»

عرب الأهواز: أزمة الهوية القومية وحقوق المواطنة

01 تشرين أول 2018
عرب الأهواز: أزمة الهوية القومية وحقوق المواطنة
عرب الأهواز: أزمة الهوية القومية وحقوق المواطنة

مركز الجزيرة للدراسات

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة تحت عنوان "عرب الأهواز: أزمة الهوية القومية وحقوق المواطنة" إرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها.

تحلِّل هذه الورقة السياسات الإيرانية نحو عرب الأهواز وتوجهاتهم نحو الحكومات الإيرانية المتعاقبة، والأزمات التي يواجهونها على صعيد الهوية الثقافية وقضية المواطنة، ضمن الصورة الكلية للجغرافيا السياسية لإيران اليوم.
مجددًا، فتح الهجوم الدامي (تقرير للمركز) الذي تعرض له عرض عسكري في منطقة الأهواز، جنوب غربي إيران، وأدى إلى مقتل 25 شخصًا بينهم 12 جنديًّا وطفل واحد، وإصابة 25 شخصًا، البابَ على نقاش واسع بشأن الأقليات العرقية في إيران، وفي مقدمتها العرب الذين يُشكِّلون النسبة الأكبر من سكان هذه المنطقة. أعلنت كل من "المقاومة الوطنية الأهوازية"(1)، وتنظيم "الدولة الإسلامية" مسؤوليتيهما عن الهجوم، دون أن تقدم أي منهما أدلة على ذلك. وأيًّا تكن هوية منفذ الهجوم، ودلالاته والجهات التي يرتبط بها، فإن ذلك يؤشر في جميع الأحوال إلى التحديات الأمنية والسياسية الاجتماعية التي تواجهها إيران في تلك المنطقة، وتأتي في واحدة من جوانبها بفعل ظروف داخلية وتعكس في وجه من وجوهها مشاكل الأقليات في إيران.

تسعى هذه الورقة إلى رصد وتحليل توجهات السياسات الإيرانية نحو عرب الأهواز وتوجهاتهم تجاه الحكومات الإيرانية المتعاقبة، والأزمات التي يواجهونها في إطار الهوية الثقافية وقضية المواطنة(2)، ضمن الصورة الكلية للجغرافيا السياسية لإيران اليوم. وتنطلق هذه الورقة في معالجة موضوع "عرب الأهواز" من فرضية مفادها:
أن الأزمة التي تعانيها هذه الشريحة من سكان إيران هي جزء من أزمة الهوية، والهوية الوطنية في الجمهورية الإسلامية بشكل عام.
وستأخذ الورقة مسارها من خلال بحث عدد من القضايا المتعلقة بموضوع البحث، وأهمها:
- السياسة المركزية التي اتبعتها حكومات إيران المعاقبة والتي بدأت في عهد رضا شاه واستمرت في عهد محمد رضا شاه وتصاعدت في عهد الجمهورية الإسلامية خاصة في الفترة التي واكبت وأعقبت الحرب مع العراق. وهو ما أوجد فجوة تنموية واضحة بين المركز والأطراف.
- المظلومية والحرمان.
- اعتماد الصيغة الأمنية في التعامل مع الأقليات عمومًا والعرب وبعض القوميات الأخرى على وجه الخصوص.
- سوء الإدارة: ويبدو هذا الأمر مرتبطًا بالإدارة المركزية وغياب مشاريع التنمية في المناطق المحرومة.
تقوم هذه الورقة بمقاربة الأزمة من خلال التركيز على قضايا، مثل: الحقوق الثقافية والتنمية والعدالة والمساواة كمفاصل وشروط مهمة في بناء الهوية الوطنية