغلاق المجال الجوي وإسقاطه طائرات هجومية مسيّرة للجيش التركي، والرد التركي بالاعتداء من فوق أجواء لواء اسكندرون المحتل على طائرتين حربيتين سوريتين، فوق ريف إدلب.
فيما يلي؛ أبرز التطورات التي جرت اليوم الأحد على الصعيدين الميداني والسياسي:
 إسقاط 3 مسيّرات تركية
بعد يومين من الاعتداءات التركية المستمرة بالطائرات الهجومية المسيّرة، على مواقع الجيش السوري وحلفائه في محافظات حلب وإدلب، أعلن الجيش السوري إغلاق المجال الجوي في شمال غربي سوريا واستهداف كل الطائرات (بما فيها المسيّرة) التي تدخله من دون تنسيق مسبق.
وبدأ تنفيذ القرار باستهداف الطائرات المسيّرة التركية فوق إدلب، اليوم، وتم إسقاط 3 طائرات وفق المعلومات التي نقلتها وكالة «سانا» الرسمية؛ فيما أفادت وكالة «تاس» الروسية نقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع السورية، أنه تم إسقاط 6 طائرات مسيّرة تركية، اليوم.
وفي ساعات المساء الأولى، أطلقت قوات الدفاع الجوي في محيط حماة، نيرانها صوب إحدى المسيرات التي استهدفت مطار حماة العسكري، من دون أن يتضح ما خلّفه الاستهداف من خسائر في المطار.
 ...
ومقاتلتين سوريتين
عقب إسقاط الطائرة المسيّرة التركية الأولى، اليوم، أقدمت طائرات حربية تركية كانت تحلّق فوق الشريط الحدودي بين إدلب ولواء اسكندرون المحتل، على استهداف قاذفتين سوريتين من طراز «Su-24».
وسقطت كلتا الطائرتين نتيجة الاستهداف، فيما تمكن الطيارون على متنها من الهبوط بمظلات فوق مناطق خاضعة لسيطرة الجيش السوري، ما حال دون وقوعهم في الأسر، أو استهدافهم برصاص الاحتلال التركي وفصائله.
 
اشتباكات داخل سراقب
في موازاة المواجهة الجوية فوق إدلب، تقدم الجيش السوري داخل سراقب من الجهة الشرقية، وسيطر على عدد من أحيائها، فيما تمكن من استعادة السيطرة على داديخ وسان، غربي الطريق الدولي وجنوب المدينة.
ووفق المعلومات المتوفرة، لا تزال الاشتباكات مستمرة ضمن المدينة حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وبالتوازي، تمكنت الفصائل المدعومة تركياً من التقدم على محور جبل الزاوية ــ سهل الغاب، وسيطرت على بلدات فطيرة وحزارين والعنكاوي، فيما تواصلت الاشتباكات في سفوهن المجاورة، وأطراف كفرنبل.
 «
درع الربيع»
خرج وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم، ليعلن أن هجمات بلاده في شمال غربي سوريا، تأتي ضمن عملية اسمها «درع الربيع»، وهي تهدف إلى «وضع حد لمجازر النظام (السوري) ومنع حدوث موجة هجرة».
وقال أكار إن بلاده لا تريد خلال عمليتها مواجهة روسيا، مضيفاً أنها تمكنت من «تحييد ألفين و212 عنصراً تابعاً للنظام السوري، وتدمير طائرة مسيرة، و8 مروحيات، و103 دبابات، و72 مدفعية وراجمة صواريخ، و3 أنظمة دفاع جوي لغاية اليوم».
وأشار إلى أن بلاده تنتظر من روسيا «استخدام نفوذها لوقف هجمات النظام وإجباره على الانسحاب إلى حدود اتفاقية سوتشي».
واعتبر أن قوات بلاده تعمل في إدلب «في إطار المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة واتفاقيات أضنة وأستانة وسوتشي».
 
الكرملين: لا وقف لمكافحة الإرهاب
من جهته أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن «التنظيمات الإرهابية تواصل هجماتها ضد مواقع الجيش السوري، وضد منشآت عسكرية روسية... لذلك، وعلى الرغم من أي تصريحات، ستستمر المعركة ضد هذه العناصر الإرهابية».
وأضاف بيسكوف أنه «لسوء الحظ، فشلت تركيا في الوفاء بالتزاماتها، واستمرت هجمات الإرهابيين»، مشيراً إلى أن روسيا «هي الدولة الوحيدة التي تنشر قوات في سوريا بناءً على طلب القيادة السورية الشرعية»، موضحاً أن «جميع القوات العسكرية التابعة للدول الأخرى ضمن سوريا، تخالف قواعد ومبادئ القانون الدولي».
 
قمة «بوتين ــ أردوغان» في موسكو
لفت المتحدث باسم الكرملين إلى احتمال عقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان «في 5 أو 6 آذار» الجاري.
وأكد أن «الاجتماع سيعقد في موسكو... وسيكون بالتأكيد اجتماعاً صعباً»، مضيفاً أنه «خلال المفاوضات المزمعة، سيتم بحث وجهات النظر حول كيفية تنفيذ اتفاقيات سوتشي».
وبحث وزير الخارجية، الروسي سيرغي لافروف والتركي مولود جاويش أوغلو، تحضيرات القمة في اتصال هاتفي؛ وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن الوزيرين «شددا على ضرورة اتخاذ تدابير لإيجاد مناخ مؤات يفضي إلى إجراء حوار حول تنفيذ الاتفاقات الداعمة للتسوية السورية، وفي شأن قضايا أخرى على جدول أعمال العلاقات الروسية التركية».
 
موسكو: لا علم لنا بـ«ثلاثية طهران»
بالتوازي، نفت موسكو أن تكون قد أبلغت عن مقترح إيراني بعقد قمة ثلاثية، إيرانية ــ تركية ــ سورية، في طهران، من دون مشاركة روسيا.
وقال الملحق الصحافي في السفارة الروسية لدى طهران، أندريه غانينكو، في معرض رده على سؤال صحافي في هذا الشأن: «نحن لا نعرف أي شيء عن هذا».
وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت بأن الرئيس حسن روحاني اقترح على نظيره أردوغان عقد اجتماع ثلاثي، إيراني ـ تركي ـ سوري، لإنهاء التوتر الحالي في إدلب.
 
اجتماع أوروبي طارئ
دعا الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، وزراء خارجية الاتحاد إلى اجتماع لبحث التطورات في إدلب، الأسبوع المقبل.
وقال بوريل في بيان إن «الاشتباك في إدلب يهدد السلام والأمن الدوليين بشكل خطير، والحياد يسبب الألم»، مشدداً على أن الأزمة هناك لا يمكن حلها إلا بالطرق السياسية.
وأضاف أنه «في الوقت نفسه، نراقب عن كثب وضع الهجرة على حدودنا الخارجية، وينبغي تنفيذ الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي بهذا الخصوص، وندعم اليونان وبلغاريا».
 
تنسيق سوري ــ ليبي
توازياً مع التوتر المتصاعد بين أنقرة ودمشق، وقّعت دمشق «والحكومة الموقتة» في ليبيا، المدعومة من قائد «الجيش الوطني» الليبي خليفة حفتر، مذكرة تفاهم تقضي بإعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية في البلدين.
وجاء التوقيع خلال استقبال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، صباح اليوم، وفداً ليبياً برئاسة كل من عبد الرحمن الأحيرش نائب رئيس مجلس الوزراء والدكتور عبد الهادي الحويج وزير الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية.
وجاء في بيان وزارة الخارجية السورية، أن الطرفين تفاهما على «إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية وعلى وجه الخصوص في مواجهة التدخل والعدوان التركيين على البلدين».
وأشار المعلم إلى أن «استئناف العلاقات الدبلوماسية في كل من دمشق وبنغازي موقت على أن يتم فتح السفارة السورية في طرابلس قريباً».