»

أبعاد السياسة الخارجية ـ دراسة تأصيلية

05 نيسان 2019
أبعاد السياسة الخارجية ـ دراسة تأصيلية
أبعاد السياسة الخارجية ـ دراسة تأصيلية

المعهد المصري للدراسات

صدر عن المعهد المصري للدراسات دراسة تحت عنوان" أبعاد السياسة الخارجية ـ دراسة تأصيلية" إرتأى المركز نشرها للإطلاع عليها والإستفادة منها كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر أو المصطلحات الواردة في الدراسة

يستمد بحث السياسة الخارجية أهميته من مصدرين، الأول: أن السياسة الخارجية تعد مصدرا هاما من مصادر الشرعية للنظم السياسية في كثير من الدول وهذا يعبر عن التداخل الشديد بين السياستين الخارجية والداخلية، والثاني: أن السياسة الخارجية لدولة ما هي ـ جزئيا ـ ردود أفعال للسياسة الدولية أو العلاقات الدولية التي هي تمثل مجموع السياسات الخارجية لأعضاء المجتمع الدولي.

وتبدأ “عملية صنع السياسة الخارجية” عندما يواجه المسئولون بهذا الصدد موقفا يدخل في نطاق السياسة الخارجية كأزمة دولية مفاجئة تتطلب موقفا إزاءها أو أسلوب لخصم يتطلب رد فعل تجاهه، أو تنبؤ بحدث دولي هام يستدعى الاستعداد له..، ويبحث صانعو السياسة الخارجية العديد من الموضوعات مثل: إلى أي مدى يتضمن الموقف الماثل أمامهم المصالح المعنية لدولتهم؟ وهل المصالح المنضمة حيوية أم ثانوية؟ وهل يتوقع للتطورات المتعلقة بهذا الموقف أن تمس هذه المصالح على نحو جوهري أم هامشي؟ وهكذا.

فإذا انتهوا إلى ما يفيد ضرورة تحرك الدولة لحماية مصالحها بدأوا في استعراض البدائل المختلفة لهذا التحرك على ضوء امكانات الدولة المتاحة بما في ذلك امكانات حلفائها المحتملين والمؤكدين، وكذلك امكانات التحرك الدولية المضادة، والخبرات السابقة لتحرك الدولة في مواقف مماثلة، إن وجدت، والنتائج المتصورة لكل من البدائل المطروحة وذلك حتى يصلوا إلى اختيار أنسب بديل بينهما فيكون هو القرار المتخذ.

وبالنظر إلى تعريف السياسة الخارجية نجد أنها تشير في جانب منها إلى “مجموعة من الأفعال وردود الأفعال التي تقوم بها الدولة في البيئة الدولية سعيا إلى تحقيق أهدافها، وذلك في إطار قيام الدولة بوظيفتين رئيسيتين هما؛ إدارة الصراعات الدولية وتعبئة الموارد القومية”، ولكن على الرغم من ذلك فإنه لا يوجد اتفاق بين الباحثين حول مفهوم السياسة الخارجية.

وتتعدد العوامل والاعتبارات، التي تزيد من أهمية تناول السياسة الخارجية بالدراسة والتحليل، ومن ذلك:

ـ إن تطوير فهم السياسة الخارجية يعد نشاطا هاما يماثل في أهميته أهمية السياسة الخارجية ذاتها، وعلى الرغم من أن التغيرات التي شهدتها العلاقات الدولية قد أدت إلى زيادة وتنوع الفاعلين والقضايا وتعقد العمليات التي تنطوي عليها، فإن الكثير مما يجرى في الساحة الدولية هو في الحقيقة نتاج لسلوك السياسة الخارجية لدولة أو مجموعة من الدول. وفي التحليل الأخير فإن العلاقات الدولية تتكون على الأقل في أحد مستوياتها من شبكة متفاعلة من السياسات الخارجية، كما أن النتائج التي يصل إليها الدارسون يمكن أن تساعد في عملية صنع السياسة.

ـ إن تحليل السياسة الخارجية مع تركيزه على الدولة في ارتباطها بالبيئة الدولية ينتج ما يمكن تسميته بالمنظور “الجزئي” Micro للعلاقات الدولية، وهو على خلاف المنظور “الكلى” Macro الذي يحاول تفسير العلاقات الدولية من مستوى النظام الدولي نفسه، يتيح للمحلل القدرة على بيان الاختلافات بين الدول فيما يتعلق بسلوك سياستها الخارجية وأيضا يتيح له أن يأخذ في الاعتبار البيئة الداخلية للدولة محدد لذلك السلوك