»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 4-2-2020

04 شباط 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 4-2-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 4-2-2020

واشنطن بوست: مسؤول سوداني يكشف تفاصيل لقاء البرهان ونتنياهو/ الجزيرة/ 4- 2- 2020
نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول عسكري سوداني رفيع قوله إن لقاء رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا، رتبت له دولة الإمارات، بعلم السعودية ومصر ودائرة ضيقة من كبار المسؤولين السودانيين. وأضاف المسؤول -الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته- أن البرهان وافق على لقاء نتنياهو، معتقدا أن ذلك سيعجّل برفع بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل تشير إلى أن لقاء البرهان ونتنياهو كان معدا له مسبقا، إذ تحدثت تلك الوسائل عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بطرح قضية رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأسبوع الماضي. يأتي ذلك بينما أعلن مجلس السيادة السوداني الأحد عن تلقي البرهان دعوة من وزير الخارجية الأميركي لزيارة تعتبر هي الأولى منذ عقود إلى واشنطن وأن البرهان سيلبي هذه الدعوة. وكانت رئاسة الوزراء الإسرائيلية قد أعلنت أن الطرفين بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

فورين بوليسي: هل تفهم واشنطن رجال الدين الشيعة في إيران أو العراق؟/ عربي 21/ 3- 2-2020
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للباحثين في جامعة رويال هولواي في لندن، محمد كالانتاري وعلي هاشم، يقولان فيه إنه عندما خرج آية الله السيستاني، الذي يعد من أبرز رجال الدين الشيعة في العراق، من المستشفى في 17 كانون الثاني، فإن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، غرد ثلاث تغريدات باللغات الإنجليزية والعربية والفارسية، متمنيا له شفاء عاجلا، وواصفا إياه بأنه "مصدر إرشاد وإلهام".  ويعلق الكاتبان في مقالهما، قائلين إن "هذه المقاربة اللطيفة تجاه سيستاني اعتبرت بأنها محاولة من بومبيو لتصوير دعم أمريكا للسيستاني، الذي تعتقد الإدارة الأمريكية بأنه يشكل وزنا مقابلا للنفوذ الإيراني في العراق، وهذا بعد مجرد أسابيع من تشجيع بومبيو ترامب على اغتيال قاسم سليماني في غارة جوية خلال زيارته إلى العراق".  ويقول الباحثان: "ليس سرا أن بومبيو يؤيد استراتيجية الضغط الأقصى على ما يسميه (حكومة اللصوص التابعة لخامنئي)، في إشارة إلى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، لكن إشاراته المختلفة إلى رجل دين بارز هي إساءة حسابات أخرى من جانب الحكومة الأمريكية في الشرق الأوسط المضطرب".
ويشير الكاتبان إلى أنه "بعد يوم من قتل سليماني أرسل السيستاني رسالة تعزية غير مسبوقة لخامنئي، امتدح فيها الدور المتميز الذي أداه الشهيد سليماني في الحرب ضد تنظيم الدولة في العراق، وكانت الرسالة هي الأولى من نوعها التي يرسلها السيستاني إلى خامنئي منذ عقود". ويرى الباحثان أن "موضوع الرسالة مهم، فقليلا ما تصدر عن السيستاني رسالة تعزية بشخص ليس من رجال الدين، فما الذي كان يميز سليماني ليجعل السيستاني يرسل رسالة تعزية به؟ والجواب يكمن في اعتقادهما المشترك بضرورة تنسيق الجهود العابرة للحدود لمواجهة التهديدات الخارجية، والتهديد كما يراه رجلا الدين يأتي من المجموعات المتطرفة، مثل تنظيم الدولة والتدخل الأجنبي في المنطقة، وفي نظرهما فإن كلا الأمرين فاقما حالة عدم الاستقرار التي سادت على مدى العقد الماضي". ويلفت الكاتبان إلى أنه "لمعالجة التهديد الأول قام السيستاني في حزيران/ يونيو 2014 بإصدار فتوى بالجهاد تلزم العراقيين القادرين على حمل السلاح بالدفاع عن وطنهم، وجاءت هذه الفتوى بعد حوالي قرن من فتوى آية الله سيد كاظم اليزدي ضد القوات البريطانية التي غزت العراق في 1914، وكانت تلك آخر مرة يصدر فيها زعيم شيعي مثل تلك الفتوى السياسية". وينوه الباحثان إلى أن فتواه مهدت الطريق لإنشاء قوات الحشد الشعبي، ثم جاء سليماني وفيلق القدس لمساعدة العراقيين لتنظيم وحداتهم للحرب ضد تنظيم الدولة، مشيرين إلى أن السيستاني اعترف بالدور "المتميز" و"الذي لا ينسى" الذي قام به سليماني لتحقيق الهدف في رسالته.
ويفيد الكاتبان بأنه "عندما يتعلق الأمر بالتدخل الأجنبي فإن السيستاني بصفته أحد كبار رجال الدين الشيعة، لا يمكن أن يبقى محايدا عندما يرى الشيعة في بلدان أخرى، مثل لبنان وإيران، في خطر، وحصل ذلك عندما تواصل سرا مع أمريكا لتدعم وقف إطلاق نار عام 2006 خلال الحرب بين حزب الله وإسرائيل". ويبين الباحثان أن "موقفه من إيران، التي هي دولة دينية شيعية، مختلف، فبالرغم من كونه إيراني الأصل إلا أنه لم يتدخل في الشأن الداخلي الإيراني أبدا، حتى أنه لا يجيب أتباعه الإيرانيين عندما يسألونه عن الشأن المحلي، بل على العكس فإنه ينصح في العادة النخبة من الإيرانيين الذين يلتقون به بأن يتوحدوا تحت قيادة خامنئي".
ويقول الكاتبان: "لا جدل في اختلاف الرؤية السياسية لكل من المرجعية الدينية العراقية والإيرانية، لكن هناك أسبابا كثيرة تجعل من اتحادهما ضرورة عندما تواجه أي منهما بتهديد خارجي، وبغض النظر عن كون السيستاني ينتمي لمدرسة مختلفة عن رجال الدين الذين يحكمون إيران فإنه يرى أن أي تهديد لجمهورية ايران الإسلامية تهديدا للإسلام الشيعي". ويؤكد الباحثان أن "رسالة السيستاني أثبتت بأنه لم يكن ولن يكون أبدا عدوا لإيران، بالرغم من خلافاته كلها مع زعمائها، وهذه نقطة عمياء بالنسبة لصناع القرار في واشنطن".
ويجد الكاتبان أن "الاستراتيجية الأمريكية تجاه رجال الدين الشيعة أثبتت أكثر من مرة أنها ليست على معرفة بالتحركات الداخلية والأولويات والمصالح لتلك المؤسسة، فالتحركات الداخلية -التي تقوم على دعم رجال الدين غير المشروط للسلطة الدينية الشيعية ومكانتها- مهمة جدا، وجعلت حتى رجل الدين العنيد، مقتدى الصدر، يتراجع عن مواقفه السابقة". ويشير الباحثان إلى أن "نجم الصدر ارتفع مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، فكان في أوائل العشرين من العمر، وانتقد المرجعية الدينية في النجف، التي أطلق عليها (المدرسة الصامتة)، وكان يريد من السيستاني أن يقود ثورة كما فعل الخميني، لكن رؤية السيستاني كانت مختلفة، فهو كان حريصا على أن يستلم الشيعة الحكم في العراق من خلال عملية سياسية". ويقول الكاتبان إن "هذا ما كان يأمله خامنئي أيضا، ولذلك كان عليه أن يوازن في خطابه الأيديولوجي ضد النفوذ الأمريكي في العراق، وخسارة فرصة أن يصل الشيعة إلى سدة الحكم في العراق لأول مرة في التاريخ الحديث، واختار أن يدعم المسارين، مسار السيستاني والعملية السياسية، ومسار المقاومة، حيث دعم المجموعات المقاومة، ومن بينها مجموعة الصدر".
ويلفت الباحثان إلى أن "الخلاف بين الصدر والسيستاني نشب بعد سقوط نظام صدام بأيام، حيث حاصر أنصار الصدر السيستاني، وطالبوه بمغادرة العراق، ويعود الخلاف إلى والد مقتدى الصدر، محمد محمد صادق الصدر، الذي قتله صدام عام 1999، الذي كان ينتقد المرجعية في النجف، بمن فيهم السيستاني، بسبب مقاربتهم المستسلمة للسياسة، ما جعل الشيعة في العراق بلا قيادة تقريبا في وجه تجاوزات صدام حسين، وفي صيف 2004 حاصرت القوات الأمريكية الصدر وعددا من مؤيديه في مزار الإمام علي في النجف". وينوه الكاتبان إلى أن السيستاني وضع خلافاته مع الصدر جانبا بسبب ما رآه مصلحة للشيعة، واتصل به خامنئي هاتفيا طالبا منه التدخل لمنع رجل دين شيعي، مثل الصدر، في مزار الإمام علي، مشيرين إلى أن رسالة خامنئي كما دونها، محمد رضا، ابن السيستاني، كانت: "ما يحصل سيئ جدا للشيعة، وإن كان رجال الدين في إيران وأنا لا نفعل شيئا، فإن ذلك هو بسبب احترامنا لك، ومع ذلك فإن من الضروري أن ترسل برسالة قوية للحكومة العراقية". وأضاف خامنئي: "إن قتلت هذه المجموعة وسفك دم السيد مقتدى الصدر، فإن الشعب العراقي والشيعة سيقولون (رجال الدين جلسوا وراقبوا هؤلاء يقتلون. يجب أن يكون هناك حل)".
ويذكر الباحثان أن "السيستاني وخامنئي عملا معا للتوصل إلى وقف إطلاق نار، واكتشف الصدر أن السيستاني، سواء كان صامتا أم لا فإنه كان يمكنه التأثير في أحداث كبيرة، وأن يتمتع بالشرعية، وكان هذا واضحا بالنسبة لإيران منذ ذلك الحين". ويشير الكاتبان إلى أن "السيستاني أدى دورا مهما في الأزمة السياسية حول تعيين رئيس وزراء للعراق عام 2024، فكانت إيران تريد نوري المالكي، لكن السيستاني رفضه، ولذلك قبلت طهران ما ذهب إليه السيستاني، فهو أكبر مرجعية شيعية في العراق ويجب ألا يقوض زملاؤه الإيرانيون ذلك".
 ويفيد الباحثان بأن "آخر مصدر للتوتر هو الاستياء تجاه إيران بسبب تدخلها في الشؤون الداخلية للعراق، وهو ما كان السيستاني قد أشار إليه قبل الاحتجاجات عندما قابل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في آذار/ مارس الماضي، الذي شدد على أن (سيادة العراق يجب أن تحترم)، وطلب أن تكون العلاقات بين إيران والعراق قائمة على مبدأ حسن الجوار، ولا يزال السيستاني يؤكد ذلك في خطب الجمعة، خاصة بعد الهجمات الأمريكية والإيرانية على الأراضي العراقية في شهر كانون الثاني". ويلفت الكاتبان إلى أن "كثيرا من العراقيين يعدون أن إيران بتدخلها في شؤون بلدهم الداخلية مسؤولة بشكل جزئي عن حالة الفقر التي وصلوا لها، بالإضافة إلى أن الصراع الدائر بين إيران وأمريكا على أرض العراق -كما شوهد على مدى الأسبوعين الماضيين- يعد عاملا آخر يفاقم من صورة إيران بالنسبة للمتظاهرين".  ويقول الباحثان إن "الحل لدى السيستاني هو: (عراق قوية وحرة وموحدة) ويجب أن تحترم كل من إيران وأمريكا هذا الرأي، بلد عراقي موحد، تجاوز فيه السكان الطائفية، ويرعون هوية وطنية موحدة يمكنها حل المشكلات الأمنية الداخلية كلها، دون تدخل مباشر من القوات الأجنبية". ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن "عراقا حرا لا يحتاج إلى جنود تحالف على أرضه، وعراق قوي يمكن أن يؤدي دور الوسيط بين أمريكا وإيران إن كانت هناك رغبة في الدبلوماسية".

الغارديان البريطانية: إيران علمت من البداية أنها أسقطت طائرة مدنية/ بي بي سي/ 4- 2- 2020
الغارديان نشرت تقريرا لمراسلها مايكل صافي عن إسقاط الطائرة المدنية الأوكرانية في إيران بعنوان "الرئيس الأوكراني: إيران علمت من البداية أنها أسقطت طائرة مدنية". ويقول صافي إن التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي جاءت بعدما أذاعت وسائل إعلام أوكرانية مكالمة هاتفية مسربة بين طيار إيراني، وغرفة التحكم في مطار طهران أثبتت أن إيران علمت منذ اللحظة الأولى أنها أسقطت طائرة مدنية. ويضيف صافي أن الطيار الإيراني الذي كان في طريقه للهبوط في طهران أبلغ برج المراقبة بأنه شاهد وميضا في السماء "ربما يكون نتيجة انطلاق صاروخ" ثم قال إنه "بالتأكيد نتيجة صاروخ" ثم أعقب ذلك حسب التسجيل محاولات من برج المراقبة الاتصال بالطائرة الاوكرانية التي كانت في هذه اللحظات تهوي بعد تعرضها لصاروخين". ويوضح صافي أن إيران أعلنت في قت لاحق للتسريب أنها لن تشارك المزيد من المعلومات مع السلطات الأوكرانية بخصوص التحقيق خاصة وأن ذلك يأتي في الوقت الذي كانت فيه كييف تضغط على طهران للحصول على الصندوقين الأسودين للطائرة.

واشنطن بوست: هكذا أضر دعم ترامب لنتنياهو بفكرة دعم إسرائيل/ عربي21/ 3- 2- 2020
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا لنائب محرر صفحة الرأي وكاتب العمود فيها، جاكسون ديهل، يقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ادعى الأسبوع الماضي أن الرئيس دونالد ترامب هو "أعظم صديق لإسرائيل يدخل البيت الأبيض على الإطلاق"، متسائلا: "هل يمكن أن يكون هذا صحيحا؟". ويرى الكاتب إن "أهم خدمة يمكن للرئيس الأمريكي أن يقدمها لإسرائيل هي العمل على ضمان بقائها على المدى الطويل، ودون شك أن هذا ما فعله هاري ترومان عندما اعترف بها دولة جديدة عام 1948، بالرغم من معارضة وزير خارجيته، وحاول الرؤساء المتأخرون أن يفعلوا ذلك من خلال التوسط للوصول إلى تسوية سلمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، التي دونها لا يمكن لإسرائيل أن تحظى بالقبول الدولي، أو أن تبقى يهودية وديمقراطية". ويقول ديهل: "لو أدت أفعال ترامب فعلا إلى سلام إسرائيلي فلسطيني، فإنه يستحق أن يطلق عليه (أعظم صديق)، لكن ما هو أكثر احتمالا هو أنه جعل التوصل إلى تسوية أمرا أكثر صعوبة، فالسلام يتطلب موافقة الطرفين، لكن لا يتوقع أن توافق القيادة الفلسطينية ولا 4.7 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية على شروط ترامب، التي هي أسوأ مما عرضه أيهود أولمرت، سلف نتنياهو، فبدلا من 96% من الضفة الغربية، فإن ترامب يعرض أقل من 70% وحتى تلك المساحة المعروضة تتخللها جيوب إسرائيلية".
ويجد الكاتب أن "ترامب يتخيل أن الديكتاتوريين العرب الذين رعاهم سيقومون بلي ذراع الفلسطينيين لقبول الصفقة، ولن يفعلوا ذلك، وبدلا من ذلك فإنهم يأملون ألا تحقق هذه الخطة أي تقدم، وقد يكونون محقين في ذلك، لكن ذلك لن يوقف عمليات الضم للأراضي التي وافق عليها ترامب، وهو ما سيشحذ الحملة الدولية القوية أصلا للمقاطعة، بالإضافة إلى سحب الاستثمارات، وفرض العقوبات على إسرائيل، وربما يهدد أيضا سلامها الهش مع الأردن".  ويبين ديهل أن "ترامب يمزق التزاما كبيرا آخر للرؤساء الأمريكيين تجاه إسرائيل، وهو ضمان بقاء الدعم لإسرائيل كبيرا ومن الحزبين، فاحتضانه المتحمس لنتنياهو وأجندته القائمة على ضم المزيد من الأراضي قادا إلى تنفير أكثر الديمقراطيين تأييدا لإسرائيل، وأصدر ثلاثة منهم، هم السيناتور تشارلز تشومر والسيناتور روبرت مننديز والنائب إليوت انجيل، بيانا الأسبوع الماضي، حذروا فيه من (الأفعال أحادية الجانب) التي تهدد فرص التوصل إلى سلام، وقصدوا بذلك سلب الأراضي الذي شجعه ترامب". ويقول ديهل إن "ما فعله ترامب هو أنه ضمن أن أي رئيس ديمقراطي سيخلفه سيصطدم بإسرائيل إن كان نتنياهو أو أحد حلفائه لا يزال في الحكم، ولا شك أن هذا مقصود: يهدف من الخدمات المقدمة لإسرائيل أن تساعد في إعادة انتخابه عن طريق حشد المسيحيين الإنجيليين وإحداث حالة استقطاب بين الديمقراطيين، وليس مهما إن كان ذلك سيضعف بدلا من أن يقوي الدعم الأمريكي لإسرائيل على المدى الطويل".  ويختم الكاتب مقاله قائلا: "قد تعاد كلمات نتنياهو في الغرفة الشرقية في البيت الأبيض عدة مرات وأثناء حملات ترامب الإعلانية، لكنها ستبدو بالنسبة لبعض الأمريكيين، وربما الكثير منهم، ممكنة، وربما احتجنا لسنوات طويلة قبل أن تظهر الحقيقة، وهي أن ترامب تسبب بضرر أكبر لإسرائيل من أي رئيس سبقه".

كومنتري ماغازين: بعد مقتل سليماني... كل الميليشيات الشيعية تحت جناح الحرس الثوري/ae.24/ 4- 2- 2020
عندما قتلت الولايات المتحدة قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في مطار بغداد فجر 3 كانون الثاني الماضي، لم يكن هو الوحيد المستهدف، إذ كان بصحبة مجموعة من الضباط الإيرانيين، فضلاً عن أبو مهدي المهندس، قائد ميليشيا كتائب حزب الله العراقية. وقبل أيام من مقتل المهندس، اتُهمت منظمته بقصف قاعدة في كركوك ما تسبب في مقتل متعاقد أمريكي. وبعد أيام، شاركت كتائب حزب الله في حصار السفارة الأمريكية في بغداد.  ولفت جوناثان شانزر، نائب رئيس معهد الدفاع عن الديمقراطيات، في موقع "كومنتري ماغازين"، إلى تحول أول من نوعه في الأعوام العشرين الماضية في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران المسؤولية، معتبراً أن مهاجمي السفارة، والغارة الصاروخية على كركوك، سواءً كانوا من إيران، أو وكلاء لها في العراق، فإن على طهران دفع الثمن. وبضربة واحدة، قضى على شخص قاد، منذ نهاية التسعينيات، حرباً دموية بالوكالة ضد أمريكا وعدد من دول الخليج.
ويرى كاتب المقال أن باغتياله سليماني، نفذ ترامب، بلا شك، أخطر عملية في عهده. ولم تكن العملية مجرد عقاب لإيران على ما ارتكبه وكلاؤها، بل أكدت الإدارة أنه لن يسمح لإيران، وبعد الإفلات طيلة عقود من العقاب، بعد اليوم بالتخفى خلف ميليشياتها. وفي هذا السياق، يشار لما كتبه في 2008، جون برينان، المحلل السابق لدي "سي آي إي"، عما اعتبره قضية منطقية تمنع أمريكا من الرد على عنف وكلاء إيران في الشرق الأوسط. كتب برينان "لا شك أن الدعم الإيراني لتلك التنظيمات يعزز قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية، لكن ليس معروفاً دور مسؤولين إيرانيين في قرارات تتخذها تلك التنظيمات. وفيما تصنف بعض أنشطة تلك التنظيمات في خانة الإرهاب، تُعتبر معظم الهجمات التي تنفذها، عمليات شبه عسكرية في طبيعتها، وتنفذ ضد أهداف قتالية، مثل قوات إسرائيلية عند الحدود اللبنانية، أو قوات التحالف في العراق".
وحسب الكاتب، توصل برينان، مدير السي آي إي في عهد باراك أوباما، مع مجموعة من المسؤولين العسكريين والأمنيين، إلى قناعة بأن استخدام إيران لوكلائها في مهاجمة أمريكيين أو مصالح أمريكية. ونتيجة لذلك، مضى سليماني في مهامه قائداً لفيلق القدس، من 1998 إلى 2020. ووردت اعتداءات سليماني الأكثر دموية ضد الولايات المتحدة ضمن دراسة شاملة أعدها الجيش الأمريكي، بعنوان "الجيش الأمريكي في الحرب العراقية". ويلفت معد الدراسة إلى تسلل فيلق القدس إلى العراق، بعد نهاية المرحلة الأولى من الحرب العراقية في 2003، ثم اغتيال قادة في نظام صدام حسين، وإنشاء مقار آمنة لعمليات لاحقة. ومن يومها، باشرت فرق تابعة لقوات الحرس الثوري، تنظيم، وتدريب، وتسليح ميليشيات تدعمها إيران. واستُهدف وبشكل متزايد، جنود أمريكيون بمتفجرات خارقة للدروع. واختتمت الدراسة بأن "النظام الإيراني استخدم فيلق القدس وبدائله العراقيين لشن حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة، بأقل كلفة ممكنة".
وتوصل كاتب الدراسة إلى أنه "عندما ثبت وقوف إيران خلف سلسلة من الهجمات المتعمدة والممنهجة ضد أمريكيين، استعرضت الولايات المتحدة ردوداً محتملة، ثم امتنعت عن الرد بصورة عدوانية تحسباً من تصعيد إيراني". لكن بحلول 2014، بدأت إدارة أوباما تعتبر أن وكلاء إيران شركاء في تحالف تشكل حينها لمحاربة داعش. وتنازلت الدولة العراقية عن واجباتها الأمنية، وأوكلتها لمقاتلين موالين لإيران. وأصبح ضباط إيرانيون جزءاً لا يتجزأ من ميلشيات عراقية. وسرعان ما ظهر سليماني في بعض معسكرات تلك الميليشيات بصور سيلفي، وهو يشجع المقاتلين على مواصلة القتال. ويلفت الكاتب إلى امتناع الولايات المتحدة عن استعداء تنظيمات حليفة لإيران على أساس مساهمتها في حماية أمن العراق، ومعارضتها لداعش.
لكن قيادة سليماني لميلشيات إيرانية امتدت خارج العراق، ووصلت إلى سوريا، أين قتلت ميليشيات، مثل "فاطميون" و"زينبيون" آلافاً لا تحصى من السنة. وكان هدفها المعلن الدفاع عن نظام الأسد، ولكن في حقيقة الأمر، كان ترمي إلى حماية المصالح الإيرانية في سوريا. كما أظهرت الولايات المتحدة تناقضاً مشابهاً مع وكلاء إيران في اليمن، ميليشيا الحوثيين. ولكن، في رأي الكاتب، من السهل فهم استراتيجية إيران في تشكيل ميليشيات محلية لتمكين إيران من شن حرب ضد الولايات المتحدة أو آخرين، مع شيء من الإنكار. وإلى ذلك، تمثل تلك الميليشيات أهمية لاستراتيجية النظام الإيراني لبسط سيطرته عبر الشرق الأوسط. ولتحقيق تلك الغاية، يحتاج النظام الإيراني ليس لوكلاء وحسب، بل إلى منظمات قوية ونافذة. ولتأكيد تلك الصورة، عقد أخيراً أمير حاجي زاده، قائد القيادة الجوية في الحرس الثوري، مؤتمراً صحافياً، وتحدث فيه وخلفه أعلام الحرس وميلشيات حزب الله، والحوثيين، والفاطميين، والزينيين. وبدت الرسالة واضحة "إيران تقود جميع تلك الميلشيات التي تشكل محوراً للتحريض ضد أمريكا بعد مقتل سليماني".