»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 13-1-2020

13 كانون الثاني 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 13-1-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الاثنين 13-1-2020

لا يزال الشأن الإيراني يهيمن على تغطية الصحف الاميركية والبريطانية، سيما فيما يتعلق بتداعيات اغتيال الفريق قاسم سليماني والمظاهرات التي خرجت عقب حادثة الطائرة الأوكرانية.

ذا غلوبال أند مايل/ هل يقف حزب الله مع إيران على حساب لبنان؟
نشرت صحيفة "ذا غلوبال أند مايل" الكندية تقريرا تحدثت فيه عن قلق اللبنانيين من ردة فعل حسن نصر الله إزاء اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ومدى تأثيره على استقرار البلاد. وأوضحت الصحيفة، أن حزب الله، "وكيل إيران الشيعي في لبنان"، كان أقوى مجموعة عسكرية وسياسية في البلاد طيلة عقدين، "وقد جمع زعيمه نصر الله، بين النفوذ والكاريزما الشعبية التي تدعمها إيران، والسياسيين المخضرمين من أجل الحفاظ على منصبه، وبين قوة حزبه، التي لم تُمَس بل توسعت". وأضافت: "مع تحرك الصفائح التكتونية داخل لبنان والشرق الأوسط الكبير، يتساءل العديد من اللبنانيين ما إذا كانت قوة حزب الله قد بلغت ذروتها في هذا البلد الصغير المضطرب في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وهي مسألة ذات أهمية بالغة نظرا لأن لبنان يواجه أزمة مزدوجة". وتابعت: "في حال أعلن حزب الله عن ولاءه للبنان بدلا من إيران، وإذا ما ساعد في إصلاح الفوضى، فقد يكون قادرا على الاحتفاظ بشعبيته، في المقابل، يقول منتقدوه إنه في حال تمسك بدوره كوكيل إيراني يركز بشكل أساسي على معارضة إسرائيل، فإن الأمور يمكن أن تتدهور في لبنان". ونقلت الصحيفة عن جورج أدوار (عدوان)، عضو البرلمان وعضو اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية، أن حزب الله ينبغي أن يضع مصالح لبنان ضمن أولوياته، وعلى نصر الله "إما أن يهتم بمصالح لبنان أو بمصالح جهة أخرى".
ويلفت التقرير إلى أن حزب الله تعرّض مؤخرا لضغط من مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية والداخلية التي هزت الحزب والبلاد، مشيرة إلى أن إيران هي "الراعي المالي الرئيسي لحزب الله بأنشطتها في مجال الخدمات الاجتماعية اللبنانية، وغزواتها في الخارج، لا سيما في سوريا، حيث تدعم نظام بشار الأسد". وتوضح أن التهديد
السياسي داخل لبنان للأحزاب الطائفية قد يكون مصدر قلق أكبر لحزب الله، لافتة إلى البلاد تعرضت إلى موجة من الاحتجاجات الجماهيرية منذ منتصف تشرين الأول. وتضيف: "شعر المحتجون بالإحباط بسبب عقود من الطائفية والفساد وسوء الإدارة الاقتصادية والمالية التي دفعت البلاد إلى حافة الانهيار. وفي الحقيقة، أثبتت الاحتجاجات فعاليتها حيث استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع كامل حكومته، في حين لم تُستبدل الحكومة التي تضم ثلاثة من أعضاء حزب الله". وبهذا الخصوص، تنقل الصحيفة عن "سلام يموت"، رئيس حزب الكتلة الوطنية الجديدة، أن الاحتجاجات هي "بمثابة نقطة تحول للبنان لأنها كانت بلا قيادة وسلمية ويهيمن عليها الشباب الذين بدا أنهم يعتزون بنموذج غير طائفي من الديمقراطية الشاملة. كانت الاحتجاجات تستهدف جميع الأطراف الراسخة. وكان الخطر، بما في ذلك بالنسبة لحزب الله الذي لديه 14 مقعدا في البرلمان المؤلف من 126 عضوا، يتمثل في حقيقة أن المتظاهرين سوف يستخدمون صندوق الاقتراع للتصويت لصالح المنافسين غير الطائفيين".
ويعتبر التقرير أن نصر الله "كان دائما صريحا بشأن الفساد السياسي الذي جعل بعض اللبنانيين فاحشي الثراء على حساب الجميع، واستنزف الأموال اللازمة للاستثمار في البنية التحتية، مثل نظام كهربائي موثوق". ويختم بالقول: "عموما، قال السياسيون إنه في حال كان نصر الله ذكيا، فسوف يدفع في اتجاه الإصلاحات اللازمة للاقتصاد اللبناني لجعله أكثر شمولا وتنافسية وتوفير المال للخدمات الاجتماعية. وأوضحوا أن ذلك من شأنه إبلاغ رسالة مفادها أن حزب الله يتبنى سياسة لبنان أولا حتى لو لم يتخل عن دوره باعتباره أحد حلفاء إيران الرئيسيين".
"بلومبيرغ/  خطة سلامة: رسالة للمصارف.. والليرة "مهددة"
كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أنّ مصرف لبنان المركزي اقترح تبديل سندات دين بالعملة الأجنبية (يوروبوند) تُقدّر قيمتها بـ1.2 مليار دولار وتستحق في شهر آذار المقبل بأخرى أطول أجلاً، واضعةً هذه الخطوة في إطار عمل لبنان على إدارة أزمة ديونه. وأوضحت الوكالة أنّ هذه الفكرة طُرحت على حملة الـ"يوروبوند" المحليين، محذرةً من أنّها تمهّد لاتخاذ إجراءات مماثلة من شأنها أن تطال حملة السندات الأجانب. وفي تقريرها، أكّدت الوكالة أنّ هذه الخطة المندرجة في خانة سيناريوهات إعادة هيكلة الدين قادرة على مساعدة لبنان، ناقلةً عن حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، قوله إنها تحتاج إلى موافقة المصارف. وقال سلامة: "نقدّم اقتراحات احترازية طوعية" مناطة بموافقة المصارف اللبنانية، موضحاً: "لم نتّخذ أي قرار بعد بسبب غياب الحكومة"، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ". الوكالة التي شدّدت على أنّ لبنان يعاني من أخطر أزمة اقتصادية منذ عقود، كشفت أنّ المستثمرين العالميين في السندات الأجنبية اللبنانية درسوا عملياً احتمال تعثّر الدولة اللبنانية في سداد ديونها، لافتةً إلى أنّهم يختلفون بشأن موعد التخلّف عن السداد وعما إذا كان المستثمرون الأجانب بمنأى عن نتائج هذا السيناريو.
بالعودة إلى سلامة، نقلت الوكالة عنه قوله إنّ الاقتراح ينطوي على قيام وزارة المالية بتحويل حملة الـ"يوروبوند" المستحقة في آذار إلى سندات أطول أجلاً ذات عائد أعلى، مشيرةً إلى أنّه لم يتطرّق إلى ما يمكن أن يحصل للحملة الأجانب. إشارةً إلى أنّ الأجانب كانوا يحملون حتى كانون الأول الفائت نسبة 40% من سندات الدين بالعملة الأجنبية، بحسب شركة "أوكسفورد إيكونوميكس"، إلاّ أنّه يُعتقد أنّ هذه النسبة انخفضت، استناداً لـ"بلومبيرغ". ونقلت الوكالة عن "بنك بيبلوس" قوله إنّ سلامة أبلغ المصرفيين اللبنانيين الأسبوع الفائت بأنّ عملية المبادلة المقترحة ستمهّد الطريق لعملية مبادلة شبيهة مع صندوق خارجي "يبدي استعداداً للقيام بعمليات مبادلة مماثلة". وفي هذا الصدد، أوضحت الوكالة أنّ فائدة السندات المستحقة في آذار تُقدّر بـ 6.375%، مشيرةً إلى أنّ أسعار السندات سجلت انخفاضاً كبيراً. كما ذكّرت الوكالة بارتفاع العائد على الـ"يوروبوند" إلى 105% وانخفاض الأسعار إلى 77 دولاراً في تشرين الثاني الفائت، أي في خضم الانتفاضة الشعبية. واستدركت الوكالة قائلةً إنّ أسعار هذه السندات عاود ارتفاعه.
توازياً، نقلت الوكالة عن سلامة قوله إنّ المصرف المركزي لم يتخذ قراره بشأن منح قرض مرحلي للحكومة لتسديد سندات الـ"يوروبوند" المستحقة عليها في 2020 كافة، كما حصل العام الفائت. ففي العام 2019، ساعد "المركزي" الحكومة على تسديد "يوروبوند" بقيمة 5 مليارات دولار تقريباً. وفي تشرين الثاني الفائت، سدّد "المركزي" كامل قيمة سندات الـ"يوروبوندز" التي استحقت بقيمة إجمالية مع فوائد تبلغ 1.58 مليار دولار. وأثارت هذه الخطوة انتقادات آنذاك، إذ اعتبر بعض السياسيين أنّه يتعيّن استخدام الاحتياطي للاستيراد بدلاً من تسديد الديون. وفي هذا السياق، أكّد سلامة لـ"بلومبيرغ" أنّ احتياطي البلاد من العملات الأجنبية ما زال عند مستويات "مقبولة" و"مريحة"، معتبراً أنّ لبنان يحتاج إلى مساعدة مالية من بلدان صديقة أو من صندوق النقد الدولي؛ بحث رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في كانون الأول الفائت الحصول على مساعدة فنية مع صندوق النقد والبنك الدوليين، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سندات الـ"يوروبوند" 2.5 سنتات. وفي معرض حديثها عن القيود المفروضة على السحوبات والتحويلات، حذّرت الوكالة من أنّ ربط الليرة بالدولار المعمول به منذ العام 1997 بخطر في ظل خسارة الليرة قيمتها.
على صعيد بحث السلطات اللبنانية عن موارد مالية جديدة، قال سلامة إنّ "المركزي" سيوافق على طلب الحكومة إلغاء مدفوعات الفائدة على سندات الخزينة هذا العام. في المقابل، استبعد سلامة إمكانية نجاح الاقتراح الوارد في الورقة الإصلاحية والقاضي بدفع المصارف ضريبة استثنائية على الأرباح لعام واحد، بما يؤمن للخزينة 400 مليون دولار. في ما يتعلق بمطالبة سلامة منحه صلاحيات "استثنائية" تُجيز له إصدار تعاميم وتشريع التدابير التي تتّخذها المصارف لجهة تعاطيها مع المودعين، قال سلامة إنّ "التحويلات الخارجية لم تحظر ولن تحظر"، وفقاً لـ"بلومبيرغ".
واشنطن بوست/ أوكرانيا علمت بإسقاط إيران طائرتها لكنها تفادت استعداءها
يفيد تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن أوكرانيا كانت تعلم أن طائرتها أُسقطت لكنها كانت حريصة على ألا تستعدي إيران في مثل هذا التوقيت، إذ لا يزال التحقيق جاريا والتوتر الإيراني الأميركي متصاعدا. ويضيف ديفد ستيرن وإيزابيل خورشيديان في تقريرهما بالصحيفة أن أوكرانيا سرعان ما كشفت عما لديها بشأن حادثة إسقاط طائرتها المدنية، وذلك في غضون ساعات من اعتراف إيران المذهل السبت الماضي بأن أحد صواريخها أسقط بطريق الخطأ طائرة الركاب هذه. وتوضح الصحيفة أن أوكرانيا نشرت صورا تم التقاطها قبل الجمعة الماضي -أي قبل يوم واحد من اعتراف طهران- تظهر حطاما مليئا بالثقوب الصغيرة، مما يشير لحدوث أضرار جراء الشظايا، مضيفة أن كييف أدركت أن الطائرة قد تم تدميرها بصاروخ، وذلك قبل فترة طويلة من اعتراف طهران بإسقاط الرحلة 752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية خارج طهران الأربعاء الماضي. لكن قادة أوكرانيا فضلوا اتباع مسار دبلوماسي حذر في هذا السياق، إذ تنقل الصحيفة عن رئيس مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني  أوليكسي دانيلوف القول إن بلاده اتخذت قرارا إستراتيجيا بعدم الكشف عن هذه الاستنتاجات حتى تضمن تعاون إيران في التحقيقات.
ويضيف التقرير أن مسؤولين أميركيين وقادة كندا وبريطانيا سرعان ما أعلنوا على الملأ أنهم يعتقدون أن الطائرة ربما أسقطتها إيران، وذلك بعد وقت قصير من سقوط تلك الطائرة الذي أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176. غير أن دانيلوف أكد للصحيفة أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب منهم تبادل معلوماتهم معه، وأنه تم تأجيل الإعلان عن أي من استنتاجات أوكرانيا في هذا السياق، مضيفا "لقد  توصلنا إلى هذا الاستنتاج قبل الأميركيين والكنديين". وتنسب الصحيفة إلى دانيلوف القول إن أوكرانيا تريد من محققيها جمع أدلة قاطعة من جانبهم، مضيفة أن المسؤولين الأوكرانيين حريصون على تجنب الانتقادات الحادة لإيران خلال هذا الوقت، وذلك لضمان تعاونها في التحقيق. ويشير التقرير إلى أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي وجد نفسه بعد سقوط الطائرة عالقا بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في أعقاب تداعيات قتل طائرة أميركية مسيرة قائد فيلق القدس السابق الجنرال قاسم سليماني مطلع الشهر الجاري.
نيويورك تايمز/ إيران تتصدع مع زيادة الاحتجاج على إسقاط الطائرة 
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مشتركا، أعده كل من فرناز فصيحي وديفيد دي كيرباتريك، تحت عنوان "إيران تتصدع مع زيادة الاحتجاج على إسقاط الطائرة". ويشير التقريرإلى طلب قائد عسكري كبير يوم الأحد المغفرة والعفو، في وقت تعاملت فيه قوات الأمن مع المتظاهرين بطريقة عنيفة، الذين خرجوا احتجاجا على إسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ، ما أدى إلى زيادة الغضب حتى بين قاعدة المحافظين الداعمة للنظام الإيراني الحاكم. ويقول الكاتبان إن إيران شهدت يومها الثاني من الاحتجاجات بعد إعلان الجيش الإيراني يوم السبت عن إطلاق صاروخ بالخطأ أصاب الطائرة، وقتل ركابها الـ176 شخصا، مشيرين إلى أن هذه الكارثة الجوية جاءت في وقت تشهد فيه إيران مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب مقتل الجنرال قاسم سليماني، وهو أهم قيادي عسكري إيراني، في غارة أمريكية قبل أكثر من أسبوع في العراق. وتذكر الصحيفة أن الحكومة الإيرانية أنكرت في الأيام الثلاثة الأولى أي علاقة لها بتحطم الطائرة، ونسبته إلى عطل فني، في وقت تزايدت فيه الاتهامات الدولية بأن الطائرة أسقطت بصاروخ، ولهذا ظهرت إيران بأنها تحاول التستر على الجريمة، وتمسكت برواية الخطأ الفني، ورفضت التعاون مع المحققين، وبدأ المحققون الإيرانيون بإزالة بعض الأدلة من مسرح الحادث.
ويستدرك التقرير بأن النظام الإيراني اضطر وسط الشجب والدعوات للتحقيق الشفاف للاعتراف بأن الطائرة سقطت بفعل صاروخ أطلق بالخطأ، مشيرا إلى أن اعتراف الحكومة أدى إلى احتواء الغضب الدولي، لكنه أشعل الوضع المتفجر في داخل البلاد، في الوقت الذي هدأت فيه التظاهرات المعادية للحكومة وتوحد الجميع بعد مقتل الجنرال سليماني، وخرج الإيرانيون بأعداد كبيرة للمشاركة في جنازته.  ويلفت الكاتبان إلى أن بعض المحللين يرون أن التظاهرات الحالية قد تقوي المعسكر الداعي للمواجهة مع الولايات المتحدة، الذي بدأ في لوم الولايات المتحدة على الكارثة، مشيرين إلى أن الاحتجاجات بدأت في طهران لكنها انتشرت يوم الأحد إلى عدة مدن أخرى في البلاد، وأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، ومن ثم القنابل المطاطية، ثم الرصاص الحي على المتظاهرين في طهران، وقال شهود عيان إن عددا من المحتجين أصيبوا بجراح في نهاية يوم من التظاهرات.  وتجد الصحيفة أنه على خلاف الاحتجاجات السابقة، فإن الأخيرة جاءت من القواعد المحافظة الداعمة تقليديا للنظام، بالإضافة إلى نقاد النظام المعروفين، ودعت صحف المعسكر المتشدد إلى عزل المسؤولين عن الكارثة، فيما أصدر قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي اعتذارا نادرا للرأي العام الإيراني، وناشد الإيرانيين في خطاب متلفز العودة إلى الحماسة الوطنية التي ملأت البلاد عقب مقتل سليماني.
وينقل الكاتبان عن رئيس تحرير وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، كيان عبد الله، قوله إن محاولة المسؤولين الحكوميين الكذب عما حدث للطائرة كان "كارثة" مثل تحطمها، وقال في تغريدة على "تويتر": "إن المسؤولين الذين ضللوا الإعلام هم مذنبون أيضا"، و"نشعر بالخجل أمام الناس"، إلا أن المعلقين استبعدوا أن تكون الكارثة لوقف شهية الإيرانيين للمواجهة مع الغرب. وتفيد الصحيفة بأن المتشددين عادة ما يشيرون إلى أصابع أمريكية وراء الاحتجاجات، والفرحة التي تعتري البيت الأبيض لرؤية الأحداث وهي تتكشف في إيران، مشيرة إلى قول الرئيس دونالد ترامب في تغريدة يوم الأحد: "نحن نتابع الاحتجاجات عن قرب وتلهمنا شجاعتكم".  ويورد التقرير نقلا عن مسؤول برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية، علي فائز، قوله إن القادة الإيرانيين الذين اتخذوا إجراءات قاسية ضد المحتجين قد يردون على واشنطن بطريقة سرية أو غير ذلك، وأضاف: "إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة هم من يغذون ويستغلون السخط الداخلي في إيران.. ستعود اللعبة للساحة المريحة لها: هجمات غير مباشرة ضد الولايات المتحدة وحلفائها بطريقة تسمح لها بالإنكار وبأدنى حد من المخاطر والانتقام". ويشير الكاتبان إلى أن إدارة ترامب فرضت في العام الماضي ما أسمته سياسة "أقصى ضغط"؛ بهدف دفع إيران للموافقة على قيود جديدة تتعلق ببرامجها العسكرية والنووية.
وتنقل الصحيفة عن سنام وكيل من معهد "تشاتام هاوس"، قولها إن الصقور في البيت الأبيض لو تعاملوا مع التظاهرات الأخيرة بصفتها علامة على نجاح استراتيجيتهم فإنها ستعمل ضد الإيرانيين الذين يحبذون التسويات مع الولايات المتحدة، وبالتالي تقوية معسكر المتشددين، وأضافت: "يرى المحافظون الذين يهمهم الأمن أنهم ليسوا قادرين على الذهاب إلى طاولة المفاوضات لأنهم سيكونون في حالة ضعف".  ويلفت التقرير إلى أن مناشدة الجنرال سلامي، واعتذاره للإيرانيين، ودعوتهم للوحدة، جاءت محاولة لتعبئتهم ضد المنافسين للثورة الإسلامية، وقال: "نحن في حرب مع الولايات المتحدة.. لا نعد النزاع منتهيا مع الولايات المتحدة، ونحن جنود الشعب وسنضحي بأنفسنا من أجله"، وتحدث عن الغارات التي لم تقتل أحدا، لكنها أظهرت للعالم قوة إيران.  ويجد الكاتبان أن اعتراف الجيش المتأخر بإسقاط الطائرة جنب طهران العزلة الدولية، وبدأت الحكومات الأوروبية التي حاولت مساعدة طهران أو التوسط بينها وبين واشنطن بالحديث عن اعتراف الجيش الإيراني ومسؤوليته عن كارثة الطائرة، مشيرين إلى أن كندا، التي كانت وجهة الطائرة النهائية، خسرت 57 راكبا في الحادثة، ووصف رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو الكارثة بأنها "كارثة كندية حقيقية"، وقال في تجمع ليلي لإحياء ذكرى الضحايا في جامعة ألبرتا في إدمنتون: "أريد طمأنة العائلات كلها والكنديين كلهم: لن نرتاح حتى نحصل على أجوبة.. لن نرتاح حتى تتحقق العدالة والمحاسبة".
ويستدرك التقرير بأن حجم التظاهرات التي اندلعت بسبب الكارثة ربما فاجأ المسؤولين، وقامت الحكومة بنشر عناصر الشرطة والمليشيات لمنع يوم ثان من التظاهرات في المدن الإيرانية، وذكر شهود عيان أن عددا من المتظاهرين جرحوا بعد إطلاق الأمن النار عليهم وهم يهربون، فيما قال آخرون إن عناصر المليشيات أحاطت بهم وضربتهم.  ويورد الكاتبان نقلا عن المحاسب سيماك قاسمي، الذي يعيش في طهران، قوله: "تحولت المدنية إلى محور أمني، وتنتشر القوات الخاصة في كل ساحة"، وأضاف: "يبدو أن المدنيين هم الذين أسقطوا طائرة عسكرية".   وتقول الصحيفة إنه رغم ذلك، فإن المتظاهرين تجرأوا وخرجوا للشوارع وهتفوا بهتافات ضد المرشد الأعلى، قائلين: "المرشد الأعلى قاتل ونظامه عفا عليه الزمن"، وهتف آخرون: "عدونا هنا".. ويذكر التقرير أن فنانين ومخرجين سينمائيين ومفكرين أصدروا بيانات شجبوا فيها الطريقة التي أدارت فيها الحكومة ملف الطائرة المتحطمة..ويفيد الكاتبان بأن المسؤولين حاولوا التغلب على المشاعر الغاضبة بسبب تحطم الطائرة، مشيرين إلى أنه تم نزع لوحة إعلانية عليها صورة سليماني، واستبدلت بها أخرى سوداء تحمل أسماء ضحايا الطائرة، وفي تبريز شوهد بعض المتظاهرين وهم يمزقون صور سليماني، وقام مسؤولون وقادة الحرس الثوري وغيرهم بزيارة عائلات الضحايا.  وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن آية الله علي خامنئي حاول حرف الغضب نحو أمريكا، ففي زيارة لأمير قطر إلى طهران، قال خامنئي على صفحته في الإنترنت إن مشكلات المنطقة "خلقتها أمريكا وأصدقاؤها".
الاندبندنت البريطانية/ المدير التنفيذي لأحد الشركات الكندية: ترامب رجل نرجسي خطير وغير مسؤول قتل سليماني لصرف الانتباه عن محاولات عزله
قال مدير شركة كندية إن قرار ترامب اغتيال قاسم سليماني نبع من نرجسية الرئيس الأمريكي بهدف صرف انتباه الناخبين عن محاولات عزله. واضاف مايكل ماكين، المدير التنفيذي لشركة مابل ليف فودز لتعبئة اللحوم، أن أحد موظفيه فقد زوجته وابنه البالغ من العمر 11 عامًا في إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية في 8 كانون الثاني، في أعقاب "سلسلة غير مسؤولة من الاحداث والتي ليس لها اي داع" بتحريض من السيد ترامب. وكتب على حسابه على تويتر "أنا غاضب جدًا.. المسؤولون الحكوميون الاميركيون غير المقيدين باية ضوابط وتوازنات، أعدوا خطة خاطئة لصرف الانتباه عن مشاكلهم السياسية ". وأضاف: " العالم يعرف أن إيران دولة خطيرة ، لكنه وجد طريقًا لاحتواءها. ليست مثالية ولكنها كانت في الاتجاه الصحيح. نرجسي في واشنطن يمزق إنجازات العالم. ويزعزع استقرار المنطقة.. ما هي الأضرار الجانبية لهذا السلوك غير المسؤول والخطير وسوء التصور؟ لقد خسر كنديون حياتهم دون داع في تبادل لإطلاق النار.."
واشنطن بوست/ جدل حولالمعلومات الاستخباراتية المحيطة بمقتل سليماني
نشرت صحيفة الواشنطن عدة تقارير ومقالات تناولت فيها الشأن الايراني اليوم وقال ايسان ثرور في احد المقالت إن الإيرانيين غاضبين من نظامهم. لكن الرئيس الاكيركي دونالد ترامب لا يزال يفرض العقوبات عليهم "وفيما يأمل ترامب أن يستفيد من الغضب الداخلي الإيراني جراء اسقاط طائرة الركاب المدنية الاوكرانية، فإن سياساته الخاصة قد أضرت بالإيرانيين العاديين كذلك...
وقالت الصحيفة في موضوع منفصل إن مسؤولو ترامب يجهدون لشرح المعلومات الاستخباراتية التي ادت الى مقتل سليماني حيث رفض مسؤولون رفيعون في الإدارة تأكيد مزاعم الرئيس حول استهداف أربع سفارات أمريكية من قبل إيران. ففي الوقت الذى بدا فيه أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد حقق هدفه بجعل إيران محاصرة فى أزمة تهدد نظامها الحاكم، اشتعل جدل سياسي داخلي فى الولايات المتحدة حول المعلومات الاستخباراتية التى قال الرئيس إنه استند إليها لتبرير الضربة التى قضت على القائد العسكرى الإيرانى قاسم سليمانى، الأمر الذى يزيد من تعقيد الضغوط الداخلية على ترامب من قبل الديمقراطيين مع الاستعداد لبدء محاكمة العزل فى مجلس الشيوخ ومع استعداد الرئيس لعام الانتخابات الرئاسية. وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن كبار مسؤولى الإدارة رفضوا تأكيد ما سبق أن قاله الرئيس بأن أربع سفارات أمريكية كان سيتم استهدافها بالهجوم من قبل إيران، وهو المبرر وراء قتل سليمانى، بينما قالوا إن تفسير ترامب للتهديد كان متسقا مع المعلومات الاستخباراتية العامة.
وقال وزير الدفاع الأمريكى مارك إسبر عن التقارير الاستخباراتية إنه لم ير شيئا يتعلق بالسفارات الأربعة، مضيفا أنه يشارك ترامب رؤيته بشأن توقعاته بأن الإيرانيين سيلاحقون السفارات الأمريكية.  وفى تصريحات لشبكة فوكس نيوز، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى روبرت أوبراين إن ما قاله الرئيس يتسق مع ما كانوا يقولونه، مضيفا أنه كانت لديهم معلومات استخباراتية قوية بأن الإيرانيين كانوا يسعون لقتل وإصابة الأمريكيين فى المنشآت الأمريكية فى المنطقة. وتابع أوبراين قائلا إنه حتى مع المعلومات الاستخباراتية البارعة التى تجمعها الولايات المتحدة، من الصعب معرفة ما هى هذه الأهداف، مضيفا أنه من المنصف توقع هجوم إيرانى مستقبلى يضرب السفارات على الأقل فى أربعة دول. وقالت "واشنطن بوست" إن الإدارة لم تقدم تفاصيل كثيرة وعرضت مبررات مختلفة لقتل سليمانى، تراوحت ما بين الانتقام من الهجمات التى خطط لها على مدار عقدين على القوات الأمريكية وحلفائها، واحتمال التخطيط لهجمات مستقبلية، إلى جانب مزاعم ترامب بأن المعلومات الاستخباراتية أكدت خططا وشيكة لتفجير أربع سفارات أمريكية على الأقل.
من جانبها، قالت شبكة "سى إن إن" إن سمعة ترامب فى لى الحقائق لأهداف سياسية ومبررات الإدارة المتعارضة فيما يتعلق بقتل سليمانى قد أثارت نقاشا جديدا حول الاستخبارات مع أصداء مؤرقة لها فى التاريخ الحديث.   وأشارت الشبكة إلى أن نوابا بالكونجرس يقولون إن الزعم بالتخطيط لاستهداف أربع سفارات، وهو أمر هائل للغاية، لم يتم إداراجه فى الإفادات التى تم تقديمها للكونجرس الأسبوع الماضى من قبل مسئولى  الإدارة لتفسير ضربة سليمانى، وتأتى فى ظل جدل متسع بشكل سريع حول ما إذا كانت المخاطر مبررة بالفعل. ونظرا للطبيعة الخطيرة لما يقوله ترامب، فإن الجدال بأن المعلومات الاستخباراتية المحيطة بالهجوم حساسة للغاية لدرجة لا تسمح بنشرها لن يؤدى على الأرجح إلى إخماد الجدل. وأشارت سى إن إن إلى أن الخلاف حول السبب وراء الهجوم الذى استهدف سليمانى يوقظ أشباح التاريخ بشأن التدخلات الخارجية الأمريكية التى مضت على نحو سىئ بعد مبررات مشكوك فى صحتها للحرب، مثلما حدث على سبيل المثال فى العراق، وأيضا أسئلة أخرى بشأن موقف الإدارة إزاء الثقة والحقيقة.
 الغارديان البرطيانية/ كيف تراجع مشروع طهران في الشرق الأوسط؟
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالا تحليليا بقلم مارتن تشولوف، مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، تحت عنوان "الحزن والكبرياء يتراجعان أمام الشعور بالإحراج، ومشروع طهران في المنطقة أصبح ضعيفاً". ويقول الكاتب إن عواقب اغتيال سليماني ستتضمن "فوضى وغضباً وعدم استقرار، وربما يصل الأمر إلى حرب بين من هم ضد الاغتيال وبين الذين هتفوا له. وهناك إجماع تقريباً على أن الأمور لن تكون كما كانت عليه في السابق أبدأً". ورغم ذلك، يقول الكاتب إن عملية الاغتيال "لم تؤد إلى الاضطرابات التي توقعها كثيرون. وإذا كانت مناطق النفوذ القوي للجنرال هادئة حتى الآن، فإن الجبهة غير المستقرة هي بلده إيران، وليس بسبب وفاته، وإنما بسبب مقتل 176 شخصاً كانوا على متن الطائرة الأوكرانية التي أصابها صاروخ إيراني" عقب اغتياله.
ويقول الكاتب إن الجيش الإيراني "فقد أعصابه. والأدلة كانت كثيرة وواضحة، وفي النهاية اضطر إلى الاعتراف" بالمسؤولية عن إسقاط الطائرة. وكان صدى ذلك على الداخل الإيراني قويا جداً "فقد تراجعت مشاعر الحزن والاعتزاز الوطني، بينما كانت سليماني يشيع في أنحاء إيران، ليحل مكانهما الشعور بالإحراج". وأشار الكاتب إلى أن
ذلك جاء بعدما أخطأت معظم الصواريخ التي أطلقت على القواعد الأمريكية أهدافها، وربما عن قصد، وهو ما جعل الحرس الثوري، أقوى مؤسسة في البلاد، "محل ازدراء". ويرى الكاتب أن إيران عليها الآن "أن تتعامل مع المهانة في الداخل والخارج".
ويضيف أن "وكلاء إيران الأقوياء، الذين كان يُعتقد أنهم سيقومون بأقسى رد، صامتون. وأعداؤها الذين كانوا في حالة تأهب قصوى منذ أن نفذت الطائرات بدون طيار ضرباتها في بغداد في فجر 3 يناير/كانون الثاني، بدأوا الآن في الشعور بالاسترخاء. وسرعان ما بدأ خصومها السياسيون يعتادون الحياة من دون الوجود القوي للرجل الذي كان يقف عثرة في طريقهم في معظم الأحيان". ويرى الكاتب أن تركيا وإسرائيل وروسيا والمملكة العربية السعودية، التي تصارعت مع إيران من أجل السلطة والنفوذ في المنطقة، كانت تعرف قوة سليماني جيدا. وقد كُشف خلال الأسبوع الأخير وجود مزيج من المفاجأة لمقتله والارتياح في أعقاب ذلك. وبالنسبة لهذه الأطراف فإن "اغتيال سليماني أضعف الذراع الإقليمية لإيران بشدة". ويقول الكاتب إنه في سوريا، "حيث كان سليماني يتنافس مع فلاديمير بوتين في التأثير على بشار الأسد، تبدو روسيا اليوم تحكم قبضتها على الأوضاع بشكل أسهل بكثير".
وفي لبنان، "حيث يُعتبر حزب الله، الذراع الأكثر أهمية في مشروع إيران الخارجي. وبعد أن فقد راعيه الرئيسي. ولطالما اعتبر زعيمه حسن نصر الله، عصي على المس على غرار سليماني، أصبح الآن عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى، وربما إسرائيل تعاود النظر الآن في موقفها السابق منه باعتباره هدفاً محفوفا بالمخاطر للغاية". ويقول الكاتب إن "المملكة العربية السعودية، العدو اللدود لسليماني ولكنها كانت تخشى من تبعات اغتياله. لكنها الآن مطمئنة إلى حد كبير أمام تراجع الروح القتالية في المنطقة، حتى الآن على الأقل. أما تركيا فتتمتع بسيادة أكثر حرية في شمال سوريا ومنطقة الأكراد". وفي العراق، الذي عانى من وطأة وصاية سليماني أكثر من أي مكان آخر ربما، فقد أصبحت شبكة نفوذ الإيرانيين أضعف مما كانت عليه قبل أسبوع". ويخلص الكاتب إلى أن "المشروع الإقليمي الذي بنته إيران بجهد، لم يعد يبدو مستداماً كما كان. بل إنه في بعض الأجزاء أصبح هشاً بشكل واضح".
التايمز البريطانية/ فجأة تحولت المظاهرات الصغيرة إلى فيضان
نشرت صحيفة التايمز مقالاً تحليليا، كتبته هانا لوسيندا سميث تحت عنوان "فجأة تحولت المظاهرات الصغيرة إلى فيضان". وتقول الكاتبة في مطلع مقالها إن حادثة واحدة قد تهز الصورة التي رسمها نظام ما لفترة طويلة. وتضيف قائلة: "اعترفت إيران بأنها أطلقت الصاروخ على الطائرة الأوكرانية ما أدى إلى مقتل عشرات الإيرانيين بعد ساعات فقط من قيام حشود المشيعين لقاسم سليماني بفعل نفس الشيء" في إشارة إلى الايرانيين الذين قتلوا بسبب التدافع خلال التشييع. وتضيف الكاتبة أن "قادة إيران محشورون اليوم في الزاوية، رغم أن الحكومة أمضت ثلاثة أيام في محاولات إخفاء مسؤوليتها عن حادث" الطائرة. وتقول الكاتبة إن إيران تشهد منذ سنتين موجات من المظاهرات سواء احتجاجاً على التضخم وغلاء المعيشة بمشاركة الطبقة الفقيرة والطبقة العاملة، أو مظاهرات ضد فرض الحجاب تقوم بها ناشطات ونساء مطالبات بالحرية. وبحسب المقال، فإن "معظم النساء اللواتي شاركن في المظاهرات أما تعرض للسجن أو غادرن البلاد، كما أن المظاهرات قمعت بقوة شديدة، وآخرها كان في تشرين الثاني". لكن حادثة إسقاط الطائرة أثارت احتجاجات غير مسبوقة، كما يرى المقال، فالإيرانيون الذين كانوا على متنها ينتمون إلى الطبقة الوسطى، وهم يعملون أو يدرسون في الجامعات في أمريكا الشمالية وأوروبا. وأشارت الكاتبة إلى أن "أهاليهم وأصدقائهم وأقاربهم الذين زاروهم في إيران ينتمون إلى الأقلية التي كانت صامتة حتى الآن. كما أن هذه الكارثة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لبعض مؤيدي النظام". وفي ما يتعلق بالمصير الذي يمكن أن تؤول إليه الاحتجاجات، تقول الكاتبة "هناك احتمال ضعيف بأن تستمر المظاهرات بحيث تؤدي إلى قلب النظام، الذي أظهر أنه مستعد للرد بعنف". وفي النهاية يخلص المقال إلى أن "السيناريو الأكثر احتمالاً ، وإن كان لا يزال بعيداً، هو أن تقوم جماعات من داخل الأجهزة الأمنية باستغلال الوضع للوصول إلى السلطة".
الفاينانشال تايمز/ خطط ترامب في الشرق الأوسط لا تثير شهية الناتو"/ بي بي سي/ 13- 1- 2020
نشرت الفاينانشال تايمز مقالاً كتبته هيلين واريل بعنوان "خطط ترامب في الشرق الأوسط لا تثير شهية الناتو". وتقول واريل إن ترامب بعد يوم واحد فقط من مطالبته حلف الناتو بتوسيع وجوده في الشرق الأوسط، توصل ترامب إلى اسم للتحالف العسكري بحيث يعكس توسع دوره. وتضيف أن الرئيس الأمريكي قال أمام صحفيين "ناتوم( NATOME)، أليس هذا اسماً جميلاً ومناسباً. الناتو مضاف إليه أنا ( me بالإنجليزية). إنني أجيد اختيار الأسماء، أليس كذلك؟". وتعتقد الكاتبة أن ترامب من غير المنتظر أن ينجح في مسعاه، وتقول "من المرجح أن يصاب ترامب بخيبة أمل بخصوص رغبته في إعادة طرح الناتو كلاعب فعال في حماية المنطقة. ويبدو أن رد حلف الناتو تصالحياً، ولكن يحمل ملامح تحذيرية". وتقول واريل إن فكرة الرئيس الأمريكي، بعد توجيه إيران ضربات ضد قواعد أمريكية في العراق، هي أن على أعضاء الناتو الـ29 أن يتحملوا المزيد من العبء في توفير الاستقرار في المنطقة.
وقد وافق ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف الناتو، بحذر على أن يكون "الحلف أكثر فعالية" في الشرق الأوسط خلال مكالمة هاتفية مع ترامب. إلا أنه في وقت لاحق قلل من أهمية الاقتراحات بأن الناتو يمكنه نشر المزيد من القوات في المنطقة، وبدل ذلك اقترح ستولتنبرغ أن يقوم الحلف "بتمكين القوات المحلية من محاربة الإرهاب بنفسها". وتشير الكاتبة إلى أن هذا ليس سوى أحدث الطلبات التي تتقدم بها واشنطن خلال رئاسة ترامب إلى أعضاء الناتو. ويريد ترامب من الحلف أيضاً "أن ينفق المزيد على شؤون الدفاع، ويعزز جهوده في مكافحة الإرهاب، وأن يتصدى للتهديدات التي يشكلها تصاعد نفوذ الصيني". وتنقل الكاتبة عن اللورد ديفيد ريتشاردز، وهو قائد سابق لقوات الناتو في أفغانستان، ورئيس أركان بريطاني أسبق "ما سيحدث على الأرجح هو أن يتم نقل بعض القادة والقوات وبضع مئات من الجنود المستجدين، وسيكون هذا مفيداً للطرفين من الناحية السياسية، بحيث يمكن القول إن الناتو أصبح أكثر مشاركة - حتى لو كانت النتيجة عسكرياً صغيرة وهامشية".
لكن في حال كان ترامب يدفع بشكل أقوى باتجاه تطور فعال، فتقول الكاتبة إنه سيقابل بالمقاومة. ولكن يبدو أن الرئيس الأمريكي يقترح هذا الأسبوع أن يزيد الناتو وجوده على الأرض بحيث يمكن للقوات الأمريكية أن تبدأ بالانسحاب من العراق، ما يشير إلى أن العلاقات بين واشنطن وبغداد ليست في أفضل حالاتها. وتتابع الكاتبة
"أرسل الناتو قواته إلى أفغانستان عام 2001 لدعم القوات الامريكية بعد هجمات التاسع من أيلول، وكانت النتيجة في أفضل أحوالها، حملة حماية لكن بدون استراتيجية واضحة". وترى الكاتبة أنه بعد عقدين من الزمن من الصعب أن تكون الرغبة في العمل الجماعي أقل مما هي اليوم. فقد تخلى ترامب عن الاتفاق النووي الإيراني، وسمح بتوغل القوات التركية في شمال سوريا، كما أمر مؤخراً باغتيال قاسم سليماني، أقوى قائد عسكري في إيران، ما أشعل التوتر في جميع أنحاء الشرق الأوسط. كما تنقل الكاتبة عن السير توم بيكيت، المبعوث الأمني السابق للمملكة المتحدة إلى العراق والمدير الحالي لمركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط قوله "إن الولايات المتحدة تطلب من الناتو بذل المزيد من الجهد في وقت لم يتم فيه إعلام المملكة المتحدة- أقرب شريك لها - مسبقاً بشأن الهجوم على سليماني".