»

«واشنطن بوست» ترصد أسوأ وأفضل ما فعله ترامب في 2019

02 كانون الثاني 2020
«واشنطن بوست» ترصد أسوأ وأفضل ما فعله ترامب في 2019
«واشنطن بوست» ترصد أسوأ وأفضل ما فعله ترامب في 2019

ساسة بوست

أسوأ ما فعله ترامب في 2019
- رفض المهاجرين
أطلق ترامب زعمًا مثيرًا للسخرية بأن «بلدنا ملأى»، ولا نستطيع استقبال المزيد من المهاجرين. بيدَ أن «ثيسن» يؤكد أن الولايات المتحدة لم تصل إلى مرحلة «الامتلاء»، بل ما تزال بعيدة عن هذا الحد بهامش كبير
ويستشهد بما أشار إليه في مقاله السابق قائلًا: «بفضل النجاح الاقتصادي الذي أحرزه ترامب، لدينا أكثر من مليون فرصة عمل تزيد عن قدرة العاطلين على شغلها. وإذا أراد ترامب أن يحافظ على استمرارية هذا الاقتصاد القوي؛ فهو بحاجة إلى المزيد من العمال؛ وهذا يعني أنه يحتاج إلى المزيد من المهاجرين».
وظَّف ترامب تهمة «معاداة السامية» لمهاجمة أعدائه
يرى «ثيسن» أن الرئيس الأمريكي كان معه كل الحق في مهاجمة النائبتين إلهان عمر (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا) ورشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميتشيجان) بسبب معاداتهما للسامية، بما في ذلك اتهام مؤيدي إسرائيل في الكونجرس بأنهم غير مخلصين للولايات المتحدة
لكن الكاتب يأخذ على ترامب تصريحه بأن «أي شخص يهودي يصوت لصالح الديمقراطيين» يُظهِر «خيانة كبيرة»؛ ويرى أن هذا الوصف إنما هو توظيفٌ آخر لمعاداة السامية يشبه التصرُّف الذي أدى في المقام الأول إلى توريط النائبتين الديمقراطيتين إلهان ورشيدة، وكلاهما يخرج من مشكاةٍ واحدة
قال ترامب: إن الاتحاد السوفيتي كان مُحِقًا في غزو أفغانستان
بالإضافة إلى ذلك فقد هنَّأ ترامب الصين في الذكرى السبعين لتأسيس نظام الحكم الشيوعي. وادَّعى أن الاتحاد السوفيتي لم يغز أفغانستان «لأن الإرهابيين كانوا يذهبون إلى روسيا» ولم يكن معهم «الحق في الوجود هناك». 
يعارض «ثيسن» هذا الخطاب قائلًا: «إنما ذهبوا لمنع استبدال نظامٍ صديقٍ للولايات المتحدة بالنظام الخاضع للاتحاد السوفييتي كالدمية يُصَرِّفه أنَّى شاء. أما الصين فقتلت حوالي 65 مليون شخص، من بين حوالي 100 مليون إنسان أزهقت الأنظمة الشيوعية أرواحهم خلال القرن العشرين. هذا هو النظام الأكثر دموية في تاريخ البشرية».
- معركة تعطيل عمل الحكومة الفيدرالية
خسر ترامب معركة لا داعي لها لإغلاق الحكومة (تعطيل عمل الحكومة الفيدرالية). بدأت القصة عندما وافقت لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ في عام 2018 على صرف 1.6 مليار دولار لبناء 65 ميلًا من السياج الحدودي بتصويت ساحق من الحزبين
لكن بدلًا من الموافقة على الصفقة، عطَّل ترامب الحكومة، وطالب بـ5.7 مليار دولار. بيدَ أنه في نهاية المطاف لم يحصل سوى على 1.38 مليار دولار، وهو أقل مما كان سيحصل عليه لو كان قد وافق على الصفقة التي توصل إليها الحزبين.
- استخدم سلطته لإعلان حالة الطوارئ
كان ذلك بهدف التحايل على الكونجرس لتوفير أموال لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك. جاء ذلك بعد خسارته معركة الإغلاق، إذ لجأ إلى قانون الطوارئ الوطنية لتخصيص الأموال المطلوبة لبناء الجدار، بعد أن رفض الكونجرس إقرار التمويل عبر المسار التشريعيّ
يعلِّق الكاتب قائلًا: «لم ينطوِ هذا التصرُّف على إساءة استخدام السلطة فحسب، بل لم يكن ضروريًّا على الإطلاق. إذ كان بإمكانه الحصول على هذه الأموال عبر تسويات أخرى من حسابات وزارة الخزانة والدفاع، دون اللجوء إلى سلطات الطوارئ. لكنه بدلًا من ذلك، اختار أن يشن هجومًا مباشرًا على السلطات الدستورية المكفولة للكونجرس، وجاراه الجمهوريون في مسعاه على نحوٍ مُخجِل».
- نشر شائعة «أمريكا تخوض حروبًا لا نهائية»
واصل ترامب نشر الشائعة المضللة القائلة بأن الولايات المتحدة تخوض «حروبًا لا نهائية». يخالفه «ثيسن» في ذلك قائلًا: إن معدل انتشار القوات الأمريكية في سوريا والعراق وأفغانستان لا يرقى إلى المعدل السابق، بل يقل عنه بكثير، بالإضافة إلى أن القوات الأمريكية تقدم التسليح والتدريب لقوات الحلفاء التي تخوض القتال بدلًا منا. ويضيف «هذه هي الاستراتيجية الصحيحة. بيدَ أن ترامب يواصل تقمُّص شخصية باراك أوباما، ويسعى إلى سحب كامل القوات الأمريكية».
واصل ترامب شن هجومه على الموتى!
مثلما انتقد السيناتور الراحل جون ماكين بعد وفاته بفترة طويلة، شن هجومًا حادًّا في شهر ديسمبر (كانون الأول) ضد عضو مجلس النواب الديمقراطي الراحل جون دينجل، مشيرًا إلى أنه كان «ينظر» من الجحيم. يلفت «ثيسن» إلى أن هذا الهجوم كان صادمًا لأرملته، نائبة الكونجرس
الديمقراطية، ديبي دينجل، التي كانت على وشك قضاء عيد الميلاد الأول بدون زوجها
ويضيف الكاتب قائلًا: «هل تريد أن تعرف لماذا ما تزال شعبية ترامب منخفضة، لم تتجاوز الأربعينيات (40- 43%)، على الرغم من التحسن الاقتصادي؟ يرجع السبب في ذلك إلى ارتكابه تصرفات من هذا النوع.
- مكالمته مع رئيس أوكرانيا
طلب ​​ترامب من رئيس أوكرانيا التحقيق مع هانتر بايدن. يقول «ثيسن»: إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم تكن «مثالية» كما ادّعى الأول
يضيف الكاتب: «بعد أن خلُصَ المستشار الخاص روبرت مولر إلى أن ترامب لم يتآمر مع روسيا في عام 2016، قرر ترامب انتزاع الهزيمة من بين فكّي النصر من خلال إعطاء الديمقراطيين الذريعة التي كانوا يبحثون عنها لعزله».
- وجه دعوة إلى طالبان لزيارة كامب ديفيد
يستهجن الكاتب هذه الدعوة قائلًا: «كان قادة المجموعة الإرهابية سيجلسون إلى المائدة نفسها التي وضع عليها المسؤولون الأمريكيون خططهم لإطاحة نظام طالبان، لكن هذه المرة كانت المائدة ستشهد قبول شروط استسلام أمريكا عشية الذكرى الثامنة عشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) التي قامت الحركة بتسهيلها. وكانت الكارثة واقعة لا محالة لولا أن طالبان اختارت أن تُمَرِّغ أنف ترامب في الوحل، حين قتلت جنديًّا أمريكيًّا. وربما كانت هذه الدعوة هي أكثر اللحظات المخزية خلال فترة رئاسة ترامب».
- أعطى الضوء الأخضر للعمليات التركية في سوريا
يُعلِّق الكاتب على ذلك قائلًا: «تكبّد الأكراد 11 ألف خسارة في الأرواح في أثناء قتالهم ضد تنظيم الدولة منذ عام 2014، وأعطونا المعلومات الاستخباراتية التي كان لها دور حاسم في إيصالنا إلى عتبة زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي. لكن بعد مشاهدة ترامب يتخلى عن الأكراد، ويتركهم يُذبَحون، لماذا ينبري أي شخصٍ لمساعدة الولايات المتحدة في الحرب ضد التطرف الإسلامي؟».
يشير مارك ثيسن إلى أن العديد من الأخطاء التي رصدها عبر القوائم المنشورة خلال السنوات الماضية كانت تتعلق بالأسلوب وليس بالجوهر. لكن هذا العام، يرى أن عدد الأخطاء الجوهرية التي ارتكبها الرئيس كانت أكثر. أما عن رأيه الشخصي الذي أجَّل الإفصاح عنه مباشرةً إلى نهاية الجزأين فهو أنه «عند النظر إجمالا لرئاسة ترامب، نجد أن الصالح ما زال يفوق الطالح. لكن السيء يزداد سوءًا».
أفضل ما فعله ترامب في 2019
يرى ثيسن أن ترامب «واصل تقديم قائمةٍ غير عادية من الإنجازات خلال عامه الثالث في منصبه»، على النحو الذي توضحه السطور التالية:
- واصل العمل من أجل الأمريكيين المنسيين
يقول الكاتب إن معدلات البطالة انخفضت إلى مستويات قياسية، وفاق عدد الوظائف الشاغرة عدد العاطلين عن العمل خلال العام، حتى باتت الفجوة بينهما غير مسبوقة.
ناهيك عن زيادة الأجور، حتى إن العمال ذوي الأجور المنخفضة يشهدون زيادات في أجورهم بوتيرة سريعة لم يشهدوها من قبل. فيما يقول 57% من الأمريكيين إن وضعهم المالي أصبح أفضل منذ تولي ترامب منصبه.
- فرض متطلبات أكثر صرامة على طوابع الغذاء
مع انخفاض معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها في تاريخ الولايات المتحدة، لا يوجد سبب يمنع المواطنين من جني المزيد من ثمار النجاح من خلال العمل المنتج، على حد قول ثيسن، خاصة أن القواعد (التي فرضها ترامب) تنطبق فقط على البالغين الأصحاء الذين لا يعولون أطفالًا
ويضيف الكاتب: حين نطالب الناس بالعمل، فإننا لا نساعد في تلبية احتياجاتهم المادية فحسب، بل نساعدهم أيضًا على تحقيق الكرامة والشعور بالفخر اللذين يستمدان من كونهم أعضاء مساهمين في مجتمعنا. العمل نعمة، وليس عقوبة.
- دفع حلفاء الناتو للإسهام بمزيد من الأموال في أمن الأمريكيين
رفع أعضاء حلف الناتو من حجم الإنفاق الدفاعي بمقدار 130 مليار دولار منذ عام 2016. وحسبما أفاد البيت الأبيض، ارتفع عدد الحلفاء الملتزمين بإنفاق 2% من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع اليوم بواقع الضعف، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل وصول ترامب إلى السلطة.
- وقف إلى جانب شعب هونج كونج
حذر ترامب الصين من استخدام العنف لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، ووقع «مشروع قانون حقوق الإنسان والديمقراطية في هونج كونج». وكانت النتيجة أن «شعب هونج كونج رفع الأعلام الأمريكية في مسيراتهم، وترنموا بنشيدنا الوطني في امتنان»، حسبما ورد في المقال.
- أصاب الصين وكوريا الشمالية بنكسة استراتيجية؛ بانسحابه من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى (INF)
أصبح بمقدور الولايات المتحدة الآن اختبار صواريخ متوسطة المدى جديدة كانت محظورة في السابق. يقول ثيسن إن «هذه الأسلحة سوف تسمح لنا بالتنافس مع استثمارات الصين الضخمة في هذه القدرات (التسليحية)، وتوفر لنا أيضًا مخرجًا حال فشل المفاوضات مع كوريا الشمالية، كما هو متوقع، لتفادي الاضطرار إلى عمليات النشر المؤقتة للبحرية الأمريكية، والسماح لنا بوضع كوريا الشمالية دائمًا في مرمى نيراننا».
- أطلق حملة «الضغط الأقصى» التي أصابت إيران بالشلل
يعاني الاقتصاد الإيراني من الانكماش، وارتفاع معدلات التضخم، الأمر الذي اضطر النظام إلى قطع التمويل عن وكلائه، ومن بينهم حزب الله، وحماس، والجيش الإيراني، والحرس الثوري الإسلامي. والآن ينخرط الشعب الإيراني في أكبر انتفاضة شعبية منذ ثورة 1979. وهو ما يعزوه الكاتب للضغوط التي مارسها ترامب على الجمهورية الإسلامية.
- أجبر المكسيك على كبح جماح الهجرة غير الشرعية؛ عبر تهديده بفرض رسوم جمركية
بدأت المكسيك، ولأول مرة في التاريخ الحديث، تطبق قوانينها الخاصة بالهجرة؛ بإرسال الآلاف من قوات الحرس الوطني إلى حدودها الجنوبية لوقف قوافل المهاجرين من أمريكا الوسطى
بالإضافة إلى ذلك، يستعد الكونجرس للموافقة على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وهو إنجاز يرى الكاتب أنه لم يكن ليتحقق دون تلويح ترامب بسيف الرسوم الجمركية.
- وجَّه أقوى ضربة للمدافعين عن الإجهاض منذ ثلاثة عقود
بفضل قاعدة «حماية الحياة» التي وضعها ترامب، والتي تحظر على برنامج Title X (برنامج تنظيم الأسرة المخصص للأفراد ذوي الدخل المنخفض في الولايات المتحدة) التعامل مع أي عيادة تجري بداخلها عمليات الإجهاض، أعلنت منظمة Planned Parenthood انسحابها من البرنامج
يعلِّق الكاتب على هذه الخطوة قائلًا: «هذا انتصار كبير للحق في الحياة، وسبب آخر يدفع المسيحيون المحافظون لمواصلة دعم الرئيس». 
- أمر بشن العملية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي
كانت مهمة شديدة الخطورة، تطلبت أن تطير القوات الأمريكية مئات الأميال إلى قلب الأراضي التي يسيطر عليها الإرهابيون. وفي حال ساءت الأمور في تلك العملية، كان اللوم سيتوجه إلى ترامب
يستدرك المقال: هذه المخاطرة هي السبب الذي جعل نائب الرئيس السابق جو بايدن ينصح الرئيس باراك أوباما بعدم تنفيذ الغارة التي أسفرت عن مقتل أسامة بن لادن. لولا أن ترامب لم يتردد مثلما فعل بايدن.
- واصل تعيين القضاة المحافظين بوتيرة قياسية
أقر مجلس الشيوخ مؤخرًا اختيار ترامب للقاضي الخمسين على رأس محاكم الاستئناف الفيدرالية، والتي يرجع إليها القول الفصل في أكثر من 60 ألف قضية سنويًّا.
في غضون ثلاث سنوات، عيَّن ترامب قضاة يقترب عددهم مما عينه أوباما على مدار سنواته الثمانية في السلطة (أقل بخمسة قضاة فقط). وحوَّل ثلاثة من هذه المحاكم من الأغلبية الليبرالية إلى الأغلبية المحافظة، مما أعطى المحافظين الأغلبية بواقع سبعة من أصل 13.
المزيد من «إنجازات» ترامب
يرى الكاتب أن هناك العديد من الإنجازات الأخرى المهمة التي لم يذكرها في القائمة السابقة، لكنه استعرض ستة منها على عجالة في خاتمة مقاله
1- قدم لأوكرانيا المساعدات التي رفضت إدارة أوباما- بايدن تقديمها، على الرغم من التأخير غير المبرر لمدة 55 يومًا
2- ساهم في إطلاق سراح المزيد من المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج.
3- شن هجمات إلكترونية على إيران.
4- وافق على صفقة ضخمة لبيع الأسلحة إلى تايوان.
5- فرض قيودًا على التأشيرات الممنوحة لمسؤولين صينيين؛ بسبب اضطهاد بكين للإيجور.
6- رفض تقديم تنازلات كبيرة لكوريا الشمالية.
وفي ختام المقال، يتساءل ثيسن: هل تتفوق محاسن إنجازاته على سيئات أفعاله؟ في المقال التالي، سيستعرض الكاتب أسوأ عشرة أشياء فعلها ترامب خلال عام 2019، تاركًا الإجابة للقارئ.