»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 10-1-2020

10 كانون الثاني 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 10-1-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الجمعة 10-1-2020

نيويورك تايمز تنشر فيديو لإصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ بإيران
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقطع فيديو، قالت إنه للحظة إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ في إيران. وقالت الصحيفة إنها تحققت من المقطع، مشيرة إلى أن إصابة الطائرة بالصاروخ جاء بمنطقة باراند بالقرب من مطار طهران الدولية، وهو نفس الموقع الذي توقفت فيه الطائرة عن إرسال إشارات. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الطائرة من المحتمل أنها تعرضت لصاروخ من أنظمة الدفاع الجوي الإيراني بالخطأ، وهو ما أشار إليه تقرير لمجلة نيوزويك. كما صرح رئيس الوزراء الكندي، حيث قتل عدد كبير من مواطنيه في الحادث، بأن لديه معلومات تشير إلى سقوط الطائرة بسبب صاروخ إيراني.
ديلي تلغراف والغارديان البريطانيين: عدم إرسال الطائرة الأوكرانية نداء استغاثة يرجح وقوع حادث عنيف مفاجئ
نشرت ديلي تلغراف مقالا لدافيد ليرمونت المحرر الاستشاري في موقع فلايت غلوبال المختص بتتبع الرحلات الجوية التجارية بعنوان "عدم وجود إشارة استغاثة يرجح وقوع حادث عنيف مفاجئ"، وهو ما أدى إلى سقوط الطائرة الأوكرانية قرب طهران. ويقول ليرمونت إن طاقم الطائرة "التي سقطت بعد 6 دقائق من إقلاعها من مطار طهران الدولي لم يرسل إشارة استغاثة واحدة إلى برج المراقبة قبل اختفائها من شاشات الرصد، وعدم القدرة على التواصل بهذه الدرجة يثير حيرة خبراء الطيران حول تفاصيل ما جرى". ويوضح ليرمونت أنه حتى لو كان سبب تحطم الطائرة هو وجود خلل كبير في المحرك كما رجحت السلطات الأوكرانية في البداية قبل أن تتتراجع لكان هناك متسع من الوقت أمام الطاقم ليخبروا برج المراقبة كما أن هذا الطراز من الطائرات يمكنه التحليق في حال تعطل أحد المحركات. ونشرت الجريدة نفسها تقريرا شارك فيه عدد من مراسليها بعنوان "صواريخ أرض-جو إيرانية أسقطت الطائرة" يشير إلى ان البيانات التي تمتلكها واشنطن توضح أن الطائرة لم تمكث في الجو سوى دقيقتين فقط بعد إقلاعها.
من جانبها، نشرت الغارديان تقريرا لمحرر شؤون الدفاع دان صباغ ومراسلها في العاصمة الأردنية عمان مايكل صافي بعنوان "مسؤولون غربيون يؤكدون أن الطائرة أُسقطت بصاروخ إيراني". ويشير التقرير إلى تصريحات قادة غربيون قالوا إن هناك أدلة تؤكد أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت قرب العاصمة الإيرانية طهران قد أسقطت بصاروخ ربما أطلق عليها من قبيل الخطأ. ويضيف أن رئيسي وزراء كندا وبريطانيا طالبا بتحقيق موسع ودقيق في تفاصيل الحادث الذي أدى إلى مقتل 176 شخصا. ويشير التقرير إلى أن 63 راكبا كانوا يحملون الجنسية الكندية بينما حمل الجنسية الأوكرانية 11 شخصا بينهم 9 من أفراد الطاقم و10 من السويد و7 أفغان و4 بريطانيين و3 ألمان. ويضيف أن الطائرة سقطت فوق مزرعة على تخوم العاصمة طهران بعد ساعات من إطلاق إيران عدة صواريخ على قاعدتين أمريكيتين في العراق انتقاما لاغتيال قاسم سليماني وأن الكشف عن احتمالية تعرض الطائرة للقصف بصاروخ إيراني قد يؤدي إلى الكثير من التبعات. ويقول التقرير إنه ينبغي على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يعيد تقدير تبعات اغتيال سليماني وهو التصعيد الذي دفع بالمنطقة إلى حافة الحرب.ويشير التقرير إلى ان الاشتباه في أن الطائرة استهدفت بصاروخ أرض- جو جاء بعدما نشر ناشطون إيرانيون صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لحطام صاروخ ربما يكون هو الذي أصاب الطائرة. وينقل التقرير عن شركة أي إتش إس ماركت البريطانية قولها تعليقا على الصور إن "الطائرة في الغالب أُسقطت بطريق الخطأ بواسطة صاروخ". وأضافت الشركة أن الصور تظهر حطاما لصاروخ روسي الصنع يمتلكه الحرس الثوري الإيراني. ويشير التقرير إلى أن أوكرانيا سوف ترسل إلى إيران عددا من المحققين الذين شاركوا في التحقيقات في إسقاط الطائرة الماليزية فوق الأراضي الأوكرانية عام 2014 حتى يساهموا في كشف الحقيقة في أسرع وقت ممكن.
ميدل إيست آي:هكذا تبدو المليشيات الشيعية بالعراق بعد اغتيال المهندس
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، يتحدث فيه عن الأوضاع التي تعيشها الفصائل الشيعية العراقية، بعد الاغتيالات التي استهدفت قادتها يوم الجمعة. ويكشف الموقع عن أن الفصائل الشيعية العراقية تعيش حالة من الفوضى بعد الاغتيالات لقادتها، رغم تعهد القادة العسكريين للحشد الشعبي بالرد على عملية اغتيال نائب رئيسها أبي مهدي المهندس وقائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليماني.  وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن قادة شيعيين، قولهم إن هذه الفصائل لم تكن قادرة على ضرب القوات الأمريكية في العراق بعد عملية الاغتيال التي تمت يوم الجمعة خارج مطار بغداد الدولي، مشيرا إلى قول قيادي شيعي: "فاجأت العملية الفصائل العراقية المسلحة، التي عدتها خرقا لقواعد الاشتباك الدولي وتهديدا لها على أراضيها".  ويورد الموقع نقلا عن مسؤول بارز في الحشد الشعبي، قوله بعد الرد الانتقامي الذي قامت به إيران يوم الأربعاء ضد قواعد عسكرية في العراق، إن الوقت قد حان لـ"رد عراقي"، وقال زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، في تغريدة: "لن يكون هذا الرد أقل حجما من الرد الإيراني".  ويشير التقرير إلى أن الموقع علم أنه في الوقت الذي كانت تشن فيه إيران الهجمات على القواعد العسكرية، فإن الحرس الثوري عقد اجتماعا مع الجماعات العربية المسلحة المرتبطة به، استمر لمدة 4 ساعات، للبحث في الخطوات المرتبطة بالرد الأمريكي، مستدركا بأن قادة الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران أخبروا "ميدل إيست آي" أن خسارة قائدين يعني أنهم باتوا في حالة شلل وغير قادرين على الانتقام وتحمل ردود الأفعال الأمريكية.
وينقل الموقع عن قيادي كان مقربا من سليماني والمهندس، قوله: "ما حدث كان مفاجئا وكابوسا، وفقدان رجلين في وقت واحد كان صدمة لنا جميعا"، وأضاف أن "طريقة القتل والمكان والتوقيت كانت جميعها أمورا رهيبة ومؤلمة ومخيفة".  ويفيد التقرير بأنه في الوقت الذي ينظر فيه إلى سليماني على أنه بطل قاد بصفته مسؤولا عن فيلق القدس في الحرس الثوري، الفصائل المسلحة التي تقاتل نيابة عن طهران في الشرق الأوسط جميعها، إلا أن المهندس كان بمثابة العراب للمقاتلين العراقيين، الذي أنشأ معظم الفصائل المسلحة، مشيرا إلى أن القائدين عملا بمثابة البوصلة التي تحدد إرشادات وتوجيهات المهام والاستراتيجيات للجماعات التي تدعمها إيران في العراق، وأدى اغتيالهما إلى فقدان الثقة والقدرة على العمل معا، بحسب مصادر تحدث إليها الموقع. ويورد الموقع نقلا عن سياسي شيعي بارز، قوله: "تعد الجماعات التي تدعمها إيران مجرد منفذة للأوامر، ولا رأي لها، وليس لديها مشروع خاص بها"، وأضاف أن "المشروع العقائدي الذي تزعم الجماعات أنها تتبناه هو مجرد خيال وغير واقعي، ويفتقد للأبعاد الجيوسياسية والجداول الزمنية، وظل يحدد أبعاد هذا المشروع سليماني والمهندس".
 ويقول السياسي الشيعي: "تتمحور هذه الفصائل حول محورين: أبي مهدي المهندس وسليماني، بصفتهما ممثلين عن ولي الفقيه، وكان الرجلان هما من يعطي الأوامر والثقة ويحددان الأهداف.. المشكلة الآن هي أن العلاقات بين الرجلين كانت شخصية ومباشرة.. وفي ظل غياب سليماني والمهندس فقدت هذه الجماعات توازنها وبوصلتها التي تحدد اتجاهها". ويلفت التقرير إلى أن المهندس كان من أكثر الرجال المطلوبين لأمريكا؛ لاتهامه بتفجير السفارة الأمريكية والفرنسية في الكويت، ونظر إليه على أنه أكثر رجال إيران تأثيرا في العراق، وعرف بنائب الحشد الشعبي، لكنه في الواقع لم يتول أي منصب في الحكومة منذ أيلول، عندما قام رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بإعادة هيكلة الحشد الشعبي، وقلل من دور نائبه، وبعدها عرض عبد المهدي على المهندس قيادة أركان الحشد الشعبي، وهو ما رفضه ورفض تطبيق أوامره، وواصل التصرف وكأن أمرا لم يحدث.  ويستدرك الموقع بأنه رغم خسارته الدعم المالي والإداري من الحكومة، إلا أن تأثير المهندس استمر داخل صفوف الحشد بطريقة لم تكن فيها الحكومة قادرة فيها على السيطرة أو دفعه لتطبيق أوامرها، مشيرا إلى أنه خلال الأشهر الأربعة الماضية فإن قائد الحشد فالح الفياض مثل الحكومة، وظل يصدر بيانات من فترة لأخرى، وينكر فيها مواقف المهندس التي أحرجت الحكومة.
ويجد التقرير أنه رغم إحباط الحكومة، إلا أن المهندس وشخصيته القوية وتحديه لمعارضيه، هو ما جذب إليه المقاتلين واتباع أوامره، مشيرة إلى أنه من أجل الحفاظ على السلطة، فإن المهندس رفض المشاركة في السلطة، وأرغم أي شخص حاول تحديه أو منافسته على الخروج. وينقل الموقع عن ضابط بارز في الحشد، قوله إن "المهندس كان بمثابة ضابط إيقاع للفصائل المسلحة، وكان يعرف كيفية التعامل معها، ويوجهها إلى الاتجاه الذي يريده أو إجبارها على عمل ما يريده".. أبقى الشؤون المالية والإدارية والعسكرية في يديه للسيطرة على كل شيء حوله".  ويبين التقرير أنه لهذا السبب فإن القادة يقولون بأن من الصعب استبدال القائدين، مشيرا إلى أن الحشد الشعبي، الذي أنشئ لمواجهة قوات تنظيم الدولة بعد انهيار الجيش العراقي عام 2014، يعد مظلة تجمع جماعات مثل منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب الحق، وقوامه 140 ألف مقاتل، وبميزانية ملياري دولار في العام.  وينوه الموقع إلى أن المهندس استخدم الحشد الشعبي وسيلة للحفاظ على السيطرة، وقال قياديون إن المهندس حصل على ولاء بعض الفصائل من خلال منحها العقود، أو حرف النظر عن سرقتها لرواتب المقاتلين، فيما حرم الفصائل الأخرى من الأموال والمعدات والسلاح عندما تجرأت على مواجهة أوامره.  ويستدرك التقرير بأن سياسة العصا والجزرة التي استخدمها المهندس تركت آثارا سلبية، وبدأت بالظهور حتى قبل مقتله، ما يجعل من الصعوبة على هذه الفصائل التعاون معا بعد رحيله، لافتا إلى أن هذا هو الحال لأن معظم الفصائل التي تملك أكبر عدد من المقاتلين والإنجازات ولديها الثقل تم استبعادها من المناصب القيادية في الحشد، التي تم منحها للقيادات الموالية له.
ويورد الموقع نقلا عن القيادي البارز، قوله إن التنافس على المناصب سيبقي الجماعات في حالة خصام، ما سيعقد من مهمة اختيار خليفة للمهندس، وأضاف القيادي البارز: "مثلا، قام المهندس بوضع خمس إدارات في الحشد تحت سيطرة صهره، فيما تم تسليم مناصب قيادية بارزة أخرى لشخصيات مقربة منه، وهذه كلها المناصب التي سيتم التنافس عليها".وقال القيادي البارز للموقع إن التنافس على السيطرة بين الجماعات التي تدعمها إيران وتلك الموالية  للمرجعية العراقية آية الله السيستاني قوي جدا، ولم يستبعد اندلاع نزاعات حقيقية بين هذه الفصائل، وقال: "لو لم يكن هناك قتال فسيكون هناك نزاع بين قادة الفصائل، وبالطبع فإن هذا سيضعف هذا الجميع".  ويشير التقرير إلى أن محاولات الحفاظ على التأثير الإيراني في الحشد الشعبي بدأت مبكرا، فبعد أقل من 24 ساعة من مقتل المهندس، عقد عدد من قادة الفصائل العسكرية والسياسية اجتماعا في بغداد، واتفقوا على ترشيح زعيم منظمة بدر، هادي العامري، ليحل محل المهندس، بصفة قائد للحشد لا نائبا له.  وينقل الموقع عن زعيم حضر اللقاء، قوله: "تحتاج الفصائل لرجل تجتمع حوله، وفي الوقت الحالي ليس هناك سوى العامري"، لكن "شخصية العامري ليست قوية مثل المهندس، لكن ليس لدينا بديل في الوقت الحالي، ولهذا وافقنا على ترشيحه ليتولى منصب رئيس الحشد؛ لأنه ليس من المعقول أن يعمل العامري تحت إشراف الفياض"، وأضاف أن الفياض يعد ضعيفا، "وعليه الرحيل، ويمكن لعبد المهدي التوقيع على مرسوم في أيام".
ويلفت التقرير إلى أن وضع الحشد الشعبي لا يتعلق فقط بالبحث عن بديل للمهندس، لكن دقة الاستهداف والظروف التي رافقت القتل التي جعلت قادة الجماعات الشيعية المدعومة من إيران يخشون على الأمن داخل فصائلهم، ومن أن أمريكا اخترقت صفوفهم بعمق وستقوم بتجميدهم واحدا تلو الآخر.  ويقول الموقع إنه في محاولة لشراء الوقت، وتهدئة أفرادهم، والحفاظ على ماء الوجه، فإنهم قاموا يوم الأحد بالضغط على البرلمان من أجل إصدار قرار يدعو لطرد القوات الأمريكية من العراق، مستدركا بأنه رغم تحذيرات عبد المهدي من تداعيات إخراج القوات الأجنبية من العراق، خاصة أمريكا، إلا أن البرلمان مضى وصوت يوم الأحد، ما منح القادة فرصة لتهدئة مشاعر مقاتليهم وإعادة تجميعها.  ويورد التقرير نقلا عن قائد جماعة تدعمها إيران، قولها: "كان هدف هذا القرار هو نزع فتيل الأزمة قبل أن تتورط جماعة في أمر لا يمكن التعامل معه لاحقا"، وأضاف: "كان الغضب عظيما والصدمة قاسية ومؤلمة على الجميع، وهو ما شتتنا وأفقدنا التركيز، بالإضافة إلى أن الوضع الحالي والتهديدات المستمرة من أمريكا شلت القادة".  ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول قائد الجماعة: "نحن بحاجة لوقت للحداد، ولنجمع أنفسنا ونوحد قوانا، وبعدها نقرر خطوتنا المقبلة، فالمبادرة هي في أيدينا حاليا، ولا نريد فقدانها من خلال عمليات عاطفية غير مهمة وعلى قاعدة محدودة".
الغارديان البريطانية: كيف حقق ترامب باغتيال سليماني المستحيل لإيران؟
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للزميلة في مؤسسة "سنتشري/ القرن" للدراسات دينا إسفندياري، تقول فيه إن اغتيال البطل القومي وحد حكومة إيران المنقسمة وشعبها المنهك واليائس. وتبدأ إسفندياري مقالها بالقول إنه "بالنسبة للإيرانيين فإن اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، كان مفاجأة عميقة، فقد كان سليماني أحد أكثر الرجال تأثيرا ونفوذا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكان لديه نفوذ أكثر من الرئيس، وكان يتحدث إلى الفصائل جميعها، ولديه خط مباشر مع المرشد الأعلى".  وتجد الكاتبة أن "الأهم من ذلك هو أنه كانت له شعبية بين عامة الناس، فأظهر استطلاع تم إجراؤه عندما كانت المعركة محتدمة ضد تنظيم الدولة، بأن 73% من الإيرانيين ينظرون إليه بإيجابية، ومع ذلك فإن الجماهير الكبيرة التي خرجت للشارع في المدن في أنحاء إيران فاقت التوقعات".  وترى إسفندياري أنه "من ناحية أخرى فإن مظاهر الوحدة ليست مفاجئة، فإيران -كغيرها من البلدان- بلد وطنية وفخورة، ويميل شعبها إلى التخلي عن خلافاتهم عندما يواجهون عدوا خارجيا". وتفيد الكاتبة بأن "الشعب يشعر بالضغط بسبب حملة ترامب (الضغط الأقصى) مع غياب احتمال التحسن، وتضاف إلى ذلك حالة الاستياء العامة، ما أدى إلى مظاهرات كبيرة في تشرين الثاني 2019، وفاجأت هذه المظاهرات الحكومة، لكن ذلك لم يمنعها من القيام بسحق تلك المظاهرات، وفرض حظر على استخدام الإنترنت لمدة خمسة أيام".   وتشير إسفندياري إلى أن "ذلك الرد، كما هو متوقع، زاد من حالة الاستياء، لكن اغتيال ترامب لسليماني، جعل ذلك يأخذ أولوية أقل، وبدلا من ذلك تبنى الإيرانيون مقاربة (الشيطان الذي تعرفه أفضل)، واتحدوا على مدى الطيف حتى لدرجة الوقوف خلف حكومتهم لأجل منع المزيد من الاعتداء الأمريكي".
 وتبين الكاتبة أن "هذا يعني أنه بالرغم من أن خسارة سليماني تعد صفعة كبيرة لإيران، إلا أن الضربة الأمريكية كانت بشكل ما هدية للحكومة الإيرانية، ولم تكن لتحلم في أن تحقق مثل هذه الوحدة في أوقات صعبة". وتؤكد إسفندياري أن "الاغتيال أدى إلى توحيد النخبة المنقسمة، على الأقل في الوقت الحالي، فقد تحدثت الزعامات المحافظة والإصلاحية بصوت واحد، من المرشد الأعلى الذي تعهد بالرد، إلى المرشح الرئاسي السابق عن الحركة الخضراء، مهدي خروبي، الذي لا يزال خاضعا للإقامة الجبرية، والذي أعرب عن تعازيه، وحتى أن وزير الخارجية السابق في عهد الشاه، أردشير زاهدي، وصف سليماني بأنه (جندي شريف ووطني وكان ابن إيران)". وتلفت الكاتبة إلى أن "انسحاب أمريكا من الاتفاقية النووية أدى إلى إجبار المعتدلين على التشدد في مواقفهم، فمثلا لم يكن بإمكان إدارة روحاني أن تؤيد الحوار مع أمريكا، وبدلا من ذلك كانت تدعو بحذر للحوار بشرط رفع العقوبات مسبقا، واليوم حتى هذا أصبح صعبا، فمن في المؤسسة السياسية مستعد لأن يستهلك رصيده السياسي في الدعوة للتقارب مع أمريكا بعد ما فعلته، والأهم بعد مستوى الحزن العام الذي ساد البلد؟ والجواب سهل: لا أحد".  وتجد إسفندياري أنه "من خلال قتله سليماني، فإن ترامب استطاع أن ينجز ما لم يظن أحد من النخبة الإيرانية أن إنجازه ممكن: فقد وحد الشعب الإيراني المحطم والمرهق واليائس في مظاهرات عكست تلك الوحدة".وتختم الكاتبة مقالها بالقول: "مع أن هذه المشاهد بعيدة البعد كله من أن تكون إعلان دعم للجمهورية الإسلامية، إلا أنها رسالة مهمة للعالم: الإيرانيون سيقفون مع حكومتهم في وجه أي تهديدات خارجية".
بوليتيكو: لماذا يتجنب حلفاء ترامب بالمنطقة مواجهة إيران؟
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا للصحافية ناهال توسي، تقول فيه إن حلفاء ترامب في الشرق الأوسط حثوا أمريكا على اتخاذ مواقف أكثر تشددا من إيران، وانتقدوا قرارها بتوقيع اتفاق نووي مع طهران، وفرحوا عندما فاز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ويشير التقرير، إلى أن أقرب حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط يقومون الآن عمليا بمحاولة الاختباء، لافتا إلى أن أمريكا قامت في الأيام الأخيرة باغتيال اللواء الإيراني قاسم سليماني، وردت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ على قاعدة أمريكية في العراق، فبدأت إسرائيل ودول الخليج بالتعبير عن آراء غير آرائها السابقة التي أدت إلى الصدام. وتذكر توسي أن المسؤولين دعوا إلى "ضبط النفس" لتجنب "تفاقم الوضع"، وشددت الإمارات العربية المتحدة على "أهمية الحوار والحلول السياسية"، وحتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي مدح علنا قرار ترامب اغتيال سليماني، قال لمستشاريه سرا إن القتل "ليس شأنا إسرائيليا بل هو شأن أمريكي.. لم نكن متورطين فيه ولا يجب أن نجر إليه"، بحسب تقارير إعلامية إسرائيلية.
وتجد المجلة أن هذا الحذر من شركاء أمريكا لافت للنظر، إذا ما تم الأخذ في عين الاعتبار دعواتهم السابقة لأمريكا "لقطع رأس الحية" في طهران، بما في ذلك عن طريق قصف المواقع النووية الإيرانية. ويبين التقرير أن ذلك تعكسه التهديدات الإيرانية الموجهة والاعتراف بأن حربا قد تقلب اقتصاداتهم رأسا على عقب وتهدد حكوماتهم، ويشير أيضا إلى عدم التأكد من أن ترامب، الذي اشتهر عنه التقلب، سيقف إلى جانبهم على المدى الطويل.  وتنقل الكاتبة عن المحللة لدى معهد دول الخليج العربية في واشنطن، كريستين ديوان، قولها: "إنه اختبار للواقع". وتلفت المجلة إلى أن مسؤولا عربيا شدد على أنه بالرغم من أن الرياض وغيرها أرادوا موقفا صلبا من أمريكا، لكنهم لم يريدوا أبدا الحرب، وقال المسؤول: "نحن نفكر في أنفسنا.. لقد كانت إيران قوة زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، لكنها جارة علينا التعايش معها". ويفيد التقرير بأن المخاوف بالنسبة لدول الشرق الأوسط هذه، التي تنفق بعضها أموالا كبيرة على شركات الضغط السياسي في واشنطن، قد تكون أثرت على قرار ترامب يوم الأربعاء بعد القيام بعمل عسكري مباشر؛ ردا على وابل الصواريخ الذي أطلقته إيران قبل ساعات.
وتنوه توسي إلى أنه في الأيام التي اتبعت الغارة التي قتلت سليماني، تواصل المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم في إسرائيل ودول الخليج، واستضاف ترامب هذا الأسبوع مسؤولي دفاع سعوديين في واشنطن، وهو اجتماع لم يعلن عنه البيت الأبيض حتى أعلنت عنه الرياض. ويورد التقرير نقلا عن شخص على اطلاع داخل البلاط الملكي السعودي، قوله في رسالة نصية لـ"بوليتيكو": "دول الخليج قلقة (بشكل أقل الآن بعد سليماني) بأن أمريكا ستتخلى عنهم عندما تصبح الأمور أصعب".
ستراتفور وتايمز: هذه لعبة النفس الطويل التي تريدها إيران
اتفقت اثنتان من وسائل الإعلام الغربية البارزة على أن إيران لن تتخلى عن صراعها مع الولايات المتحدة، وستنتهج سياسة النفس الطويل لطردها من منطقة الشرق الأوسط. وقال موقع ستراتفور الأميركي المتخصص في الاستخبارات الجيوسياسية إنه إذا كان للنظام الإيراني من هدف واحد ثابت منذ العام 1979، فهو البقاء. وقد كان هذا النظام موجودا بشكل أساسي في وضع إدارة الأزمات، سواء كان يقاتل العراق في الحرب الإيرانية العراقية أو يتغلب على العقوبات الأميركية الأخيرة. واليوم، هناك مسألتان مترابطتان تعتبرهما إيران ضروريتين لبقائها على المدى الطويل وهما: صحتها الاقتصادية وإستراتيجيتها الإقليمية في العراق والشام، وفقا للموقع. وأردف أن إيران لم يكن لديها خيار سوى الرد علنا على قرار الولايات المتحدة قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، لكنه رجّح أن تعود الآن إلى إستراتيجية "حافة الهاوية المحسوبة" بدلا من الهجمات المباشرة على القوات الأميركية. وأضاف الموقع أن رد إيران كان محدودا لأنها لا تريد أن يؤدي انتقامها إلى تعطيل لعبتها الشاملة الطويلة الأجل في الشرق الأوسط. وتابع أن إيران تجد نفسها بين حالتين يصعب تحقيق توازن بينهما وهما: الحاجة إلى مواصلة إستراتيجيتها الإقليمية "العدوانية" لمواجهة الولايات المتحدة، والحاجة إلى تخفيف العقوبات من واشنطن في نهاية المطاف. وأوضح أن طهران ستسعى لتقويض العلاقات الأميركية مع العراق كمرحلة أولى من مراحل سحب القوات الأميركية من المنطقة في نهاية المطاف، لذلك ستحاول إبقاء النزاع محصورا في مسارحها الحالية، مثل العراق. وبالنظر إلى أن المليشيات العراقية المدعومة من إيران وعدت بردها الخاص على عملية سليماني، وأن السياسيين العراقيين المدعومين من إيران متمسكون بقوة بطرد القوات الأميركية من البلاد، فإن هذا على الأرجح ستتم ترجمته بمزيد من العنف والتصعيد في العراق، وربما في أماكن أخرى قريبة.
ولم يستبعد الموقع أن تضع الأولويتان الإيرانيتان -أي ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية والحفاظ على نفوذها في المنطقة- طهران في مأزق، ورجّح أن تختار إيران حاليا التخفيف من وضعها الاقتصادي القاسي من خلال الخضوع لمطالب الولايات المتحدة والانسحاب من الشرق الأوسط الكبير. ومع ذلك، يعود الموقع ليقول إن الرد الإيراني المحدود على اغتيال سليماني، يوحي بأنها مصممة على مواصلة مسيرتها في إستراتيجية يدفع فيها الضغط المستمر على واشنطن في جميع أنحاء الشرق الأوسط أميركا إلى تخفيف القيود المفروضة على الاقتصاد الإيراني. وأوضح أن هذا الضغط الإيراني المرجّح على أميركا سيتم من خلال حلفاء طهران ووكلائها الإقليميين، وبذلك يمكن لإيران أن تحافظ على حالة إنكار معقول لأي هجمات تضر بالمصالح الأميركية كجزء من محاولتها تقويض العلاقات الأميركية مع دول مثل العراق. وقال ستراتفور إن من شبه المؤكد أن إيران لا تريد إثارة حرب مع أميركا الآن أو في المستقبل القريب، لكن إذا لم تخفف واشنطن من عقوباتها الاقتصادية على إيران فستتسبب طهران وحلفاؤها بتكلفة كبيرة على أميركا وحلفائها ومصالحهم المشتركة في الشرق الأوسط.
في السياق نفسه، تقول صحيفة "تايمز" البريطانية إن الرد الصاروخي الإيراني على مقتل سليماني يشير إلى أن إيران ستقاتل على جبهات أخرى، واصفة هذا الرد بالمحاولة المسرحية لتسوية الحسابات مع أميركا. وأضافت الصحيفة أن الصراع الإيراني مع أميركا لم ينته بعد، لكنه سيتم من قبل إيران دون مواجهة مباشرة، لافتة إلى أن مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي عبر عن ذلك حين قال "المهم بالإضافة إلى الانتقام، هو إنهاء الوجود الفاسد للولايات المتحدة في المنطقة". واستمرت تايمز تقول إن إيران لن تكون راضية حتى تسحب الولايات المتحدة وجميع الدول الغربية قواتها من الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الغاية تعتزم إيران نشر "الجيوش العميلة" التي جندها سليماني ودربها في جميع أنحاء المنطقة، وستكون ساحة المعركة الرئيسية هي العراق. وتحت ستار الانتقام لموت سليماني، تعتزم إيران رفع التكلفة السياسية للبقاء في جوارها.