»

العمل في "المنطقة الرمادية" لمواجهة حروب ايران غير المتناظرة

11 كانون الثاني 2020
العمل في "المنطقة الرمادية" لمواجهة حروب ايران غير المتناظرة
العمل في "المنطقة الرمادية" لمواجهة حروب ايران غير المتناظرة

معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى

قد تعتمد الأساليب البديلة على النشاطات السرية بشكل أكبر فترتكز على المكاسب التراكمية لإحراز  المكاسب عوضًا عن اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد. كما وستحرص على تجنب مخاطر ضبط النفس المفرط والإفراط في القتل. ستتماشى هذه المنهجية مع الرأي العام الأميركي الذي بدوره بات منهكًا من  حروب الشرق الأوسط اللامتناهية كما وستلاقي توافقًا وانسجامًا مع البيئة التشغيلية الإقليمية ومع الاستراتيجية الدفاعية الوطنية للولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى إلى تحويل التركيز ونقل القوات إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة الرمادية
-تعزيز المصداقية وقوة الردع
الردّ على مجسات إيران واستفزازاتها في المنطقة من أجل إظهار أن واشنطن أصبحت الآن أكثر تقبلاً للمخاطر مما كانت عليه في الماضي. وهذا يعني أيضاً عدم عبور الخطوط الحمراء لطهران، لأن هكذا جهود من شأنها أن تحفز ردود فعل أكثر قوة.
الردع عبر اللجوء إلى الأعمال التي يمكن انكارها وعبر فرض العقوبات
يجب على واشنطن ردع ايران عبر فرض العقوبات وعبر تهديد استهداف الأملاك القيّمة حقاً بالنسبة لطهران وإلا ستواصل إيران اختبار دفاعات التحالف دون أن تنال عقاب.
-اللجوء إلى الأعمال السرية إذا أمكن والأعمال العلنية عند الضرورة
على الولايات المتحدة الردّ بشكل عيني على الأفعال الإيرانية، باستخدامها ردود انتقامية غير قاتلة  للرد على أفعال ايران غير القاتلة ولا ينبغي أن تنفذ أي عمليات فتاكة ما لم تُسفَك دماء أمريكية. ومن غير المرجح أن تؤديَ هذه الإجراءات إلى إزعاج الأمريكيين الذين يخشون اندلاع الحرب مع إيران. ينبغي على واشنطن أن تجدد التحذيرات السابقة التي تفيد بأنه في حالة تعرض أحد أفراد الولايات المتحدة للأذى ، فإنها ستستهدف أصول قوة القدس التابع لقوات الحرس الثوري الإسلامي القدرات التي اعتدمت في خلال الحرب ضد تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية.
-اختراق غموض ايران:
أ. قد يتم ردع طهران أحيانًا عندما تقدم أطراف ـأخرى أدلة على تورط ايران في أنشطة نفتها سابقًا أو عبر
نشر الوعي حول هجوم وشيك - على الرغم من أن هكذا تدابير لن تردعها لفترة طويلة.
-الموازنة بين ضبط النفس والتصعيد
ينبغي على واشنطن الردّ بشكل مناسب ولكن غير متوقع على الأفعال الإيرانية مع ضمان استهداف الأصول القيّمة بالنسبة للنظام.
زيادة عدم اليقين، وفرض التكاليف.
يجب أن تكون تكتيكات الولايات المتحدة غير متوقعة  عند قيامها باجراءات فعليها أن توسيع قائمة الاستهداف لتطال  إلى ما هو أبعد من الأصول والأملاك التي يمكن لايران الاستغناء عنها. 
-تغيير هيكليات التحفيز
أ.دائماً ما تكون القوة الإقليمية التي تكافح من أجل بقائها أكثر استعداداً للمخاطرة من قوة عظمى لا تسعى إلا ذلك. وبالتالي، من المهم تجنب حشر طهران في الزاوية.
ب.فقد يعني ذلك تحمّل درجة من التساهل في عقوبات النفط الأمريكية، مما يقلل من حوافز إيران للتورط في أنشطة مزعزعة للاستقرار. ومن شأن [انتهاج] سياسة عقوبات مماثلة أن تكمّل الجهود الرامية إلى إدارة التصعيد بدلاً من أن تقوّضها.
-التمديد وليس التصعيد
 غالباً ما يتمّ تحقيق الميّزة من خلال إحراز مكاسب تدريجية وتراكمية بدلاً من اتخاذ خطوات سريعة وحاسمة. لذلك ينبغي على واشنطن مقاومة الرغبة في التصعيد من أجل تحقيق نتائج سريعة.  وفي الواقع، قد تؤدي مضاعفة حملة الضغط إلى تصعيد الموقف وإحباط أي احتمال للمفاوضات.
-توسيع خيارات المنطقة الرمادية
يجب أن يكون لدى صانعي السياسات مجموعة من خيارات الرد تتجاوز التصعيد.
-الضغط على طهران من اتجاهات متعددة 
 عند مواجهة خصوم متعددين على جبهات متعددة ، قد تقوم إيران بتقسيم أنشطتها على مراحل لتجنب ا التوسّع المفرط وخاصة عندما يكون أحد هؤلاء الخصوم هو الولايات المتحدة. تبعا لذلك ، يجب أن تعمل واشنطن مع شركاء إقليميين مثل إسرائيل التي تستهدف بالفعل أهدافا إيرانية بالاضافة إلى المملكة العربية السعودية للضغط على طهران على عدة جبهات ووضعها أمام مواجهة العديد من المعضلات.
-توسيع دائرة النفوذ
أ. عدم توفر مبرر قانوني للرد عسكريًا على الهجمات التي تستهدف الحلفاء والشركاء الأمريكيين.
ب. يجب أن تعمل الإدارة الأميركية مع الحلفاء والشركاء لتحديد ما يمكنهم القيام به سراً أو علنيًا لمضاعفة ودعم هذه الجهود.
- مواجهة النفوذ الإقليمي 
أ. قد تسعى حملة تهدف إلى إحتواء النفوذ الإقليمي الإيراني إلى عرقلة أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني كمنع توزيع الأسلحة واستهداف منشآت تصنيع الأسلحة الهجومية وتشويه صورة المقاومة في طهران...
ب. حرمان إيران من الدعم الخارجي أي  المجتمعات الشيعية الأجنبية المتعاطفة والمجموعات السنية الشريكة وشن حرب نفسية ضد النظام ومنع نشوء فراغات يمكن لإيران ملئها.
- مواجهة قدرات إيران العسكرية
أ. يجب أن تخسر الجمهورية الإسلامية ثقتها في قدراتها على ردع الولايات المتحدة أو على تهديد المصالح الأمريكية الحيوية أو إنهاء النزاع بشروط تصب في مصلحتها. مما يؤكد على الحاجة إلى تطوير الأسلحة والتكتيكات والأساليب العملياتية لمواجهة استثمارات ايران في قواتها البحرية وصواريخا وطائراتها بدون طيار والميليشيات الموالية لها، فضلاً عن قدراتها الإلكترونية المتنامية
- اللعبة الطويلة: شحذ الاختلافات في الحكم
أ. على الرغم من أن السياسة الأمريكية لا ينبغي أن تعتمد على تغيير النظام في طهران ، إلا أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تشحذ الاختلافات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية التي تهدد استمرارية الجمهورية الإسلامية على المدى الطويل.

الدراسة كاملة باللغة الأجنبية ضمن pdf التالي: