»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 15-1-2020

15 كانون الثاني 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 15-1-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الأربعاء 15-1-2020

ميدل إيست آي: إيران كلفت نصرالله توحيد الفصائل العراقية بعد اغتيال سليماني/ عربي 21/ 15- 1- 2020
كلّفت إيران أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، بمهمّة توحيد الجماعات الموالية لطهران في العراق، بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وفق ما أورد تقرير لموقع "ميدل إيست آي".ويشير التقرير إلى أنّ نصر الله قاد محادثات "هدنة" بين الفصائل العراقيّة المسلحة، من أجل المصادقة على هادي العامري ليتولى قيادة الحشد الشعبي، ومحاولة التقرب من الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. كما يلفت إلى أنّ الفصائل الشيعيّة المسلحة وافقت على وضع خلافاتها جانبًا، والمصادقة على العامري زعيمًا للحشد، وهو جزء من خطة واسعة لأمين عام حزب الله، لكبح التوتر بين الجماعات الشيعيّة، وتوحيد المقاومة ضدّ القوات الأميركية في العراق. ويقول الموقع إنّ الاتفاق غير الرسمي تمّ التوافق عليه في اجتماع جرى في بيروت يوم الخميس، تلبية لدعوة من السيد حسن نصر الله، الذي طالبهم بـ "تنحية خلافاتهم جانبا"، والتهدئة في أعقاب الغارات الأميركيّة، ثمّ سافر معظم قادة الفصائل بعد الاجتماع إلى طهران يوم الأحد، قبل التحرك إلى قم يوم الاثنين، حيث التقوا بالزعيم الشيعي المؤثر الصدر، في محاولة لإظهار الوحدة.
وفي الوقت الذي كان فيه الهدف من هذه الاجتماعات إظهار الوحدة ضد الوجود الأميركي في العراق، إلا أنّ مصادر أخبرت الموقع أنّ معالجة الفراغ في القيادة كانت جزءا من هذه الاجتماعات، بالإضافة إلى حلّ الخلافات التي برزت بين الجماعات المؤيدة لإيران، في أعقاب مقتل سليماني والمهندس. كذلك ينقل الموقع عن سياسيّ شيعي بارز مطلع، أنّ "اللقاءات كلها كانت من أجل توحيد الفصائل بعد الصدمة التي اعترتها بطريقة غير مسبوقة"، وأضاف "حتى اللقاء مع الصدر كان يسير في هذا الاتجاه، وهو جزء من محاولة كسر الجليد معه، ولجرّه إلى معسكر الفصائل المؤيدة لإيران". ويورد التقرير نقلا عن أحد الذين حضروا اللقاء، أنّ البيان الصحافي احتوى على ما يلي: كان هدف اللقاء مع الصدر هو تحضير الأرضية لبناء جبهة مقاومة موحدة لإخراج القوات الأميركيّة والقوات الأجنبيّة كلها من العراق، وتنسيق المواقف الموحدة، مستدركًا بأن عددًا من قادة الشيعة المطلعين على المناقشات قالوا إن الهدف كان حلّ الخلافات الداخليّة داخل الحشد الشعبي.
التقرير يلفت أيضًا إلى أنّ جماعات الحشد التي ظهرت بعد توسّع تنظيم "داعش" عام 2014، تنقسم إلى ثلاثة معسكرات، الأول تديره المرجعية في النجف، والثاني تحت قيادة الصدر، والثالث يسير بتوجيهات من الحرس الثوري الإيراني، مشيرا إلى أن الجماعات الموالية لإيران تعدّ أكبر تحدّ للعراق منذ الإطاحة بصدام حسين عام 2003. ويستدرك الموقع بأنّه رغم دمج هذه الجماعات في الجيش العراقي، وتلقيها التدريب والتمويل من الدولة العراقيّة، إلا أنها لا تتبع قيادة القوات المسلحة العراقية، ويتهم الكثير من عناصرها بالضلوع في نشاطات غير شرعية والقتل وتهريب المخدرات والنفط والابتزاز. بينما يبين التقرير أنّ هذه الجماعات تبدو من الخارج جبهة موحدة، وتتعامل بعنف مع نقادها، وتهدد الحكومة والأحزاب غير الحكومية، لكنّها تتنافس داخليًا حول المنافع الماليّة والسيطرة على المناصب الحكومية المؤثرة، فمثلا هناك تنافس على النفط وتهريب الحديد المستخدم الذي يتم أخذه من المباني المدمرة في الموصل، مشيرا إلى أن هذا كان أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الخلافات الداخلية بين قادة الفصائل.
أمّا الخلافات الأخرى التي ظهرت في الأشهر الأخيرة بين أهم فصيلين وشاركا في اجتماعات بيروت، هي تلك المتعلقة بالحصول على المناصب الحكومية، التي حصل عليها فصيل وحرم منها الفصيل الآخر لأنه تحدى أوامر المهندس، وأشار التقرير إلى أنّ هناك خلافا ثالثا ظهر بين كتائب حزب الله ذاته حول المكاسب التي حققها أحد القادة المقربين من المهندس، التي أدت إلى انشقاق القائد الذي شعر بالظلم وإعلانه عن إنشاء جماعة جديدة. الموقع ينقل أيضًا عن قائد حضر اجتماع بيروت، الذي رعاه نصر الله، أنه كان يهدف إلى تحقيق هدنة بين الفصائل، وأضاف القيادي: "طلبت إيران من نصر الله القيام بالدور ذاته الذي كان يؤديه سليماني في العراق لحين صدور قرارات"، وتابع قائلا إنّ "إيران بحاجة إلى ثلاثة أشهر لتقرر الطريقة التي ستدير فيها الفصائل المعروفة بمحور المقاومة، ومن سيكون مسؤولا عنها، وما هي الآليات التي يجب اتباعها، وهي تريد التأكد من بقاء الوضع بين الفصائل كما هو الآن". كما يشير التقرير إلى التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، الذي نجم عن الغارة الأميركية التي قتلت سليماني، وردّ إيران بضربات صاروخية على قاعدتين عسكريتين، ويلفت إلى تدهور العلاقة بين المرجعية في العراق آية الله علي السيستاني وخامنئي، حيث يعارض الأول استخدام الثاني المليشيات الوكيلة وتحويل العراق إلى ساحة حرب، ووصف السيستاني أميركا وإيران بالدولتين الغريبتين اللتين يجب ألا تتدخلا في الشؤون العراقية.
ويورد الموقع نقلا عن مصادر عراقية، أن الخلاف بينهما أدى إلى نقاش في الدوائر الإيرانية حول نجاح السياسة التي ينتهجها خامنئي في العراق، وقال سياسي شيعي عراقي بارز: "تواجه إيران وضعا حرجا، فالسياسة التي انتهجها خامنئي سابقا لإدارة العراق والمنطقة لم تكن ناجحة، وساهم الحرس الثوري في المشكلة، وأصبح عقبة أمام أي مفاوضات مع الولايات المتحدة"، وأضاف أن النقاش الدائر في إيران اليوم هو حول الجهة التي ستتولى الملف العراقي: المخابرات أم الخارجية أو الحفاظ عليه في يد الحرس الثوري، و"عليهم اتخاذ قرار حول من سيتولى مكان سليماني، فإسماعيل قآني كان مسؤولا عن ملف أفغانستان ولا خبرة له في الشرق الأوسط". وينوه التقرير إلى أن الحرس عين قآني قائدا لفيلق القدس بعد مقتل سليماني، فقد عمل نائبا له منذ 2007 لكنه لا يعرف اللغة العربية جيدا، مشيرا إلى أن هناك من يقترح اسم رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني، ليحلّ محل سليماني، وهو سياسي ناجح يفضل الدبلوماسية على الحلول العسكرية، وله علاقة جيدة مع النجف. ويقول الموقع أيضًا في تقريره، إنّ حل الخلاف مع الصدر يعد أولوية، فهو لا يخفي معارضته للجماعات الموالية لإيران في العراق، فيما تخشى إيران من تحديه للحشد بعد مقتل المهندس، مشيرا إلى أن الصدر ينظر بازدراء لكل من زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، وزعيم حزب الله النجباء، أكرم الكعبي، اللذين كانا من أتباعه وانشقا عنه. ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أنّ العامري، الذي أنشأ منظمة بدر عام 1982، لقتال صدام حسين، وتعدّ من أقدم الجماعات، هو في سن الـ 66 عاما، ومن أكبر القيادات المرتبطة بإيران، ولا أحد يشك في ولائه لخامنئي وتبعيته لإيران، وهناك شبه إجماع على قيادته للحشد بسبب شخصيته المرنة والمباشرة.

فورين افيرز: حزب الله يستعد لهذه اللحظة منذ عقود/ ae.24/ 15- 1- 2020
في رده على مقتل راعيه الإيراني قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في غارة جوية أمريكية، هدّد الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بمهاجمة "الوجود العسكري الأمريكي في منطقتنا". ولا يتوقع أن يخوض حزب الله حرباً مع الولايات المتحدة بذاتها، لأنه يخشى أن تؤدي توتراته مع إسرائيل، واحتجاجات محلية واسعة ضد نفوذه، لتهديد قبضته السياسية على لبنان. كما مني حزب الله بخسائر ثقيلة في سوريا، حيث يقاتل مع إيران دعماً للرئيس بشار الأسد.  لكن عدم الرغبة في خوض حرب يختلف عن الاستعداد للقتال، برأي بريان كاتز، زميل لدى برنامج الأمن الدولي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. فقد أعد حزب الله العدة، طيلة عقود، لهذا اليوم، وبنى قدرات عسكرية وإرهابية وإلكترونية في لبنان والشرق الأوسط وحول العالم، من أجل مهاجمة الولايات المتحدة، وكل من يحتمل أن ينضم إليها في حرب مع إيران وحلفائها.
وحسب ما عرضه كاتز ضمن موقع "فورين أفيرز"، بسبب التزام حزب الله الإيديولوجي وارتباطه العسكري مع إيران، قد لا يكون أمامه خيار سوى الدخول في صراع مع الولايات المتحدة. ويشير لاحتمال أن يلعب فيلق القدس وشريكه حزب الله على نقاط قوتهما، والعمل على تجنب مواجهة تقليدية مباشرة مع الولايات المتحدة. ولذا قد تحاول القوتان تنسيق حملة إقليمية لهجمات غير متناسقة عبر الشرق الأوسط وربما خارج المنطقة. وسيتركز هدفهما في تعطيل وتهديد وتقييد عمليات جنود وديبلوماسيين وضباط استخبارات أمريكيين لدرجة تجعل الفائدة من وجودهم في الشرق الأوسط باهظة الثمن. ويلفت الكاتب إلى أنه منذ تأسيسه على يد فيلق القدس في بداية الثمانينات، عمل حزب الله لإحداث توازن بين هويتين. وتكمن الأولى في كونه لاعباً لبنانياً، بجهاز عسكري وسياسي وديني واجتماعي اقتصادي قوي وقادر على تحقيق أهدافه المحلية وتمكين مكوناته الشيعية. وأما الهوية الثانية فهي في تحوله من وكيل إلى حليف لإيران موال لما يسمى محور المقاومة، الذي يضم النظام السوري وحماس وميليشيات شيعية مختلفة في المنطقة كقوات الحشد الشعبي في العراق( PMF).
ولكن الموازنة بين الهويتين كان صعباً. فقد تزايدت بشكل دوري، طيلة عقود، توترات بين إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، ووجد حزب الله نفسه يسير على خط رفيع، ساعياً لدعم إيران عسكرياً دون إثارة رد أمريكي يهدد إنجازاته في لبنان. وفي عام 2006، تصاعدت هجمات عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل إلى حملة جوية وبرية إسرائيلية مدمرة في جنوب لبنان وبيروت. ومنذ ذلك الوقت، سعى الحزب لتجنب عمليات عدائية غير ضرورية مع إسرائيل. وعوض ذلك، ركز على بناء قوة ردع مكونة من ترسانة صواريخ متطورة، مع الرد بشكل محسوب ومتناسب على غارات إسرائيلية. ولكن الغارة ضد سليماني- والتي قتل فيها أيضاً نائب قائد الحشد الشعبي، أقرب حليف عراقي للحزب، قد تستلزم الرد. ولن يكون الاعتماد على إيران الدافع الوحيد لمثل ذلك العمل. فقد يشعر حزب الله بالحاجة لإظهار شدة عزيمته أمام مكوناته وخصومه. وقد يخشى الحزب بالفعل أن تكون الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لمهاجمته، ولذا قد يعمل على ردع كلا الدولتين عبر تذكيرهما بقدراته غير المتماثلة معهما.
وحسب الكاتب، قد تأخذ حملة حزب الله ضد الولايات المتحدة أشكالاً عدة، ولكن يرجح أن تتكون من أعمال عنف محسوبة تتصاعد بمرور الوقت. وسيكون الهدف تقييد حرية حركة الولايات المتحدة ومنع تنفيذ هجمات أمريكية من مستوى الغارة ضد سليماني. وقد يستخدم حزب الله وسائل عسكرية وإرهابية واستخباراتية وإلكترونية ومعلوماتية، وقد يتم ذلك سراً أو علانية عبر عدة مجالاتويرى كاتب المقال أن مثل تلك الهجمات يرجح أن تبدأ في معقل حزب الله في لبنان، ولكن عوض تنفيذ هجوم مباشر ضد قوات أمريكية تدرب وتدعم الجيش اللبناني، والمخاطرة برد مدمر، قد يستخدم حزب الله نيران صاروخية يمكن إنكارها لتعطيل عمليات جوية أمريكية. وبالإضافة لتحييد الولايات المتحدة في لبنان، يرى الكاتب أن حزب الله قد يبدأ في مهاجمة مصالح أمريكية عبر الشرق الأوسط.
إلى ذلك، يمسك حزب الله بورقة إقليمية أخرى: خطر يشكله على إسرائيل، أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة. وبوصفه قوة دفاع متقدمة لإيران في بلاد الشام، تم تدريب وتنظيم وتسليح الحزب بشكل رئيسي لمحاربة إسرائيل، سواء في مواجهة مباشرة كحرب 2006، أو في حرب إقليمية بين إيران وإسرائيل يصبح فيها لبنان جبهتها الرئيسية. إلى ذلك، يرى الكاتب أن حزب الله قد يكون مدفوعاً بشكل خاص للانتقام من الولايات المتحدة لأن مئات الآلاف من اللبنانيين يحتجون حالياً ضد حكومتهم التي للحزب دور فيها في ظل تداعي الاقتصاد. ولذا من شأن إثارة حرب مدمرة مع الولايات المتحدة في الوقت الراهن أن يوفر دعماً شعبياً للجناح العسكري في
الحزب. 

ديلي تلغراف والتايكز البريطانيتين: الإيراني يواجه خيارين إما الإصلاح أو الانهيار/ بي بي سي/ 15- 1- 2020
نشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا كتبه، كون كوغلن، يقول فيه إن النظام الإيراني "يواجه خيارين إما الإصلاح أو الانهيار". ويرى كوغلن أن "طريقة التعامل الفاشلة مع كارثة الطائرة الأوكرانية أدخلت النظام الإيراني في أزمة تهدد وجوده. فمحاولة التستر على ضلوعه في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بعدما غادرت طهران تجعله يفقد المصداقية فيما يتعلق بإدارة شؤون البلاد". ويرد الكاتب على مَن يحملون إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية الكارثة لأنها نجمت عن حالة التوتر عقب اغتيال الجنرال قاسم سليماني، بالقول إن إيران هي التي بدأت في الواقع الأعمال العدائية عندما قتلت مقاولا أمريكيا في مدينة عراقية، ثم نظمت احتجاجات عنيفة أمام السفارة الأمريكية في بغداد. ويضيف أن النظام أمعن في إهانة إيران عندما أنكر في البداية مسؤوليته عن الكارثة ثم أرغم بعد ذلك على الاعتراف بعدما أثبتت الدول الغربية بالدليل أن الطائرة أسقطت بصاروخ، ولم يكن سبب تحطمها خلل في المحرك، مثلما زعمت السلطات الإيرانية. ويقول كوغلن إن الفشل الذريع في التعامل مع كارثة الطائرة الأوكرانية دفع بآلاف الإيرانيين إلى الشارع للاحتجاج بعدما تبين لهم أن "حكومتهم هي مصدر الشر وليس الأمريكان". ويرى أن الجمهورية الإسلامية أصبحت اليوم تواجه أكبر أزمة تهدد وجودها منذ 1979، وأنه لم يعد بإمكان النظام "الاستمرار في أسلوب القمع الذي دأب عليه لإسكات المعارضة، مثل نشر قوات الحرس الثوري لقتل وترهيب المدنيين المحتجين".
بدورها نشرت صحيفة التايمز مقالا تحليليا كتبته كاثرين فيليب تتحدث فيه عن صراع داخل السلطة في إيران بسبب كارثة الطائرة الأوكرانية التي سقطت بصاروخ إيراني. وتقول الكاتبة إنه عندما دعا الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى إنشاء محكمة خاصة لمقاضاة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية فإنه أدخل نفسه في مأزق يصعب الخروج منه. وتشير إلى أنه بذلك توجه إلى القضاء الذي يخصع تماما للمرشد الأعلى والحرس الثوري. وتذكر الكاتبة بأن روحاني تولى الرئاسة أول مرة في 2013 متعهدا بالإصلاح وتحسين علاقات إيران مع الغرب، وهو ما جعله ينتسب للمعتدلين. ولكن سلطته في الواقع محدودة. ويبقى القرار الأخير بيد المرشد الأعلى. فالمرشد الأعلى هو الذي يختار وزراء السيادة مثل وزير الخارجية، أما الرئيس فيشرف على إدارة الشؤون اليومية للوزارة. أما القضاء فيخضع تماما للحرس الثوري وقرارته أبعد ما تكون عن الشفافية. وترى الكاتبة أن اعتراف الحرس الثوري بمسؤوليته عن إسقاط الطائرة الأوكرانية أدى إلى اندلاع معركة بين الحكومة والنظام، أي بين المعتدلين والمتشددين. "فقد استغل الحرس الثوري عواطف الشعب بعد مقتل سليماني ليجد نفسه مسؤولا عن مقتل 176 شخصا. أما الحكومة فهي ساخطة لأنها لم تكن على علم بالحقيقة. واضطر السفير الإيراني في بريطانيا إلى التراجع عن تصريحاته التي نفى فيها ضلوع بلاده في إسقاط الطائرة". وتضيف أن طلب روحاني يهدف إلى تسليط الضوء على مؤسسة تعمل دائما في الظل، ودخل بذلك معركة من المستبعد أن ينتصر فيها. "فهما كانت التنازلات التي قدمها النظام فإنه لن يسمح بأي إجراء يهدد وجوده".

نيويورك تايمز: الاقتصاد المتعثر يقوّض قدرة إيران على التصعيد/ ae.24/ 15- 1- 2020
كتب بيتر غودمان، مراسل صحيفة "نيويورك تايمز"، أن اقتصاد إيران المتعثر يقوض رغبة نظام الملالي في مواجهة الولايات المتحدة، ويركزون على الأزمة الداخلية بدل التصعيد خوفاً من غضب الرأي العام المستاء من الاقتصاد المتدهور. ويُشير غودمان إلى الأزمة الاقتصادية البائسة التي تعاني منها إيران؛ بسبب العقوبات الاقتصادية المشددة التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدها وأسفرت عن منع إيران من الوصول إلى الأسواق الدولية، فضلاً عن ندرة الوظائف وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من الضروريات حيث وصل معدل التضخم إلى 40%، وتقلص الاقتصاد بشكل سريع مما أدى إلى تزايد غضب الإيرانيين.
وبحسب تقديرات صندوق النقد الدولي، وبلغ انكماش الاقتصاد الإيراني معدل 9,5 سنوياً الخطر. وأفادت شركة "أكسفورد إيكونوميكس" أن صادرات النفط الإيرانية وصلت فعلياً إلى الصفر في شهر ديسمبر(كانون الأول) الماضي، رغم التهريب .ويعتبر المراسل أن الاقتصاد المتدهور يجبر إيران على تخفيف تصعيد الأعمال القتالية ضد الولايات المتحدة؛ إذ يدرك ملالي طهران أن الحرب ستقود إلى زيادة الأمور سوءاً واستنزاف ثروات البلاد بشكل كبير، وبخاصة بعدما بات الغضب الشعبي إزاء البطالة والفساد والتعثر الاقتصادي خلال الأشهر الأخيرة يشكل تهديداً وجودياً محتملاً لنظام الملالي المتشدد. ومنذ أسبوع، استغل ملالي طهران اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في إعادة توجيه مشاعر غضب الرأي العام الإيراني ضد إدارة ترامب، ولكن الاحتجاجات اندلعت من جديد في مطلع هذا الأسبوع ضد نظام الملالي واستمرت يوم الاثنين الماضي بعد الاعتراف المفاجئ للحكومة الإيرانية بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية وذلك بعد ثلاثة أيام من الإنكار.
ورغم أن الاحتجاجات كانت تعبيراً واضحاً عن ازدراء الشعب الإيراني لتستر نظام الملالي على إسقاطه الطائرة الأوكرانية الذي قتل جميع الذين كانوا على متنها (176 شخصاً)، إلا أن هذا الغضب الذي ظهر في الشوارع كان انعكاساًً لشكاوى أكبر مثل تدني مستوى المعيشة والاضطراب المالي إلى جانب الشعور بأن نظام الملالي يعجز في أحسن الأحوال عن مواجهة المشاكل الهائلة. ويصف المراسل الضربات الصاروخية التي أطلقتها إيران على القواعد الأمريكية في العراق الأسبوع الماضي رداً على اغتيال الجنرال سليماني بأنها كانت محسوبة بدقة؛ لتمكين ملالي طهران من إعلان تنفيذ الثأر لمقتل الجنرال وفي الوقت نفسه من دون إثارة رد فعل شديد من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ويقول التقرير: "لا شك في أن القيام بأعمال عدائية مع الولايات المتحدة، أكبر قوة عسكرية، قد يزيد صعوبة ومعاناة الشعب الإيراني؛ حيث سيقود على الأرجح إلى انهيار العملة وتفاقم التضخم إلى جانب تهديد ما تبقى من صناعة وطنية، وكذلك القضاء على الوظائف، وهذا يعني إثارة وتنشيط الضغط الشعبي ضد نظام الملالي".
وعلاوة على ذلك، ينذر الصراع مع الولايات المتحدة بسحب الأموال من البنوك المحلية حيث تسيطر الحكومة الإيرانية على قرابة 70% من الأصول المصرفية، إلى جانب انهيار الشركات الإيرانية التي تعتمد على القروض. ويقوم البنك المركزي الإيراني بتمويل الانفاق الحكومي وسد الثغرات في الميزانية الممزقة وذلك خوفاً من الغضب العام إزاء تخفيضات الميزانية، ويستلزم ذلك طباعة النقود الإيرانية، مما يزيد من الضغوط على العملة. وبالطبع، ستدفع الحرب الإيرانيين الأكثر ثراءً لسحب أصولهم المالية من البلاد، مما يهدد بمزيد من الانخفاض في قيمة العملة. ويرى غودمان أن إيران عالقة بين خيارين أحلاهما مر: فإما الحفاظ على الاقتصاد من خلال استمرار توجيه الائتمان للبنوك والصناعة، وهذا يزيد من مخاطر حدوث كارثة مصرفية في نهاية المطاف مع التضخم المفرط، وإما اختيار التقشف الذي سوف يتسبب في معاناة عامة فورية تهدد بالمزيد من الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع. ولكن على الرغم من هذه الحقائق التي تقوض رغبة إيران في التصعيد، إلا أن بعض الخبراء يتوقعون أن المتشددين في نظام الملالي ربما يقبلون في نهاية المطاف الأعمال العدائية والتصعيد مع الولايات المتحدة كوسيلة لتحفيز الاقتصاد المنكوب؛ وبخاصة لأن إيران في السنوات الأخيرة بعد عزلها عن المستثمرين والأسواق الدولية ركزت على صياغة ما أطلق عليه "اقتصاد المقاومة"، واستثمرت فيه الدولة بقوة؛ حيث دعمت الصناعات الاستراتيجية مع استبدال السلع المستوردة بالإنتاج المحلي.
وبرأي الاقتصاديين، لم تكن هذه الاستراتيجية فعالة وأدت إلى زيادة الضغوط على ميزانية إيران والنظام المصرفي، بيد أنها خلقت فرص عمل، ولذلك ربما يعتبر المتشددون التصعيد مع الولايات المتحدة فرصة لتوسيع اقتصاد المقاومة وتأجيج الغضب القومي المفيد سياسياً لتحويل الانتباه عن المشكلات الاقتصادية. ومن ناحية أخرى، يرى خبراء آخرون أن المخاوف الاقتصادية ليست ذات أهمية قصوى، حيث إن الهدف الأسمى الذي يسعى إليه ملالي طهران هو تأمين بقائهم في السلطة، ومن ثم فإنه إذا كان التصعيد مع القوى الخارجية يبدو واعداً لتعزيز قبضتهم على السلطة، فعلى الأرجح أن الملالي سوف يقبلون الألم الاقتصادي باعتباره كلفة ضرورية. وينقل التقرير عن سانام فاكيل، نائبة مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مؤسسة "تشاتام هاوس" البحثية في لندن، قولها: "المتشددون على استعداد لإفقار الشعب للبقاء في السلطة، ولا تتخذ إيران قرارات تستند إلى نتائج اقتصادية بحتة".
ويوضح المراسل أن على ملالي طهران التمعن جيداً في منطقتهم للاعتراف بالمخاطر التي يمكن أن يشكلها الضغط الاقتصادي على الأنظمة الحاكمة الراسخة. ففي الأشهر الأخيرة يشهد العراق ولبنان مظاهرات غاضبة أشعلها جزئياً تدهور مستويات المعيشة والفساد وإساءة استخدام السلطة. ولم يكن الأمر بعيداً عن إيران التي شهدت أيضاً في الآونة الأخيرة احتجاجات واسعة في شوارع المدن الإيرانية، بسبب الحالة الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر، هددت نظام الملالي. ولكن اغتيال سليماني، بحسب فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، كان بمثابة نقطة تحول، ليس فقط من حيث توجيه الانتباه بعيداً عن المشاكل الداخلية ولكن أيضاً في حشد الإيرانيين ضد انتهاك الولايات المتحدة للسيادة الوطنية لبلادهم، ولم يعد الإيرانيون منشغلين بالسياسات الاقتصادية المضللة والفاشلة لنظام الملالي، ولكن بالعدوان الأمريكي المتعجرف ضد الأمة الإيرانية. ويقول التقرير: "تغيرت الأمور من جديد، وتجددت الآن مظاهرات الشوارع الغاضبة إزاء قادة إيران بعد اعتراف الحكومة الإيرانية بمسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية. وكالمعتاد يسعى نظام الملالي إلى قمع المظاهرات ونصح المتظاهرين بالعودة إلى ديارهم".
ويتوقع مراسل "نيويورك تايمز" أنه إذا استمر الغضب الشعبي فربما يلجأ المتشددون إلى تحدي المصالح الأمريكية من خلال تهديد سفن النفط في مضيق هرمز من أجل تقييد إمدادات النفط العالمية ورفع أسعار هذه السلعة الحيوية مما يعرض الأسواق العالمية للخطر. وتأمل طهران في أن تجبر المواجهة الرئيس ترامب على
التفاوض بشأن صفقة تهدف إلى إلغاء العقوبات المفروضة على إيران. وبغض النظر عما سيأتي بعد ذلك، فإن ملالي طهران يدركون بشكل مؤلم أن التخلص من العقوبات الأمريكية هو السبيل الوحيد لإنقاذ الاقتصاد الإيراني، ومع انسحاب ترامب من الصفقة النووية يبدو أن المواجهة والتصعيد هما السبيل الوحيد لتحقيق هذا الهدف، وكما تقول سانام فاكيل: "الاستسلام لن يقودهم إلى طاولة المفاوضات، ولا الحلول الوسطى لأنها ستظهر ضعفاً، ومن خلال إظهار قدرتهم على التصعيد، يحاول قادة إيران بناء النفوذ".

الغارديان البريطانية: ليبيا: حكومة السراج تستعين بـ2000 سوري/ ae.24/ 15- 1- 2020
كشفت معطيات جديدة أن ما يقارب 2000 من المرتزقة السوريين قد غادروا تركيا أو وصلوا إلى ليبيا للقتال على الجبهات. وأشارت مصادر سورية في 3 دول مختلفة لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية اليوم الأربعاء، إلى أن عملية الانتشار تأتي بعد أن وافقت تركيا خلال الشهر الفائت لمساعدة رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في محاولة التصدي للعمليات العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس التي يقودها قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر. وباتت أنقرة تستخدم اليوم عدد من المرتزقة الذين كانوا يقاتلون في صفوف المعارضة السورية المسلحة، خلال المعارك الدائرة في ليبيا، ما قد يزيد من نسبة الكره تجاه الدولة التركية في الداخل الليبي، وبالتالي ارتفاع أسهم المعارك التي يقودها حفتر أكثر مما هي اليوم. وتم في بادئ الأمر نشر في 24 (كانون الأول) ما يناهز 300 مسلحاً من الفرقة الثانية التابعة للجيش الوطني السوري، إحدى المجموعات المتمردة السورية الممولة والمدارة بشكل مباشر من تركيا، وتلاهم 350 آخرين في 29 (كانون الأول) من العام المنصرم. وفي المرحلة الثانية، عبر 1350 رجل إلى تركيا في 5 (كانون الثاني)، أعادت أنقرة نشر بعضاً منهم في الداخل الليبي، في حين لا يزال آخرون يخوضون تدريبات عسكرية في الجنوب التركي، في حين لا تزال هناك فصائل أخرى ممولة من تركية تدرس فكرة الانضمام إلى القتال في ليبيا.
وأكد أحد المصادر للصحيفة البريطانية، أن المرتزقة السوريين قد ينضمون إلى تشكيلة يطلق عليها اسم القيادي الليبي المقاوم عمر المختار، الذي اشتهر اسمه في سوريا بعد اشتعال التظاهرات ضد نظام بشار الأسد خلال ما يسمى فترة "الربيع العربي". وأفاد التقرير أن المرتزقة وافقوا على عقود قتال لمدة 6 أشهر "إلى جانب حكومة السراج"، بدلاً من "الجيش التركي"، لقاء 2000$ خلال شهر واحد، بعد أن كانوا يتلقون ما يناهز 100$ للقتال في سوريا تحقيقاً لمصالح أنقرة. وعلاوة على ذلك، وعدت إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان بتكريم المرتزقة السورية بالجنسية التركية في فترة لاحقة. وكشفت الصحيفة أن تركيا تتكفل أيضاً بالفاتورة الصحية للجرحى في صفوف المرتزقة، لاسيما أن 4 منهم لقوا حتفهم في ليبيا وتم نقلهم إلى الداخل السوري بتغطية مالية كاملة من قبل أنقرة تحت ستار القتال على الحدود الشمالية في سوريا ضد القوات الكردية.

ذي أتلانتك: انتقام إيران لسليماني لم ينته بعد: "حزب الله" يستعد.. واغتيالات وتفجيرات بالأفق/ لبنان 24/ 14- 1- 2020
رأى المحلل في موقع "ذي أتلانتك"، سام داغر، أنّ إيران لم تنتقم بعد لاغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، على الرغم من استهدافها قاعدتي عين الأسد والحرير في العراق، مشدداً على أنّ اغتيال سليماني سدّد ضربة كبيرة لطموحات إيران الإقليمية، ومتحدّثاً عن احتمال عودة طهران إلى "الأساسيات" في ردّها. في مقالته، انطلق داغر من كلمة سليماني خلال مؤتمر تكريم القيادي في "حزب الله" عماد مغنية في طهران في 2018، مذكّراً بقوله: "يعرف العدو أنّ القصاص لدماء عماد ليس بإطلاق صاروخ وليس بقتل شخص (..) بل بالقضاء واجتثاث هذا الكيان الصهيوني". وتابع داغر قائلاً إنّ سليماني ومغنية والأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، شكلا ثلاثياً عمل على تنفيذ استراتيجية إيران في الشرق الأوسط، وذلك تحت قيادة المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، مضيفاً: "كما هو الحال بالنسبة إلى اغتيال مغنية، على حد تعبير سليماني نفسه، لن يقتصر الرد على اغتيال الجنرال الإيراني محصوراً بهجوم صاروخي وحيد أو بخطوة يرّد عبرها الصاع بآخر- لم تنتهِ إيران بعد".
توازياً، تطرّق داغر إلى اغتيال، نائب رئيس "الحشد الشعبي"، أبو مهدي المهندس، ناقلاً عن المحلل الأمني في المعهد الأوروبي للسلام، هشام الهاشمي، قوله إنّه يقود أكبر مجموعة مسلحة من أصل 7 تعمل لصالح إيران في العراق. وفي هذا الإطار، رأى داغر أنّ قدرة إيران على الرد يعقدّها واقع أن "أغلبية العراقيين يبغضونها"، بمن فيهم أبناء الطائفة الشيعية "الذين هاجموا البعثات الإيرانية في بغداد وجنوب العراق مؤخراً". وأوضح داغر أنّ جزءاً من العراقيين يحمّل إيران والمجموعات المرتبطة بها مسؤولية مقتل أكثر من 500 محتج منذ تشرين الأول الفائت، معتبراً أنّه من شأن الضغوطات الاقتصادية الأميركية المتنامية على إيران وحلفائها في العراق أن تقيّد قدرة طهران وحلفائها على المناورة. في ما يتعلق بلبنان، قال داغر إنّ الديناميكيات نفسها قائمة، لافتاً إلى أنّ عدداً كبيراً من اللبنانيين يعتبر "حزب الله" جزءاً لا يتجزأ من الطبقة السياسية الفاسدة والمختلة وظيفياً والطائفية التي قرّبت البلاد من شفير الانهيار الاقتصادي، وفقاً لما كتبه.
 ونظراً إلى القيود على القدرات الإيرانية القصيرة المدى، رجح داغر أن تركّز طهران على تقييم تأثير اغتيال سليماني ورأب التصدعات وعلاج مكامن الضعف في جهازيْها الاستخباراتي والأمني، وإعادة تقييم استراتيجيتها ومقاربتها، وتبسيط عملياتها في المنطقة. كما لفت داغر إلى أنّ إيران ستغتنم الفرص من أجل تحقيق انفراجات مع السعودية، والسعي إلى التقارب مع "العرب السنة في المنطقة". وبناء على ما سبق، توقّع داغر أن تكون الولايات المتحدة الأميركية والكيان الإسرائيلي وحلفاؤهما، وكل الذين تعتبر إيران أنّهم يلحقون ضرراً باستراتيجيتها الإقليمية، ساحةً للعمليات الانتقامية مع مرور الوقت، مرجحاً أنّ ينطوي الرد الإيراني على عمليات وأفعال سرية سيكون من الصعب جداً إسنادها إلى طهران. وتابع داغر ملمحاً إلى عودة إيران إلى "الأساسيات" مثل التفجيرات والاغتيالات والتكتيكات الشبحية التي لطالما نُسبت إلى مغنية (أُطلقت على مغنية تسميات كثيرة ومنها الحاج والشبح ورضوان والثعلب واللغز).
وفي تعليقه على خطاب نصرالله الذي توعّد خلاله بطرد الجنود الأميركيين من المنطقة وإعادتهم إلى ديارهم بـ"النعوش" رداً على اغتيال سليماني، اعتبر داغر أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" كرر بهذه التصريحات الوعد الذي قطعه سليماني نفسه، أي "اجتثاث" الكيان الإسرائيلي انتقاماً لمغنية. وفي هذا الصدد،
رأى داغر أنّ "حزب الله" لن يتوانى عن تنفيذ عمليات ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وقد يلجأ إلى سلسلة اغتيالات وتفجيرات. بالإضافة إلى ذلك، تحدّث داغر عن إمكانية لجوء طهران إلى "حماس" من أجل تصعيد المواجهة مع الكيان الإسرائيلي في غزة. أمّا في سوريا، فتوقع داغر أن تسعى إيران و"حزب الله" إلى الحفاظ على وجودهما ونفوذهما. وعلى صعيد العراق، نقل داغر عن هشام هاشمي توقعه اتجاه إيران إلى تعبئة المجموعات المختصة بتنفيذ الاغتيالات وزيادة العمليات الخاصة الأخرى عوضاً عن تنفيذ هجمات تقليدية ضد القوات الأميركية.

أتلانتك: ركاب الطائرة الأوكرانية هم من دفعوا ثمن مقتل سليماني/ الجزيرة/ 15- 1- 2020
علق ديفد فروم على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقتل جنرال إيران البارز قاسم سليماني بأنه لا يوجد أميركي واحد دفع ثمن هذا الاغتيال، ولكن يبدو أن 176 شخصا آخر -بمن فيهم 63 مواطنا كنديا والعديد من الرعايا الإيرانيين- هم الذين دفعوا الثمن بعدما أسقطت الطائرة التي كانوا على متنها بصاروخ وهم في طريقهم إلى كندا. وقال الكاتب في مقاله بموقع أتلانتك إنه اعتبارا من منتصف أمس نشر فصل جديد فظيع من القصة ليشاهدها الجميع. والآن أصبحت القصص المروعة عن المفقودين -الطلبة العائدين إلى الجامعة في كندا والعروسين الجديدين والأطفال- تملأ وسائل الإعلام الكندية وستحظى قريبا باهتمام العالم. وتشير هذه القصص -يقول الكاتب- بأصبع الاتهام، أولا إلى الحكومة الإيرانية. إذ يبدو أن السلطات العسكرية هناك أطلقت النار على طائرة أُذن لها بالتحليق في مجالها الجوي وكانت قد أقلعت قبل دقائق من مطار طهران. والسلطات هي الأخرى بدأت دورة هجوم ورد بلغت ذروتها بتفجير طائرة ركاب مدنية.
وبالرغم من ذلك لا يمكن للولايات المتحدة أن تلقي باللوم على إيران في الكارثة الإنسانية التي حلت بالرحلة 752 لأنه لم يتعمد أحد موت هؤلاء المدنيين، وهكذا هي الحال مع العواقب غير المقصودة، ويطرح الكاتب سؤاله: لماذا من المفترض أن تنظر الحكومات بعناية في قرار استخدام القوة المميتة؟ وكما هو واضح -يقول الكاتب- إدارة الرئيس الأميركي تروي قصة كاذبة عن قرار قتل سليماني. فبدلا من الإقرار بأنه قتل في أعمال انتقامية، تجادل إدارة ترامب بدلا من ذلك بأن القتل كان ضروريا لتجنب هجمات كانت وشيكة لدرجة أن القتل فقط يمكن أن يحبطها وغير وشيكة الحدوث بحيث أنه بمهاجمة قمة التسلسل القيادي سيُمنع المسلحون على الأرض بطريقة ما. وشكك المقال في روايات إدارة ترامب بأنها غير موثوق بها وأنه يتوجب إطلاع العالم على الحقيقة مهما كانت مؤلمة. كما شكك في نظام إيران الذي وصفه بأنه مليء بالإرهاب بأنه لا يتوقع منه الكثير فيما يتعلق بالإنسانية أو الأخلاق. وانتقد الكاتبُ الرئيسَ الأميركي بأنه ينفي كل المسؤولية كما يفعل عادة ولا يهتم إلا بالأشياء الكبيرة التي ستفيده شخصيا. وبما أن ضحايا تحطم الطائرة الأوكرانية لم يكونوا مواطنين أميركيين، وبالتأكيد لم يكونوا مقيمين في أي دولة قد يفوز بها ترامب عام 2020، فمن يهتم حقا؟ وختم مقاله بأن سليماني استحق هذه النهاية العنيفة لما اقترفته يداه، ولكن 176 بريئا الذين أخذهم معه لم يستحقوا ذلك. والعائلات في نصف بقاع الأرض في أشد الحزن الآن لأن أنانية ترامب منعته من أن يتخيل أو يتريث.