»

تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 7-1-2020

07 كانون الثاني 2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 7-1-2020
تقرير الصحف والمواقع الأجنبية ليوم الثلاثاء 7-1-2020

فورين بوليسي: الولايات المتحدة ترفض منح تأشيرة لوزير الخارجية الإيراني، والولايات المتحدة هي المفسد الرئيسي في المنطقة/ العلاقات الإعلامية/ 7- 1- 2020
هيمن اغتيال اللواء قاسم سليماني وتبعاته  بشكل كامل على المواضيع التي نشرها موقع مجلة فورين بوليسي الأميركية هذا الاسبوع، واشارت في احدثها أن الولايات المتحدة رفضت منح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تأشيرة لحضور اجتماع مقرر لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، يوم الخميس 9 كانون الثاني، وذلك ضمن حالة التوتر الشديدة بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، بغارة أمريكية. ونقلت المجلة الأمريكية عن ثلاثة مصادر دبلوماسية، اليوم الثلاثاء، أن ظريف طلب الحصول على تأشيرة للولايات المتحدة قبل أسابيع لحضور الاجتماع، الذي سيكون الأول في مجلس الأمن بعد مقتل سليماني.
وفي موضوع آخر، رأت المجلة في تقرير لدانيال بايمن أن قائد قوة القدس كان رجلا مهما لكن استبداله ليس مستحيلا. الكاتب الذي اعتبر اهمية سليماني موازية لقائد العمليات المشتركة الخاصة ومدير وكالة المخابرات المركزية ووزير الخارجية الايراني الحقيقي، اشار الى أن خلف سليماني اسماعيل قآني الذي يتمتع بمهارات ومواهب مختلفة سيرث الشبكات والمؤسسات الموجودة حاليا والتي لم تعتمد بشكل حصري على الرجل الذي ساهم في بنائها. وفيما استبعد بايمن مقارنة بأسامة بن لادن وابو بكر البغدادي لاعتماد الحركات السنية على قادتها بشكل حصري، فإنه شبه اغتيال سليماني باغتيال السيد عباس الموسوي في لبنان مشيرا الى ان ايران والحرس الثوري الايواني يحملان طابعا مؤسساتيا، على غرار حزب الله، ذو "الطابع المؤسساتي الجيد والقاعدة العميقة من القادة ذوي الخبرة"، حيث تبين أن سلف الموسوي، حسن نصر الله، هو أحد أكثر القادة الكاريزماتيين كفاءة في عصرنا. وخلص بايمن الى انه رغم توسيع الحرس الثوري الإيراني شبكاته في الشرق الأوسط والعالم في عهد سليماني، إلا أن الأخير لم يدر كل أو حتى معظم الشبكات على أساس يومي، تاركًا ذلك لأتباعه، بما في ذلك قاني، الذي كان ناشطًا في أفغانستان وغيرها من المسارح. وختم بالقول إن مقتل سليماني هو ضربة لقوات الحرس الثوري الإيراني وقدرات إيران الشاملة، لكنه سيكون من الخطأ الافتراض أن موت قائد عسكري واحد ، مهما كان مروعًا، سيغير بشكل كبير إما سياسات إيران أو قدرتها على إحداث الفوضى في جميع أنحاء العالم.
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، ستيفن والت، كتب في المجلة نفسها يقول إنه لم يمض أقل من أسبوع على عام 2020 واستطاع الرئيس دونالد ترامب ان يورط نفسه في أزمة أخرى، خطيرة ولا طائل منها، مع إيران.  وقال والت إن "هذه النتيجة شبه الحتمية لنهج ترامب تجاه الشرق الأوسط بشكل عام (ولإيران على وجه التحديد)، الذي يفتقر إلى الرؤية السليمة. ويرى والت أن "منطق رد طهران مباشر ومتوقع: إن كانت أمريكا تريد جعل الحياة صعبة لإيران فإن قيادات إيران سيثبتون أن بإمكانهم جعل الحياة صعبة بالنسبة لأمريكا أيضا، ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من تفكير استراتيجي بسيط لتوقع رد فعل إيران وإدراك أن الضغط من جانب واحد لن يؤتي أكله". ويقول والت: "لفهم كيف تنظر إيران إلى مسلسل الأحداث، فكر في كيفية رد أمريكا لو قام عدو أجنبي بقتل عضو في هيئة الأركان المشتركة أو رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، أو ربما نائب الرئيس، ما كانت واشنطن لتتجاهل حدثا كهذا، وقول هذا ليس دفاعا عن سليماني، الذي كان في المقاييس كلها عدوا لدودا لأمريكا، لكن لطرح السؤال الاستراتيجي الصحيح: هل يخدم اغتيال مسؤول كبير في حكومة أجنبية المصالح القومية؟ وهل سيجعل هذا الفعل الأمريكيين أكثر أمنا وثراء، أو يزيد من نفوذهم حول العالم؟ والجواب على السؤالين هو لا".  ..ويلفت الكاتب إلى أنه "ابتداء، فإن إيران سترد بكل تأكيد، كما كانت أمريكا ستفعل لو كان الوضع معكوسا، وسيقوم النظام الإيراني بفعل ذلك في الوقت والوسيلة اللذين يختارهما، وبطريقة تضاعف الألم والأثر السياسي، وثانيا، فإن الاغتيال سيشعل القومية الإيرانية، ويقوي القوى المتشددة في إيران، ما يقلل من احتمال تغير النظام، وثالثا فإن اغتيال سليماني على الأراضي العراقية انتهاك للسيادة العراقية جعل حكومته في وضع أسوأ مما هي عليه، ورابعا فإن ترامب أعطى إيران حافزا أكبر للحصول على الأسلحة النووية، وهي خطوة قد تضطر واشنطن للذهاب إلى حرب شاملة، أو تتراجع وتقبل بقنبلة ذرية إيرانية، وهذا كله مع بلد لديها نزاعات خطيرة مع شركاء أمريكا الإقليميين، لكنها لا تهدد أمن ولا رفاه أمريكا ذاتها بأي شكل من الأشكال".  ويقول الكاتب: "باختصار، فإن سياسة إدارة ترامب بخصوص إيران -بما في ذلك هذه الحادثة الأخيرة- تبدو وكأنها خالية من أي منطق أو هدف استراتيجي".
وفيما رأت المجلة في موضوع منفصل ان مقتل سليماني قد وحد الايرانيين، كتبت تريتا بارسي تقول ان الشرق الاوسط هو اكثر استقرارا عندما تبقى الولايات المتحدة بعيدة عنه، وانه كما يظهر اغتيال سليماني فإن الولايات المتحدة هي المفسد الرئيسي في المنطقة.
وول ستريت جورنال: مقتل سليماني يوحد الشيعة/ العلاقات الإعلامية/ 7- 1- 2020
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية إن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني وحد الشيعة المنقسمين في العراق على التصويت على دعوة القوات الأجنبية لمغادرة البلاد الامر الذي يعكس التحول الديناميكي الحاصل بعد الضربة الأمريكية . واضافت الصحيفة إن موت سليماني عزز ايضا المشاعر المعادية للولايات المتحدة في ايران وشجع طهران على التهديد بالانتقام.
ميدل إيست آي: آخر تحركات سليماني/ عربي 21/ 6- 1- 2020
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن تفاصيل تعقب آخر تحركات، قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، والتي أدت إلى اغتياله بغارات أمريكية قرب المطار الدولي بالعاصمة العراقية بغداد. ويعتقد القائد في حزب الله أن سليماني تعرض للخيانة قبل اغتياله، مضيفا: "يبدو أن سليماني كان يخضع للمراقبة عن كثب منذ اللحظة التي وصل فيها إلى دمشق قادما من طهران الخميس الماضي الثاني من كانون الثاني ، وحتى لحظة اغتياله في بغداد، فجر الجمعة الماضي".  وأشار المصدر إلى أن سليماني وصل إلى مطار دمشق، صباح الخميس الماضي، وأنه لم يلتقِ أحدا في العاصمة السورية أبدا، بل انتقل مباشرة من الطائرة إلى سيارة أقلته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث التقى هناك بالأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وتباحثا التطورات الأخيرة في العراق بعد الغارة الجوية الأمريكية على مواقع كتائب حزب الله العراقي.
وهدف سليماني من لقائه بنصر الله إلى "حل المشاكل القائمة بين الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران بالمنطقة، والمساعدة في تنسيق عملها كي يتم تجهيزها لأي مواجهة محتملة مع الولايات المتحدة"، مضيفا "لم يستغرق اللقاء أكثر من بعض ساعات ليعود سليماني أدراجه لدمشق تحت    احتياطات أمنية مشددة". وكشف المصدر بأن "سليماني وصل إلى مطار دمشق ركب على متن طائرة "أجنحة الشام" في رحلتها المتجهة إلى بغداد، وذلك من ضمن الركاب العاديين، مشيرا إلى أنه "كان من المفترض للرحلة أن تنطلق في تمام الساعة الثامنة والثلث مساء، لكنها تأخرت لسبب مجهول حتى الساعة العاشرة والنصف، وذلك بحسب البيانات العامة لشركة الطيران". وأشار إلى أن أبو مهدي المهندس، نائب قائد قوات الحشد الشعبي العراقية شبه العسكرية الموجود في بغداد، تلقى أنباء في الوقت ذاته تقريبا تفيد بأن سليماني قد يهبط في الأراضي العراقية قريبا، ولم تتضمن المعلومات سوى اسم شركة الطيران وموعد الوصول. واستدعى المهندس، بشكل اضطراري، محمد رضا مساعده المقرب والمسؤول عن تشريفات الحشد الشعبي في المطار، وأمره بقيادة السيارة إلى بوابة المطار والاستعداد لوصول ضيف مهم.
ويشير "ميدل إيست آي" إلى أن مطار بغداد الدولي يخضع لتدابير أمنية مشددة منذ عام 2003، وتدير الأمن داخله شركة “جي 4 أس” (G4S) البريطانية، تحت إشراف أجهزة المخابرات والأمن القومي العراقية، في حين أن قوات مكافحة الإرهاب العراقية هي المسؤولة عن تأمين محيط المطار ومجاله الجوي والطرق المؤدية إليه بالتعاون مع الولايات المتحدة. وأضاف أن "التدابير الأمنية تلزم الركاب العاديين بالمرور عبر حواجز أمنية عدة منتشرة على طريق بطول 10 كلم أثناء دخولهم وخروجهم، ويمتد من ميدان عباس بن فرناس وحتى آخر نقطة يمكن للسيارات الشخصية بلوغها، حيث تقع صالات المغادرة". ونوه إلى أن "الشخصيات الدبلوماسية والخاصة التي ترافقها حاشية يسمح لها بالعبور من ممر كبار الزوار، والذي لا يتطلب سوى إعلام الحاجز الأمني بهوية المسافرين وتفاصيل السيارة، مضيفا بأن "أي معلومات تصل إلى ذلك الحاجز الأمني تجري مشاركتها على الفور مع أمن المطار والأمن القومي والمخابرات وشركة "جي 4 أس" البريطانية".
وبحسب الموقع فإن "أبو مهدي المهندس اتخذ احتياطات أمنية مشددة قبل لقاء سليماني، لكنه على الأغلب لم يكن على دراية تامة أن الأميركيين تتبعوه طوال سنوات، وأنه لم يكن يخفى على أحد أنه لم يكن برفقة رضا في السيارة سوى المهندس". ونقل عن قادة مقربين للمهندس قولهم إنه "كان من المعروف جيدا أيضا أن قائد الحشد الشعبي لم يستقبل أحدا في المطار غير سليماني".  وأضاف التقرير أن مصدرا أمريكيا على اطلاع على آخر التطورات صرح بتلقي الأمريكيين معلومات تفيد بأن سليماني كان في طريقه إلى بغداد، وأن المهندس كان سيستقبله في المطار، وأنه سيصطحبه إلى منزله في المنطقة الخضراء المحصنة جيدا. وأضاف الموقع أن ثلاثة مسؤولين أمنيين عراقيين والعديد من قادة الحشد الشعبي أكدوا هذه الخطة. هبطت الطائرة الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل بتوقيت بغداد، وفقا للمعلومات العامة التي توفرها شركة أجنحة الشام للطيران، كما ذكر الموقع البريطاني. وبحسب التقرير، فإن "المهندس حرص على عدم ترك سليماني ومرافقيه الاثنين، وأحدهما صهره، في الانتظار، بل حرص والوفد المرافق له على الانطلاق سريعا وعدم تعرضه للانكشاف، في حين تعامل مسؤولو الأمن الوطني مع وثائق السفر الخاصة بسليماني ومرافقيه وتولوا أمر الحقائب". وأشار إلى أن "المهندس يعتبر صديق سليماني وأقدم حلفائه، وأنه رافقه بعد حفل استقبال صغير مع سيارتين كانتا مجهزتين لاصطحابه إلى منزل المهندس في المنطقة الخضراء ببغداد".
غير أن طائرة أميركية مسيرة كانت تحلق وتستعد لقصفهما، وما هي سوى دقائق معدودة حتى لقي الرجلان حتفهما في الغارة. وأضاف أن الحافلة الصغيرة من طراز "هيونداي ستاركز" والسيارة من "تويوتا أفالون" لم تكونا قد ابتعدتا كثيرا قبل أن تهز الانفجارات الثلاثة الحدود الغربية للعاصمة العراقية بغداد. وأفادت تحقيقات أمنية أولية بأن ثلاثة صواريخ موجهة كانت قد استهدفت السيارتين، وقد استهدف الصاروخ الأول حافلة "هيونداي ستاركز" الصغيرة التي كانت بعيدة نحو 100 أو 120 مترا عن العربة الأخرى، في حين أخطأ صاروخ ثان سيارة الـ"تويوتا"، التي حاولت الإسراع بعيدا عن الحدث، لكن صاروخا ثالث قصفها. واستغرقت السلطات العراقية ساعات عديدة لتحديد هوية الضحايا الذين تعرض بعضهم للحرق تماما، بيد أن الموقع ينسب إلى مسؤولين أمنيين القول إنه كان من السهل تحديد هوية سليماني، وذلك من الخاتم المميز الكبير ذي الحجر الأحمر الغامق الذي كان يضعه في يده اليسرى. ويشير التقرير إلى أن سليماني والمهندس كانا على قائمة المطلوبين للولايات المتحدة منذ سنوات، وأنهما كانا يتجنبان استخدام التقنيات الحديثة، وأنهما التزما بتدابير أمنية مشددة. وكان عدد الأشخاص الذين يمكنهم الوصول إلى هذين القائدين محدودا جدا،    وأنهما كانا يبذلان جهودا كبيرة للتخفي أثناء التنقل. وقال قائد مقرب من المهندس لـ"ميدل إيست آي"، رافضا الكشف عن هويته، إن "هذه هي تدابيرهما الأمنية المثالية، فقد كانا يسافران دائما دون تحديد تاريخ مسبق وبدون الإعلان عن وجهتهما، وكانا يستخدمان خطوط طيران عادية، ولا يمران عبر القنوات الرسمية المعتادة من أجل ختم جوازات سفرهما في المطارات. وأضاف أنهما كانا لا يستخدمان هواتف ذكية، وأنهما يتنقلان بسيارات عادية مع أقل عدد ممكن من الناس، وكان من الصعب تعقبهما إجمالا، لكن مطاري دمشق وبغداد يعجان بالمصادر الاستخباراتية الموالية لأمريكا، ولهذا وقعا في المصيدة. ونسب التقرير إلى مسؤولين عراقيين مطلعين على تحركات سليماني القول إنه "كان يستخدم نقاط دخول عدة إلى العراق". وأضاف أن "سليماني كان في بعض الأحيان يهبط في مطار بغداد الدولي، كما حدث الجمعة، وأنه كان في أحيان أخرى يصلي في النجف، أو يجتاز معبر المنذرية الحدودي إلى محافظة ديالى قادما من إيران على بعد 120 كلم شرق بغداد".وأشار التقرير إلى أن سليماني بدأ مؤخرا بشكل متزايد بالهبوط بالطائرة في منطقة كردستان شمال العراق، وذلك قبل أن يرتحل بالسيارة جنوبا إلى بغداد
نيويورك تايمز: حالة من التخبط تعيشها الادارة الاميركية و خامنئي يريد رداً مباشراً على المصالح الأميركية/ العلاقات الاعلامية، الميادين نت،اليوم السابع/ 7- 1- 2020
كتب ماكس فيشر في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية عن حالة التخبط الذي تعيشها الادارة الاميركية، حيث ترك اغتيال القائد الايراني الكبير كل من العدو والصديق متحيرين حول الهدف الذي اراد ترامب تحقيقه من العملية، وما هي خطواته التالية. واعتبر فيشر ان التناقض في تصريحات مسؤولي الادارة الاميركية (حول ان الهدف من عملية الاغتيال كان ردع هجمات ايرانية، التي يتوقع في الوقت نفسه انها ستثير هجمات شرسة الى الحد الذي جعل الولايات المتحدة تستدعي قوات اضافية الى المنطقة) ترك العديد من الخبراء متحيرين بشأن الهدف من الضربة والاستراتيجية الكامنة خلفها.  ونقل فيشر عن احد المحللين من المجلس الاوروبي قوله "ليس هناك شخص واحد تحدثت اليه يمكنه ان يقول لك ماذا يخطط ترامب لفعله مع ايران" ، مشيرا لى ان عملية الاغتيال عمقت شعور عدم اليقين الذي احاط بطموحات ترامب تجاه ايران منذ انسحابه من الاتفاق النووي.
وفي تقرير منفصل نقلت الصحيفة عن مصادر إيرانية قولها إن " خامنئي يريد رداً مباشراً على المصالح الأميركية تنفذه القوات الإيرانية بنفسها". وذكرت الصحيفة  أنه في الساعات المشدودة التي تلت الاغتيال، ظهر المرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي، في ظهور نادر في اجتماع لمجلس الأمن القومي لوضع المعايير لأي انتقام مرتقب لمقتل سليماني. ونقلت الصحيفة عن ثلاثة إيرانيين كانوا على اطلاع بالاجتماع يوم الاثنين، إن السيد خامنئي قال إن الانتقام يجب أن يكون هجوماً مباشراً ومتناسباً على المصالح الأميركية. وأضافت الصحيفة أن كان ذلك "بمثابة توجه مفزع للقيادة الإيرانية. فمنذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979، كانت طهران تقريباً تخفي هجماتها وراء تصرفات الوكلاء الذين كانت تزرعهم في جميع أنحاء المنطقة". ولكن في الغضب الناجم عن مقتل القائد العسكري، اللواء قاسم سليماني، الحليف المقرب والصديق الشخصي للمرشد الأعلى، كان آية الله خامنئي على استعداد للتخلي عن تلك الاحتياطات التقليدية.
"كان غضب الأمة على مقتل القائد على الهواء مباشرة يوم الاثنين، حيث تدفق ملايين الإيرانيين إلى شوارع طهران لحضور موكب جنازته وبكى السيد خامنئي علانية على النعش. فبعد أسابيع من الاحتجاجات العنيفة في جميع أنحاء البلاد ضد الفساد وسوء الحكم، سار الذين انتقد الحكومة والذين ساندوها معاً، متحدين في غضب. كانت قطارات ومحطات الأنفاق مكتظة بالمشيعين قبل ساعات من بزوغ الفجر، وأحضرت العائلات أطفالها وهم يحملون صوراً للجنرال سليماني. وقال السياسي الإصلاحي صادق خرازي إنه لم يرَ جموعاً بهذا الحجم منذ تشييع مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني عام 1989. وأعلن الجنرال حميد صرخيلي من "حرس الثورة": "نحن على استعداد للقيام بثأر شديد ضد أميركا. القوات الأميركية في الخليج الفارسي والعراق وسوريا في متناول أيدينا". وهتف الحاضرون في التشييع في مقطع فيديو شاركته صحيفة "نيويورك تايمز": "لا مفاوضات أو صفقة، فقط حرب مع أميركا".
وقد حض أحد المنشدين المشهورين وعضو "حرس الثورة"، صادق أهانغران، الحشود الجنائزية على رفع أصواتهم حتى "تستطيع أميركا اللعينة أن تسمعكم" وعلى "تلويح الأعلام تحضيراً للحرب". شكلت التعهدات العلنية المتزايدة باتخاذ إجراء مباشر يوم الاثنين أحدث تحدٍ من إيران للرئيس الأميركي دونالد ترامب. فخلال عطلة نهاية الأسبوع، هدد الرئيس ترامب مراراً بالرد على أي هجمات ضد المصالح الأميركية من خلال إصدار أوامر بشن غارات جوية ضد ما يصل إلى 52 هدفاً محتملاً، هدف لكل رهينة أميركي تم احتجازه بعد الاستيلاء على سفارة الولايات المتحدة في طهران عام 1979.
وقالت "نيويورك تايمز" أنه "أين ومتى وحتى إذا كانت إيران قد تختار الانتقام يظل ذلك مسألة تكهنات. وبينما كان القادة الإيرانيون يزنون بالضبط الشكل الذي قد يتخذه الثأر، قال المحللون إن الأهداف شملت القوات الأميركية في سوريا والعراق المجاورتين، والقواعد الأميركية في الخليج الفارسي أو السفارات أو الدبلوماسيين الأميركيين في أي مكان تقريباً". وأضافت الصحيفة أنه "عندما أظهرت محاولات سابقة لضربات مباشرة أو اغتيالات عدم نجاحها، أشار البعض إلى أن المتشددين المدعومين من إيران قد تحولوا إلى الأسلوب الأبسط المتمثل في قتل المدنيين بالتفجيرات".
كان هذا هو التسلسل في عام 2012 مع حزب الله اللبناني المدعوم من إيران. فبعد فشل محاولات مهاجمة أهداف إسرائيلية أو قتل مسؤولين إسرائيليين انتقاماً لمقتل أحد قادة الجماعة، استقر النشطاء في نهاية المطاف على المهمة الأسهل المتمثلة في تفجير حمولة حافلة من السياح الإسرائيليين في بلغاريا، حسبما قال أفشون أوستوفار، باحث إيراني في كلية الدراسات العليا البحرية الأميركية. وأوضح أوستوفار: "نحن في أرض مجهولة، وحقيقة الأمر لا أحد يعرف كيف سترد إيران. لا أعتقد أنه حتى إيران تعرف كيف. لكنني أعتقد أن هناك رغبة بالانتقام الآن في حرس الثورة". ورأت "نيويورك تايمز" أنه يبدو حالياً أن المسؤولين الإيرانيين ليسوا في عجلة من أمرهم للرد على الولايات المتحدة، وربما يتمتعون بقدرتهم على نشر القلق في جميع أنحاء الغرب. ويبدو أنهم راضون عن الاندفاع نحو الزيادة الوطنية في شعبيتهم وتزايد التعاطف الدولي والدفع لطرد القوات الأميركية من العراق. وقالت سانام فاكيل، الباحثة في شؤون إيران في "تشاتام هاوس"، وهو مركز أبحاث في لندن: "لا أعتقد أنهم يريدون تغيير المحادثة بعد". وأضافت: "لكن بالنسبة للمتشددين الذين يسيطرون على مجلس الأمن القومي الإيراني، فإن بعض الانتقام القوي سيكون الرد العقلاني الوحيد. قد يظهر عدم الرد ضعفاً إيرانياً ويستدعي مزيداً من الضغط (على إيران)، مما يخلق لها مشاكل في السياسات الداخلية والدولية".
النيويورك تايمز، وفي تقرير آخر رأت إن قتل قاسم سليمانى يغير استراتيجية الكونجرس بشأن عزل ترامب. وقالت الصحيفة إن قرار الولايات المتحدة اغتيال أرفع مسؤول عسكرى فى إيران قد أحدثت تغييرا فى الدينامكيات السياسية الهشة بالفعل المحيطة بقضية العزل وأقحمت مسألة الحرب والسلام فى منتصف نقاش فى عام الانتخابات بشأن ما إذا كان يجب الإطاحة بترامب من منصبه. ومع عودة الكونجرس للانعقاد اليوم، الاثنين، فإن شبح تصاعد العداوات مع إيران والنقاش المشتعل حول المبرر الذى دفع ترامب للتحرك سيكون محل تركيز داخل الكابيتول. فالتحول غير المتوقع للأحداث قد أضاف عنصرا مشتعلا جديدا للمعركة الدائرة حول محاكمة عزل ترامب فى مجلس الشيوخ. وبالنسبة للجمهوريين، أشعل قتل سليمانى خطا جديدا للدفاع عن الرئيس وهم يجادلون بأن جهود الديمقراطيين للإطاحة بالرئيس، وفى حين أنها مرتبط بأمور تتعلق بالأمن القومى، لكنها غير مسئولة. وكتب النائب كيفين ماكارثى عن ولاية كاليفورنيا يقول إنه فى حين أن الديمقراطيين يحاولون الإطاحة بترامب من منصبه، فإن الرئيس يركز على الإطاحة بالديكتاتوريين من على سطح الأرض. وفى كل الأحوال، ترى نيويورك تايمز أن التطورات السريعة فى الأيام الأخيرة تعنى أن الكونجرس سيصارع فى وفت واحد خلال الأسابيع المقبلة اثنين من أهم واجباته الدستورية، وهى سلطة العزل وموازنة مسألة الحرب. وستوضح النتيجة رغبة السلطة التشريعية لمراقبة رئاسة توسعية، كما أنها ستلعبب على الأرجح دورا مستمرا فى معركة ترامب من أجل إعادة انتخابه.
واشنطن بوست: ترامب يعرقل خفض التصعيد مع إيران وإدارة ترامب تعد صيغة أولية لعقوبات ضد العراق/ الجزيرة/ 7- 1- 2020
جاءت افتتاحية واشنطن بوست اليوم بعنوان "إذا كان خفض التصعيد مع إيران هو الهدف فإن ترامب يعرقله بنشاط". وأشارت الصحيفة إلى أن النتائج الأولى لمقتل اللواء قاسم سليماني لم تكن إيجابية للولايات المتحدة. فقد صوت البرلمان العراقي على "طرد القوات الأميركية" من البلاد، وفي طهران أعلن نظام علي خامنئي أنه لن يراعي بعد الآن ضوابط تخصيب اليورانيوم. وفي غضون ذلك خرج الملايين إلى الشوارع حدادا على سليماني مما يزود النظام بدفعة قومية ويمهد الطريق لأعمال انتقامية محتملة. وترى الصحيفة أن هذه العواقب يمكن تخفيفها أو حتى عكسها إذا تصرف الرئيس ترامب وإدارته بحكمة، ولكن ما فعله حتى الآن هو العكس عندما أصدر تهديدات رعناء ملمحا إلى شهوة ارتكاب جرائم حرب وسخرية من سلطات الكونغرس. وقالت "إذا كان خفض التصعيد هدف الإدارة فعلا كما يصر وزير الخارجية مايك بومبيو فإن الرئيس لا يألو جهدا في تخريبه". وأشارت إلى أن ردود فعل طهران الأولى على قتل أقوى شخصية عسكرية فيها بدت معتدلة بحذر. ففي إعلانها أنها ستخصب اليورانيوم دون قيود قال النظام إنه يمكن أن يعود إليها إذا رفعت الولايات المتحدة العقوبات. وحتى الآن لم تقطع العلاقات مع مفتشي الأمم المتحدة الذين يراقبون أنشطتها النووية، مما يعني أن كل ما تفعله سيكون خاضعا للتقارير. وبالمثل لم يكن تصويت البرلمان العراقي على "طرد خمسة آلاف جندي أميركي" في البلاد ملزما، والمشرعون السنة والكرد الذين قد يعارضون الانسحاب لم يصوتوا. ويؤيد رئيس الوزراء بالوكالة عادل عبد المهدي الإجراء لكنه استقال من منصبه قبل أسابيع وقد لا يتمكن من تحقيقه.
وقالت واشنطن بوست إن الحفاظ على الموقف الأميركي بالعراق سيتطلب دبلوماسية ماهرة، ومع ذلك كان رد ترامب على التصويت البرلماني فيه تهديد صارم "بفرض عقوبات كبيرة" على العراق إذا "فعلوا أي شيء نعتقد أنه غير مناسب". وأضافت أن هذا سيجعل من الصعب على المدافعين المحتملين عن النشر الأميركي مقاومة ما سيكون بالتأكيد ضغطا قويا من إيران لمتابعة عملية خروج القوات الأميركية. ومضت بأن ترامب قد يظن أن هذا التهديد "المتبجح" سيردع أي تصرف إيراني، وعلقت بأنه من شبه المؤكد أنه لن يفعل ذلك وأن الأمر قد ينتهي بإيقاع الولايات المتحدة في الحرب الشاملة مع "الجمهورية الإسلامية" التي يقول الرئيس إنه لا يريده. وفي هذه الأثناء قد تعود إيران إلى المسار الخطير لتخصيب اليورانيوم الذي قيد بموجب الاتفاق النووي عام 2015 "ونبذه ترامب بتهور". وختمت الصحيفة بأن طريقة تجنب هذه النتائج تتمثل في العمل مع الحلفاء والوسطاء الآخرين لتقديم حل دبلوماسي لإيران، قبل أن يصبح الانزلاق نحو الحرب لا رجعة فيه. وباختصار فإن المطلوب "خفض التصعيد" الذي أشار إليه بومبيو وليس تهديدات ترامب "المتهورة".
وفي موضوع منفصل، أفادت صحيفة واشنطن بوست أن مسؤولين كبارا بالإدارة الأميركية شرعوا في إعداد صيغة أولية للعقوبات على بغداد ردا على مطالبته بسحب القوات الأميركية من العراق بعد الغارة الأميركية التي استهدفت قائد فيلق القدس الإيراني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي. ونقلت الصحيفة أمس الاثنين عن هؤلاء المسؤولين -الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم- أنه لم يُتخذ قرار نهائي بعد بشأن فرض العقوبات. وذكر أحد المسؤولين أنه وفـقا للخطة المرسومة ستكون هناك فترة انتظار قصيرة قبل اتخاذ قرار فرض العقوبات إلى حين معرفة ما سيقرره المسؤولون العراقيون بشأن القوات الأميركية المتمركزة في بلادهم. ويأتي هذا التطور في ظل تصاعد الضغوط داخل العراق لسحب القوات الأميركية عقب اغتيال سليماني وأبو مهدي المهندس في غارة أميركية بمطار بغداد قبيل فجر يوم الجمعة الماضي.
خبراء أمن معلومات أميركيون يحذرون: رصاصة إيران الإلكترونية قد لا نستطيع توقعها
الصحيفة نفسها
نقلت عن خبراء في الأمن السيبراني تحذيرهم من ردة فعل إيران على مقتل الجنرال قاسم سليماني، وشدد خبراء على ضرورة استعداد الولايات المتحدة لاحتمال هجمات إلكترونية إيرانية جريئة تهدف إلى إلحاق أضرار مالية كبيرة أو تهديد أرواح الأميركيين كرد انتقامي لمقتل أحد كبار جنرالاتها. وأبلغ خبراء الأمن محرري قسم ذي سايبر سيكيورتي 202 "The Cybersecurity 202" في صحيفة واشنطن بوست أن إيران قد تكون على استعداد لتخطي الحدود في الفضاء الإلكتروني، فعلى سبيل المثال، يحذر الخبراء من أن المتسللين الإيرانيين قد يشنون هجمات تقطع طاقة الكهرباء، أو تدمر سجلات مالية مهمة أو تعطل أنظمة المستشفيات أو النقل بطرق تهدد الأرواح. وقال جون هولتكويست مدير تحليل الاستخبارات في شركة فاير آي للأمن السيبراني"نحن في وضع أكثر تصعيدا مما كنا عليه في الماضي، وهناك بعض الأسئلة الخطيرة عما إذا كان هناك خطوط حمراء"، مضيفا أن الإيرانيين "لا يواجهون مشكلة في إصابة الأشخاص في هذه المرحلة". ويحذر الخبراء أيضا من أن إيران قد تشن هجمات واسعة النطاق ضد الشركات الأميركية التي تشفر معلوماتها وتحتفظ بها للحصول على فدية، أو تستهدف المقاولين الحكوميين الأميركيين لمعاقبتهم على العمل مع البيت الأبيض. أو ربما تستهدف طهران حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط أو أهدافا دبلوماسية أميركية في الخارج. وقال "لي روبرت. م" مؤسس شركة دراغوس للأمن السيبراني التي تحمي النظم الصناعية الكبرى والمسؤول السابق في وكالة الأمن القومي "نحن بالتأكيد على أرضية جديدة".
ويرى خبراء أن إيران اختبرت بشكل روتيني حدود ما يمكن أن تفلت منه في الفضاء الإلكتروني، بما في ذلك تدمير البنوك الأميركية بعد أن فرضت إدارة أوباما عقوبات جديدة في عام 2012، واختراق أنظمة التحكم بسد في نيويورك في عام 2013. كما زعمت أيضا محو البيانات من عشرات الآلاف من حواسيب في شركة النفط الحكومية السعودية أرامكو في عام 2012 في واحدة من أكثر الهجمات الرقمية تدميرا على الإطلاق. ورغم أن هذه الهجمات كانت محدودة وبعيدة عن مصالح الولايات المتحدة المباشرة، فإن الخبراء يخشون أن تتخلى إيران عن ضبط النفس بعد مقتل قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني الذي اتهمته إدارة ترامب بالتخطيط لشن هجمات كبيرة ضد أهداف أميركية. ولكن قدرات إيران ما زالت محدودة، حيث يقول لي روبرت إن المتسللين الإيرانيين ليسوا متطورين بما يكفي لشن هجوم يمكن أن يؤثر على الأمة بأكملها، فإغلاق أجزاء كبيرة من الشبكة الكهربائية ليس مطروحا هنا. لكن يمكنهم تعطيل الكهرباء على نطاق أصغر، على سبيل المثال، من خلال استهداف مدينة أميركية أو أجزاء منها. وقد ينجح ذلك في إثارة خوف واسع النطاق من هجوم أكبر، وربما جر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع نطاقا. وقال روبرت "من الصعب حقا القيام بهذه الهجمات، ويجب ألا تتوقع رؤية انقطاع التيار الكهربائي عن الولايات المتحدة ككل". وأضاف "ما يقلقني هو أنهم سيحققون فوزا صغيرا وسنبالغ في رد فعلنا". وذكر أن المتسللين الإيرانيين قد تمكنوا من الوصول إلى شبكات الحواسيب الخاصة بالشركات الصناعية الأميركية في الماضي، لكن لا يوجد دليل علني على أنهم أطلقوا اختراقات مدمرة بمجرد وجودهم هناك. يذكر أنه بعد ساعات فقط من الغارة الجوية الأميركية يوم الجمعة التي أودت بحياة سليماني، طالب كريس كريبس، كبير مسؤولي الأمن السيبراني بوزارة الأمن الداخلي، الشركات الأميركية بزيادة دفاعاتها ضد المتسللين الإيرانيين.
التايمز:جلاء القوات الأمريكية عن العراق هدية لسليماني بقبره/ عربي21/ 7- 1- 2020
قالت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الخروج من بغداد"، إن على العراق أن يبتلع غضبه ويفكر مرة ثانية في قراره طرد القوات الأمريكية والبريطانية؛ لأن وجودهما هو قوة لبلد ضعيف.  وجاء تعليق الصحيفة بعد قرار البرلمان العراقي يوم الأحد، بطرد القوات الأمريكية في أعقاب قتل الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني وأبا مهدي المهندس خارج مطار بغداد الدولي يوم الجمعة.  وتبدأ الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن "غضب العراقيين على الوجود العسكري الغربي في بلادهم يمتد منذ أشهر إلى الشوارع، وبعد مقتل سليماني فمن المتوقع أن يزيد الضغط على القوات الأمريكية والبريطانية لحزم أمتعتهم والرحيل".  وترى الافتتاحية أن الغضب العراقي على القوات البريطانية والأمريكية نابع في جزء منه من الحكومة العراقية ورعاتها الإيرانيين، مشيرة إلى أن هناك غضبا حقيقيا لدى العراقيين على قتل سليماني، من خلال صاروخ هيلفاير في العراق، الأمر الذي يعد خرقا للسيادة الدولية.  وتحذر الصحيفة في هذه الحالة من خروج متعجل للقوات الغربية، قائلة إنه "لن يكون فقط غير جيد للمواطنين العراقيين، بل إن الخروج سيعطي سليماني نصر ما بعد الموت، ويمنح إيران مفتاح السيطرة الكاملة لطهران والحرس الثوري وأتباعهما المخلصين، ولن يكون الخروج المهين للقوات الأمريكية وحلفائها جيدا للمعركة ضد تنظيم الدولة، فلا تزال جمرات الجماعات الإرهابية تتوهج في جيوب من البلد".   وتقول الافتتاحية إن "الجيش العراقي، الذي شارك في تدريبه حوالي 400 مدرب بريطاني، لا يقارن اليوم بالجيش وقت انسحابه المهين من الموصل عام 2014، لكنه لا يزال يعاني من مشكلات لتأكيد سلطته، وسيجد النقاد لحكومة عادل عبد المهدي والحركة الاحتجاجية على سوء الإدارة، أنفسهم تحت رحمة عادل عبد المهدي وداعميه في إيران".
وتشير الصحيفة إلى أن "التوسع الإيراني في المنطقة هو في جزء منه لحماية الأقليات الشيعية، وفي جوهره، كانت مهمة سليماني هي خلق ممر إلى البحر المتوسط، لخلق الإمبراطورية الفارسية، ويعد إخضاع العراق، الذي خاض في ظل صدام حسين حربا دموية انتصر فيها، هو حجر الأساس في هذا المشروع". وترى الصحيفة أن "عدم مبالاة الغرب يمكن أن يسمح لإيران بالمضي قدما في مشروعها الهادف لزعزعة استقرار المنطقة، وإخضاع الدولة الوطنية، لهذا فإن المشاركة الغربية تمنع من تحول العراق إلى ساحة خلفية للنشاطات الإيرانية".  وتجد الافتتاحية أن "ظهور تنظيم الدولة عزز من أهمية العراق الجيوسياسية، وأصبح جزءا من التحالف الدولي الذي جمعته الولايات المتحدة لقتال التنظيم، وتم تعزيز أمنه من خلال عملية الإرادة الصلبة التي تقودها الولايات المتحدة، وتعد بريطانيا جزءا مهما في هذا التحالف".  وتنوه الصحيفة إلى وقوف أقوى الدول في العالم وتعبئتها نيابة عن العراق، الذي حصل على قرض من صندوق النقد الدولي بـ5.4 مليار دولار، وتعهد بـ30 مليار دولار للمساعدة في عمليات إعادة الإعمار.  وتعتقد الافتتاحية أن "إخراج الأعداد الصغيرة لكن وجودها رمزي (الولايات المتحدة لديها 5 آلاف جندي) سيؤدي إلى إضعاف البلد، ويرى المحللون أن القراصنة الإيرانيين سيركزون على القواعد العسكرية والسفارة من أجل شل عملها".  وتؤكد الصحيفة أن "العراقيين لا يحبون الولايات المتحدة التي يربطونها بأكثر الحروب دمارا، من عاصفة الصحراء لمنع صدام حسين من ضم الكويت عام 1990، إلى الغزو عام 2003، وسنوات من حرب التمرد، أما الدور البريطاني فيمتد منذ انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى والانتداب البريطاني وخلق المملكة الهاشمية من ولايات بغداد والبصرة والموصل".  وتقول الافتتاحية إن "العراق لا يزال ممزقا والخروج المتعجل سيتركه في يد ثلاث قوى مشاكسة، وهي تركيا وإيران وروسيا".
 وتختم "التايمز" افتتاحيتها بالقول إن "هناك الكثير من الدعوات التي تدعم انسحاب القوات البريطانية والأمريكية من العراق، إلا أن الكثير من العراقيين يعترفون في أحاديثهم الخاصة بأهمية بقاء قوة عسكرية غربية صغيرة، ليس للتجسس على الجهاديين في البلد فحسب، لكن أيضا لمساعدة جيشه وتقويته لمواجهة تأثير طهران".
 لوموند:إيران والولايات المتحدة.. الكلمة الآن للصقور/ الجزيرة/ 7- 1- 2020
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن ما تلا مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في الثالث من كانون الثاني من تصعيد بين طهران وواشنطن ومن وراءهما في بغداد وبيروت، أحدث تأثيرا بالغ الضرر بتعزيزه المتشددين من كل الأطراف. وفي افتتاحيتها، أوضحت الصحيفة أن حجم المظاهرات التي رافقت جنازة سليماني يوم الأحد، يعكس مدى تعزز مكانة النظام الذي اضطر مؤخرا إلى الرد بقمع عنيف لموجة من الاحتجاجات الشعبية التي لم يسبق لها مثيل تقريبا. وقد سمح هذا التضامن الشعبي للحكومة الإيرانية بإعلان ما كان متوقعا من التراجع عن الحد من تخصيب اليورانيوم الذي يفرضه الاتفاق النووي المتعدد الأطراف. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، وإن حرص على الحد الأدنى من المناورات الدبلوماسية، فإن الصوت المعتدل الذي كان من المفترض أن يمثله في النظام إلى جانب الرئيس حسن روحاني، لم يبد مناسبا، بعد أن حان وقت الخطاب الحربي، حيث سيكون رد إيران -كما قال المستشار العسكري للمرشد الأعلى- "عسكريا وضد مواقع عسكرية" أميركية. وفي ترديد للتهديدات نفسها حسب الصحيفة، وعد رئيس حزب الله حسن نصر الله، الحليف الإقليمي القوي للجمهورية الإسلامية، يوم الأحد "بعقوبة عادلة" تستهدف "الوجود العسكري الأميركي في المنطقة". وفي قلب هذه الاضطرابات، يبدو أن العراق الممزق بين طهران وواشنطن، والذي يتخبط في أزمة سياسية أضعفته إلى جانب حركة احتجاج شعبية واسعة النطاق، اختار برلمانه رحيل القوات الأميركية، وترك القرار في أيدي السلطة التنفيذية.
لوس أنجلوس تايمز: إيران سجلت أولى نقاطها بوجه أمريكا بالعراق/ عربي 21/ 6- 1- 2020
نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" مقالا للباحث في مجموعة "راند" بن كونابل، يصف فيه قرار البرلمان العراقي يوم الأحد، الداعي لإخراج القوات الأمريكية من العراق، بأنه انتصار إيراني حقيقي.  ويبدأ كونابل مقاله بالقول: "دون أن تطلق رصاصة، قامت إيران على ما يبدو بتنفيذ انتقام مدمر ضد قتل الولايات المتحدة للجنرال قاسم سليماني، فقد صوت أعضاء البرلمان الموالون لإيران، الذين استخدموا الوسائل الديمقراطية، على طرد الجنود الأمريكيين من العراق، وبهذه الطريقة قد تكون إيران قد فازت في معركة التأثير في العراق".  ويرى الباحث أنه "تم توجيه الإهانة الاستراتيجية ليس من خلال الصواريخ أو الأحزمة الناسفة، لكن عبر التصويت الشرعي في ديمقراطية بنتها الولايات المتحدة".  ويقول كونابل: "لو افترضنا قيام رئيس الوزراء العراقي بالتوقيع على القانون -مع أن هناك فرصا لعدم توقيعه عليه- فإنه يجب على القوات الأمريكية الخروج، وينص (اتفاق الإطار الاستراتيجي)، الذي حدد الوجود العسكري الأمريكي في العراق، بشكل واضح على أن (وجود القوات الأمريكية المؤقت في العراق جاء بناء على دعوة من حكومة العراق السيادية مع احترام سيادته الكاملة)، وسيرى العراقيون على أكبر احتمال أن الولايات المتحدة قامت بخرق السيادة العراقية عندما قتلت سليماني وعددا آخر في بغداد، بينهم مواطنون عراقيون، مهما كانت خطورتهم".
ويرى الكاتب أن "ردة الفعل ستكون لها أبعاد خطيرة على المصالح الأمريكية الاستراتيجية، ودون قوات على الأرض وطائرات في الجو فلن تكون أمريكا قادرة على الضرب مباشرة واستهداف مواقع تنظيم الدولة، وربما اضطرت قيادة قوات المهام المشتركة، التي تعمل الآن من بغداد وتدير العمليات ضد تنظيم الدولة، للانتقال من العاصمة العراقية، وستتعرض العمليات في سوريا التي تعتمد على العراق للضعف، وربما تم إغلاق القواعد العسكرية، تاركة الدول الأوروبية الحليفة والمتعهدين الأمنيين بلا أي خيار سوى مغادرة العراق".  ويقول كونابل: "حتى يرفض العراقيون الوجود الإيراني بشكل كامل، وهو سيناريو غير متوقع، فإنه يجب على الولايات المتحدة اعتبار أنها فقدت العراق لصالح إيران، ومن هنا فإن ما يطلق عليه الهلال الشيعي الممتد من إيران عبر العراق وإلى الشرق والبحر المتوسط أصبح حقيقة، وتستطيع إيران الحفاظ على تأثيرها في العراق، وكسبت الممر البري والهلال".  ويتساءل الكاتب عن الطريقة التي أوصلت الجميع إلى هذه المرحلة، وكيف وقعت أمريكا في المصيدة الإيرانية، قائلا إن "السبب على ما يبدو هو أن أمريكا ليست لديها استراتيجية طويلة الأمد في العراق، فإطار التعاون الأمريكي الموقع عام 2008 كان مهتزا منذ البداية".