»

خلاصة التقرير الاستراتيجي السنوي لإسرائيل (2018 - 2019)

20 شباط 2019
خلاصة التقرير الاستراتيجي السنوي لإسرائيل (2018 - 2019)
خلاصة التقرير الاستراتيجي السنوي لإسرائيل (2018 - 2019)

مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية

في كتاب التقرير الإستراتيجي السنوي لإسرائيل 2018 - 2019، الذي ينضم إلى سلسلة التقرير الإستراتيجي لإسرائيل، والذي يصدر بشكل سنوي عن معهد أبحاث الأمن القومي، تتم معالجة فترة شهدت حصول تحولات في البيئة القريبة من إسرائيل، وكذلك حصول أحداث تم تسجيلها في البيئة البعيدة عنها، والتي لها تداعيات مباشرة على التحديات وعلى الفرص القائمة أمامها. كما أن الديناميكية والتوجهات المتواصلة الناجمة عن هذه التغييرات تضم بين طياتها تهديدات أمنية، تعني وجود تصعيد خطير أو جمود مشبع بالمخاطر. وفي الوقت نفسه فإنه يمكن، وفق الصورة المتوفرة، تحديد العديد من الفرص لتبني بعض الخطوات والسياسات التي تساعد إسرائيل في مواجهة التحديات الأمنية التي تداهمها، وفي تحسين مكانتها في وجه التهديدات التي تؤثر على موقعها الإقليمي والدولي.

تركز المقالات الواردة في هذه المجموعة المختارة على التداعيات الرئيسية للتحولات التي ضربت الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، وعلى اشتداد بؤر التوتر الموجودة في المنطقة نفسها، وعلى الساحة الدولية ذات الصلة. وعلى خلاف الإصدارات السابقة في سلسلة التقرير الإستراتيجي لإسرائيل التي تم فيها بحث الكثير من القضايا المتنوعة، والتي توجد لها تداعيات على إسرائيل، إلا أنه ليس من الضروري أن تكون داهمة وملتهبة، فقد تم هذه المرة ضم فصول إلى المقالات تبحث في الأحداث في الدائرة الخارجية القريبة من إسرائيل وكذلك الدائرة الداخلية فيها، والتي تمتلك تأثيراً واضحاً وفورياً على أمنها القومي. لذلك نجد أن عدد الفصول في الكتاب هو أقل مما كان عليه الحال في السنوات السابقة. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك حالة تقاطع فيما بينها، وهو الأمر الذي يعكس تعقيد التحديات المتداخلة، والتي سيكون لزاماً على إسرائيل مواجهتها في السنة القادمة، وبما يتجاوز هذه الفترة الزمنية على ما يبدو.

المقال الأول في هذه المجموعة مخصص للتحديات المتأتية عن سعي إيران لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وخصوصاً لجهة تداعيات السياسة التي تتبناها طهران على الساحة المتاخمة للحدود الشمالية لإسرائيل. ويركز التحليل على التوجهات في الساحة الداخلية الإيرانية من خلال التركيز على تداعيات السياسة الخارجية الإيرانية على ذلك.

أما المقال الثاني فهو يبحث بشكل معمق في الساحة الشمالية لإسرائيل وبالانعكاسات ذات التأثير الكبير للتدخل من قبل الدول الإقليمية والعظمى في الحرب السورية وبالنشاطات الدولية التي تهدف إلى إرساء الاستقرار في الدولة، وكذلك في نشاطات حزب الله وتسليحه في سوريا ولبنان، بالإضافة إلى خطر التصعيد الناجم عن ذلك. ويشتمل تحليل الساحة الشمالية التأكيد على نقاط رئيسية حول الدور الذي تلعبه روسيا في صياغة التوجهات الآخذة في التبلور في سوريا، بما في ذلك ما يتعلق بقدرة إسرائيل على وضع حد للتوجه الإيراني لتعزيز تواجدها في هذه الدولة.

روسيا هي إحدى الحلقات في مجموعة الجهات الدولية، التي تؤثر سياستها على بلورة صورة التحديات التي تواجهها إسرائيل في محيطها القريب، حيث يركز المقال الثالث على الحراك الدولي بشكل عام، والديناميكية الآخذة في التطور بين الدول العظمى بشكل خاص، وتأثيرها على الشرق الأوسط ولاسيما على المصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل على الساحة الشمالية وكذلك على ساحة الصراع مع الفلسطينيين.

أما الفصل الرابع فهو مخصص للبحث في الساحة الإسرائيلية - الفلسطينية، حيث يركز على تحليل الأزمة العميقة التي تسيطر على الساحة الفلسطينية، ويشير إلى الخطة التي من المفترض أن تضع إسرائيل أمام مجموعة من التطورات، التي ستصيغ لها واقعاً سياسياً أمنياً محسناً.

وهناك فصل آخر في هذه المجموعة يركز على الساحة الإسرائيلية الداخلية، وهو مخصص لتحديد الفجوات بين مختلف التقديرات، حول تداعيات الخطوات التي أقدمت عليها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً على الديمقراطية الإسرائيلية، وذلك كأرضية للحوار الذي سيساعد في الحفاظ على جوهر إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.

 لقد كانت البيئة الإستراتيجية لإسرائيل، دائماً وأبداً، شديدة التعقيد وتضم الكثير من اللاعبين سواء على مستوى الدول أو على مستوى التنظيمات غير الحكومية. ولذلك فإن وضع قنوات العمل العملية والقابلة للتطبيق، والتي تحقق المصالح الحيوية لإسرائيل وتضمن إنجازات قاطعة وواضحة، ليس بالمهمة البسيطة بالمطلق. ولم يكن العام الماضي عاماً استثنائياً بهذا المفهوم، حتى في مستهل عام 2019 يتكون انطباع واضح بأنه قد تعززت في العام المنصرم التوجهات التي تنطوي على تهديدات للمصالح الحيوية لإسرائيل. هذا الأمر سيحدث ما لم يتم تبني عملية مضادة، على أساس تفكير متجدد يهدف إلى الحد من التأثيرات السلبية لهذه التوجهات.

أما الفصل الختامي لهذه المجموعة من المقالات المختارة فهو لرئيس معهد أبحاث الأمن القومي اللواء (احتياط) عاموس يادلين. وهو مخصص للتوصيات السياسية حول الخطوات التي يمكن لإسرائيل أن تدخل فيها، من أجل تقليص التهديدات أو استغلالها للحفاظ على تفوقها الإستراتيجي وتعزيزه، سواء في المجال العسكري أو في المجال السياسي.

ومن بين التوصيات في المجال العسكري: الاستعداد بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية للحالة التي تتوقف فيها إيران عن تنفيذ بنود في الاتفاق النووي أو الاندفاع باتجاه القنبلة النووية، واستمرار منعها من نقل سلاح نوعي إلى حزب الله، طالما أن نافذة الفرص لا تزال مفتوحة أمامها لفعل ذلك في سوريا، على الرغم من ظهور بعض المؤشرات لإغلاقها - وهو ما سيتطلب إعادة تقييم جديدة لطريقة مواجهة تعاظم الحزب، واستمرار إدارة المعركة المحدودة في سوريا لمنع ترسيخ التواجد الإيراني هناك، وفي موازاة ذلك الاستمرار في الاستعداد للتصعيد العسكري في قطاع غزة إلى جانب الاستعداد لدراسة تسوية مع حماس تضمن الهدوء على هذه الجبهة. ومن بين التوصيات السياسية: استغلال نافذة الفرص للقيام بخطوات مستقلة أو منسقة على الساحة الفلسطينية لوقف الانزلاق إلى واقع الدولة الواحدة، والنشاط المبادِر لتعزيز العلاقات مع قطاعات مختلفة من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب الحوار الدائم مع مختلف الأجنحة في المجتمع الأمريكي، والموجودة في حالة مواجهة مع الإدارة الأمريكية، بحيث لا تتضرر علاقة إسرائيل معها.