»

"عملية الشهيد سليماني": عملية إيران الانتقامية

17 شباط 2020
"عملية الشهيد سليماني": عملية إيران الانتقامية
"عملية الشهيد سليماني": عملية إيران الانتقامية

مركز بيغن-سادات للدراسات

نشر مركز بيغن-سادات للدراسات دراسة ليوزي روبين، استعرض فيها “ما اسماه بالعملية الانتقامية التي قامت بها إيران كرد على اغتيال القائد قاسم سليماني والتي أسمتها" عملية الشهيد سليماني" واستهدفت من خلالها القوات الامريكية في العراق وأفغانستان.
جاء انتقام طهران بعد خمسة أيام، عندما أطلقت صواريخ باليستية على قاعدتين أمريكيتين، وضربت أحداها وفشلت في استهدافها للأخرى. لم تحصل خسائر بشرية في هذا الهجوم، مما سمح للرئيس دونالد ترامب بالتراجع عن الانتقام والمزيد من التصعيد. انطلاقًا من المعلومات غير المكتملة المتوفرة، كانت صواريخ إيران دقيقة للغاية ولكنها غير موثوقة، حيث فشل أكثر من نصفها في الوصول إلى أي هدف. ولكن تسببت الصواريخ في أضرار جسيمة، بالإضافة إلى الخسارة القريبة من سرب من الطائرات بدون طيار الأمريكية بريداتور. وفسر قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني غياب الخسائر الأمريكية نتيجة لسياسة الاستهداف الحكيمة. ومع ذلك، تشير المعلومات المتاحة إلى أنها كانت مسألة حظ كبير. فقد كان الإيرانيون على استعداد لمواجهة عواقب قتل القوات الأمريكية، وبناءً على ذلك، وضعوا جميع قواتهم العسكرية في حالة تأهب قصوى - وقد أدى هذا التنبيه إلى إسقاط طائرة ركاب أوكرانية ومقتل كل من كان على متنها.
بشكل عام، كانت الدبلوماسية الإيرانية العامة خلال هذه الأزمة أكثر تركيزا وتماسكا مما كانت عليه في الولايات المتحدة. فقد كانت "عملية الشهيد سليماني" أقل إثارة من الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية في سبتمبر الماضي، وكانت مثيرة للجدل على ما يبدو حتى داخل القيادة الإيرانية العليا. ومع ذلك، يجب على إسرائيل أن تدرسها بعناية وأن تتعلم منها الدروس:
 أولاً، أن نظام إيران مستعد لتحمل مخاطر غير عادية عندما يشعر بالإهانة 
ثانياً، في بعض السيناريوهات، يمكن للصواريخ الدقيقة أن تكون فعالة مثل الطائرات المقاتلة 
 ثالثًا، بعض الصواريخ الدقيقة يمكنها تعطيل تشغيل القواعد الجوية الحديثة 
رابعا، أن الدبلوماسية العامة الجيدة أمر حاسم لإدارة الأزمات.
في مقاربة لساحة المعركة الاعلامية، كانت رسائل الولايات المتحدة مترددة ومتناقضة، حيث أظهر الأمريكيون افتقارا للسيطرة على المعلومات المقدمة مباشرة إلى وسائل الإعلام من قبل أفراد عسكريين وليس من خلال المتحدثين الرسميين باسم القوات الامريكية. كان هذا في تناقض حاد مع الرسائل المركزة والموجهة والقوية للإيرانيين. في صراعات اليوم، فإن ساحة المعركة الاعلامية ليست سوى جزء بسيط وأقل أهمية من ساحة المعركة المادية، إن وجدت. اٍن ميدان المعركة الإعلامية هو الذي يقرر تصور النصر أو الهزيمة. اليوم، يُنصح جيش الدفاع الإسرائيلي بالالتفات جيدا إلى هذا الدرس في عملية الانتقام الإيرانية.

للاطلاع على النص الأصلي للدراسة والمتاح باللغة الإنجليزية: