»

عنصرية بحق إثيوبيين وعنف قادة: تقرير شكاوى الجنود

20 شباط 2020
عنصرية بحق إثيوبيين وعنف قادة: تقرير شكاوى الجنود
عنصرية بحق إثيوبيين وعنف قادة: تقرير شكاوى الجنود

الميادين

قائمقام مفوض شكاوى الجنود ومراقب المؤسسة الأمنية، العميد احتياط إيتان دهان، قدّم صباح أمس الأربعاء إلى وزير الأمن نفتالي بينيت وإلى لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، التقرير السنوي عن سنة 2019، وتظهر منه معطيات مقلقة: رغم تسجيل انخفاضٍ بعشرات النسب في شكاوى الجنود، هناك ظواهر مقلقة من العنف الجسدي واستخدام قوة مفرطة من جانب قادة، وسُجّلت حوادث كلام عنصري وُجّه إلى جنود من أبناء الطائفة الإثيوبية، وجهات طبية تصرفت بصورة مختلة
شبيهاً بالتقرير السابق، بقي العدد المرتفع من شكاوى جنود وضباط الخدمة الدائمة على حاله
في سنة 2019، قُدّمت إلى مفوض شكاوى الجنود 6114 شكوى، 59% منها وُجدت مبررة، وحوالي 55% من مقدّمي الشكاوى كانوا جنوداً في الخدمة الإلزامية، وحوالي 12% في الخدمة الدائمة، وحوالي 11% في الاحتياط، وحوالي 17% مرشحين للخدمة الأمنية. حوالي 68% من المشتكين في الخدمة الإلزامية كانوا برتبة غر وغر أول، 31% من الشكاوى كانت في مجال علاقات آمر – مأمور، و13% في مجالات الطب
عنصرية ضد أبناء الطائفة الإثيوبية وعنف قادة 
أشار التقرير إلى أحداثٍ مقلقة من التعبيرات على خلفية عنصرية وُجّهت ضد جنود من أبناء الطائفة الإثيوبية. وقال العميد احتياط دهان"إنها أعمال عدوانية لا مكان لها في المجتمع الإسرائيلي، وبالتأكيد ليس في الجيش الإسرائيلي. الجنود المتأذّين من الأفعال المرفوضة للقادة يحملون معهم ليس فقط الجرح الجسدي بل وأيضاً الندوب النفسية العميقة والضرر الشديد في الثقة بالقادة وبالمؤسسة العسكرية". 
على سبيل المثال، شكوى قدّمتها جندية من الطائفة الإثيوبية كشفت كلاماً عنصرياً وُجّه إليها من جانب آمر غير ضابط في وحدتها، الذي قال لها: "أنتم لستم يهوداً. أنتم غوييم [أغيار]، تصرفتم أسوأ من العرب". في التحقيق زعم الآمر أنه قصد الإعراب عن احتجاجه على تظاهرات أبناء الطائفة الإثيوبية. في حالة أخرى اشتكى جندي من أصلٍ إثيوبي على آمر المطبخ في وحدته خاطبه حسب قوله بصورة عنصرية ومُهينة – بعد يومين على حادثة قتل [الإثيوبي] سولومون تاكا – وقال له: "أخرج.. أخرج من هنا قبل أن أتصل بشرطي يطلق عليك رصاصة". في حالة أخرى زعم جندي إثيوبي أن قائده قال له: "لا أرى إثيوبيين في الليل لأنهم سود". 
كما كشف التقارير حوادث "غير مألوفة" مارس فيها قادة عنفاً جسدياً ضد مأموريهم. على سبيل المثال، نائب آمر سرية وضع سكين مطوى على رقبة مأموره الذي جاء إلى القاعدة بعد صوم وهو لم يحلق. في حالة أخرى اشتكى مقاتل ضد آمر فصيلته حيث كان مستلقياً خلال مناورة وركله الضابط وضربه كي "يحثّه" على القيام. في حالة أخرى قام قائد بإلصاق جندي بالأرض بعد سجالٍ في موضوعٍ ما، وحادثة أخرى وقعت عندما أزال قائد بالقوة – مستخدماً كماشة – خاتماً ذي قيمة عاطفية مرتفعة جداً من إصبع جندي، وكان قد ورثه عن جده المتوفى
كما ذكر التقارير حالات تمّ فيها المس بخصوصيات الجنود. في إحداها اشتكى جندي من آمر بتصويره بخلاف إرادته وهو يتناول الطعام
عدم تطبيق حقوق جنود
ويورد التقرير حالات كثيرة ألحقت فيها الجهات القيادية الضرر بحقوق الجنود وخالفت أوامر الجيش بحيث تضررت في بعض الأحيان الحقوق الفردية والحفاظ على المقررات. على سبيل المثال، آمر غير ضابط اشتكى من عدم تقديم استجابة غذائية للجنود النباتيين. في عدة شكاوى اشتكى جنود من التأخير، أحياناً لعدة أشهر، في معالجة الاستئنافات التي قدّموها على رفض السماح لهم بتربية ذقونهم، وكذلك الحصول على رد غير مفصّل بما يكفي على طلباتهمجنود متدينون في دورة آمري فصائل اشتكوا من اضطرارهم للتواجد في قاعة الطعام إلى جانب جنديات بخلاف إيمانهم، وانهم اضطروا للجلوس في هامر تقوده جندية. في إحدى الحالات الخطيرة اضطر جندي في الخدمة الإلزامية للبقاء ثلاثة أيام إضافية قيد الحجز رغم الموافقة على طلبه لتخفيف العقوبة، والسبب: عدم نقل موافقة اللواء من مكتبه إلى قيادة منشأة السجن. كما اشتكى مرشح للخدمة الأمنية من توثيق مختل ومؤذي لملفه الطبي الذي كُتب فيه: "مرة أخرى خاب مطمحه الذي لا ينتهي لتخفيض بروفيله". 
المعالجة الطبية للجنود 
في هذه الأيام يبلور الجيش الإسرائيلي خطة جديدة لتقديم الخدمات الطبية بواسطة جهة خارجية، الأمر الذي أدّى إلى تقديم شكاوى تتناول نوعية العلاج الطبي، وعدم الحفاظ على الاستمرارية العلاجية بسبب ثغرات في أداء المسعفين في الجيش، وثغرات في توسط القرارات الطبية – المهنية للجنود، وكذلك قرارات غير سليمة من قادة في مواضيع صحة الجنود
التقرير أورد حالات تدخل فيها قادة دون صلاحية في قرارات جهات طبية، وحالات عرقلة مهمة في إرسال جنود لتلقّي العلاج. على سبيل المثال أورد التقرير حالة خضع فيها جندي لفحص طبيب وحدته وطلب منه الذهاب إلى المستشفى على وجه السرعة، لكن قادته المباشرين تلكؤوا، ما تسبب له بالتهابات حادة في الزائدة الدودية وعملية عاجلة. في حالة أخرى وضع طبيب في الملف الطبي لجندي ملاحظة: "ههههه" [سخرية واستهزاء]، والجندي الذي شعر بالإهانة واشتكى عدة مرات للجهات الطبية في وحدته من أوجاع رأس، أُرسل إلى الطوارئ بعد مدة متأخرة جداً. فقط بعدها تبين انه يعاني من التهابات في الرئتين
كثرة شكاوى الذين يخدمون خدمة دائمة 
في سنة 2019 قُدّمت 750 شكوى ممن يخدمون خدمة دائمة، الأمر الذي يشكّل "نقطة حمراء"، حيث ان شكوى من عنصر خدمة دائمة، ربط مصيره بمصير المؤسسة العسكرية، من المفترض ان تثير قلق قادته وكذلك قلق القيادة العليا في الجيش الإسرائيلي. عندما يشتكي عنصر خدمة دائمة، شكواه فيها عنصر أكبر بكثير من الظاهر للعيان – عنصر منظومة علاقات ليست فضلى مع قادته وفقدان الثقة بالهيئات المؤتمنة على معالجة شؤون الفرد
فجوات بين أوامر الجيش وسياسته وطريقة تنفيذها 
وجد مفوض شكاوى الجنود فجوات بين أوامر الجيش المكتوبة وبين مستندات السياسة المعتمدة التي تنشرها جهات مختلفة في شعب هيئة الأركان العامة وفي أذرع الجيش. السبب الأساسي في ذلك هو غياب التنسيق بين شعب الأركان، التي حددت السياسة بخلاف الأوامر الملزمة ودون نقاشٍ كافٍ. غير مرة اصطدم الجنود بعراقيل وارتباك بسبب عدم التعاون والتنسيق المختل بين شعب الأركان المصابة بهذا الأمر
خلل في سجّلات الجيش 
غير مرة تبين أن سجّلات الجيش لجنود غير سوية، بصورة تمس بحقوقهم. وعدا عن مكانة الفرد والتقديمات التي يستحقها، عدم الحرص على صحة السجلات يمكن ان يدل على ثقافة تنظيمية إشكالية، وأحياناً مهنية مختلة. في حالات معينة طُلب من عناصر تسرحوا من الخدمة الدائمة دفع عشرات آلاف الشواكل من دون أن يعلموا بذلك قبل تسرحهم
ويقول مفوض شكاوى الجنود ان "كثرة الشكاوى التي تتناول اختلالات في السجلات العسكرية والحاجة إلى تسويتها تفرض زيادة الرقابة. هذه السجّلات لها تأثير مباشر على حقوق الجندي وعلى رضاه عن الخدمة العسكرية وعدم الحرص على التوثيق السوي ومنع حقوق عن الجندي يمكن ان يؤدوا إلى ضرر في الثقة بالجيش وفي الحافزية للخدمة. وجدتُ ان الأنظمة الممكننة في هذا المجال ليست متقدّمة بما يكفي لتوفير استجابة لحاجات الفرد والجيش، الأمر الذي يفرض القيام بخطواتٍ مناسبة".