»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 28-1-2020

28 كانون الثاني 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 28-1-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 28-1-2020

 

واشنطن بوست/ خطة ترامب تضم المستوطنات وتعرض حكما ذاتيا للفلسطينيين/ الجزيرة/ 28- 1- 2020

قالت صحيفة واشنطن بوست إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تقترح إعادة رسم الحدود بالضفة الغربية لضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور الأردن لإسرائيل. وأضافت الصحيفة نقلا عن مصدرين مطلعين على الخطة، التي من المقرر أن يكشف عنها ترامب مساء اليوم الثلاثاء، أنها ستوفر حكما ذاتيا محدودا للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على أن يتزايد الحكم الذاتي للفلسطينيين على مدى ثلاثة أعوام إذا وافقت القيادة الفلسطينية على تدابير سياسية جديدة، واتخذت خطوات أخرى في إطار المفاوضات مع إسرائيل، وتخلت عما وُصف بالعنف. كما تقضي الخطة الأميركية -التي صاغها جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي وتقع في خمسين صفحة- بأن تبقي إسرائيل على أشكال من السيطرة الأمنية على الضفة الغربية. وأشارت الواشنطن بوست إلى أن السيادة المشروطة المنصوص عليها في الخطة بالنسبة للفلسطينيين بعيدة عن الهدف الدولي المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة بالكامل.

التايمز/ خطة ترامب تمنح إسرائيل سيادة كاملة على المقدسات/ عربي21/ 28- 1- 2020

نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا أعده كل من كاثرين فيليب وديفيد تشارتر، يقولان فيه إن خطة ترامب، التي يطلق عليها "صفقة القرن"، تمنح إسرائيل السيادة الكاملة على أكثر المواقع الدينية قدسية وأهمية في القدس، ما يفتح المجال أمام تجدد العنف.  ويشير التقرير، إلى أنه بناء على هذه الخطة فإن إسرائيل ستقتطع نسبة 30% من أراضي الضفة الغربية، بما فيها وادي الأردن والكتل الاستيطانية والسيادة على الحرم الشريف.  ويقول الكاتبان إن الخطة لن تحتوي على دولة فلسطينية ذات سيادة، وتتحدث عن سلطة وطنية دون قوة عسكرية، وتعترف بإسرائيل دولة يهودية، مشيرين إلى أن الخطة لا تحتوي على أي حقوق للاجئين الفلسطينيين. وينوه التقرير إلى أن توقيت إعلان الخطة جاء قبل ستة أسابيع من ثالث انتخابات تشهدها إسرائيل في عام، وينظر إليها على أنها دفعة لنتنياهو، الذي فشل في الحصول على غالبية تؤهله لتشكيل الحكومة.  وينقل الكاتبان عن مفاوض السلام الإسرائيلي السابق مايكل هيرتزوغ، قوله إن الخطة هي "تحول معياري مهم"، فتم تجاهل مطالب الفلسطينيين كلها، وقبول المطالب الإسرائيلية، وأضاف: "هناك خطابان للتحرير الوطني.. في الخطط السابقة سمح لهذين الخطابين بالوجود، إلا أن الخطة الحالية تتعامل مع الخطاب اليهودي أو الإسرائيلي فقط". .. وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن بريطانيا ستواصل دعم حل الدولتين بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن هذا هو الموضوع الثالث الذي ستجد فيه بريطانيا نفسها على تعارض مع واشنطن، بعد قرارها السماح لشركة "هواوي" ببناء نظام فايف جي، بالإضافة إلى موضوع إيران.

نيويورك تايمز/ خطة ترامب ليست "صفقة قرن" وهذا هدفها الحقيقي/ عربي21/ 27- 1- 2020

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده مارك لاندلر، تقول فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد إلى البيت الأبيض، حيث يتوقع أن يكشف الرئيس الأمريكي عن "صفقة القرن" التي يعمل عليها منذ ثلاثة أعوام.  ويشير التقرير إلى أنه كما هي عادة ترامب في خطواته المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني كلها، فإنه يهدف من الإعلان عن الخطة، وبحضور نتنياهو، لمنحه دفعه انتخابية.  ويقول الكاتب إن بيني غانتس، منافس نتنياهو، حضر إلى واشنطن للقاء ترامب على حدة، مع أنه رفض الدعوة خشية أن تكون مجرد مصيدة سياسية يلعب فيها نتنياهو دور رجل الدولة، فيما يبدو غانتس شخصا تافها بالمقارنة، لكن المحللين قالوا إنه لا يستطيع رد دعوة الرئيس ترامب الذي يحظى بشعبية في إسرائيل. وينقل التقرير عن مارتن إنديك، الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة في إسرائيل، وكان مبعوثا خاصا في إدارة باراك أوباما للإسرائيليين والفلسطينيين، قوله: "أن يقوم بعمل هذا وسط الانتخابات الإسرائيلية ودون مشاركة الفلسطينيين، ودون خطة لمتابعتها مع المشاركين، فإن هذا يعني أنها ليست خطة سلام على الإطلاق"، وأضاف أنها "مهزلة من البداية إلى النهاية". ويستدرك التقرير بأن هذه الخطوة أبعدت الفلسطينيين الذين قطعوا العلاقة مع البيت الأبيض، وأفشلت الجهود التي كان البيت الأبيض يأمل بتحقيقها مع الدول العربية وإقناعها بدعم خطة السلام، مشيرا إلى أن الملك سلمان كان من بين الذين شجبوا القرار، وقال إن "القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية".

ويستدرك التقرير بأنه رغم عدم الكشف عن الخطة، إلا أن شكلها أصبح واضحا، فهي لا تتحدث عن دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، ولا عن القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، ولا تعترف بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين أو تعويضهم. وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه عند إعلان ترامب عن خطته فإنها لن تكون "صفقة القرن"، بل دفعة انتخابية لنتنياهو.

فورين بوليسي/ بعد الهجمات على منشآت أرامكو... البنتاغون يعزز دفاعاته ضد صواريخ كروز/ ae.24/ 28- 1- 2020

سقط فجر 14 أيلول الماضي أكثر من 24 طائرة مسيرة وصاروخ كروز على منشأتي بقيق وخريس التابعتين لشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط، متجنبة الدفاعات الصاروخية الأمريكية الصنع، مما تسبب بتوقف نحو نصف الانتاج السعودي من النفط في غضون ساعات. وصدم الهجوم الذي نسبه مسؤولون أمريكيون وسعوديون إلى إيران، المنطقة، وسلط الضوء على هذا النوع من الأسلحة، وخصوصاً أن الدفاعات الصاروخية المصنعة أمريكياً مصممة بشكل أساسي لاعتراض صواريخ باليستية-يتم إطلاقها على ارتفاعات عالية مع مسارات متوقعة- لكنها تجد صعوبة أكثر في التصدي لصواريخ كروز، تحلق قريباً من الأرض حيث يتعين على الرادارات بذل جهد كبير لرصدها.  وكتبت الصحافية لارا سليغمان في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه بينما تستثمر روسيا والصين في صناعة الصواريخ البعيدة المدى تحسباً لاندلاع نزاعات في المستقبل، فإن وزارة الدفاع الأمريكية قد طورت قدرة قواتها المسلحة على رصد وتدمير هذه الأنواع من الأسلحة. لكن المشكلة اتخذت بعداً ملحاً وسط تصاعد التوتر مع إيران، التي كانت تبني بهدوء قدراتها من صواريخ كروز منذ عقد.

ولفتت إلى أن القادة العسكريين يقولون إن حل هذه المشكلة، يكمن في تعزيز ترسانة البنتاغون بشبكة من أقمار التجسس بهدف رصد أفضل لصواريخ كروز ومتابعتها وكذلك رصد الطائرات المسيرة فضلاً عن التهديد المتزايد الذي تشكله الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت- مثل الصواريخ التي تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت. وقال نائب رئيس الأركان المشتركة الجنرال جون هيتن في 2019: "لا يمكنك أن تتحصن ضد شيء لا يمكنك رؤيته". ولهذه الغاية، فإن وكالة التطوير الفضائية- التي ستصبح في النهاية جزءاً من القوة الفضائية الجديدة- تهدف إلى إطلاق عشرات من الأقمار الإصطناعية القليلة الكلفة إلى المدار بحلول 2022، ثم إطلاق العشرات منها كل عامين. وقال مدير الوكالة ديريك تورنير هذا الأسبوع في البنتاغون إن طبقة الأقمار الإصطناعية "ستلاحق" التهديد، بينما تعمل طبقة أخرى على نقل المعلومات إلى شبكات من أنظمة الدفاع الصاروخي. وأضاف إن الهدف هو الحصول على "تغطية كونية كاملة" بحلول السنة المالية 2026.

وذكّرت الكاتبة أنه منذ الحرب الباردة، بنت القوات المسلحة الأمريكية شبكة واسعة من العملاء والأسلحة والإنذار المبكر المخصصة للدفاعات الصاروخية. والمرحلة الأولى من تدمير الصواريخ الآتية يكمن في رصدها ثم ملاحقتها. وهذا من الأفضل أن يتم من الفضاء، حيث بإمكان الأقمار الإصطناعية تغطية مساحات أوسع بكثير مما تفعله طائرات الاستطلاع مثل الدرونز والمسيرات. والجزء الأخير من العملية يتضمن التخلص من التهديد، الذي كان يتم تقليدياً من طريق إطلاق أنظمة الدفاع الصاروخي. ولاحظت أن اعتراض صواريخ كروز أو مسيرات صغيرة غير مأهولة يتطلب دقة أكبر منه لتدمير الصواريخ الباليستية. إذ أن هذه الأسلحة تحلق على ارتفاعات قريبة من الأرض وبسرعات كبيرة، ولديها مسارات غير متوقعة تتحدى الدفاعات الصاروخية.

وعلى سبيل المثال، وجد محللو بقايا الأسلحة التي استخدمت في هجمات 14 سبتمبر، أن بعض المسيرات التي انطلقت من الشمال اتخذت مساراً دائرياً لتصيب الهدف، من خلال التحليق فوق العراق والكويت. وأجهزة استشعار جديدة هي الطريقة الأسرع لنقل المعلومات إلى العملاء والمنصات التي ستتكفل بتدمير الهدف. ولا يمكن للكثير من المنصات التواصل مباشرة مع بعضها البعض، وأي قرار يتطلب الكثير من المكالمات الهاتفية أو الرسائل عبر الإنترنت مما يستغرق الكثير من الوقت. ويقول القادة إنه في عالم باتت الصواريخ التي تفوقها سرعتها سرعة الصوت بأضعاف حقيقة، فإن المدة التي تستغرقها عملية اعتراض الصواريخ المتبعة حتى الآن تعتبر بطيئة جداً.   

فورين أفيرز/ هذا هو ثمن السياسة الخارجية المتنافرة لترامب/ عربي21/ 28- 1- 2020

نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا للدبلوماسي الأمريكي السابق، بريت ماكغيرك، تحدث فيه عن غياب الاتزان في السياسة الخارجية الاميركية ... ويجد الكاتب أن "غياب الاتزان هذا يبدو أكثر وضوحا في السياسة تجاه إيران، ففي 18 كانون الأول2017 وقع ترامب استراتيجية الأمن القومي، وبعد شهر وقع استراتيجية الدفاع القومي، وهاتان الوثيقتان متضاربتان". ويقول ماكغيرك: "كما فعل سلفه باراك أوباما، سعى ترامب لإعادة توازن الأولويات الأمريكية بعد عقدين من الالتزام المضاعف في الشرق الأوسط، وكان أوباما يريد أن ينحرف عن الشرق الأوسط باتجاه آسيا، لكن الربيع العربي، الذي بدأ في 2010، أدى إلى أن تدعم أمريكا الأهداف القصوى (فرض أقصى ضغط اقتصادي لإحداث ثورات داخلية)، بما في ذلك محاولة تغيير الأنظمة بالجملة في كل من ليبيا ومصر وسوريا، واكتشفت الإدارة بسرعة أنها لا تملك الإمكانيات لإدارة نتائج هذه السياسات، وأدى صعود تنظيم الدولة إلى جر أمريكا عسكريا إلى المنطقة، لكن بعدد قليل من الأفراد الأمريكيين وتحالف لتوزيع العبء. ويشير الكاتب إلى أن "ترامب قام بتقليص تمويل العملية (ضد تنظيم الدولة) وفي أوائل 2018 ألغى ترامب تمويل الاستقرار في سوريا، ووفر موارد عسكرية كافية فقط لهزيمة تنظيم الدولة، ثم أعلن (أنه حان الوقت للعودة إلى الوطن)".

ويستدرك ماكغيرك بأنه "بالرغم من القيود على الموارد والتحول الاستراتيجي نحو آسيا، فإن إدارة ترامب وسعت الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط، مركزة بشكل خاص على إيران، فقالت الإدارة إن على الإيرانيين جميعهم مغادرة سوريا حتى في الوقت الذي أعلن فيه ترامب إنه يريد من الأمريكيين كلهم أن يغادروا سوريا، بالإضافة إلى أن ترامب انسحب من جانب واحد من الاتفاقية النووية مع إيران خلال أشهر من مصادقته على استراتيجية الأمن القومي، وشدد العقوبات على إيران، وشرع في سياسة خنق اقتصادي تحت اسم (الضغط الأقصى) دون هدف استطاعت إدارته الاتفاق عليه، ففي الوقت الذي قال فيه ترامب إن الهدف هو ألا تستطيع إيران إنتاج سلاح نووي، قال مستشاره للأمن القومي حينها إن الهدف هو تغيير النظام، وطرح وزير خارجيته 12 مطلبا، من بينها تجميد إيران برامجها النووية والصاروخية، والتوقف عن دعم المجموعات الوكيلة، وسحب المليشيات من العراق وسوريا".

ويقول الكاتب: "يبدو أن الافتراض الذي يكمن خلف هذه السياسة التي لا تحتاج إلى موارد هي أن الضغط الاقتصادي سيجبر إيران على العودة لطاولة المفاوضات أو الانهيار تماما، لكن يبدو أن افتراض عدم عودة إيران للطاولة وأنها قد تقاوم بدلا من ذلك بشكل غير متماثل، ما يجعل أمريكا تتورط بشكل متزايد في المنطقة، لم يتم أخذه بالحسبان، وكان يمكن لأمريكا احتواء إيران بالتعاون مع حلفائها وتحسين الاتفاقية النووية بدلا من التخلي عنها، في الوقت الذي تفرض فيه على إيران ثمنا لأنشطتها الأخرى، مثل الصواريخ البالستية وشبكات المنظمات الوكيلة". ويلفت ماكغيرك إلى أنه "على مدى السنة الأولى لم يكن هناك رد فعل من إيران، لكن بعد ذلك فإنها بدأت تتحرك ضد حلفاء أمريكا في الخليج، واستهدفت ناقلات النفط والمنشآت النفطية للسعودية، ويبدو أن ذلك كان مفاجئا لإدارة ترامب، التي كان ردها على إيران غير قاطع، وقامت بنشر تدريجي للقوات والقطع العسكرية الأمريكية في الخليج، بالإضافة إلى التغريدات المهددة".

وينوه الكاتب إلى أنه "ابتداء من شهر تشرين الأول، بدأت كتائب حزب الله في العراق، التي تدعمها إيران، ما سماها قائد عسكري كبير (حملة مستمرة) من الهجمات الصاروخية على القواعد العسكرية العراقية، التي توجد فيها قوات أمريكية، ولفشلها في توقع الانتقام الإيراني لاستراتيجية (الضغط الأقصى) فإن أمريكا فشلت في الردع الفعال للهجمات أو التصرف بفعالية عندما وقعت".  ويفيد ماكغيرك بأن "العنف تصاعد بسرعة، وقتل الصاروخ الحادي عشر لكتائب حزب الله متعاقدا أمريكيا، فردت أمريكا بقتل أكثر من عشرين عنصر مليشيا عراقيا، فسعت المليشيا لاقتحام السفارة الأمريكية، وردا على ذلك أمر ترامب باغتيال قاسم سليماني خارج مطار بغداد الدولي، وردت إيران بإطلاق أكثر من 12 صاروخا باليستيا على قاعدتين في العراق".

ويرى الكاتب أن "اغتيال سليماني أبرز تناقضات السياسة الأمريكية بوضوح، فطهران عملت على تقوية قبضتها داخليا، ومع أن إيران قد لا تسعى إلى استفزاز أمريكا لمواجهة مباشرة، إلا أنه من المتوقع أن تستمر بشن هجمات يمكنها إنكار الوقوف خلفها على شركاء أمريكا في الخليج، وتزيد من الضغط على العراق لإنهاء الوجود العسكري الأمريكي هناك، بالإضافة إلى أن التحالف الناجح ضد تنظيم الدولة، الذي جلب 20 شريكا أوروبيا لتحمل العبء مع واشنطن أصبح معلقا، في الوقت الذي تسعى فيه قوات التحالف لحماية نفسها من إيران، وأصبح تنظيم الدولة تحت ضغط أقل، وإن غادرت أمريكا والقوات الأوروبية العراق فإن روسيا مرشحة لتكون القوة الكبيرة التي تستند إليها بغداد لأمنها، وهو تراجع كبير لواشنطن ولسكان المنطقة".

ويعتقد ماكغيرك أنه "يمكن لإدارة ترامب أن ترد على هذه الظروف الجديدة بإعلان أن الشرق الأوسط أولوية بالنسبة لها، ثم تأخذ زمام المبادرة في تقوية وضعها العسكري والدبلوماسي في العراق، وتعلن أنها ستدافع عن شركائها الخليجيين.. ويمكن للإدارة أن تخفض التصعيد بفتح طريق للدبلوماسية مع إيران، وبحسب فرنسا وغيرها من الحلفاء، فإن هذا السبيل يتطلب من أمريكا أن تحدد مطالب ممكنة من إيران في الوقت الذي تقدم فيه لإيران عونا اقتصاديا قبل التفاوض". ويستدرك الكاتب قائلا: "لكن، لسوء الحظ عندما خطب ترامب بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية فإنه لم يقل شيئا عن الشركاء في الخليج، وهم المعرضون لعمليات الانتقام، ولم يذكر شيئا عن العراقيين، ولم يعلن عن أي اهتمام أمريكي بالشرق الأوسط، لكنه قال: (نحن مستقلون.. ولا نحتاج لنفط الشرق الأوسط)، بالإضافة إلى أنه لم يطرح أي مبادرة جادة لتخفيض التصعيد وفتح الباب أمام الدبلوماسية مع إيران، وكان الانطباع الذي تركه الرئيس هو أن اغتيال سليماني كان عملية تكتيكية لحماية الأمريكيين، وليس تحولا استراتيجيا بهذا الاتجاه أو ذاك".

ويشير ماكغيرك إلى أنه "تتم مناقشة هذه الفوضى في العواصم الإقليمية، وفي كل من موسكو وبكين، وينظر الزعماء الأجانب إلى واشنطن على أنها تسعى لممارسة سياسات قصوى تحت زعامة رئيس يؤمن بتوظيف الحد الأدنى (من الموارد)، دون أهداف واضحة، ناهيك عن كونها ممكنة، ويرون، بحسب تقديرهم، أن بإمكان إيران الاستمرار في إزعاج أصدقاء أمريكا في الخليج، والكيد للوجود الأمريكي في العراق، وتقوية قبضة الأسد في سوريا، وما دامت طهران لا تجر أمريكا للمواجهة فإن ترامب سيفعل القليل". ويرى الكاتب أن "هذه التقديرات قربت كلا من السعودية والإمارات إلى روسيا والصين، وحتى إيران، تأمينا ضد عدم الوضوح في توجهات واشنطن، ومن هذه الناحية فإن حملة الضغط الأمريكية لا تفشل فقط في وجه إيران، لكنها أيضا تفيد القوتين اللتين تهدف استراتيجية الأمن القومي لمواجهتهما".ويجد ماكغيرك أن "أمريكا بفرضها العقوبات الثانوية على الاقتصاد الإيراني قد تكون حققت خنقا للاقتصاد الإيراني، لكنها أيضا تحد من فرص حلفاء أمريكا في أوروبا، بينهم فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وشركاتهم الخاصة، وهذا ستكون له تداعيات طويلة الأمد بخصوص قيادة أمريكا للاقتصاد العالمي". ويقول الكاتب: "قد يكون مبالغا فيه أن يطلب من إدارة ترامب الشروع في عملية شبيهة بمشروع سولاريوم، لكن أن تتخذ قرارات تتعلق بالأمن القومي بجانب المسبح في منتجعه ب، مار- إي- لاغو دون خبراء، هو بعيد البعد كله عن نموذج آيزينهاور".

 ويبين ماكغيرك أن "الاستراتيجية تتعلق بالخيارات والأولويات وتوزيع الموارد، فإن كانت إيران أولوية، فإن على أمريكا العودة للالتزام تجاه الشرق الأوسط، وتقوية وجودها العسكري والدبلوماسي في العراق وغيره، وتجعل من الواضح أنها مستعدة للدفاع عن شركائها في الخليج، وإن كانت آسيا هي الأولوية فإنه ليس بإمكان واشنطن السعي نحو تغيير النظام في إيران، فالصين تنظر إلى قصر نظر أمريكا بخصوص إيران على أنه مكسب استراتيجي لها؛ لأنها تبعد النظر عن منطقة المحيط الهادئ وتحدث انقساما بين أمريكا وحلفائها، وتسمح للصين وروسيا بمد نفوذهما إلى الشرق الأوسط". ويختم ماكغيرك مقاله بالقول إن ترامب استطاع آنيا أن يتجنب صراعا خطيرا في الشرق الأوسط بمجرد ضربة حظ؛ لأن الصواريخ البالستية الإيرانية سقطت بجانب وليس على رأس الجنود الأمريكيين المختبئين في القاعة الجوية في العراق".

ناشونال إنترست/ ترامب جر الخليج إلى شفا الحرب/ الجزبرة/ 27- 1-2020

قال الدبلوماسي الإيراني السابق سيد حسين موسافيان إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دفع "بشكل متهور" منطقة الخليج نحو حافة الحرب إثر إصداره أوامر بقتل قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني مطلع الشهر الجاري. وأضاف موسافيان في مقال بمجلة ناشونال إنترست، أنه لا يخالجه أدنى شك في أن أثر اغتيال القائد العسكري الإيراني لن يقتصر على العلاقات الأميركية الإيرانية فحسب، بل سيطال المنطقة وما وراءها. ويزعم موسافيان -الذي يعمل الآن باحثا بجامعة برينستون الأميركية- في مقاله أن اغتيال سليماني ورفيقه المهندس ستنجم عنه 12 عاقبة.

أولا: إن "الأوهام والوساوس" التي تنتاب ترامب منعته من الإقرار بالواقع والحقائق الموضوعية ما قد تفضي إلى حدوث "كوارث حقيقية". وأورد موسافيان أن ديفد وورمسر -الذي يعمل مستشارا بمجلس الأمن القومي الأميركي- كان قد أوعز للبيت الأبيض بأن العديد من الإيرانيين سوف يرحبون بتوجيه ضربة لقائد عسكري إيراني كبير مثل سليماني. ثانيا: إن "الجموع الهادرة" من الجماهير التي شاركت في تشييع جثماني قاسم سليماني في إيران وأبو مهدي المهندس في العراق، تظهر ببساطة أن فيلق القدس وقوات الحشد الشعبي يتمتعان بدعم "اجتماعي هائل"، وهو ما تفتقر إليه القوات الأميركية في المنطقة، بحسب مقال ناشونال إنترست. ثالثا: إن حقيقة أن فيلق القدس وقوات الحشد الشعبي في طليعة من يقاتلون التنظيمات "الإرهابية" مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة، لم تكن خافية حتى على ترامب وغلاة السياسيين المناوئين لإيران. ومن اليوم فصاعدا -والحديث لا يزال لموسافيان- لن تصدق غالبية الإيرانيين والعراقيين "ادعاءات" الولايات المتحدة بمحاربة تنظيم الدولة، بل سيعتبرونها في حقيقة الأمر "حليفا خفيا أو غافلا" له.

رابعا: يُعد اعتراف واشنطن علنا بمسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري إيراني كبير لأول مرة "سابقة" في تاريخ العلاقات بين البلدين، مما دفع طهران لضرب قاعدتين أميركيتين كبيرتين داخل العراق. ويزعم موسافيان أن ما من دولة في العالم نجحت في مهاجمة قاعدة أميركية منذ الحرب العالمية الثانية. خامسا: قال الرئيس الأميركي عقب رد إيران على مقتل سليماني، إن على واشنطن وطهران "تبني السلام"، وإن باستطاعتهما العمل معا. غير أن موسافيان يصف ذلك بأنه ضرب من "الوهم وسوء التقدير"، ذلك أن اغتيال سليماني جعل الدبلوماسية أكثر صعوبة، والتوصل إلى صفقة "مجدية" مع إيران أمرا بعيد الاحتمال. سادسا: لطالما تبادلت الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بسفك دماء بعضهما بعضا. غير أن أميركا بقتلها أحد كبار القادة العسكريين الإيرانيين أثبتت بما لا يدع مجالا للشك -برأي الكاتب- أنها هي التي تريق الدم الإيراني.

سابعا: يرى الكاتب أن إدارة ترامب جعلت حياة الإيرانيين بائسة بتسببها في مصاعب اقتصادية غير مسبوقة لهم عبر تبنيها سياسة "الضغوط القصوى" على بلدهم. وقد أدى ذلك إلى اضطرابات عمت العديد من المدن في إيران. ولكن بعد قتلها سليماني، خرج الإيرانيون إلى الشوارع "للتعبير عن تعاطفهم وتضامنهم"، وهو ما حدا بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إلى اعتبار ذلك بمثابة "إحياء للوحدة الاجتماعية والتضامن" بين أبناء الشعب الإيراني التي يتعين المحافظة عليها. ثامنا: إن الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق وليبيا، ودعم واشنطن للحرب التي شنها صدام حسين ضد إيران، وتحالفها مع السعودية في اليمن، وتأييدها للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كلها عوامل ساعدت في شد أزر قوى المقاومة. إن "استشهاد" سليماني والمهندس أحدث "ندوبا في قلوب شعوب" المنطقة، مما ساهم في ترسيخ ضغينة دائمة في النفوس ضد الولايات المتحدة، وفقا لموسافيان الذي يصر على أن أميركا لم تربح قط "ولن تربح " حرب عصابات أو حربا غير نظامية على الإطلاق. تاسعا: برأي الكاتب أن أوروبا وحلف الناتو ارتكبا أخطاء فادحة بالفعل بدعمهما غير المباشر أو مشاركتهما المباشرة في حروب واحتلالات عسكرية بالشرق الأوسط. وفي المقابل -يضيف الباحث والدبلوماسي السابق- انتهزت القوى الشرقية، لا سيما روسيا والصين والهند، الفرصة فنالت القبول والاستحسان بإدانتها الاغتيال وتعاطفها مع دولتي إيران والعراق.

عاشرا: قبيل اغتيال سليماني والمهندس من قبل الولايات المتحدة، كانت إيران قد طرحت في سبتمبر/أيلول 2019 "مبادرة هرمز للسلام" الرامية لتخفيف حدة الصراع وإقامة حوار بين دول المنطقة، إلا أن تلك الفرصة "قد أُجهضت بشكل دراماتيكي"، حسب وصف الكاتب. وأشار المقال إلى أنه تكشف فيما بعد أن حلفاء أميركا في المنطقة، خاصة إسرائيل، شاركوا في عملية اغتيال سليماني والمهندس. إحدى عشرة: بعد مهاجمة إيران قواعد عسكرية تابعة للولايات المتحدة في العراق، وإسقاطها طائرة أميركية مسيرة في عام 2018، سيدرك حلفاء واشنطن الآن أنهم سيكونون الضحايا الرئيسيين في حال نشوب حرب بين إيران وأميركا. اثنتا عشرة: في حقبة ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع إيران)، عمد الغرب إلى مضايقة طهران "بإلحاح" لاحتفاظها بقدراتها الصاروخية، مستخدما ذلك ذريعة للضغط عليها. وبقول موسافيان إن الغرب لمس رفض إيران "القاطع" التخلي عن قدراتها الصاروخية، رغم علمه بأهميتها في إستراتيجية طهران الدفاعية.