»

عندما يوظّف ترامب الالغام لقتل المدنيين مرة اخرى!

05 شباط 2020
 عندما يوظّف ترامب الالغام لقتل المدنيين مرة اخرى!
عندما يوظّف ترامب الالغام لقتل المدنيين مرة اخرى!

موقع الوقت التحليلي

في خطوة أخرى مثيرة للجدل أمرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 31 يناير 2020، برفع القيود المفروضة على استخدام الألغام المضادة للأفراد. ووفقًا للبيت الأبيض، يمكن للجيش الأمريكي الآن استخدام الألغام المتطورة المضادة للأفراد والتي يتم التحكم فيها عن بعد في ظروف معينة. وقبل إصدار هذا البيان، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك سبير إن استخدام الألغام المضادة للأفراد ضروري لإنجاح العمليات العسكرية. وقد انعكس قرار الحكومة الأمريكية في ردود فعل كبيرة، واُثيرت تساؤلات كثيرة حول نوايا دونالد ترامب في اتخاذ هذا القرار التي انعكست على الجمهور ووسائل الإعلام.
عندما يضرب ترامب عرض الحائط جميع قرارات اوباما
لا يزال العديد من المراقبين السياسيين، على الرغم من مرور اكثر من ثلاث سنوات على رئاسة دونالد ترامب، يفتقرون إلى فهم واضح لسياساته الخارجية والداخلية لأنه ليس لديه في الأساس موقف أو رأي واضح تجاه هذا الأمر. ومع ذلك، يمكن التعرف على أحد المحاور الرئيسية على انها ركيزة هامة لنهج ترامب السياسي في البيت الأبيض، الا وهي معارضة قرارات باراك أوباما السابقة. وفي الواقع، قام ترامب بإلغاء ورفض كل ما أقره أوباما خلال السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض. وآخرها هو الغاء مبادرة إدارة أوباما عام 2014 بحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد من قبل الجيش الأمريكي
وبموجب قرار أوباما، أوقف الجيش الأمريكي استخدام الألغام المضادة للأفراد حول العالم باستثناء كوريا الجنوبية. اذ تم زرع مئات من الألغام على الحدود بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. وتقول إدارة ترامب إن قرار الحظر هذا وضع الجيش الأمريكي في ظروف صعبة.
ردود فعل دولية معارضة لنقض قرار اوباما
قوبل قرار دونالد ترامب برفع الحظر المفروض على استخدام الألغام المضادة للأفراد برد فعل قوي من المجتمع الدولي. وفي غضون ذلك، يمكن أن يُعزى مستوى المعارضة الأكثر أهمية إلى الحكومة الألمانية. وقال في هذا الصدد، نيلز أنين، المستشار في وزارة الخارجية الألمانية، إن قرار الرئيس الأمريكي بنقض قرار حظر استخدام الألغام المضادة للأفراد يعد إخفاقًا شديدًا للجهود الدولية طويلة الأجل للحد من استخدام هذه الأسلحة الفتاكة. ونصح الولايات المتحدة بإعادة النظر في قرارها. كما أكد هذا المسؤول أن الدول عادة ما تستمر في محاربة تبعات استخدام الألغام المضادة للأفراد لسنوات بعد انتهاء الحرب. لذلك، مازالت ألمانيا ترى نفسها ملزمة بإزالة الألغام الأرضية في العديد من البلدان.
وصرح أيضًا المتحدث باسم السياسة الخارجية للحزب اليساري في البرلمان الألماني، ستيفان ليبيتش، تعقيبا على قرار ترامب بأن الألغام المضادة للأفراد قد تم رفضها بالفعل في العالم، لأنها نشاطها يستمر في الغالب حتى بعد انتهاء الحروب، اذ تُسبب بقتل او جرح المدنيين وخاصة الاطفال منهم.
وعلى صعيد آخر، قال ألكساندر جراف لامبسدورف، وهو سياسي بارز من الحزب الديمقراطي الليبرالي الألماني، إن الألغام المضادة للأفراد هي واحدة من أكثر الأسلحة تدميراً وفتكاً في العالم، وإن قرار ترامب ليس فقط خاطئًا بشكل أساسي، بل هو أيضًا إشارة خطيرة للبلدان الأخرى وعلى الولايات المتحدة العدول عن هذا القرار
وبالإضافة إلى السياسيين الألمان، وصف ماري ويرهام، احد الناشطين في مجال حقوق الإنسان، قرار دونالد ترامب بأنه خطوة مخزية وأعرب عن أمله في أن يلغي الرئيس الأمريكي القادم قرار ترامب.
 
كما ترى مؤسسات حفظ الأمن والسلام ومنظمات حقوق الإنسان أن الألغام المضادة للأفراد هي أسوأ سلاح في العالم، حيث يقع معظم المدنيين العزل ضحايا لهذا السلاح. اذ تستمر هذه الألغام في قتل وإعاقة العديد من الأشخاص، وخاصة الأطفال، حتى بعد انتهاء الحرب.
ضحايا الألغام في العراق وافغانستان
في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان والاحتلال العسكري لهذين البلدين، يتعرض كل عام العديد من المدنيين للقتل او للإعاقة بواسطة الألغام المضادة للأفراد والمتبقية من ايام الاحتلال الامريكي. وبحلول نهاية العام في العراق، كان الآلاف من العراقيين ضحايا لهذه الحوادث، وسجلت المنظمات الدولية 38 الف و867 حالة وفاة على الأقل.
وأعلن المرصد العالمي للألغام عن عدد القتلى من هذه الحوادث في عام 2017 وحده، والذي وصل الى 304 شخص  حيث قُتل 185 شخصا واُصيب 118 اخرين. وكان معظم الضحايا من البالغين وارتفع عدد الضحايا بنسبة 179 ٪ مقارنة بالعام السابق. والتقارير تشير الى  حدوث معظم الحوادث في الموصل واطرافها.
لكن تقريرا آخر صادر عن منظمة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام "UNMAS" قال إن 1700 شخص على الأقل قتلوا أو اصيبوا في انفجار هذه الالغام في العراق منذ أكتوبر عام 2016 ومع بداية عملية تطهير المناطق المحررة هندسيا. ومن ناحية أخرى، كان إجمالي عدد الضحايا الذين تم تسجيلهم في أفغانستان خلال السنوات من 1978 إلى 2017 هو 30980، منهم 7456 قتيل و 23524 شخصا ما بين جريح وفاقد للأطراف. كما كانت عدد الوفيات المسجلة في عام 2017 الماضي وحده هو 2300 شخصا، 1030 منهم من البالغين و 1270 من الأطفال.
ووفقًا لوكالة أنباء طلوع الافغانستانية الرسمية، تشير الإحصاءات الرسمية عن وجود ما يقارب 1700 كيلومتر من الألغام وغيرها من المتفجرات التي تغطي الاراضي الأفغانية وتقتل شهريا ما يقارب 120 شخصا.
كما انضمت 13 امرأة في مقاطعة باميان في أفغانستان العام الماضي، الى فريق رفع الالغام التابع للقوات الحكومية المختصة برفع الالغام من المناطق. ويقولون إن مشاهد وفاة الأطفال والمراهقين وإعاقتهم، أدت انضمامهم بمثل هذه المهام المحفوفة بالمخاطر.
 اهداف الرئيس الأمريكي من الغاء استخدام الالغام المضادة للأفراد
في ضوء كل الانتقادات التي وُجهت الى دونالد ترامب بعد قراره في رفع القيود عن استخدام الألغام المضادة للأفراد، يمكن تقييم أهم أهداف الرئيس الأمريكي في الجوانب التالية:
انها مسرحية إعلامية يمارسها ترامب لإظهار قوته للديمقراطيين والجمهوريين وذلك مع قرب الانتخابات الرئاسية.
انهاء إرث باراك أوباما بكل الطرق الممكنة وترك إرثًا جديدًا لنفسه.
استخدام الألغام المضادة للأفراد للسيطرة على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك وإكمال مشروعها لمكافحة المهاجرين غير الشرعيين.
دوافع ترامب لتوسيع قاعدته الجماهيرية في الاوساط العسكرية الأمريكية باعتبارهم عنصر فاعل قادر على اتخاذ القرارات في مختلف المجالات.