»

في "هرمز" والإقليم: إيران تسعى للمواجهة أم لموازنة التهديد؟

31 تموز 2018
في "هرمز" والإقليم: إيران تسعى للمواجهة أم لموازنة التهديد؟
في "هرمز" والإقليم: إيران تسعى للمواجهة أم لموازنة التهديد؟

مركز الجزيرة للدراسات

اصدر مركز الجزيرة للدراسات دراسة تحت عنوان "في "هرمز" والإقليم: إيران تسعى للمواجهة أم لموازنة التهديد؟" إرتأى المركز نشرها للإطلاع والإستفادة كما يلزم علماً أن المركز لا يتبنى بالضرورة وجهات النظر الواردة في الدراسة وكذلك المصطلحات المستخدمة فيها. تبحث هذه الورقة في تصاعد وتيرة تبادل التهديد بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وتناقش التحديات التي تواجه طهران في إدارة المواجهة مع واشنطن.

"إن هددوا مصالحنا فسوف نهدد مصالحهم.. وليأخذوا تهديدنا على محمل الجد"، يبدو هذا التصريح الصادر عن القائد في الحرس الثوري الإيراني، العميد يد الله جواني، دقيقًا في توصيف ما وصلت إليه العلاقة بين واشنطن وطهران، فالمصالح هي ما سيحاول كل طرف الدفاع عنه؛ ولذلك فالاستهداف الأميركي لإيران وارد والرد الإيراني سيكون واردًا أيضًا إن لم يكن مؤكدًا،"إن أراد الأميركيون أن يمارسوا بلطجتهم ضدنا فإنه من الطبيعي أن تقوم القوات المسلحة الإيرانية بما يلزم مستخدمة كل ما لديها من قدرة وجهوزية من أجل الحفاظ على المصالح القومية الإيرانية؛ ولذلك إن هددوا مصالحنا فسوف نهدد مصالحهم"(1).

بصورة متسارعة، تتصاعد الأصوات بالتهديد والوعيد بعقوبات غير مسبوقة من قبل ترامب وفريقه، ليقابله تهديد لا يخلو من الدبلوماسية من قبل حسن روحاني الذي حذر من اللعب بذيل الأسد، وقال: إن إغلاق مضيق هرمز هو واحد من أوراق إيران في هذه المواجهة(2)، ليعقبه رد دونالد ترامب على تويتر الذي أصبح ساحة مبارزة كلامية بين خصوم السياسة وعرَّابيها، مهدِّدًا روحاني "بعواقب تاريخية".وما لبث أن دخل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، والذي لا يُعرف عنه كثرة التصريحات، بتهديد صريح ومباشر لترامب، قائلًا: أنا خصمك، وفي رسالة تُخاطِب مصالح الكثير من دول المنطقة والعالم وعلى رأسها مصر وقناة السويس فالبحر الأحمر لم يعد آمنًا بسبب الوجود الأميركي، كما يقول سليماني(3). ويصف سليماني خطاب ترامب بأنه يحمل"أدبيات الملاهي الليلية.. وأنه يتوجب عليه استشارة البنتاغون والاستخبارات الأميركية عن قدرات إيران قبل توجيه تهديدات كهذه". وهو تهديد أكده قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، قائلًا: إن من المحتمل تنفيذ ما أعلنه الرئيس حسن روحاني بشأن النفط في حال اقتضت الظروف ذلك(4).

وسواء كانت تغريدات ترامب تحمل "أدبيات الملاهي الليلة" أو كانت نتاج نقاشات الصالونات السياسية، فهي تصب في خانة تهديد المصالح الذي قد يقود إلى مواجهة لن تبقى دول المنطقة وخاصة دول الخليج بعيدة عنها وعن ويلاتها؛ إذ إن الوصفة السحرية التي تأملها بعض الدول بـ"تحجيم إيران"، أو توجيه ضربة عسكرية لها، دون دفع أثمان باهظة، وصفة غير موجودة، وتنفيها المحددات الجيوسياسية بالنسبة لإيران وكذلك لجيرانها، خاصة مع حديث عن أن واشنطن تحشد لـ"ناتو" عربي ضد إيران في تحالف أُطلق عليه مؤقتًا اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرَّر مبدئيًّا أن تُعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول 2018.. وفي هذا السياق، تبحث الورقة في تصاعد وتيرة تبادل التهديد بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وتناقش التحديات التي تواجه طهران في إدارة المواجهة مع واشنطن.


مرفق pdf لقراءة الدراسة كاملة